عضو برونزي
|
رقم العضوية : 42258
|
الإنتساب : Sep 2009
|
المشاركات : 503
|
بمعدل : 0.09 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
الفيس بوك الاميركي
بتاريخ : 31-03-2011 الساعة : 02:03 PM
الفيس بوك الاميركي
عبد الجبار سبتي
ما قاله الأسد ليلة أمس لم يكن كلاما عاديا أبدا , فكما هي عادة القادة الأفذاذ ممن اعتلوا عروش أوطاننا ,فقد كان خطابا تاريخيا مهما وجه للداخل والخارج ,بل انه وجه لكل البشرية جمعاء إن كانت في سوريا الصمود والتحدي أو في كوكب (الفا بيتا شيربخ) , وهذا ما نطق به احد ممثلي الشعب السوري حينما قال للقائد العظيم وهو يصفق بحرارة منقطعة النظير الجمعي واللفظي (والعفطي) قال له (أنت لست قائدا لسورية الصمود والتحدي فحسب بل يجب أن تقود العالم اجمع) .
الجميع في الكرة الأرضية وكرة الطاولة (المستديرة )والمضرب والقدم كان ينتظر الخطاب التاريخي المهم والحرئ للأسد المغوار ( والغوار )وكان يمني النفس بان كلمات الأسد وحدها ستكفي (لهزهزة أوساط ) العالم العلوي والسفلي لملاهي إسرائيل وأميركا والاستعمار المنقرض, بل انه يمكن أن يهز عظام الدينصورات وهي راقدة في متاحف الطبيعة وتحت ركام من كلمات وخطب الزعماء الخالدين بتماثيلهم التي تشمخ بعنفوان الوطن وعظمة مواطن ممسوخ يستجدي جنسيته وانتمائه ولقمة عيشه .ولا يفقه شيئا عن عالم النقود والتصريف وعالم المال والأعمال غير بَسطة بسيطة يعرض فيها بضاعته الرخيصة للبيع عله يبيع شيئا منها ليعود لأطفاله برغيف يوكل , ولكن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان, قادتنا الملهمون يصرون على هذه الجملة الأخيرة ,لذلك فبدلا من الخبز يصرون على بيعنا خطبا تاريخية ,تمجد الوطن وتسحق المؤامرات الخبيثة لجيري وكيري وتوم وبول و..... وتمنحنا أكواما من الكرامة والعزة لا يمكن لها أن تصرف ألا على يد شرطي وهي تنهال على وجه وطنيتنا وانتماءاتنا ولقمة عيشنا , أو إنها قد تصرف على يد رصاصة قناص اعتلى بناية تابعة لأحد مقرات الأحزاب المقاومة للتطبيع , وهي تخترق صدر طفل يهتف بعناد , الشعب يريد هز العظام , والعظام هنا ليس شرطا أن يكون المقصود بها عظام الورك , فالعظمة للزعماء الخالدين , ولخطاباتهم وألسنتهم الناطقة بكلمات (الزنكة زنكة) والموت والدمار لكل المتآمرين .
مشكلة الشعوب أنهم لا يفهمون حجم المؤامرة التي تحاك في( مصانع الغزل والنسيج) , لان هذه الشعوب تعودت على العري , وتعودت على التعري أمام القادة العظام , الذين يحاولون جهدهم أن يلبسون هذه الشعوب ( كلاوا) يقيهم شظايا القصف المدفعي العنيف ورصاص القناصة وقصف الطائرات , عدو عدوي صديقي وصديق عدوي عدوي , وكما قال الاسد المغوار , ليس هناك مجالا للوقوف في الوسط , بل يجب أن يكون الوسط دائما في حالة استنفار ومهيأ تماما للهز.
والمواطن والعدو يتساوون هنا في الرصاص الحي والقصف المدفعي والصواريخ لا بل أكثر فان حصة الموطن تزيد لان الاستعمار لم يبعنا أسلحة تصل مداها لأوكار الأعداء , وعليه فلا بد من أن تستخدم هذه الأسلحة وألا فهل أتينا بها للزينة فقط ؟؟؟؟
إما أن تكون مع الوطن وإلا فأنت لست مواطنا , والوطن هنا معروف ومعرّف والعارف لا يعرّف , والقمر لا يخفى على جهينة , وهل للوطن معنى غير أن يكون أسدا مغوارا أو قاذفا للدم أو مباركا أو كما كان في زمان سابق صادما للاستعمار ساحقا للمؤامرات , هذا هو الوطن , ومن بعده الطوفان سيأتي , إن هو رحل أو شرم أو سحل ,فمن سيهز أوساط المواطـَنة بعده , فالوطن هو الزعيم المبجل فحسب , أيها الشعوب لماذا لا تنصتون لقول الزعيم (الاستعمار من أمامكم والقاعدة من ورائكم فأين المفر) .
ما أعجبني في خطاب الأسد التاريخي والمهم (كما هي العادة) قوله (إن من يتعرض للخطر اليوم هو ليس الدولة وإنما هو الوطن ) وهذا هو الحق بعينه تماما , فالزعماء والقادة الأفذاذ ليسوا رؤساء حكومات فحسب ويخطئ من يحسبهم يقولون (أنا الدولة والدولة أنا ) لا أبدا , بل هم الوطن بجميع ما تعني الكلمة , وان هم ذهبوا أو شرموا (نسبة إلى شرم الشيخ قدس سره الشريف) فسيذهب الوطن كذلك ويرتحل أو قد يشرم والله اعلم, لذلك فعلى الشعوب أن تقتدي بالبو عزيزي وتحرق أنفسها فردا فردا بيتا بيتا حارة حارة زنكة زنكة , أو أن ترتضي بالهز الدائم كلما طلب منها ذلك ( الزعيم الوطن والوطن الزعيم ) , وعليها أن تعي أن لا كرامة ولا عزة ولا ممانعة إن طال الهز الرئيس المفدى , فحين يهتز وسط الزعيم , سيفرح الاستعمار ويشمت الأعداء بنا , وستنتقص قيمة الوطن والمواطن , وسيتحدث التاريخ في فصول مدارسنا المتهرئة عن شعوب ارتضت بالرقص على حس طبول الفيس بوك الأمريكي .
|