سماحة السيد المُدرّسي: على أمريكا والغرب الكف عن دعم الأنظمة القمعية وترك أمرها للشعو
بتاريخ : 13-04-2011 الساعة : 09:48 PM
سماحة السيد المُدرّسي: على أمريكا والغرب الكف عن دعم الأنظمة القمعية وترك أمرها للشعوب
دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي (دام ظله) أمريكا والدول الغربية إلى الكف عن دعم الأنظمة الفاسدة والقمعية التي تستضعف شعوبها ورفع يدها عنها والتخلي عن هذه الأنظمة وترك أمرها للشعوب التي تريد نيل حقوقها ومطالبها المشروعة
مؤكدا أن هذه الأنظمة التي تشبه فرعون وقصته التي قصها الله تعالى في القرآن الكريم والتي تبين مصير الحكام الذين يستضعفون الشعوب ويقمعونها ويصادرون حريتها وحقوقها سوف تزول مهما طال الزمن ومهما كانت قوتها ومكرها للتشبث بالكرسي والتسلط على الناس وسيأتي زوالها على يد المستضعفين وبإرادة ونصر الله تعالى الذي يمكن لهم في الأرض. وأوضح سماحته في كلمة له أمام حشود من الوفود والزائرين بمكتبه في كربلاء المقدسة أن الآيات القرآنية التي تتحدث عن فرعون واستضعافه للناس وعن مصيره تنطبق اليوم على الكثير من الأنظمة والحكام سواء الذين أسقطتهم شعوبهم او ما تبقى منهم، مثل ما يجري في الواقع اليوم في ليبيا والبحرين واليمن.
وفي هذا السياق ادان سماحته مجددا استخدام دول خليجية وعلى رأسها السعودية، لقوات ما تسمى بدرع الجزيرة لقمع وقتل الشعب البحريني موضحاً أن ذلك يعد أمرا فاضحا ويتنافى تماما مع المبررات التي تقول تلك الدول إنها قامت بإنشاء هذه القوات على أسسها بعد غزو صدام للكويت وفق اتفاقية أمنية بينها لمواجهة أي اعتداء خارجي عليها.. وإذا بهذه القوات المسلحة والى جانب قوات النظام في البحرين تُستخدم لقمع وقتل وترهيب الناس العزل الأبرياء في البحرين الذين ثاروا ويتظاهرون سلميا وهم يحملون بيدهم الورود ويعتصمون بصدور عارية ولم يستخدموا أي سلاح في التعبير عن مطالبهم وأهدافهم..
مبينا أن شعب البحرين مهما كان اعزل فأنه بالمحصلة لا يعوزه أن يرفع السلاح مهما كان بسيطا مما يتوفر لديه ولو السلاح الأبيض للدفاع عن نفسه ولكنه شعب مسالم يقوم بثورة سلمية ولا يستخدم العنف والسلاح للتعبير عن مظلوميته والمطالبة بحقوقه ولكن مع ذلك تأتي 300 دبابة مجنزرة وحاملة جنود و قوات مجندة من درع الجزيرة إلى البحرين من اجل قمع الناس ويزعمون آن ذلك حسب الاتفاقيات الأمنية ! ففيما الشعوب لا يؤخذ برأيها وليس لها دور بما يتخذ من قرارات ترى الزعماء وحكومات يجلسون فما بينهم ويعملون اتفاقيات يضربون بها شعوبهم ! فلماذا لا يتكلم هؤلاء الملوك والشيوخ ويقولون للناس أن لدينا اتفاقية لنأتي بقوات من كل دولنا لقمع وضرب الشعوب.. !؟
وأضاف سماحته أن وجود هذه القوات الأجنبية للقمع والتنكيل جريمة واحتلال كما قال الشعب البحراني.. وسابقة خطيرة وفي النهاية هذه الشعوب ستفهم وتدرك هذه الجريمة وإبعادها ... وهؤلاء الحكام في الحقيقة بأفعالهم يعطون المبرر من حيث لا يشعرون للشعوب أن تنتقم منهم فضلا عن تحويل المنطقة كلها منطقة صراعات ...
وأوضح سماحته في هذا السياق أن القمع واستخدام الجيوش لم و لن يجدي أمام أناس يدافعون عن كرامتهم وحقهم ويلبسون الأكفان في تظاهراتهم وعلى هذه الأنظمة أن تعرف أنها تقوم بعمل خبيث في المنطقة وهذا العمل سينتهي بكم إلى الزوال وليس الشعوب اعرفوا واسألوا عن مصير صدام وزمرته و يا حكام المنطقة إن كنتم لا تفهمون في التاريخ البعيد وتعونه، فهذا التاريخ القريب.. وبالتالي بعض أولئك الذين دعموا صدام أين هم ؟ فتشوا عنهم .... وعلى أية حال ان الله سبحانه وتعالى ينتقم من الجبار والفرعون ومصير الكثيرين قد يكون أسوأ فنحن في الحقيقة ننصح في البداية حكام المنطقة بان يرعووا وان يفكروا ملياً في ما يحدث في المنطقة وهي برميل بارود.. فلا تحولوها بمزاعمكم وبممارساتكم إلى طائفية لا نريدها ولا تريدها الشعوب
فاستضعاف الناس وتصوير من يطالب بحقه وبالعدل والكرامة على أنه طائفية وأنهم أقلية حسب زعمكم هو في الواقع أمر غير صحيح في الكثير من البلدان لان هؤلاء الذين ترونهم زورا أنهم أقلية هم ليسوا كذلك و يمكنهم أن لايبقوا لآل فلان وعلان باقية إذا اُلجئوا لذلك ولا يخشون القتل والقمع فلتفهموا هذه الحقيقة.. ولكنهم في الحقيقة يرون ونحن معهم أن هناك مشاكل كبرى ولا يريدون تخريب الأمن الاجتماعي في المنطقة بل يريدون تقدمها والحفاظ على التعايش السلمي باحترام .. وهذا ليس نابعا من ضعف كما يعتقد البعض وإنما هو من أملنا أن يهدي الله تعالى الجميع أن يجمع كلمتنا ويوفقنا للانتصار على أعدائنا وبناء وطن يحفظ للجميع الكرامة والعدل والحقوق ...
وحول موقف العالم الخارجي أوضح سماحته أن أمريكا وأوربا التي يهمها أمر النفط وما شابه من مصالح اقتصادية هم أيضاً يجب أن يعرفوا أن النفط يصدر ويباع إلى بلادهم والى كل دول العالم لكن ليس بيد هؤلاء المشكلة ليس مشكلة النفط إذا كنتم تفكرون في النفط والمصالح القريبة وتدعمون هؤلاء الحكام المهتزة عروشهم على هذا الأساس فسوف تخسرون المصالح المشروعة البعيدة.. فأرجعوا إلى رشدكم اضغطوا على هؤلاء أو ارفعوا أيديكم عن هذه الأنظمة والشعوب بالتالي تعرف ماذا تصنع وكيف تتصرف... فإذا كانت القضية تضحيات ومواجهة فهي موجودة وإن كانت قضية تفاهم نحن أهل حوار وتفاهم على الحق والعدل لانغلق الباب لكن هم يغلقون الأبواب اعلموا وليسجل التاريخ إن أولئك هم الذين يغلقون أبواب الحوار وأبواب العمل السلمي والتعاون للمضي نحو المستقبل ولكن إذا أغلقوا كل الأبواب وكل المنافذ واستخدموا بدلا عن ذلك البطش والقوة لقمع الشعوب فلكل حادث حديث...
بارك الله فيك أختي الفاضلة على نقل كلمة آية الله السيد هادي المدرسي (حفظه الله).
اللهم احفظ علماؤنا الذين يشكلون صمام الأمان والمؤشر لكل الحالات السلبية في حياتنا.