صراع عباس ودحلان
يبدو أن الأيام القادمة ستشهد مزيد من التصعيد فى حركة فتح الفلسطينية بعد اعتقال محمد دحلان عضو الحركة وعضو المجلس التشريعى الفلسطينى ومصادرة بعض ما يخصه من منزله .
بغض النظر عن تاريخ أبو مازن الرئيس الفلسطينى وتاريخ محمد دحلان فى عملية السلام الميتة والاتفاق السابق بينهما على محاربة الحركات الأخرى من خلال عمل محمد دحلان المخابراتى والشرطى فإن الخلاف بينهما يظهر لنا أن السلطة الفلسطينية تستحق الإبادة مثلها مثل الأنظمة الأخرى التى أبادتها الثورات الحالية وذلك نظرا لكم الفساد المالى والذى طال الكثيرين داخل السلطة ولكم الظلم المرتكب من الجهاز الأمنى والشرطى فى حق الحركات الأخرى وحق بقية الشعب.
اتهم عباس دحلان واتهم دحلان عباس بالاستيلاء على المال العام وقطعا لو تصاعد الخلاف أكثر فإننا فى انتظار قنابل ستطيح بعملية السلام بين الفصائل الفلسطينية فدحلان لن يسكت على سجنه واعتقاله وسيظهر ما قام به وهو والسلطة من عمليات قذرة ضد الفصائل الأخرى ومن ثم يصدق المثل القائل إذا اختلف اللصان ظهرت السرقة وهو سيقوم بهذا بهدم البيت عليه وعلى أعدائه
النصيحة لحركة فتح هى أن تقوم بعملية تهدئة هدفها الابقاء على المصالحة بين الفصائل لأن الرجلين يبدوان كعميلين لاسرائيل فهما فى النهاية سيفجران المصالحة بخلافهما إذا تطور وتمت إذاعة العمليات القذرة من قبل دحلان .
وأما محاسبة رءوس النظام الفلسطينى فيجب أن تتم من داخل حركة فتح أولا قبل أن يأتيها طوفان الثورة فترمى فى مزبلة التاريخ كما رمى الحزب الوطنى المصرى وحزب المؤتمر الدستورى فى تونس
لا يجب أن يدفن أعضاء فتح رءوسهم فى الرمال ويتغاضوا عن محاسبة الكل وأولهم محمود عباس حتى ولو أدت المحاسبة إلى إقالته هو وكل الرءوس فبيد الحركة لا بيد غيرها أفضل .
لم يعد الصراع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبين رجل فتح القوي محمد دحلان سراً من الأسرار بعدما خرجت الكثير من تفاصيله للعلن، ولم يعد بوسع أحد أن يعمّي عليه عبر لقاءات صحفية تزعم أن الرجلين يلتقيان في الخط السياسي وليس ثمة ما يفرق بينهما.
والحق أن الرجلين يلتقيان فعلاً في الخط السياسي، فقد وقفا معاً في مواجهة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وإن كان دحلان هو الذي وقف في واجهة المحاولة الانقلابية المسلحة في قطاع غزة، كما أنهما يلتقيان في الرفض العلني والمطلق للكفاح المسلح (لا وجود للمقاومة السلمية إلا في الكلام والتصريحات وبالطبع في بلعين ونعلين)، في ذات الوقت الذي يلتقيان فيه في رفض حل السلطة والحفاظ على مشروعها بصرف النظر عن مآلها الذي يدركان تماماً أنه لن يغادر مربع الدولة المؤقتة في حدود الجدار.
على أن اللقاء في الملفات السياسية لا يعني اللقاء الشخصي، فالصراعات في عالم السياسة ليست على البرامج بالضرورة، والصراع الذي كان يحتدم دائماً بين الثلاثي (عرفات، أبو جهاد، أبو إياد) على الصلاحيات والنفوذ في فتح والمنظمة دليل على ذلك.
في سياق الصراع القائم بين دحلان وعباس هذه الأيام تتعدد الأسباب، إذ يشير البعض إلى ردود الأول العصبية على محاولات الثاني لتهميشه، والتي تمثلت مؤخراً في إدخاله عشرات من عناصر فتح الهاربين إلى مصر من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، الأمر الذي ذهب البعض حد وصفهم بالمليشيا الانقلابية (كلمة انقلاب صارت محببة في الأوساط الفتحاوية كما يبدو)، لكن محاولات الأخير توسيع نفوذه داخل التنظيم عبر الأموال التي يملكها بدت مستفزة للرئيس، فضلاً عن تسرب تسجيلات لدحلان يتحدث فيها بسوء عن الرئيس، ومن ضمن ذلك حديث عن أبنائه ومصالحهم الاقتصادية كما نقل عن بعض الدوائر بحسب صحيفة القدس العربي اللندنية.
لعل السبب الأكثر أهمية في سياق الأزمة القائمة بين الطرفين يتمثل في تسريبات وصلت الرئيس عباس تتعلق بتفاهمات بين دحلان وبين ناصر القدوة على طرحه مرشحاً للرئاسة كبديل عن عباس، بصرف النظر عن السياق الذي ستتم في ضوئه الخلافة.
ولعل السؤال الأهم الذي يطرح نفسه هنا يتعلق بالجهات التي تسمح لدحلان بتحدي الرئيس الفلسطيني على هذا النحو، وما إذا كانت عربية أم غير ذلك، وهنا تبدو القاهرة في صلب ما يجري، ربما لأنها تحب التأكيد لعباس بأنها ليست أسيرة الخيار الواحد، وأن بوسعها أن تستبدله في أية لحظة، ما يملي عليه الالتزام بتعليماتها قبل أي جهة أخرى.
لكن ذلك لا يمكن أن يتم بعيداً عن إرادة الاحتلال الذي يعلم الجميع أنه هو صاحب السلطة الأولى والأخيرة في الضفة الغربية، وعندما يتمكن دحلان من إدخال عشرات من مريديه، وقبل ذلك الأموال إليها، فإن ذلك لن يتم من دون رضا الاحتلال.
الأكيد أن الاحتلال لا يريد البقاء أسير الاحتمال الواحد، ولعل ذلك هو ما يدفعه إلى تشجيع دحلان على التمرد على عباس، لاسيما في ظل تكرار الأخير التلويح بالاستقالة، فيما ندرك أنه يريد التأكيد للرجل بأن ذلك لم يعد مجدياً، بخاصة بعدما وصل به الحال حد التلويح بحل السلطة، الأمر الذي رد عليه دحلان مباشرة بالقول إنه خيار "انتحاري".
من الصعب الحديث عن تصعيد أكبر في الصراع الدائر بين الطرفين، لأن المصالحة بينهما تبقى ممكنة كما هي عادة فتح، وإذا كان اللقاء قد تم من جديد بين فاروق القدومي وبين عباس رغم شطبه تماماً من فتح، فلن يكون مفاجئاً أن نسمع عن لقاء بين الأخير ودحلان، ربما برعاية مصرية، لكن الرسالة وصلت على أية حال، فالاحتلال ليس أسير الخيار الواحد، وإذا استقال عباس فالبديل جاهز، وحل السلطة ليس وارداً في ظل الظروف المحلية والعبرية والدولية القائمة.
صحيفة الدستور الأردنية
هذا صراع على السلطة بين هؤلاء الفتحايون وتقاسم الكعكة بينهم فكل واحد منهم لديه من المصالح الاقتصادية ومؤسس لأمبراطوريات اقتصادية هو وعائلته فمثلاً أن نبيل شعث أن ولده يملك تجارة الحاسبات في الضفة الغربية وغزة ويعنبر المورد الوحيد لها وقس على ذلك بقية المسئولين.
وهؤلاء كلهم قد استفادوا من الأدعاء من عملية السلام والتي لم تتحرك خطوة واحدة وقيام الدولة الفلسطينية الكارتونية والتي هي على الورق فقط.
وتقبل مروري.