كتعبير صادق عن وعد قطعته المقاومة الإسلامية في لبنان على نفسها لاسترداد كل الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني، قامت في عام 2006 بعملية الوعد الصادق التي أدت الى إنتصار تموز ولاحقا تحرير الأسرى اللبنانيين.
تفاصيل العملية
في الساعة التاسعة من صباح الأربعاء 12 تموز/يوليو 2006، تحركت قوة عسكرية صهيونية من ستة لثمانية جنود عند بلدة خلة وردة في خراج بلدة عيتا الشعب اللبنانية الحدودية فقامت وحدة خاصة من المقاومة الإسلامية بتفجير عبوة ناسفة أدت إلى قتل وجرح جميع عناصر القوة حيث دارت بعد ذلك اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة.
وكان المقاومون تدربوا على كيفية إصابة سيارة مصفحة دون إحراقها بالكامل، وكيفية توجيه الصليات الغزيرة من النيران باتجاه جنود مدجّجين بالسلاح دون إصابتهم إصابة قاتلة، باعتبار أن الهدف الرئيسي كان الهامر الأمامي، وكان المطلوب أسر الجنود من داخله. وقد جهز المقاومون حتى بأدوات لفتح أبواب السيارة المصفحة إذا أغلقت من الداخل.
أطلق المقاومون، ثلاث قذائف صاروخية من طراز "آر بي جي" باتجاه الهامر، فانفجرت في الجانب الذي يجلس فيه غولدفاسر وريغيف، وأدّت إلى إصابتهما ولم يكن لمن في السيارة أي فرصة للتحرك. خرج جنديان باتجاه حرج قريب. بينما اقترب المقاومون وسحبوا منها الجنديين، غولدفاسر وريغيف، وبينما كانت المجموعة المكلفة نقل الجنديين في طريقها الى المنطقة الآمنة بحسب قاموس المقاومين، كانت "مجموعة التنظيف" تتولى سكب كميات من البنزين على سيارتي الهامر وإحراقهما بالكامل، وأخذ كل ما يمكن أن يتحوّل الى دليل يساعد العدو في كشف حقيقة ما حصل، أو الحصول على ما يشير الى مصير الجنديين.
الحاج رضوان وصف العملية بالشاقة وطلب الدعاء
صحيفة الاخبار اللبنانية كتبت أنه عشية العملية، كان القائد العسكري في حزب الله الشهيد عماد مغنية(الحاج رضوان) في ضيافة إحدى الشخصيات المعنية بعمل المقاومة، تركه في وقت مبكر بخلاف عادته. سأله مضيفه أن يبقى، لكن الحاج رضوان أبلغه بأن لديه عملاً شاقاً ينتظره، وطلب إليه الدعاء. وعندما نفذت العملية، تواصلت هذه الشخصية مع الحاج رضوان، قدّمت له التهئنة على الإنجاز الكبير. وتشاور الرجلان في أي اسم يطلق على العملية. أطلع رضوان صديقه على مجموعة من الأفكار، قبل أن تقترح الشخصية الصديقة، اسم الوعد الصادق موضحة أن في ذلك إعطاء السيد حسن نصر الله حقه وهو الذي يفي بما يطلقه من وعود، لم تسأل هذه الشخصية الحاج رضوان عن مصير الجنديين، وسرعان ما اندلعت الحرب.
العملية نوعية بكل المقاييس
العملية كانت نوعية بكل المقاييس وأفرزت الكثير من النتائج وأهمها:
- أنها عبرت عن أن القيادة السياسية للمقاومة تقول ما تفعل وهو ما أكده سماحة السيد نصر الله بقوله أن العملية قد حضر لها منذ وقت طويل وهو الذي كان يعد ويعرف بما يعد .
- العملية في جانبها الميداني لم تكن في حسابات العدو الصهيوني ، وهو ما دفع بعد إتمامها وأسر الجنديين إلى أن تبنت الحكومة الصهيونية سياسة هجومية عشوائية، واخذت تتخبط من دون وعي في ردة الفعل .
- العملية عبرت عن التفاف شعبي كبير حول المقاومة مما أعطى للعملية بعدها الشعبي و الوطني.
قراءة إستراتيجية للعملية:
رسالة موجهة إلى الكيان الصهيوني،وهذا بعدما طغت إسرائيل في المنطقة فبعد العملية اصبح الموقف الإسرائيلي اكثر استيعابا بصورة كبيرة لنتائج العملية وهي الأسر لجنديين، وهو ما يمثل ضربة موجعة للحكومة الإسرائيلية التي ستسعى مهما كانت الوسائل و التنازلات بغية استرجاع الأسيرين، وهو ما عبر عنه الأمين العام السيد حسن نصر الله بقوله ( إنهم رفضوا التفاوض مع حماس فإنهم سيتفاوضون مع حزب الله في النهاية لأنهم فعلوها في السابق) .
ظهور المقاومة كورقة قوة في لبنان وحضور أقوى لحزب الله في الساحة السياسية اللبنانية، والتناغم بين العمل المسلح و المقاومة في الجنوب و السعي لاسترجاع الأرض المتبقية والمغتصبة، والحضور في المشهد السياسي اللبناني و لن بما يخدم الهدف الإستراتيجي له.
المواقف الدولية والإقليمية من العملية
إن عملية الوعد الصادق لم تكن مجرد عملية مفصولة أو معزولة عن الحراك الذي تشهده المنطقة خصوصا في الآونة الأخيرة، وهو ما مثل عنصر النوعية لها، وباستقراء المواقف الدولية و الوطنية للعملية، نجد أن الحليف الدائم إسرائيل أمريكا رأت في أن ردة الفعل الذي تقوم به إسرائيل الآن هو دفاع عن النفس و عن التراب، وأنه يتوجب على حزب الله إعادة الجنديين في أقرب الآجال ، وبريطانيا لم تخرج عن مثل هذا الموقف، أما إسرائيل ذاتها فقد رأت أن العملية ستجعل من كل التراب اللبناني مناطق غير محصنة ضد الهجمات العسكرية، وهو ما قد يدفعها إلى دخول مغامرة التوغل البري في جنوب لبنان والذي لا يمكن أن يكون بالسهولة التي تتصورها، خصوصا وأن حزب الله قد أكد على أن كل شمال الكيان كذلك هي أهداف له.
أما على المستوى العربي فكان الموقف مخذيا وكما المعهود لأنظمة لا يهمها أي كان سوى أن تبقى في كراسيها وان تبقى آمنة من كل هزات ارتدادية تؤدي بهم إلى السقوط، وهي سارعت الى تحميل المسؤولية بصورة غير مباشرة لحزب الله بجره المنطقة إلى حالة من الحرب .
إن عملية الوعد الصادق كانت محطة فاصلة في الصراع مع العدو الصهيوني وهي أحدثت زلزالا صاعقا له ،فهو تخبط وتسرع ودخل الحرب التي أدت في النهاية الى هزيمته،فهي بذلك تكون قد مهدت لتقويم جديد من المقاومة والغزة والشرف والانتصارات.
قناة المنار
صحيفة الاخبار اللبنانية كتبت أنه عشية العملية، كان القائد العسكري في حزب الله الشهيد عماد مغنية(الحاج رضوان) في ضيافة إحدى الشخصيات المعنية بعمل المقاومة، تركه في وقت مبكر بخلاف عادته. سأله مضيفه أن يبقى، لكن الحاج رضوان أبلغه بأن لديه عملاً شاقاً ينتظره، وطلب إليه الدعاء. وعندما نفذت العملية، تواصلت هذه الشخصية مع الحاج رضوان، قدّمت له التهئنة على الإنجاز الكبير. وتشاور الرجلان في أي اسم يطلق على العملية. أطلع رضوان صديقه على مجموعة من الأفكار، قبل أن تقترح الشخصية الصديقة، اسم الوعد الصادق موضحة أن في ذلك إعطاء السيد حسن نصر الله حقه وهو الذي يفي بما يطلقه من وعود، لم تسأل هذه الشخصية الحاج رضوان عن مصير الجنديين، وسرعان ما اندلعت الحرب.
الشخصية هى سماحة السيد الدكتور الامين العام لحركة الجهاد الاسلامى رمضان عبد الله صالح