تقولُ لي : أخطأتَ
أقولُ لكَ : وماذا في ذلك..؟ كلنا نخطئ .. المهم أن نتعلمَ من أخطائنا ..
ألم يعلمنا مربينا محمد صلى الله عليه واله الابرار :
أن كلّ ابن آدمَ خطّاء .. وخيرُ الخطائين التوابون ..؟
وكلمة ( خطّـاء ) الواردة في الحديث تفيدُ الكثرةَ ..
..
فافهم إن كنت ذا فهم ...
المهم أن نستفيدَ من الخطأ الذي وقعنا فيه ..
نستبدل الخطأ بالصواب يحل محله ..
المهم أن نجعلَ هذا الخطأمحطةَ توقفٍ ، نتأمل فيها أنفسنا ..
ونحاولَ أن نكتشف عيوبنا ، ونعزم على أن نصححَ مسارنا ..
ثم نجدد طاقتنا لننطلقَ من جديدٍ على بصيرة ..
فغايتنا التي لا غاية لنا سواها : الله سبحانه ..
(..قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ .. )
فليس العيب أن نخطئ ،بل هذا هو المتوقع ..
ولكن العيبَ أن نصرّ على الخطأ ونكرره ، ونعيده مرات متوالية
وأكبر من هذا العيب : أن نكابرَ فلا نقبلُ نصيحة ناصحٍ
ولا نرغب في التصويبِ ، لأن غيرنا نبهنا على الخطأ
إن من صورالشجاعة الرائعة وربما النادرة في عصرنا :
أن نعترف بالخطأ ..بكل هدوء
فنعتذر منه ..إذا كان في حق إنسان ..
ونتوب منه .. إذا كان في حق الله سبحانه ..
إن الإنسان الذي لايعمل أصلاً .. هو الذي لا يخطئ أبداً
أما الإنسان الذي يحاول ، فالمتوقع منه أن يقع في سلسلة أخطاء
غير أنه في كل مرة يحاول أن يصوّب الخطأ الذي وقع فيه ..
وبهذا فهو في كل مرة يتعلم شيئا جديدا ..
وهناك صنف متميزأ على درجة من هؤلاء ..
أولئك الذين يشكرونَ من ينبههم إلى الخطأ يقعون فيه ..
فيفرحونَ بذلك كما يفرحُ الناس بالهدية تقدّم إليهم
ويحبون الناصحين ،ربما اشد مما يحبون أهاليهم
ولله در أمير المؤمنين عليه السلام حين قال :
رحم الله من أهدى إليّ عيوبي
لله درك يا أمير المؤمنين ... وكم فينا مثله اليوم
أكثرنا قد يندرج مع : من لا يحبون الناصحين
إن الخطأ يقع من الإنسان العاقل الذي يفقه عن الله أحكامه :
يكون سبباً في علو درجته عند ربه
وسر المسألة :
أنه يجعل ذلك الخطأ نصب عينيه ،
ليكون عامل تهييج نحو مزيد من الإقبال على الله على بصيرة
ولذا قيل :
رب ذنبٍ أدخل صاحبه الجنة ..
ورب طاعة قادت صاحبها إلى النار
فالأول .. انتفع بخطئه .. واستفاد من عثرته ..
والثاني .. اغتر بطاعته .. وأعجب بها .. ونظر إلى ىغيره باحتقار
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا ،وأن ينفعنا بما علمنا ..
وأن يرضى عنا ، وأن يغفر لنا ويرحمنا ويسترنا ،ويتجاوز عنا ..
اللهم آمين..