[صباح83]

مالكم كيف تحكمون




الرئيس علي عبد الله صالح وعثمان بن عفان الخليفة الثالث

تمر الأمة في هذه الأيام بمخاض كبير

والكثير يتحدث عن ما يحدث في اليمن

وكثير من النقد لشخصية الرئيس علي عبد صالح

قرابة ثلاثين سنة و ودولة اليمن الى الوراء



ومن تخلف الى تخلف

والكل يتحدث عن المناصب في عهد هذا الرئيس

كلهم من أقربائه وزبانيته

والحق حق يجب ان يقال

رئيس الحرس من أقرباء السيد الرئيس

رئيس جهاز المخابرات الفلاني من أقرباء السيد الرئيس

رئيس الفرقة العسكرية الفلانية من أقرباء السيد الرئيس

وهكذا.........

مالكم كيف تحكمون

تعالوا معنا نعود الى التاريخ ونرى ماذا حدث في زمن عثمان بن عفان الخليفة الثالث

من هو والي العراق :

تم فتح العراق في زمن الخليفة عمر بن الخطاب ولأن سعد بن ابي وقاص كان قائد الجيش في هذا الفتح فقد كرمه الخليفة وعينه والي الكوفة بالعراق

بعد وصول عثمان بن عفان الى السلطة قام وعزل سعد بن ابي وقاص عن ولاية الكوفة

وعين بدلا عنه أخوه من أمه (بالواسطة) أسمه: الوليد بن عقبة

هل تعرفون من هذا الشخص؟ سؤال صعب

هذا الذي نزلت فيه آية قرانية "أن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا" أي انه فاسق بنص القران الكريم

أخي العزيز ... الأسوء قادم لا تستعجل

بعدها قام هذا الشخص بشرب الخمر علانية وكان هو الأمام بالصلاة بأعتباره الوالي

حدث في أحد الأيام انه جاء سكران وتقدمه في صلاة الفجر وهو سكران

صلى صلاة الفجر أربع ركعات


وقال : أزيدكم



أذن هو أخو الخليفة (واسطة)

المصدر لهذه المعلومة (تاريخ البداية والنهاية للعلامة السني ابن كثير)

ثانيا : والى مصر
تم فتح مصر في زمن الخليفة عمر بن الخطاب ولأن عمرو بن العاص كان قائد الجيش في هذا الفتح فقد كرمه الخليفة وعينه والي مصر .

بعد وفاة الخليفة الثاني ووصول عثمان بن عفان الى السلطة

قام وعزل عمرو بن العاص عن ولاية مصر

وعين بدلا عنه أخوه بالرضاعة (بالواسطة) أسمه: عبد الله بن سعد بن ابي سرح

هل سمعتم بهذا الأسم:

هذا الشخص مرتد عن الأسلام (مثل سلمان رشدي بعصرنا الحاضر)

كان قد أرتد عن الأسلام وقد هدر رسول الله (ص) دمه

وفي فتح مكة دخل الجيش الأسلامي الى مكة

أمر رسول الله بقتله ولو كان متعلق باستار الكعبة (هدر دمه).

لقد عفا رسول الله ص عن أغلب مشركي قريش والكفار وحتى عن أكبر القتلة

لكنه أصدر أمر بقتل هذا المرتد ولو كان متعلق باستار الكعبة فهرب وأختبئ في بيت عثمان بن عفان

رفض عثمان بن عفان تطبيق أوامر النبي بقتله



وبدلا من ذلك خبأه عنده بالبيت وجاء الى رسول الله يرجوه ان يعفو عنه

المرة الأولى: طلب عثمان من رسول الله أن يعفو عن المرتد عبد الله بن سعد بن ابي سرح

الجواب : أعرض عنهُ النبى وأدار وجهه عنه ولم يجبه لطلبه

المرة الثانية : يكرر عثمان بن عفان طلبه من رسول الله أن يعفو عن المرتد عبد الله بن سعد بن ابي سرح

أعرض عنهُ النبى وأدار وجهه عنه ولم يجبه لطلبه

المرة الثالثة: يكرر عثمان بن عفان طلبه من رسول الله أن يعفو عن المرتد عبد الله بن سعد بن ابي سرح

سكت رسول الله (ص) ثم عفا عنه

استغرب الصحابة من فعل رسول الله (ص) لأن رسول الله (ص) كان لا يرفض اي طلب لا يقول "لا" لي شخص فلماذا رفض طلب عثمان

لماذا لم يجب عثمان من المرة الأولى

تشجع احد الصحابة وسأل رسول الله (ص) عن تأخره ورفض طلب عثمان

قال رسول الله (ص) لأصحابه :

قال ما منعكم أن يقوم أحدكم إلى هذا الكلب فيقـتــله ؟

فقال عباد بن بشر ألا أومأت إلى يا رسول الله ؟
فـوالذى بعثك بالحق إنى لأتبع طرفك من كل ناحية رجاء أن تشير إلى فـأضرب عُنقه

فقال النبى أنهُ لا يجوز له أن يكون خائن الأعيُن

والــي البصــرة:
عزل عثمان بن عفان ابي موسى الأشعري عن ولاية البصرة

و ولاها الى عبد الله بن عامر بن كريز وهو ابن خال عثمان بن عفا (بالواسطة).

رئيس الوزراء بالمدينة المنورة (وزير عثمان الأول)


مروان بن الحكم : طريد النبي (ابن عم عثمان - الواسطة تعمل العجائب)

قام عثمان بن عفان بالغــــاء قرار رسول الله (ص) بنفي وطرد مروان بن الحكم هو وابوه الحكم من المدينة وكان يسمى "طريد رسول الله"

وقد كان رسول الله قد أصدر قرار بطردهم بالمدينة المنورة

فأعاده عثمان الى المدينة وجعله وزيره وأكرمه لأنه قريبه وأغدق عليه الأموال.

وبالمقابل قرر عثمان بن عفان أصدار قرار بطرد الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري من المدينة المنورة (نفاه) وقد قال فيه رسول الله (ص) " ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذر " وهو خامس من أســلم.( المصدر تاريخ ابن كثير البداية والنهاية 57)
وقال رسول الله "إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم قيل يا رسول الله سمهم لنا قال : "علي بن ابي طالب وأبو ذر والمقداد وسلمان أمرني بحبهم وأخبرني أنه يحبهم" (رواه الترمذي)

أذن رئيس الوزراء في عهد عثمان هو طريد النبي

الخلاصة

أذن في عهد الخليفة عثمان كان الولاة كما يلي :

اليمن: الوالي من اقارب عثمان – حرامي ( هو الذي سرق بيت مال المسلمين بعد وفاة عثمان وتوجه الى البصرة بقافلة ليلتحق بحرب الجمل وتمويل الحرب ضد الخليفة الرابع الأمام علي بن ابي طالب (ع)) يعني هو حرامي درجة أولى ما بقى شيء في بيت مال المسلمين باليمن

البصرة : الوالي من اقارب عثمان - (عبد الله بن عامر بن كريز وهو ابن خال عثمان بن عفان)
مصر: الوالي من اقارب عثمان - مرتد (عبد الله بن سعد بن ابي سرح أخو عثمان بن عفان بالرضاعة – مرتد عن الأسلام )
الكوفة : الوالي من اقارب عثمان – فاسق ( أخوه من أمه الوليد بن عقبة – نزل فيه قران انه فاسق)
الشام : الوالي من اقارب عثمان ( معاوية بن ابي سفيان كان والي منذ عهد عمربن الخطاب ولكنه الوحيد الذي بقي في منصبه لأنه من أصلا" اقارب عثمان.
الجزيرة: الخليفة عثمان ورئيس الوزراء من اقاربه - مروان بن الحكم ابن عمه الذي ذكرنا أعلاه ان رسول الله (ص) قد طرده هو وابوه من المدينة واعادهم عثمان الى المدينة وطرد بدلا منه الصحابي الجليل ابو ذر الغفاري)

هذه هي كانت البقعة الأسلامة في ذلك الوقت وتتضح الصورة مدى الواسطات والمحسوبيات في ذلك الزمن.

مالكم كيف تحكمون

نرجو العدالة في أصدار الأحكام

ولاتكونا من الذين يحكمون بمكيالين


والسلام

[طيار عراقي]

بارك الله فيك
طرح قيم

[منارة العلا]

اللهم صل على محمد وعلى ال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

اخي الكريم صاحب الموضوع حقيقة تحليلك الجريء يشدني بقوة الى قراءة سطورك التي اجدها خليط من سياسي الى ديني بل الى اقتصادي واجتماعي وانا ارى ان الاكثر تشابها بعثمان بن عفان هو المقبور صدام فقد جعل من اقربائه الذي اكثرهم علما هو معلم على لسان ابنته يجعله وزير فبدل من ان يقود الدولة الى الامام قادها الى الهاوية ولا زلنا لحد هذه اللحظة نحصد ما زرعه الملعون من كره وحقد وتمييز ..

معلومات مهمة جدا هي التي طرحتها وانا اشكرك بدوري لانك اوضحت الكثير من الامور حول ( الواسطة )

موفقين ان شاء الله تعالى

[تلميذ جعفري]

احسنتم بارك الله فيكم

وجزاكم الله خيرا

تقبلوا مرورنا

وشكرا

[صباح83]

بسم الله الرحمن الرحيم

مشكورين جميع الأخوة على ما كتبوه مأجورين انشاء الله

نحن في خدمتكم

[صباح83]

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الثانـــي

ونعتذر على هذا التأخير

الخاتمـة

ثار أهل مصر على والي مصر المرتـد

ثار أهل اليمن على والي اليمن الحرامي

وثار أهل العراق على واليهم الذي يصلي بالمسجد وهو سكران

وانتقلت الوفود الى المدينة المنورة وشكو للناس ما يحدث

كان اهل المدينة اصلا يعرفون كل شيء لأن اقارب الخليفة أفسدوا كل شيء

الثورة الأولـى:
أعلن الخليفة على المنبر انه تائــــب الى الله وسوف يغير جميع الولاة وسيغير سياسته
فعاد الثوار الى بلادهم
لقد قبل الثوار أعلان الخليفة التوبة

الثورة الثانية
بعد ان عادت الوفود الى بلادها
وجدوا السجون والأعتقالات والتعذيب في أنتظارهم
فعادوا الى المدينة وأعلنوا في المسجد النبوي الثورة الثانية
أعلن الخليفة عثمان التوبة للمرة الثانية

ولكن الثوار رفضوا قبولها
وضعوا شروط

أهم الشروط:
ان يعزل الولاة فورا وان يعين بدلا عنهم ويأتي الوالي الجديد معهم الى بلادهم حتى لا تتكرر الماساة ثانية

وافق الخليفة على طلب الثوار وعزل بعض أقاربه من الحكم



الثورة الثالثة

ثار الثوار من جديد

تم قتل الخليفة بعد ان حاصروه في بيته.


كيف حصل ذلك؟

وافق أهل مصر على قبول الوالي الجديد

هو شخص مقبول من جميع الأطراف

أسمه محمد بن ابي بكر (ابن الخليفة الأول ابو بكر)

قبل به الجميع ووافقوا على هذا الأختيار
كان محمد بن ابي بكر رجل يتمتع بصفتين:
1- انه ابن الخليفة الأول
2- أنه كان يتيم الأب فتربى في بيت الأمام علي بن ابي طالب كان له مثل الأب الحنون وتعلم من علمه الكثير
تربى مع الحسن والحسين كأنه اخوهم وهما سيدا شباب اهل الجنة

أذن هذا الشخص مقبول من جميع الأطراف

خرج الوفد المصري ومعهم الوالي الجديد محمد ابن ابي بكر وهم سعداء بالوالي الجديد وهم يكرمونه أشد الكرم

كانت الصحراء قاحلة وفي الطريق تتوقف القوافل في الواحات للتزود بالماء والراحة ثم تنطلق بالمسير

وفي وسط الصحراء في احد الواحات واذا يحضر خادم عثمان الشخصي

ماذا يفعل في وسط الصحراء؟

الناقة هي ناقة مملوكة للدولة مختومة بختم مميز؟

الرجل يسرع بالصحراء ويريد ان يسبق القوم .... يريد ان يسبق القافلة

شك الجميع بأمره

خادم عثمان لوحده وسط الصحراء متوجه الى مصر

الى والي مصر تحديدا .

ماذا هناك؟
ماذا يحدث؟

أليس والي مصر معزل من منصبه والكتاب معهم؟

كلمة من هنا وكلمه من هناك
عرف الوفد المصري ان خادم عثمان يحمل رسالة سرية الى والي مصر
تم ألقاء القبض عليه
فتشوه فوجدوا كتاب رسمي مختوم الى والي مصر
المفأجأة الكبرى

تم فتح الكتاب
ماذا يحتوي الكتاب ؟ هل من يعرف؟
ماذا فيه؟
المفاجأة الكبرى ......
فكر واستنتج معنــا ؟؟؟؟

قرار أعدام محمد ابن ابي بكر مع الوفد المصري



**** أذا لم يظهر بقية النص أو احسست بان الكلام مقطوع الرجاء أنقر على اليقونة في اسفل الشاشة لأنه يوجد هنالك المزيد الأيقونة هي show full Message ****
كتاب من عثمان الى والي مصر
يخبره بعدم تنفيذ كتاب العزل وأن يبقى في منصبه وأما بخصوص الوفد المصري والوالي الجديد فأنه حر بالتصرف
هو يقرر ماذا يفعل. يعاقبهم كما يشاء السجن الأعدام التعذيب....ألخ

صدمة كبير ة
محمد بن ابي بكر يمسك بيده بقرار الأعدام ... قرار صادر من عثمان بن عفان ومختوم بختمه

ماذا يفعل القوم

الحيرة تنتاب الجميع

قرر الوفد المصري ومعهم محمد بن ابي بكر العودة الى المدينة المنورة الى المسجد النبوي

أقسم عثمان بن عفان انه لم يكتب الكتاب ولم يعلم به

ما هو الحل؟ مشكلة كبيرة

الحل موجود ؟

اين؟

السر عند خادم عثمان ..... أليس هو من يحمل الكتاب؟

الذي أعطاه الأوامر والكتاب هو من كتب الكتاب.

أعترف خادم عثمان بأن الذي أعطاه الكتاب هو ؟؟؟؟؟؟ هـو؟؟؟؟؟؟

هو مروان بن الحكم (وزير عثمان)

أتضحت القصة

مروان بن الحكم لديه صلاحية أخذ الختم الخاص بالخليفة عثمان بأعتباره وزيره
وهو الذي كتب الكتاب وهو الذي ختم الكتاب بختم عثمان
وهو الذي ارسل الخادم بمهمة سرية الى مصر دون علم الخليفة

طالب الثوار بتلسيم الخائن مروان بن الحكم ليتم القصاص منه
رفض عثمان تسليم أحد أقاربه ووزيره

طالب الثوار بمحاكمة عادلة
رفض عثمان محاكمة وزيره

أعتبر الثوار ان عثمان شريك معه

لأنه لو كان صادق لعاقبه على تزوير الكتاب أو أحاله الى القضاء لمحاكمته

أنتهت المأسآة بمقتل عثمان

قتل عثمان من قبل الثوار

كما تشاهدون الآن في الشاشات كيف يتم مهاجمة الحكام

الثوار عادة لا يرحمون أحد

كان عثمان ضحية اقاربه الفاسدون المفسدون
قتل عثمان بسبب أقاربه
قتل عثمان لأنه أخطأ وجعل الدولة الأسلامية بيد اقاربه الفاسقون
قتل عثمان لأنه رفض تسليم الخائن
هل تتذكرون من هو الخائن مروان بن الحكم

انــه طريــد الرسول الأكرم ص

صدق رسول الله ص عندما يطرد أمثال هؤلاء من مدينته

وأخطأ عثمان لما أعاده الى المدينــة

اذا كان رسول الله طردهم وهم منبوذين فكيف اصبح المنبوذ من الدولة الأسلامية هو حاكم المسلمين ؟
كيف أصبح شارب الخمر السكران هو الذي يكون امام الصلاة بالعراق؟
كيف أصبح الحرامي هو الذي يحكم المسلمين باليمن؟
كيف أصبح المرتد عن الأسلام هو الذي يحكم المسلمين بمصر ؟


(الواسطة تعمل العجائب صحيح ولكن في النهاية ترتد عليك وانت الخاسر)

وحتى لا يتقول قائل بأن ما ذكرناه غير صحيح
ولا يتهمنا احد بأننا اعداء الأسلام ومندسين
وحتى لايشك بقولنا من يجهل أمرنا



نورد لكم النص الكامل كما ورد في كتاب – تاريخ الخلفاء – للعلامة الكبير السيوطي من كبار العلماء

هذا هو النص بدون أي تغيير وما بين الأقواس هو الشرح:
..... قال : أن عثمان لما ولى (المقصود أصبج خليفة ) كره ولايته نفر من الصحابة (أي ان نفر من الصحابه لم يرغبوا بخلافة عثمان )

لأن عثمان كان يحب قومه (المقصود اقربائة) فولى الناس اثنتي عشرة سنة وكان كثيرا ما يولى بني أمية (المقصود ان عثمان كان من بني امية أي انهم اقربائه) ممن لم يكن له مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صحبة (يعني لا دين ولا أخلاق) فكان يجيء من أمرائه ما ينكره أصحاب محمد وكان عثمان يستعتب فيهم فلا يعزلهم ( المقصود ان الناس شكو الى عثمان ولكن الواسطة والمحسوبيات أقوى من شكوى الناس) وذلك في سنة خمس وثلاثين فلما كان في الست الأواخر استأثر بني عمه ( بني عمه يعني الواسطة والمحسوبيات) فولاهم وما أشرك معهم (المقصود انه عزل الباقين مثل سعد بن ابي وقاص وعمرو بن العاص وغيرهم من المناصب ومنح المناصب للأقرباء فقط) وأمرهم بتقوى الله

فولى عبد الله ابن أبي سرح مصر (هذا والي مصر هو مرتد عن الأسلام) فمكث عليها سنين فجاء أهل مصر يشكونه ويتظلمون منه وقد كان قبل ذلك من عثمان هنأة إلى عبد الله بن مسعود وأبي ذر وعمار بن ياسر (المقصود ان ثلاثة من الصحابة المذكورين أختلفوا مع عثمان بسبب سياسيته بالواسطات فقرروا عدم السكوت على الباطل فعاقبهم عثمان بأشد العقوبات) فكانت بنو هذيل وبنو زهرة في قلوبهم ما فيها لحال ابن مسعود وكانت بنو غفار وأحلافها ومن غضب لأبي ذر (المقصود أبي ذر الغفاري الذي عاقبه عثمان فطرده من المدنية المنورة نفــي ) في قلوبهم ما فيها وكانت بنو مخزوم قد حنقت على عثمان لحال عمار بن ياسر وجاء أهل مصر يشكون من ابن ابي سرح فكتب إليه كتابا يتهدده فيه فأبى ابن أبي سرح أن يقبل ما نهاه عنه عثمان وضرب بعض من أتاه (العقوبات تشمل التعذيب والسجن والأعتقالات ) من قبل عثمان من أهل مصر ممن كان أتى عثمان فقتله ( المقصود قتله يعني الأعدامات والسجون والتعذيب لمن يشتكي او يتكلم) فخرج من أهل مصر سبعمائة رجل فنزلوا المسجد وشكوا إلى الصحابة في مواقيت الصلاة ما صنع ابن أبي سرح بهم

فقام طلحة بن عبيد الله فكلم عثمان بكلام شديد

وأرسلت عائشة رضي الله عنها إليه فقالت تقدم إليك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وسألوك عزل هذا الرجل فأبيت فهذا قد قتل منهم رجل فأنصفهم من عاملك ( عاملك المقصود والي مصر الذي أعدم بعض الناس)

ودخل عليه على بن أبي طالب فقال إنما يسألونك رجلا مكان رجل
وقد ادعوا قبله دما فأعزله عنهم واقض بينهم

فإن وجب عليه حق فأنصفهم منه

فقال لهم اختاروا رجلا أوليه عليكم مكانه فأشار الناس عليه بمحمد بن أبي بكر فقالوا استعمل علينا محمد بن أبي بكر فكتب عهده وولاه وخرج معهم عدد من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بين أهل مصر وابن ابي سرح

فخرج محمد ومن معه فلما كان على مسيرة ثلاثة أيام من المدينة إذا هم بغلام أسود على بعير يخبط البعير خبطا كأنه رجل يطلب أو يطلب (هذا خادم عثمان ماذا يفعل وسط الصحراء مسرعا)

فقال له أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ما قصتك وما شأنك كأنك هارب أو طالب
فقال لهم أنا غلام أمير المؤمنين وجهني إلى عامل مصر

فقال له رجل : هذا عامل مصر (المقصود محمد بن ابي بكر انه والي مصر الحالي)

قال (خادم عثمان) : ليس هذا أريد
وأخبر بأمره محمد بن أبي بكر فبعث في طلبه رجلا فأخذه فجاء به إليه فقال غلام من أنت ؟

فأقبل مرة يقول أنا غلام أمير المؤمنين؟

ومرة يقول أنا غلام مروان ؟

حتى عرفه رجل أنه لعثمان

فقال له محمد إلى من أرسلت؟

قال (الخادم) إلى عامل مصر

قال بماذا ؟

قال برسالة

قال معك كتاب ؟

قال لا
ففتشوه فلم يجدوا معه كتابا وكانت معه إداوة قد يبست فيها شيء يتقلقل فحركوه ليخرج فلم يخرج فشقوا الإداوة فإذا فيها كتاب من عثمان إلى ابن أبي سرح

فجمع محمد (ابن ابي بكر) من كان عنده من المهاجرين والأنصار وغيرهم ثم فك الكتاب بمحضر منهم فإذا فيه

إذا أتاك محمد وفلان وفلان فاحتل في قتلهم (قرار الأعدام) وأبطل كتابه وقر على عملك حتى يأتيك رأيي واحبس (بالسجن) من يجيء إلى يتظلم منك ليأتيك رأيي في ذلك إن شاء الله تعالى

فلما قرأوا الكتاب فزعوا

(اي ان المفاجئة اكبر من ان تصدق --- الكتاب فيه قرار اعدامهم وقتلهم)

وأزمعوا فرجعوا إلى المدينة

وختم محمد الكتاب بخواتيم نفر كانوا معه ودفع الكتاب إلى رجل منهم وقدموا المدينة فجمعوا طلحة والزبير وعليا وسعدا ومن كان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ثم فضوا الكتاب بمحضر منهم وأخبروهم بقصة الغلام وأقرأوهم الكتاب

فلم يبق أحد من أهل المدينة إلا حنق على عثمان

وزاد ذلك من كان غضب لابن مسعود وأبي ذر وعمار بن ياسر حنقا وغيظا
وقام أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلحقوا بمنازلهم ما منهم أحد إلا وهو مغتم لما قرأوا الكتاب
وحاصر الناس عثمان سنة خمس وثلاثين وأجلب عليه محمد بن أبي بكر ببني تيم وغيرهم فلما رأى ذلك على بعث إلى طلحة والزبير وسعد وعمار ونفر من الصحابة كلهم بدرى ثم

ثم دخل على عثمان ومعه الكتاب والغلام والبعير

فقال له علي (ابن ابي طالب) هذا الغلام غلامك؟

قال (عثمان) : نعم

قال والبعير بعيرك ؟

قال (عثمان) : نعم

قال فأنت كتبت هذا الكتاب ؟

قال (عثمان) لا وحلف بالله ما كتبت هذا الكتاب ولا أمرت به ولا علم لي به

قال له علي فالخاتم خاتمك ؟
قال نعم

قال (الأمام علي ) فكيف يخرج غلامك ببعيرك وبكتاب عليه خاتمك لا تعلم به ؟

فحلف (عثمان) بالله ما كتبت هذا الكتاب ولا أمرت به ولا وجهت هذا الغلام إلى مصر قط

وأما الخط فعرفوا أنه خط مروان

وشكوا في أمر عثمان وسألوه أن يدفع إليهم مروان فأبى (المقصود انهم طلبوا ان يسلمهم مروان فرفض عثمان لأنه من اقربائه)
وكان مروان عنده في الدار فخرج أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من عنده غضابا وشكوا في أمره وعلموا أن عثمان لا يحلف بباطل إلا أن قوما قالوا لن يبرأ عثمان من قلوبنا إلا أن يدفع إلينا مروان حتى نبحثه ونعرف حال الكتاب وكيف يأمر بقتل رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بغير حق فإن يكن عثمان كتبه عزلناه وإن يكن مروان كتب على لسان عثمان نظرنا ما يكون منا في أمر مروان ولزموا بيوتهم وأبى عثمان أن يخرج إليهم مروان وخشي عليه القتل وحاصر الناس عثمان ومنعوه الماء فأشرف على الناس فقال أفيكم على فقالوا لا قال أفيكم سعد قالوا لا فسكت ثم قال ألا أحد يبلغ عليا فيسقينا ماء فبلغ ذلك عليا فبعث إليه بثلاث قرب مملوءة ماء فما كادت تصل إليه وجرح بسببها عدة من موالي بني هاشم وبني أمية حتى وصل الماء إليه فبلغ عليا أن عثمان يراد قتله فقال إنما أردنا منه مروان فأما قتل عثمان فلا وقال للحسن والحسين اذهبا بسيفكما حتى تقوما على باب عثمان فلا تدعا أحدا يصل إليه وبعث الزبير ابنه وبعث طلحة ابنه وبعث عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ابناءهم يمنعون الناس أن أيدخلوا على عثمان ويسألونه إخراج مروان فلما رأى ذلك الناس رموا باب عثمان بالسهام حتى خضب الحسن بن علي بالدماء على بابه وأصاب مروان سهم وهو في الدار وخضب محمد بن طلحة وشج قنبر مولى علي فخشى محمد بن أبي بكر أن يغضب بنو هاشم لحال الحسن والحسين فثيروها فتنة فأخذ بيد الرجلين فقال لهما إن جاءت بنو هاشم فرأوا الدماء على وجه الحسن كشف الناس عن عثمان وبطن ما نريد ولكن اذهبوا بنا حتى نتسور عليه الدار فنقتله من غير أن يعلم به أحد فتسور محمد وصاحباه من دار رجل من الأنصار حتى دخلوا على عثمان ولا يعلم أحد ممن كان معه لأن كل من كان معه كانوا فوق البيوت ولم يكن معه إلا امرأته فقال لهما محمد مكانكما فإن معه امرأته حتى أبدا كما بالدخول فإذا أنا ضبطته فادخلا فتوجاه حتى تقتلاه فدخل محمد فأخذ بلحيته فقال له عثمان والله لورآك أبوك لساءه مكانك مني فتراخت يده ودخل الرجلان عليه فتوجآه حتى قتلاه وخرجوا هاربين من حيث دخلوا وصرخت امرأته فلم يسمع صراخها لما كان في الدار من الجلبة وصعدت امرأته إلى الناس فقالت إن أمير المؤمنين قد قتل فدخل الناس فوجدوه مذبوحا ...................... الخ"

هذا النص منقول من تاريخ الخلفاء للعلامة الكبير السيوطي

والسلام


زكاة العلم نشره

سؤال ما هو حكم الواسطات والمحسوبيات بالأسلام ؟

قد روي عن رسول الله ص أنه قال:
من ولي من أمور المسلمين شيئاً وولّى عليهم أحداً محاباة أو لقرابة، وهو يعلم أن فيهم من هو أصلح منه فليتبوأ مقعده من النار

صدق رسول الله