شرح حديث ((أمر معاوية بن أبي سفيان سعداًً فقال : ما يمنعك أن تسب أبا تراب))
بتاريخ : 15-12-2011 الساعة : 07:20 PM
بسمه تعالى ،،
كثير من عوام النواصب ممن يأول / يشرح هذا الحديث على مزاجه ، ويترك شرح علمائه الفطاحل ، وبعض الأحيان يصفوا هؤلاء العلماء بأنهم جهلة ، لايفقهوا شيئاً ومنهم يتهمهم بالكذب - كما حصل معي في البالتلك مع أحد النواصب ، وأتهم ابن حزم والقرطبي بأنهم كذابين !! والسبب انه لم يعجبه شرحهم !!!!
شرح الحديث :
1- قال ابن تيمية في منهاج السنة (ج5 / ص42) : أما حديث سعد لما أمره معاوية بالسب فأبى فقال : ما منعك أن تسب علي بن أبي طالب فقال : ثلاث قالهن رسول الله (ص) فلن أسبه لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، الحديث ، فهذا حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه
2- قال القرطبي في المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - (ج20 / ص25) : وقول معاوية لسعد بن أبي وقاص : (( ما منعك أن تسب أبا تراب )) ؛ يدل : على أن مقدم بني أمية كانوا يسبون عليا وينتقصونه ، وذلك كان منهم لما وقر في أنفسهم من أنه أعان على قتل عثمان ، وأنه أسلمه لمن قتله ، بناء منهم على أنه كان بالمدينة ، وأنه كان متمكنا من نصرته . وكل ذلك ظن كذب ، وتأويل باطل غطى التعصب منه وجه الصواب
3- قال حسن بن فرحان المالكي في نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي ص 22 :
أقول: فهذا صحيح مسلم يفسر رواية البخاري - وكلاهما من الكتب الستة - بأن والي المدينة وهو مروان بن الحكم في زمن معاوية كان يسب ويأمر بسب علي على المنابر، هذه حقيقة تاريخية ثابتة !
وقال في نفس الصفحة :
وقد سألت شيخنا العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله - وهو من كبار المحدثين في عصرنا الحاضر - عن هذه الرواية في مسلم وهل تدل على أن بني أمية كانوا يسبون عليا ؟ ! فقال: (هذا ليس بعيدا عن مروان وغيره، وهذه من الزلات نسأل الله العافية ! إ). أ. ه
4- قال موسى شاهين لاشين في فتح المنعم شرح صحيح مسلم (ج9/ ص332) : ويحاول النووي تبرئة معاوية من هذا السوء، فيقول: قال العلماء: الأحاديث الواردة التي في ظاهرها دخل على صحابي يجب تأويلها، قالوا: ولا يقع في روايات الثقات إلا ما يمكن تأويله، فقول معاوية هذا ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب، كأنه يقول هل امتنعت تورعاً؟ أو خوفاً؟ أو غير ذلك؟ فإن كان تورعاً وإجلالاً له عن السب، فأنت مصيب محسن، وإن كان غير ذلك فله جواب آخر، ولعل سعداً كان في طائفة يسبون، فلم يسب معهم، وعجز عن الإنكار عليهم، فسأله هذا السؤال، قالوا: ويحتمل تأويلاً آخر، أن معناه: ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده؟ وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا، وأنه أخطأ. اهـ. وهذا تأويل واضح التعسف والبعد، والثابت أن معاوية كان يأمر بسب علي، وهو غير معصوم، فهو يخطئ، ولكننا يجب أن نمسك عن انتقاص أي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسب علي في عهد معاوية صريح في روايتنا التاسعة
5- قال السندي في حاشيته على ابن ماجه (ج1 / ص86) : 118 - قوله ( فنال منه ) أي نال معاوية من علي ووقع فيه وسبه بل أمر سعدا بالسب كما قيل في مسلم والترمذي ومنشأ ذلك الأمور الدنيوية التي كانت بينهما ولا حول ولا قوة إلا بالله والله يغفر لنا ويتجاوز عن سيئاتنا ومقتضى حسن الظن أن يحمل السب على التخطئة ونحوها مما يجوز بالنسبة إلى أهل الاجتهاد لا اللعن وغيره
قال الشيخ محمد الأمين الهرري في كتابه (الكوكب الوهَّاج والرَّوض البَهَّاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج ج23 ص444 ، طبعة دار المنهاج، جدة، السعودية، الطبعة الأولى 1430هـ - 2009م) :
"(أمر معاوية بن أبي سفيان) الأموي الشامي، الخليفة المشهور (سعداً) بن أبي وقاص رضي الله عنهما أي أمره بسب علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأبى سعد أن يسب علياً (فقال) معاوية بن أبي سفيان لسعد: (ما منعك) يا سعد (أن تسب أبا التراب) علي بن أبي طالب حين أمرتك أن تسبه، وأبو التراب كنية علي بن أبي طالب رضي الله عنه كناه به النبي صلى الله عليه وسلم حين نام في تراب المسجد النبوي وأيقظه...".
الحديث الاول :
البحر الزخار لأبو بكر البزار (المتوفى 292هـ) - تحقيق محفوظ الرحمن زين الله -الناشر مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة - الطبعة: الأولى - (ج3 / ص324) 1120 : حدثنا محمد بن المثنى، قال: نا أبو بكر الحنفي عبد الكبير بن عبد المجيد، قال: نا بكير بن مسمار، قال: سمعت عامر بن سعد، يحدث قال: قال رجل لسعد: ما يمنعك أن تسب عليا قال: لا أسبه ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
قلت : لو لم يفهمها البزار كما فهمها الشيعة - انار الله برهانهم - لما اخفى اسم معاوية !!
الحديث الثاني :
المستدرك على الصحيحين للحاكم (ج3 / ص117) : 4575 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن سنان القزاز، ثنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، وأخبرني أحمد بن جعفر القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا أبو بكر الحنفي، ثنا بكير بن مسمار قال: سمعت عامر بن سعد يقول: قال معاوية لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما: ما يمنعك أن تسب ابن أبي طالب؟ قال: فقال: لا أسب ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، قال له معاوية: ما هن يا أبا إسحاق؟ قال: لا أسبه ما ذكرت حين نزل عليه الوحي فأخذ عليا وابنيه وفاطمة فأدخلهم تحت ثوبه، ثم قال: «رب، إن هؤلاء أهل بيتي» ولا أسبه ما ذكرت حين خلفه في غزوة تبوك غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له علي: خلفتني مع الصبيان والنساء، قال: «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوة بعدي» ولا أسبه ما ذكرت يوم خيبر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويفتح الله على يديه» فتطاولنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أين علي؟» قالوا: هو أرمد، فقال: «ادعوه» فدعوه فبصق في وجهه، ثم أعطاه الراية، ففتح الله عليه، قال: فلا والله ما ذكره معاوية بحرف حتى خرج من المدينة «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة، وقد اتفقا جميعا على إخراج حديث المؤاخاة وحديث الراية»
قال الامام الذهبي في التلخيص : على شرط مسلم فقط
قلت : إنظروا الى غضب سعد !!!!!!!!! هل يغضب من لا شيء ام لان معاوية سبه امامه !!!!!
النووي في شرحه للحديث :
قوله : ( إن معاوية قال لسعد بن أبي وقاص : ما منعك أن تسب أبا تراب ؟ ) قال العلماء : الأحاديث الواردة التي في ظاهرها دخل على صحابي يجب تأويلها . قالوا : ولا يقع في روايات الثقات إلا ما يمكن تأويله . فقول معاوية هذا ليس فيه تصريح بأنه أمر سعدا بسبه ، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب ، كأنه يقول : هل امتنعت تورعا ، أو خوفا ، أو غير ذلك . فإن كان تورعا وإجلالا له عن السب فأنت مصيب محسن ، وإن كان غير ذلك فله جواب آخر ، ولعل سعدا قد كان في طائفة يسبون فلم يسب معهم ، وعجز عن الإنكار ، وأنكر عليهم ، فسأله هذا السؤال . قالوا : ويحتمل تأويلا آخر أن معناه ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده ، وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا ، وأنه أخطأ ؟
قلت : كم إنك مضحك يا نووي ، تحاول ترد الحديث الصحيح بلعل ؟؟