تحت عنوان "مطلوب مساعدة صالح المطلك البعثي" كتب الاخ الكريم (( صباح83 )) موضوعاً قيماً حول املاك المطلك فأحببت ان اعلق على موضوعه الكبير الاهمية بموضوع مستقل بأعتبار ان الرد يتطلب تفصيلاً مسهباً حول المزارع التي يمتلكها المطلك ومنها مزرعة الساجد التي يتشارك ملكيتها مع ساجدة زوجة الطاغية المقبور : ولسوف ابين بعض الحقائق بالارقام مشيراً الى مساحات الاراضي بالدونم الذي يعادل الواحد منه مساحة 2500 متراً مربعاً ..
انا ادلكم على مكان تلك المزرعة التي اعرفها مثما اعرف الطريق الى بيتي او عملي ولكم تجولت فيها بعد سقوط صنم بغداد المجرم ,, هذه المزرعة بمساحة 17 الف دونم تقريباً تقع في منطقة الهلالي في ناحية جبلة في محافظة بابل الى الشمال الشرقي وبمسافة 56 كيلومتراً من مدينة الحلة حيث تقع آثار مدينة كوثى القديمة اصل الحضارة البابلية ومقام ولادة النبي ابراهيم الخليل عليه السلام كانت تعرف بين اهالي الناحية بمزرعة سجودة او شركة الساجد التي يمتلكها المطلك اللعين و يرسل القسم الاكبر من وارداتها الى مالكة رقبته العجوز الشمطاء ساجدة ,,
ولكي ازيدكم فأن المزرعة العملاقة تقع ضمن اراضي مشروع المسيب الكبير الذي افتتح في زمن الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم وقد كان قبل مجيء قاسم الى السلطة في طور الانشاء ,, فلما اكتمل المشروع اصبح اكبر مشروع ري في الشرق الاوسط ,, حيث زرعت فيه مختلف انواع الاشجار المثمرة والغابات على طول مسافة عشرات الكيلومترات ,, و اقيمت فيه ثلاث محطات عملاقة للثروة الحيوانية ,, كما وكانت المنطقة مصدراً مهماً في انتاج محصول بنجر السكر الذي يعد من المنتوجات الاستراتيجية ,, وكذلك فول الصويا ,, و الفستق ,, بل ان اندر انواع المحاصيل الزراعية كانت تنتج فيه حتى عرفت محافظة بابل بفضل ذلك المشروع بأنها سلة العراق الغذائية ,, اضافة الى كون المنطقة قد اصبحت منتجعاً سياحياً تفد الى غاباتها الرائعة الجمال وبساتينها المثمرة السفرات السياحية ورحلات الصيد البري للطيور والحيوانات من مختلف مناطق العراق لا سيما بغداد التي لا تبعد عن منطقة المشروع سوى 80 كيلومتراً او اقل خصوصاً بعد اقامة الطريق الدولي السريع بين المحافظات الذي يمر بالمنطقة ويخترق اراضيها ونهرها الكبير وغاباتها الجميلة ,, وبسب جمال طبيعتها قامت حكومة احمد حسن البكر في اواخر السبعينيات بأستضافة رئيس وزراء دولة اوربية فيها حيث امضى عدة ايام هناك..
غير ان يد البعث العابثة بكل ما هو جميل في البلد قد امتدت الى المشروع الذي كان يسجل لعبد الكريم قاسم بكل امتياز فقرر طاغية تكريت في وسط الثمانينيات ان يخصخص المشاريع الزراعية والحيوانية ويلغي المزارع التعاونية التي تمتلكها الحكومة وعرض كل ممتلكات المشروع العملاق للبيع فبيعت الاراضي المنتجة والبساتين المثمرة و محطات الثروات الحيوانية ,, الامر الذي ادى الى ازالة الاف الدونمات من الاراضي الزراعية من خارطة الوجود الجغرافي العراقي بسبب جهل الفلاحين في ادارة البساتين التي رسمت وفق خطط زراعية انكليزية جعل منها عجائب هندسية رائعة الجمال ,, كذلك كان اتساع الاراضي التي بيعت الى المواطنين بثمن بخس الدور الاكبر في بوار الارض الصالحة للزراعة بسبب عجز الكثير من المالكين الجدد عن ادارة جميع الاراضي على سعتها او اكتفائهم بالنزر اليسير منها وترك الباقي تكاسلاً او انشغالاً بما يجلب موارداً اكبر او تبطراً ..
و كان من الطبيعي ان يسارع مجرمو النظام التكريتي المقبور الى شراء افضل واكبر المساحات الزراعية كما هو الحال في مزرعة العسياوي القادم من الفلوجة والتي تقدر بسبعة الآف دونم , ومزرعة شركة الساجد التي استولى عليها المطلك القادم من الرمادي ,, ومزرعة علاء الحديثي ,, ومزرعة ابو الغوش البعثي الفلسطيني التي كانت تزيد على الخمسة الاف دونم ,, ومزرعة ابو نبعة السعيدي المحامي البعثي الصدامي وكلهم غرباء عن المنطقة بالاضافة الى عشرات البساتين التي استولى عليها بأبخس الاثمان ضباط الجيش الصدامي المجرم ,, و الكثير من الفلاحين المحليين الذي لم يعطوا لتلك المشاريع العملاقة حقها ,, وكان من الطبيعي ان يستحوذ كلاب البعث الذين ولغوا في دماء المنطقة واراضيها ومياهها على الحصص المائية الاكبر فكانت منافذ نهر المشروع المؤدية الى باقي الاراضي تغلق بأستمرار لضمان ايصال الكمية الاكبر من المياه الى شركة الساجد التي يمتلكها المطلك الامر الذي ادى الى اتلاف الالاف من المساحات الزراعية الصالحة للزراعة بسبب شحة المياه ,,كذلك عانى المئات من الفلاحين من العطش القاتل للحيوانات و المهلك للحياة بصورة عامة الى درجة ان بعض المناطق النائية التي تحولت من زراعية الى صحراوية قد بات اهلها يحفرون حفراً في مجاري الانهار ليحصلوا على ماء اسن نتن يشربون منه مع الكلاب السائبة
علماً ان نهر المشروع الذي اشرف على انشائه مهندس فرنسي والذي يأتي بمياهه من نهر الفرات في منطقة المسيب قاطعاً مسافة لا تقل عن 60 او 70 كيلومتراً وبعرض يقارب الخمسين متراً تقل تدريجياً كلما اتجهت الى العمق ,, كان يضمن وصول الماء الى اخر قطعة زراعية فيه في نفس الوقت الذي يصل الى اول قطعة كما اشار الى ذلك المهندس الفرنسي نفسه في مذكراته التي علقها على احد جدران دائرة الري التي تدير المشروع بعد انشائه ..واليوم قد تحول مشروع المسيب الكبير بأراضيه الخصبة وغاباته الرائعة الجمال الى اراض معظمها جرداء مقفرة ,, بعدما ازالت يد التخريب من قبل ومن بعد معالمها الخضراء واشجارها المثمرة و غاباتها الكبيرة .
ليس هذا فقط بل هنالك اراضٍ زراعية في منتهى الخصوبة تقع جنوب شرق بغداد في مناطق تابعة لقضاء سلمان باك وقفت عليها بعد سقوط كلب العوجة تمتد من الطريق العام الذي يربط بين بغداد والبصرة مروراً بمحافظة واسط و تتجه بأتجاه الحدود العراقية الايرانية شرقاً والتي تشمل مناطق البسماية و النهروان و مشروع الوحدة والحفرية و التي كانت عبارة عن اراضٍ خضراء عامرة بزراعة المحاصيل المختلفة استولى عليها ازلام النظام وقد قسمت الى قطع شاسعة تتراوح مساحاتها بين العشرة الاف والخمسة الاف وتتدرج الى المئات وبواقع المئات من القطع ,, وكان نصيب آل المطلك القبيح الذكر والنتن الريح نصيب هو الاوفر بعد المقبور عدنان خير الله ووالده المجرم و المجرم السفاح حسين كامل و اخوته ,, والانكأ ان اخو صالح المطلك المدعو حامد المطلك والذي يمتلك اخصب الاراضي القريبة من مصادر المياه القادمة من نهر دجلة راح يفرض ضرائب وايجارات على الفلاحين الذين قد يستفيدون من المياه التي لابد وان تمر من اراضيه الشاسعة لتسقي مزروعاتهم و حيواناتهم ويستخدمونها للشرب والا فأنه يسرب الماء الزائد عن حاجته الى المبازل المالحة كي لا يستفيد منه احد غيره ,, وبحسب علمي لازال المطلك ولحد وقت قريب يمتلك تلك الاراض ويتحكم بمسار الماء فارضاً ضرائبا باهضة على باقي الفلاحين الذين معظمهم من الشيعة ان لم يكن كلهم لقاء سماحه لهم بأستغلال الماء المار بأرضه ,,
ولمعلومات القارئ الكريم فأن منطقة البسماية قرب ناحية النهروان كان فيها قبل سقوط كلب العوجة منتجعاً رائعاً عملاقاً من غابات كبيرة مقسمة الى عدة انواع و صنوف من الاشجار بواقع كل خمسة دونمات على حدة يحيط بكل قطعة ارض واحدة سياج سلكي من البي ار سي و تضم كل قطعة على نوع مختلف من الحيوانات البرية ,, غير انها اليوم تحولت الى اراضٍ جرداء بعدما قطع الارهابيون التكفيريون المياه القادمة من محافظة ديالى و هبت الالاف من الهمج الرعاع الى قطع جميع الاشجار و نهب الممتلكات العامة بما فيها الحيوانات البرية من غزلان و غيرها .
هذا هو حال آل المطلك و هذا هو فعلهم في نهب خيرات العراق وهم غرباء تماما بأنتمائهم العرقي والديني والمذهبي والثقافي والعقائدي عن سكان الارض التي يتحكمون بمقدراتها ,, فهل من التفاتة من حكومة رئيس الوزراء وشخصه الى هذا الامر الخطير لوضع حد لأطماع عائلة المطلك ,, وهل من مبادرة من القوى السياسية لتسليط الضوء على استهتار هذه العائلة السيئة الصيت بمقدرات الناس وارزاقهم ,, ام ان التناحر السياسي بين حلفاء الانتخابات و اعداء الاداراة والمحاصصات يحول دون كبح جماح اذناب البعث التي يبدو انها لم تعرف الحدود بعد .