الشمعة الأولى :
الإمام الحسين ع ..
أضاءت دربنا ووضعت الأسس الحقيقيه لمسيرتنا نحو رحاب الله سبحانه وتعالى ، ففي زمن الظلم والإستبداد كان كراماته تلمع حتى تسامت وتجلت في تلك التضحية التي فتحت للأحرار مدرسة لم يعدها العالم وهي مدرسة الشهادة .
وليت العالم كان يعرف بحق من هو عليه السلام ؟!
فالإمام أبي عبدالله الحسين (ع) الذي ولد في اليوم الثالث من شهر شعبان سنة أربع من الهجرة، وبكى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في مولده بحرقة وألم حتى سألته إبنته الحوراء الإنسية فاطمة (ع) لما البكاء فأخبرها عن مايجري عليه في أرض الطفوف من قتل ورض لصدروقطع الرأس ورفعه على القنا وسبي نساءه .
فحياته كلها مواقف نصرة للحق وأهله ولاتسليم للظلم والظالمين فهو إمام قام أو قعد .
اسمه وكنيته ونسبه(عليه السلام)
الإمام أبو عبد الله، الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام). ألقابه(عليه السلام)
سيّد الشهداء، أبو الأئمّة، سيّد شباب أهل الجنّة، السيّد، الرشيد، الشهيد، الزكي، الطيّب، المُبارك، السبط، التابع لمرضاة الله، الدليل على ذات الله... . تاريخ ولادته(عليه السلام) ومكانها
3 شعبان عام 4ﻫ، المدينة المنوّرة. أُمّه(عليه السلام) وزوجته
أُمّه السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وزوجته السيّدة شاه زنان بنت يَزدَجُرد بن شهريار بن كسرى، ويقال: إن اسمها شهربانو أُمّ الإمام علي زين العابدين(عليه السلام)، وله زوجات أُخر. مدّة حمله(عليه السلام)
كانت مدّة حمله ستّة أشهر، ولم يولد لستّة أشهر إلّا عيسى بن مريم والحسين(صلى الله عليه وآله). رؤيا أُمّ الفضل
رأت أُمّ الفضل بنت الحارث في منامها رؤيا غريبة لم تهتدِ إلى تأويلها، فهرعت إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) قائلة له: رأيت حلماً مُنكراً كأنّ قطعة من جسدك قُطعت ووُضعت في حِجري!
فأزاح النبي(صلى الله عليه وآله) مخاوفها، وبشّرها بخير، قائلاً: «خيراً رأيتِ، تَلد فاطمةُ غلاماً فيكون في حِجرك»، فولدت فاطمة الحسين(عليه السلام)، فقالت: وكان في حجري كما قال رسول الله(صلى الله عليه وآله)(1). إخبار النبي(صلى الله عليه وآله) بقتله(عليه السلام)
قال الإمام الصادق(عليه السلام): «إنّ جبرائيل(عليه السلام) نزل على محمّد(صلى الله عليه وآله)، فقال له: يا محمّد، إنّ الله يبشّرك بمولودٍ يولد من فاطمة، تقتله أُمّتك من بعدك، فقال: «يا جبرائيل، وعلى ربّي السلام، لا حاجة لي في مولود يولد من فاطمة تقتله أُمّتي من بعدي»، فعرج ثمّ هبط(عليه السلام) فقال له مثل ذلك، فقال(صلى الله عليه وآله): «يا جبرائيل، وعلى ربّي السلام، لا حاجة لي في مولود تقتله أُمّتي من بعدي»، فعرج جبرائيل(عليه السلام) إلى السماء ثمّ هبط فقال: يا محمّد إن ربّك يقرئك السلام ويبشّرك بأنّه جاعل في ذرّيته الإمامة والولاية والوصية، فقال: «قد رضيت».
ثمّ أرسل(صلى الله عليه وآله) إلى فاطمة(عليها السلام): «إنّ الله يبشّرني بمولود يولد لك تقتله أُمّتي من بعدي »، فأرسلت إليه: «لا حاجة لي في مولود تقتله أُمّتك من بعدك»، فأرسل إليها: «إنّ الله قد جعل في ذرّيته الإمامة والولاية والوصية»، فأرسلت إليه: «أن قد رضيت»(2). بكاء النبي(صلى الله عليه وآله) عند ولادته(عليه السلام)
لمّا بُشِّر الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) بسبطه المبارك، خفّ مسرعاً إلى بيت بضعته فاطمة(عليها السلام) وهو ثقيل الخطوات، وقد ساد عليه الحزن، فنادى: «يَا أسماء، هَلُمِّي ابني».
فناولته أسماء، فاحتضنه النبي(صلى الله عليه وآله) وجعل يُوسعه تقبيلاً وقد انفجر بالبكاء، فذُهِلت أسماء وانبرت تقول: فِداك أبي وأُمّي، ممّ بكاؤك؟!
فأجابها النبي(صلى الله عليه وآله) وقد غامت عيناه بالدموع: «على ابني هذا»، فقالت: إنّه وُلد الساعة!!
فأجابها الرسول(صلى الله عليه وآله) بصوتٍ متقطّع النبرات حزناً وأسىً قائلاً: «تَقتُلُه الفِئةُ البَاغية من بعدي، لا أنَالَهُمُ اللهُ شفاعَتي».
ثمّ أَسَرّ إلى أسماء قائلاً: «لا تُخبري فاطمة، فإنّها حديثة عهد بولادة...»(3). مراسيم ولادته(عليه السلام)
أجرى النبي(صلى الله عليه وآله) بنفسه أكثر المراسيم الشرعية لوليده المبارك، فقام(صلى الله عليه وآله) بما يلي:
1ـ الأذان والإقامة: أذّن(صلى الله عليه وآله) في أُذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، وجاء في الخبر: إنّ ذلك عِصمةٌ للمولود من الشيطان الرجيم.
2ـ التسمية: سمّاه النبي(صلى الله عليه وآله) حُسيناً، كما سمّى أخاه حَسَناً.
يقول المؤرّخون: «لم تكن العرب في جاهليتها تعرف هذين الاسمين حتّى تُسمِّي أبناءهم بهما، وإنّما سمّاها النبي(صلى الله عليه وآله) بهما بوحي من السماء».
3ـ العقيقة: وبعدما انطوت سبعة أيّام من ولادة الحسين(عليه السلام) أمر النبي(صلى الله عليه وآله) أن يُعقّ عنه بكبش ويُوزّع لحمه على الفقراء، وكان ذلك من جملة ما شرّعه الإسلام في ميادين البِرِّ والإحسان إلى الفقراء.
4ـ حَلْق رأسه: وأمر النبي(صلى الله عليه وآله) أن يُحلق رأس وليده ويُتصدّق بزنته فضّة على الفقراء ـ وكان وزنه كما في الحديث درهماً ونصفاً ـ، وطلى رأسه بالخلُوق، ونهى عمّا كان يفعله أهل الجاهلية من طلاء رأس الوليد بالدم. من أقوال الشعراء فيه(عليه السلام)
1ـ قال الشيخ محمّد جواد البلاغي(قدس سره) في ولادته(عليه السلام):
شعبان كم نعمت عين الهدى فيه ** لولا المحرّم يأتي في دواهيه
وأشرق الدين من أنوار ثالثه ** لولا تغشّاه عاشور بداجيه
وارتاح بالسبط قلب المصطفى فرحاً ** لو لم يرعه بذكر الطفّ ناعيه
رآه خير وليد يستجار به ** وخير مستشهدٍ في الدين يحميه
قرّت به عين خير الرسل ثمّ بكت ** فهل نهنّيه فيه أم نعزّيه
إن تبتهج فاطم في يوم مولده ** فليلة الطفّ أمست من بواكيه(4).
2ـ قال شاعر آخر بالمناسبة:
بدر تألق في سما العلياء ** ذاك الوليد لفاطم الزهراء
أرج يفوح على الدنى ميلاده ** فيه الوجود معطّر الأرجاء
وبه الرسول قد أحتفى مستبشراً ** طلق المحيا مفعم الأحناء
ولحيدر زفّت بشائر عيده ** أكرم بمولدٍ سيّد الشهداء
غذّاه أصبعه الشريف لبانة ** حتّى ارتوى من أعذب الإرواء
الشمعة الثانية :
العباس ابن علي ع..
منه تعرفنا على معنى الأخوة الحقيقية والوفاء والإخلاص وشدة البأس أمام الكفار والثبات على الحق أمام المغريات الدنيويه الزائفة فقد فدى أخيه بأبي هو وأمي ودافع عنه حتى آخر رمق من حياته حتى الماء المعين لم يشربه عندما تذكر عطش أخيه .
آه ماهذه الشخصية الفذة التي ميزها الله سبحانه وتعالى وجعلها باب من أبواب الحوائج .
ويوم مولده هو الرابع من شهر شعبان سنة ( 26 هـ ) .ولمولده مواقف لم تخلو من الدموع حيث مايكون عليه في الطف كان مطلعا لتاريخ مملوء بالتضحية والفداء .
بمولد ابو الفضل العباس بن علي (عليهما السلام )في الرابع من شهر شعبان الامل ولا بئس ان نستقبل هذه المناسبة بالتهاني والوردود العطره
إلمامة سريعة بحياة الإمام العباس (عليه السلام)
هو ابن أمير المؤمنين عليه السلام، وأخو سيد الشهداء عليه السلام وحامل لوائه يوم عاشوراء. والعباس في اللغة
بمعنى أسد الغابة الذي تفر منه الأسود. أمّه فاطمة الكلابية التي اشتهرت في ما بعد بكنية أُمّ البنين، وقد تزوّجها
علي عليه السلام بعد استشهاد فاطمة الزهراء عليها السلام.
ولادتة
ذكر أنّه ولد في 4 شعبان عام 26 للهجرة بالمدينة، وهو أكبر أبناء أم البنين الأربعة الذين استشهدوا في كربلاء بين يدي
الحسين عليه السلام. وعند استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام كان العباس في الرابعة عشرة من عمره، وفي
كربلاء كان له من العمر 34 سنة. كنيته أبو الفضل وأبو فاضل ومن أشهر ألقابه: قمر بني هاشم، وساقي العطاشى،
وحامل لواء الحسين، وحامل الراية، وأبو القربة، والعبد الصالح، وباب الحوائج و . الخ.
زواجة
تزوّج العبّاس من لبابة بنت عبيد الله بن العبّاس (ابن عمّ أبيه)، ولد منها ولدان اسمهما عبيد الله، والفضل. وذكر البعض
أنه له ابنين آخرين اسماهما محمد والقاسم.
أوصافه
كان العباس (عليه السلام ) طويل القامة جميل الصورة، ولا نظير له في الشجاعة، وقد سمي بقمر بني هاشم لحسنه وجماله. وهو
حامل لواء الحسين يوم العاشر، وساقي خيام الأطفال والعيال. وكان يتولّى في مخيم أخيه إضافة إلى جلب الماء،
حراسة الخيم والاهتمام بأمن عيال الحسين عليه السلام.
وظل الاستقرار يسود الخيام ما دام هو على قيد الحياة، وهو كما قال الشاعر:
اليوم نامت أعين بك لم تنم وتسهدّت أُخرى فعزّ منامها
شهادته
في يوم عاشوراء استشهد أخوة العباس الثلاثة قبله، ولما جاء هو أخيه الحسين طالباً الأذن للبروز إلى الميدان، أمره
أخوه بجلب الماء للأطفال العطاشى في الخيام. فسار أبو الفضل نحو الفرات وملأ القربة، وعند العودة للخيام اشتبك مع
جيش العدو الذي يحاصر الماء، وقطعت يداه، واستشهد هناك. وقبل هذا كان قد برز للقتال عدّة مرات إلى جانب سيد
الشهداء وقاتل جيش يزيد.
- قبره في كربلاء ينافس السماء علواً وازدهاراً، عليه قبة ذهبية ترى من عشرات الأميال، ويزدحم المسلمون من شرق الأرض وغربها لزيارته، والصّلاة في حرمه، والدّعاء عند رأسه الشريف.
فضائلة ومكانتة عند المعصوميين(عليهم السلام )
إن للعباس عليه السلام مكانة جليلة، والتعابير الرفيعة الواردة في زيارته تعكس هذه الحقيقة. وتنصّ زيارته المنقولة عن
الإمام الصادق عليه السلام على عبارات من قبيل: " السلام عليك أيّها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ولأمير
المؤمنين والحسن والحسين. . . أشهد أنك مضيت على ما مضى عليه البدريون والمجاهدون في سبيل الله،
المناصحون في جهاد أعدائه،المبالغون في نصرة أوليائه، الذّابّون عن أحبّائه . . ."(مفاتيح الجنان:435)، وهي تؤكد على
ما كان يتصف به من العبودية لله والصلاح والطاعة، وأنه استمرار لخط مجاهدي بدر، وأولياء الله والمدافعين عن أولياء الله
.
و قد وصف الإمام السجاد عليه السلام المعالم البارزة لشخصية العباس بن علي بالشكل التالي: "رحم الله عمي
العباس فلقد آثر وأبلى وفدا أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فأبدله الله عزّ وجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في
الجنّة كما جعل جعفر بن أبي طالب. وأنَّ للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم
القيامة
جاء اسمه في زيارة الناحية المقدسة على لسان الإمام المهدي عليه السلام، وسلّم عليه كالآتي: "السلام على أبي
الفضل العباس بن أمير المؤمنين، المواسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسه ، الفادي له الواقي، الساعي إليه
الشمعة الثالثة :
زين العابدين الإمام علي ابن الحسين السجاد ع..
من سيرته عليه السلام عرفنا بعمق معنى التلذذ في عبادة الله سبحانه وتعالى ومناجاته وسبل التقرب إليه سبحانه . فهو العابد الساجد الذاكر لله دائما فلا يشغله أمر من أمور الدنيا عن صلاته وقيامه واللقاء بمعشوقه الأوحد ، كما ذكر كان في أرض الطفوف وهو المكبل بالسلاسل والمقيد بالجامعه لم يرحموه ولم يراعوه الظالمين .
وحاولوا قتله لكن شاء الله أن يحفظ عبده فلم يستطيعوا فحاولوا بشتى الطرق إهانته للنيل من قوته وصلابة عبادته وزهده .
فمولده عليه السلام كان في اليوم الخامس من شهر شعبان سنة (38 هـ ) .
ولادة الإمام علي زين العابدين(عليه السلام)
اسمه ونسبه(عليه السلام)
الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام). كنيته(عليه السلام)
أبو محمّد، أبو الحسن، أبو الحسين، أبو القاسم... . ألقابه(عليه السلام)
زين العابدين، سيّد العابدين، السجّاد، ذو الثفنات، إمام المؤمنين، الزاهد، الأمين، المُتَهَجِّد، الزكي... وأشهرها زين العابدين. تاريخ ولادته(عليه السلام) ومكانها
5 شعبان 38ﻫ، المدينة المنوّرة. أُمّه(عليه السلام) وزوجته
أُمّه السيّدة شاه زنان بنت يَزدَجُرد بن شهريار بن كسرى، ويقال: إن اسمها شهربانو، وزوجته السيّدة فاطمة بنت الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام). مدّة عمره(عليه السلام) وإمامته
عمره 57 سنة، وإمامته 35 سنة. حكّام عصره(عليه السلام) في سني إمامته
يزيد بن معاوية، معاوية بن يزيد، مروان بن الحكم، عبد الملك بن مروان، الوليد بن عبد الملك. أخلاقه وفضائله(عليه السلام)
كان الإمام زين العابدين(عليه السلام) قمّة في الفضائل والأخلاق، وتميّز بها عن بقيّة أهل زمانه، نذكر من أخلاقه ما يلي: 1ـ العلم:
كان(عليه السلام) أعلم أهل زمانه، فقد روى عنه(عليه السلام) الكثير من الفقهاء والعلماء والرواة في مختلف العلوم والمعارف، كما حفظ عنه(عليه السلام) تراث ضخم من الأدعية ـ كالصحيفة السجّادية ـ والمواعظ وفضائل القرآن، والأحكام الإسلامية من الحلال والحرام. 2ـ الحلم:
عُرف(عليه السلام) بحلمه وعفوه وصفحه وتجاوزه عن المسيء، فمن القصص التي تنقل عنه(عليه السلام) في هذا المجال: إنّه كانت جارية للإمام(عليه السلام) تسكب الماء له، فسقط من يدها الإبريق على وجهه(عليه السلام) فشجّه، فرفع رأسه إليها، فقالت له: إنّ الله يقول: )وَالكَاظِمِينَ الغَيْظَ (، فأجابها(عليه السلام): «قد كظمت غيظي»، قالت: )وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ (، فقال(عليه السلام): «عفا الله عنك»، ثمّ قالت: )وَاللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِين(، فقال: «اذهبي أنت حرّة لوجه الله»(1). 3ـ الشجاعة:
قد اتّضحت واستبانت شجاعته(عليه السلام) الكامنة في مجلس الطاغية عبيد الله بن زياد، عندما أمر الأخير بقتله، فقال الإمام(عليه السلام) له: «أبالقتل تهدّدني يا بن زياد، أما علمت أنّ القتل لنا عادة، وكرامتنا الشهادة»(2).
وقال للطاغية يزيد في الشام: «يابن معاوية وهند وصخر، لقد كان جدّي علي بن أبي طالب في يوم بدر والخندق في يده راية رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وأبوك وجدّك في أيديهما رايات الكفّار»(3). 4ـ التصدّق:
كان(عليه السلام) كثير التصدّق على فقراء المدينة ومساكينها وخصوصاً بالسرّ، وقد روي أنّه كان لا يأكل الطعام حتّى يبدأ فيتصدّق بمثله.
وروي أنّه(عليه السلام) كان يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدّق به، ويقول: «إنّ صدقة السرّ تُطفئ غضب الربّ»(4).
ولمّا استشهد(عليه السلام) تبيّن أنّه كان يعيل مائة عائلة من عوائل المدينة المنوّرة، ولقد كان أهل المدينة يقولون: ما فقدنا صدقة السرّ حتّى مات علي بن الحسين(عليهما السلام). 5ـ العتق:
كان(عليه السلام) دائم العتق للعبيد في سبيل الله، فقد روي عنه(عليه السلام) أنّه كان بين الآونة والأُخرى يجمع عبيده ويطلقهم، ويقول لهم: «عفوت عنكم فهل عفوتم عنّي»؟ فيقولون له: قد عفونا عنك يا سيّدي وما أسأت.
فيقول(عليه السلام) لهم: «قولوا: اللّهمّ اعفُ عن علي بن الحسين كما عفا عنّا، فأعتقه من النار كما أعتق رقابنا من الرقّ»، فيقولون ذلك، فيقول: «اللّهمّ آمين ربّ العالمين»(5). 6ـ الفصاحة والبلاغة:
تجلّت فصاحته(عليه السلام) وبلاغته في الخطب العصماء التي خطبها في الكوفة في مجلس الطاغية عبيد الله بن زياد، وفي الشام في مجلس الطاغية يزيد بن معاوية، ثمّ في المدينة المنوّرة بعد عودته من الشام.
هذا ناهيك عن الصحيفة السجّادية الكاملة، وما جاء فيها من عبارات الدعاء الرائعة والمضامين العميقة، وبلاغة اللفظ وفصاحته وعمقه، والحوارات الجميلة والعبارات اللطيفة الجزيلة التي يعجز البلغاء والشعراء عن إيراد مثلها. وقد عُرفت الصحيفة بـ «إنجيل آل محمّد». 7ـ المهابة:
للإمام(عليه السلام) مهابة خاصّة في قلوب الناس، روي أنّ الخليفة الأُموي هشام بن عبد الملك جاء إلى مكّة لأداء الحجّ ـ قبل استخلافه ـ، فأراد استلام الحجر الأسود فلم يقدر، فنصب له منبر فجلس عليه وطاف به أهل الشام، فبينما هو كذلك إذ أقبل الإمام زين العابدين(عليه السلام) وعليه إزار ورداء، من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم رائحة، بين عينيه ثفنة السجود، فجعل يطوف، فإذا بلغ إلى موضع الحجر تنحّى الناس حتّى يستلمه هيبة له.
فقال شامي: من هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: لا أعرفه؛ لئلاّ يرغب فيه أهل الشام، فقال الفرزدق وكان حاضراً: لكنّي أنا أعرفه، فقال الشامي: من هو يا أبا فراس؟ فأنشأ قصيدته المشهورة:
يا سائلي أين حلّ الجود والكرم ** عندي بيان إذا طلا به قدموا
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ** والبيت يعرفه والحلّ والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلّهم ** هذا التقيّ النقيّ الطاهر العلم
هذا الذي أحمد المختار والده ** صلّى عليه إلهي ما جرى القلم
لو يعلم الركن من قد جاء يلثمه ** لخرّ يلثمّ منه ما وطئ القدم
هذا علي رسول الله والده ** أمست بنور هداه تهتدي الأُمم
فهاهم البدور الساطعه التي سكنت القلوب وغذتها دروسا في الأخلاق والعبادة .فمنهم المضحي ومنهم العابد ومنهم عالي الإيثار أخا ضرب أروع الأمثلة في تفعيل معنى الأخوة .والأمة ما أحوجها لمثل هذه الأمثلة القيادية التي تنهل منها كل مفاهيم العلاقات الإنسانية الرفيعة المبنية على أسس حب الله وخلقه .
فحري بالعالم المحتفل بمواليدهم تلمس المميزات التي تميزت هذه الشخصيات الفذة التي لو درست بعمق فلن تنتهي رحلة الغور في أعماقها .
فأقدموا معنا لنهنئ الحوراء الإنسية فاطمة الزهراء عليها السلام وصاحب العصر والزمان أبا صالح عجل الله فرجه وسهل مخرجه ونهنئ الفقهاء والعلماء
.
واسألوا الله تعالى أن يعيدنا جميعا عليها ونحن في أفضل حال وأمتنا الإسلامية منتصرة ورايتها عالية خفاقة حتى ياذن الله بنصر منه على يد صاحب العصر الزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء .
وصل اللهم على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرج قائم آل محمد
نزف أبهى آيات التهاني والتبريكات المعطرة بعطور الياسمين
إلى مقام نبي الرحمة الصادق الأمين صلى الله عليه وآله وسلم
وإلى أئمة الهدى ومصابيح الدجى الأنوار المضيئة عليهم أفضل الصلاة والسلام
لاسيما الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف
بمناسبة ذكرى ميلاد أنوار شعبان الأطهار الميامين عليهم الصلاة والسلام وهم
الحسين عليه السلام
العباس عليه السلام
السجاد عليه السلام
علي الاكبر عليه السلام
الامام المنتظر عجل الله فرجه الشريف
وكل عام وانتم بالف خير والثبات على الايمان
وكل عام وانتم وجميع الزملاء بالف مليون خير ان شاء الله