لسؤال
ما حكم من قال إن لله كفا، أجيبونا؟ بارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الكف صفة ذاتية خبرية ثابتة لله عز وجل بالأحاديث الصحيحة الثابتة منها ما أخرجه مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه: ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب، إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله.
ومنها حديث اختصام الملأ الأعلى عند أحمد والترمذي من حديث معاذ: رأيت ربي في أحسن صورة... فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله في صدري. صححه الألباني. وأخرج الدارمي وابن حبان عن عتبة بن عبد السلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ربي وعدني.... ثم يحثي بكفه ثلاث حثيات، فكبر عمر. الحديث، وأخرجه الطبراني من حديث أبي سعيد الأنماري، وقد احتج بالحديث الدارمي في إثبات صفة اليد والكف في معرض رده على بشر المريسي.
قال ابن القيم في الصواعق المرسلة: وقال ابن وهب عن أسامة عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ على المنبر: والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه. قال: مطوية في كفه يرمي بها كما يرمي الغلام بالكرة. قال صديق حسن خان في قطف الثمر : ومن صفاته سبحانه : اليد والإصبع والكف .انتهى. قال أبو يعلى الفراء في إبطال التأويلات مثبتاً الكف -وراداً على من أول الصورة والكف في حديث الصورة بقوله: الثالث أنه وصفه بالصورة ووضع الكف بين كتفيه. انتهى، ومن الأدلة السابقة يتبين صحة قول من قال إن لله كفاً وأهل السنة يثبتوت لله ما أثبته لنفسه مع نفيه المثيل له سبحانه عملا بقوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ {الشورى:11}، فصفاته سبحانه نثبتها على وجه يليق بجلاله ولا يجوز لنا التفكر في كيفيتها بل نفوض ذلك إلى الله عز وجل ونقف حيث أوقفنا الله ورسوله.
وفي الاخير اقول صدق رسول الله صل الله عليه واله عندما امرنا بأتباع اهل البيت عليهم السلام وعدم مخالفتهم لانه في مخالفتهم الضلال والدخول الى النار وقد صدق رسولنا صل الله عليه واله وهو الصادق الامين عندما تنبأ بأنه سوف يكذب عليه من بعده فقد قال صل الله عليه واله: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار . متفق عليه
وفي الحديث المتفق عليه بين المسلمين والذي رواه الكثير من علماء اهل السنة منهم الطحاوي: لما رجع رسول الله صلى الله عليه واله عن حجة الوداع ونزل بغدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ثم قال إن الله عز وجل مولاي وأنا ولي كل مؤمن ثم أخذ بيد علي فقال من كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقلت لزيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه واله قال ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمع بأذنيه
المحدث: الطحاوي - المصدر: شرح مشكل الآثار - الصفحة أو الرقم: 5/18
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح