جرى مؤخرا عرض أول كتاب ذكي في العالم ينضح بخلاصة معلوماته المفيدة، وذلك خلال مؤتمر للذكاء الاصطناعي في كندا.
و وفقا لصحيفة نيوساينتيست، فإن الكتاب الذكي انكواير Inquire ،يجري تطويره من قبل طلاب الجامعات، يساعد على التعلم بسرعة فإذا أراد الطالب أوالطالبة معرفة المزيد عن أي موضوع يكفي طباعة السؤال ليتولى برنامج بمزايا الذكاء الاصطناعي استخلاص صفحة تقدم إجابة وافية عن الموضوع للرد على الاستفسار بدقة تامة.
ويظهر تصميم مميز للكتاب الذكي على شكل تطبيق لجهاز أي باد لكنه يتفوق أيضا بثراء المعلومات التي يقدمها. وبمجرد تحديد عبارة معقدة في نص الكتاب يجري عرض قائمة من الأسئلة على الهامش الأيمن وبالضغط على إحداها بعد اختيارها سيأخذك الكتاب إلى صفحة بمعلومات مفيدة عن الموضوع الغامض الذي تريد استيضاحه. ومثلا في كتاب الأحياء (البيولوجي) وبمجرد تحديد مفهوم غامض مثل "غشاء البلازما" plasma membrane سيظهر تعريف وشرح واف له مع عرض سياق المهام التي يقوم بها في الخلية والجسم ضمن المجال الواسع لعلم الأحياء. يمكن للكتاب الذكي الرد على أي سؤال تطبعه في أي مجال من موضوع الكتاب، وكل ذلك بفضل الذكاء الاصطناعي المدمج فيه.
يهدف مشروع الكتاب الذكي لتزويد الطلاب بأول كتاب ذكي في العالم بحسب "مؤلفه" ديفيد جاننين في شركة فولكان في ولاية سياتل الأمريكية. ويبدو الكتاب الذكي للوهلة الأولى وكأنه نسخة رقمية من كتاب علوم الأحياء الشهير كامبل بيولجي، وهو أساس دراسة علم الأحياء لطلاب الجامعة في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن نظرة عميقة خلف الكواليس تظهر خريطة معلومات قابلة للتحليل الآلي لحوال 5000 مفهوم وفكرة يغطيها الكتاب مع معلومات عن كيفية ترابط كل تلك المفاهيم والمواضيع. ولدى طرح الطالب أو الطالب لسؤال مثل : " ما الذي يقوم به البروتين في الجسم؟" على سبيل المثال يتولى الكتاب الذكي تحويل السؤال إلى استفسار أكثر تفصيلا مثل " ما هي المهمة التي يقوم بها البروتين؟" ويعتمد على هذا الاستفسار للبحث والعثور على الناتج المطلوب من خريطة المفاهيم ليستخلص منها الإجابة الدقيقة. وفي مطلع العام الجاري قام فريق البحث الذي أشرف على الكتاب، بتجنيد 72 طالبا وطالبا من كلية الطب في كبرتينو في ولاية كاليفورنيا لاختبار النظام.
وأعطي الطلاب كامل نظام انكواير مع تعطيل ميزة الاستفسار، ومنح بعضهم نسخة من كتاب كامبل بيولوجي، وطرح عليهم الاستغراق في القراءة ل_ 60 دقيقة في فصل من الكتاب، وإمضاء 90 دقيقة لحل واجبات منزلية وإعطاءهم تمارين من الأسئلة لمدة 20 دقيقة. وأظهرت نتيجة التجربة أن الطلاب الذين استخدموا كامل نظام انكواير أحرزوا نقاطا أفضل في حل التمارين من المجموعة الأخرى. وتشير دبي فريزر وهي معلمة أحياء في مدرسة ثانوية أن الطلاب والطالبات قد يشعرون بالحرج من أن ينظر إليهم زملائهم وزميلاتهم على أنهم أغبياء عندما يطرحون أسئلة معينة لكن الاعتماد على انكواير يتجاوز ذلك ويجيب على كل استفساراتهم بدقة. رغم أنه من المبكر منح لقب أول كتاب ذكي لنظام انكواير بالنظر إلى نتائجه الواعدة، فبعد سنتين من العمل لتطويره لا يزال غير مكتملا.
وينوي فريق المشروع إدخال 1400 صفحة من كتاب كامبل بيولوجي في نسق خاص بالكتاب مع نهاية العام 2013 ويستدعي ذلك 18 عالم بيولوجيا، مما يثير القلق حول القدرة على توسيع المشروع ليضم حقول العلوم أو حتى المواضيع الأخرى. لكن الالتزام بنسق الكتاب هو أمر هام لأنه يجنب الطلاب من الضياع في تقصي كم هائل من المعلومات التي لا ترتبط بما يسعون ورارءه كما هو الحال لدى البحث على الإنترنت، حيث يعتمد كل الناس على موقع ويكيبيديا وهم يدرسون الأحياء وغيرها من المواضيع.
ابتكار مُذهل آخر تعرفنا عليه من خلال
هذا التقرير الجميل الذي نقلته لنا
اخي الفاضل شكري وامتناني وبارك
الله جهودك الكريمة في إثراء المنتدى
بكل مفيد.. تحياتي