بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اسمحوا لي أن أبحر بينكم فوق لـُجة الفكرالإنساني
في ماضيه وحاضره على سفينة اللغة وبشراع لذة
و ألم ، وتحت نفخ ونفث رياح الواقع والخيال .
سنعيش ونتذكر ونحاول أن نستوعب كل ما له علاقة
بلغة الحوار والكلام ؛ ما حفظه الزمن منها سواء
كان منتميا ًإلى حركات وتفوهات شفهية أم كان محصورا ً
بين حبر وورق ؛؛ منزويا ًبين جدران الصمت أم مشتهرا ً
بين جموع القوم ...
في زمن ما ، وعصرما ، ودولة ما ودين ٍما...
سنعرف حقيقته وصدقه ؛؛ سنتلمس باطله وكذبه ...
سنسخر من نقائضه ونبكي على وتره الشجي ...
سنرحل معه في مواقعه و تجرحنا سهامه وتشظي
آلامنا أدواته وأسلحته ؛؛ ستمطر علينا ديمة وفائه
سنقلب الأوراق معا ً فهلموا معي ...
أوراق لغة بين لذة وألم و واقع وخيال ...
*******
فلنبتدئ على بركة الله
وهدي نبيه صلى الله عليه وآله وسلم
الموضوع الأول (( مواقف وشخصيات ))
قال تعالى " بل الإنسان ُعلى نفسه بصيرة ٌ ولو ألقى معاذيره " القيامة ((15)).
وقال جل وعلا "ِإنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً " الإنسان (3 ) .
عبرمسيرة الإنسان الطويلة في الحياة اخترنا مواقف اتخذها سبيلا ًإلى ربه وكيف
كانت عواقبها سواءا ًبالقول أم بالعمل ؛ فللمرء نيته التي سيجازى عليها ...
وهذه نماذج من شخصيات عاشت على الأرض وخلُدت فيها بما لهامن مـــنزلة
ارتضتها لها الأيام ، وعبرت ذواتُها عن دواخل نفوسها ؛ فهداية ٌ ألى النورمرة
وانحراف إلى الظلام مرة أخرى .
1- غاوي بن ظالم
رجل على الفطرة يعيش كما يعيش أقرانه يأكل ويشرب وينام ، ويتجه إلى
عبادة الأصنام والأوثان مثلما يفعل العابدون من حواليه لايزيدعلى ماهــم
فيه إلا بمقدارما .
وفي يوم من الأيام وبنفس هذا العقل وبنفس هذا البصر شاهد الرجل ثعلبانا ً
يشغب برجله وينفض آليته على الرب الذي اتخذه للعبادة،رأى الثعلبان يُـنزل
بولا ًحارا ًعلى صنمه دون أن تثار نأمته أو يرد على هذه الإهانــة ،ولم
يصب الثعلبان بعد ذلك بأي أذى حيال تجاسره .
فما كان من غاوي بن ظالم إلا أن نطق ببيت شعري قال فيه :-
أرب ٌ يبول الثعلبان ُ برأسه ِ **** لقد ذل ّمن بالت عليه الثعالب ُ
وعندها ترك عبادة الأصنام وهدي إلى صراط مستقيم ، ثم جاء إلى النبي
ص وآله وسلم ليخبره بهذه الحادثة التي نقلته من غياهب الظلام إلى سرمد
النور والفوز العظيم ؛ فأبدل الرسول الكريم الرحيم ص وآله وسلم اسمه
من غاوي بن ظالم إلى راشد بن عبد ربه...
...
...
إلى نقيضه في عصره...