بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد والعن اعدائهم الذين يحرفون الكلم ويكتمون ما انزل الله ويقتلون الصالحين من عبادك
في هذه الحلقة من العبث بالنصوص عند المخالفين لاهل البيت نذكر واحد من الطرق القديمة عندهم والتي اسسها وطبقها ابوبكر وعمر وهما من اوائل المخالفين الا وهي احراق النصوص والكتب وهنا لن نذكر ما فعله الاول والثاني لانهما من المشهورات ولكن لننظر ما فعله اتباعهم من المتأخرين :-
وروى الزبير بن بكار (الموفقيات ص: 332 - 333) أن سليمان بن عبد الملك في زمان ولايته للعهد مر بالمدينة حاجا، وأمر أبان بن عثمان أن يكتب له سير النبي (ص) ومغازيه فقال أبان هي عندي أخذتها مصححة ممن أثق به فأمر عشرة من الكتاب بنسخها فكتبوها في رق فلما صارت إليه نظر فإذا فيها ذكر الأنصار في العقبتين - يقصد بيعة الأنصار في العقبتين الأولى والثانية وذكر الأنصار في بدر، فقال سليمان: ما كنت أرى لهؤلاء القوم هذا الفضل فأما أن يكون أهل بيتي - أي الخلفاء الأمويين - غمصوا عليهم، وأما أن يكونوا ليس هكذا، فقال أبان بن عثمان: أيها الأمير! لا يمنعنا ما صنعوا بالشهيد المظلوم - يقصد الخليفة عثمان - من خذلانه، أن نقول الحق. هم على ما وصفنا لك في كتابنا هذا. قال سليمان: ما حاجتي إلى أن أنسخ ذاك حتى أذكره لأمير المؤمنين - يقصد والده عبد الملك - لعله يخالفه، فأمر بذلك الكتاب فحرق، ولما رجع أخبر أباه بما كان فقال عبد الملك وما حاجتك أن تقدم بكتاب ليس لنا فيه فضل تعرف أهل الشام أمورا لا نريد أن يعرفوها، قال سليمان فلذلك أمرت بتحريق ما نسخته حتى أستطلع رأي أمير المؤمنين فصوب رأيه.
حرق مكتبة اسلامية ببغداد قال ابن كثير (البداية والنهاية (ج 12 / 19) في ذكر حوادث سنة 416 ه بترجمة سابور بن أردشير: كان كثير الخير سليم الخاطر إذا سمع المؤذن لا يشغله شئ عن الصلاة وقد وقف دارا للعلم في سنة 381 ه وجعل فيها كتبا كثيرة جدا ووقف عليها غلة كبيرة فبقيت سبعين سنة ثم أحرقت عند مجئ طغرل في سنة 450 ه وكانت في محلة بين السورين.
وقال الحموي بترجمة بين السورين في معجم البلدان: بين السورين، اسم لمحلة كبيرة كانت بالكرخ وبها كانت خزانة الكتب التي وقفها وزير بهاء الدولة ولم تكن في الدنيا أحسن كتبا منها كانت كلها بخطوط الأئمة المعتبرة وأصولهم المحررة واحترقت في ما أحرق من محال الكرخ عند ورود طغرل بك أول ملوك السلجوقية لبغداد.
وقال ابن كثير (نفس المصدر، (ج 12 / 97)) - أيضا - بترجمة الشيخ أبي جعفر الطوسي من حوادث سنة 460 ه أحرقت داره بالكرخ وكتبه سنة 448 ه.
وفعل أكثر من ذلك مع مخازن كتب الخلفاء الفاطميين بمصر كما ذكره المقريزي (خطط المقريزي (ج 2 / 255)) (ت: 848 ه) في ذكر الخزانات التي كانت في قصر الفاطميين عن خزانة الكتب، وكانت من عجائب الدنيا ويقال أنه لم يكن في جميع بلاد الاسلام دار كتب أعظم من التي كانت بالقاهرة في القصر ويقال: أنها كانت تشمل الف وستمائة ألف كتاب، وقال قبلها [أخذ جلودها عبيدهم وإماؤهم برسم عمل ما يلبسونه في أرجلها وأحرق ورقها تأولا منهم أنها خرجت من قصر السلطان وأن فيها كلام المشارقة الذي يخالف مذهبهم سوى ما غرق وتلف وحمل إلى سائر الأقطار وبقي منها ما لم يحرق وسفت عليه الرياح التراب فصارت تلألأ باقية إلى اليوم في نواحي آثار تعرف بتلال الكتب].
أسس مكتبة الكرخ وزير البويهيين من أتباع مدرسة أهل البيت فلما استولى السلجوقيين من أتباع مدرسة الخلفاء أحرقوها وأحرقوا مكتبة الشيخ الطوسي بالكرخ ، وفعل أكثر من ذلك مع خزائن كتب الخلفاء الفاطميين بمصر عند استيلاء صلاح الدين على الحكم.
يا ترى كم كتم عنا من سنة الرسول ص بسبب تحريق الكتب والمكتبات التي كان أصحابها من مخالفي مدرسة الخلفاء، وكم كان فيها أحاديث صحيحة مسلسلة عن رسول الله (ص) في حق آل الرسول
مسلم في صحيحه / كتاب الحج / باب جواز التمتع / رقم الحديث 2155
و حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن قتادة عن مطرف قال :-
بعث إلي عمران بن حصين في مرضه الذي توفي فيه
فقال إني كنت محدثك بأحاديث لعل الله أن ينفعك بها بعدي فإن عشت فاكتم عني وإن مت فحدث بها إن شئت
إنه قد سلم علي واعلم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد جمع بين حج وعمرة ثم لم ينزل فيها كتاب الله ولم ينه عنها نبي الله صلى الله عليه وسلم قال رجل فيها برأيه ما شاء .