اتباع المذهب الجعفري يستندون في امورهم الشرعية والحياتية الى المرجعية الدينية،وتعد هي القيادة الشرعية في نظرهم، وموقع المرجع لدى الشيعة بمقام نائب الامام المعصوم في عصر الغيبة،وهذه النيابة تضيق وتتسع وفق مدرستين يستقطبان الاغلبية من الشيعة، وفي العادة بغض النظر عن تبعية المرجع لأي من المدرستين يلجأ الشيعة اليه في معظم امورهم الحياتية، وفي التاريخ امثلة عديدة على ذلك، وربما هذا يبرر سهولة القيادة والسيطرة في الشارع الشيعي على خلاف المذاهب الأخرى، وقد نجح مراجع الشيعة في قيادة المجتمع الشيعي في الكثير من المراحل الحساسة والخطيرة.
ولعل انتصار الثورة الاسلامية في ايران بقيادة الامام روح الله الموسوي الخميني(قدس) ورجال الدين في بناء الجمهورية الاسلامية، التي غدت اليوم مفخرة للأمة الاسلامية بصورة عامة، من خلال وقوفها بوجه الطاغوت الامريكي الصهيوني الغربي، ودعم حركات التحرر في لبنان وفلسطين، وامتلاك ناصية العلوم والتقدم التكنلوجي، دليل واضح وجلي عن دور وتأثير المرجعية.
وأيضا في العراق بعد انهيار الانظام البعثي الصدامي، كانت المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف ممثلة بالإمام السيستاني قطب الرحى في قيادة المجتمع وبناء اسس الدولة، من خلال وقوفها بوجه المشروع الامريكي ابتدأ بالمطالبة بالانتخابات، وتشكيل لجنة منتخبة لكتابة الدستور،وتدخلها في معظم الاحداث التي مرت بها العملية السياسة وفي الملف الامني وقيادة المقاومة السلمية للمحتل، وابرزها موقف المرجعية في احداث النجف وفي عملية صولة الفرسان، وغيرها من المواقف التي اجبرت المحتل على الانسحاب وباعتراف القيادات الامريكية، وموقع المرجعيه هذا دفع الكثير من القوى السياسية الشيعية الى ادعاء قربها والتزامها بالمرجعية وتوجيهاتها،ولكي نستدل على اي تيار فعلا هو يمثل المرجعية ويسير على نهجها،لنستعرض علاقة هذه القوى بالمرجعية العليا.
فهناك قوى اعلنت الحرب العلنية على المرجعية، وقوى اخرى لها مرجعيات داخل العراق ربما للمرجعية رأي فيها، ولدينا قوى لديها مرجعيات خارج العراق(ولا نعني ولاية الفقيه)، وكذا هناك قوى وضعت حد فاصل بينها وبين المرجعية وعلاقتها بقرارها السياسي، وهناك قوى (ادعت) التزامها بالمرجعية كأساس في عملها،وعدت مخالفة اوامرها ينافي نهجمها وعملها السياسي، ومن هذه القوى تيار شهيد المحراب الذي (ادعى) التزامه حرفيا بما توصي به المرجعية.
و مواقف السيد عبدالعزيز الحكيم(قدس) في مرحلة تأسيس العملية السياسية وتواصله شبه اليومي مع مكتب السيد السيستاني لنقل مجريات الاحداث السياسية وتلقي التوجيهات، وأيضا امتناع سماحة السيد الحكيم عن نقل اي مقترح او رسالة من ممثليه الامم المتحدة الى السيد السيستاني عندما عرض عليه الاخضر الابراهيمي مقترح عن الية لإجراء الانتخابات فقال له السيد الحكيم (انا امثل المرجعية أمامكم.. ولا امثلكم امام المرجعية)، وكذا امتثال المجلس الاعلى لرغبات وتوجيهات المرجعية، وتنازله عن استحقاق لغرض تشكيل قائمة الائتلاف العراقي الموحد نزولا عند رغبة المرجعية، وكذا استقالة السيد عادل عبدالمهدي عن منصب نائب رئيس الجمهورية امتثال لرفض المرجعية استحداث مناصب زائدة في الحكومة،عندما استحدث منصب نائب ثالث لرئيس الجمهوريه! وأيضا المرجعية انتقدت اكثر القوى السياسية الممثلة للشيعة سواء في الحكومة او البرلمان،في حين نقل عن المرجعية اشادتها بقيادة تيار شهيد المحراب في اكثر من مناسبة،وعلى الاقل ان المرجعية لم توجه نقد لتيار شهيد المحراب عندما تنتقد الحكومة على منبر الجمعة بشكل اسبوعي تقريبا، لكون تيار شهيد المحراب غير مشارك في الحكومة وليس جزء منها، ونخلص ان كل المعطيات تقول ان تيار شهيد المحراب هو بحق جناح المرجعية السياسي وممثلها في العملية السياسية بلا منازع.
كما هو واضح أن المقال منقول وهو لعبدالله الجيزاني
المقال فيه حبكة عالية في توحيد الصف الشيعي وكذا
محاولة لتوحيد الكلمة في الشقين الديني والسياسي
ولكن هناك بعض النقاط التي رجحها الكاتب بما يعكس
ميله :-
1- جعل السيدعبد العزيز الحكيم في واجهة الإتمار
المنفرد بالخط الديني متمثلا ًبالسيد السيستاني و
التنفيذ لكل ماتطلب منه وهو أمر لاينطبق على الحكيم
فقط هذا أن إنطبق واقعا ً...
2- جعل عبد العزيز الحكيم هو المحور لقيادة العملية
السياسية قبل ذلك في الائتلاف العراقي الموحدوالتي
كانت مسؤولية مشتركة للجميع وما ترافق معها بعد ذلك
من إخفاقات في توحيد البيت الشيعي ما يفتح الباب
للنقطة الثالثة...
3- عدم حصول المجلس الاعلى على عدد من الكراسي
النيابية في المجالس المحلية ومجلس النواب بعدها
هوالذي جعل عبد العزيز الحكيم وعمار الحكيم من بعده
يسحب ويقلص وجوده في العملية السياسية .
4- عدم وجود كتلة الحكيم في وزارة التحالف بقوة هو
الذي جعل المرجعية لاتوجه النقد لهم بديهيا ً...
5- أما الخلاصة التي توصل إليها صاحب المقال فغريبة
كيف يكون من لاثقل له في عملية سياسية تعترف بالوجود
المحلي والبرلماني ممثل سياسي للمرجعية بلا منازع...
6- وما يؤكذ ذلك انضواء أحزاب كانت للتتحالف مع
كتلة المواطن في كتلة ائتلاف دولة القانون كمنظمة
بدر - والفضيلة - وتيار الاصلاح والتي هي الآن مع
من يقود العملية السياسية ائتلاف دولة القانون والذي
يتعرض لضغوط من العراقية والتحالف الكردستاني من
جهة ومن كتلة الاحرار وكتلة المواطن من جهة أخرى
وهو الأمر الذي أسهب فيه المهندس صولاغ الزبيدي
رئيس كتلة المواطن في مجلس النواب في برنامج
سياسي بث على قناة العراقية
من دلائل رضى المرجعية على هذا الخط و قيادته ،بيان المرجعية المتمثلة بالامام السيستاني معزيا بوفاة السيد عبد العزيز (قدس سره ) حيث اثبت هذا البيان اخلاص السيد (قدس سره) لدينه ووطنه ، وكذلك ان له حق وفضل ومكانه .اذ عزى محبيه وعارفي حقه ومكانته ، بالوقت الذي لم تعزي المرجعيه بوفاة الكثير بعضهم يعد عالما والبعض يعد رمزا اوغيرهم واذا صدرت تعزيه من المكتب فهي لا تحتوي على هذا الاسلوب ونص التعزية .
( انا لله وانا اليه راجعون )
تلقى سماحة السيد السيستاني ( دام ظله ) ببالغ الحسن والاسف نبأ وفاة فضيلة العلامة حجة الاسلام السيد عبد العزيز الطباطبائي الحكيم طاب ثراه , الذي انتقل الى جوار ربه الكريم بعد عمر حافل بالعطاء في سبيل خدمة دينه ووطنه وخلاص شعبه من الظلم والقهر والاستبداد .
وان سماحة السيد ( دام ظله ) اذ يعزي جميع محبي الفقيد السعيد وعارفي فضله ومكانته – ولا سيما اهله الكرام واسرته الشريفة – في هذا المصاب الجلل , يدعو الله تبارك وتعالى ان يتغمده بواسع رحمته ويحشره مع اجداده الميامين وآله الطيبين الطاهرين ويلهم جميع ذويه الصبر والسلوان ويجزل لهم الاجر والثواب , ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد
بعيدا عن التوجه السياسي ومن هو الاصلح لقيادة البلد
( وهذا رأي شخصي محض ) بان المجلس الاعلى غير قادر في الوقت الراهن على قيادة البلد
الا انه ومن دون مزايدات كان الاقرب الى رأي المرجعية وفي كل الاوقات
وهذا مما يحسب لهم