|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 73669
|
الإنتساب : Aug 2012
|
المشاركات : 1,462
|
بمعدل : 0.32 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
::احتجاج فاطمة الزهراء عليها السلام ::
بتاريخ : 13-03-2013 الساعة : 04:14 PM
اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى اسعد
|
حياك الله مولاي يا حبذا تنقل لنا احتجاج الزهراء كاملا تجده في كتاب الاحتجاج ج1 باب احتجاج الزهراء على ابو بكر
|
احتجاج فاطمة الزهراء عليها السلام على القوم لمّا منعوها فدك
___________________________________________
روى عبد الله بن الحسن عليه السلام بإسناده عن آبائه عليهم السلام أنه لمّا أجمع أبو بكر على منع فاطمة عليها السلام فدك وبلغها ذلك لاثت خمارها على رأسها واشتملت بجلبابها وأقبلت في لُمَةٍ من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها ما تخْرِمُ مِشيتُها مِشية رسول الله صلى الله عليه وآله حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشدٍ من المهاجرين والأنصار وغيرهم فنيطت دونها مُلاءةٌ فجلست ثم أنًّت أنَّةً أجهش القومُ لها بالبكاء فارتجَّ المجلسُ ثم أمهلت هنِيَّةً حتى إذا سكن نشيج ُ القوم وهدأت فورتُهُم افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسول الله فعاد القوم في بكائهم فلما أمسكوا عادت في كلامِها فقالت عليها السلام
الحمد لله على ما أنعم وله الشكر على ما ألهم والثناء بما قدَّمَ من عموم نعمٍ ابتدأها وسبوغِ آلاءٍ أسداها وتمام مِننٍ والاها جمَّ عن الإحصاءِ عدَدُها ونأى عن الجزاءِ أمدُها وتفاوت عن الإدراك أبدُها وندبهُم لا ستِزادتِها بالشكر لاتِّصالِها واستحْمَدَ إلى الخلايقِ بإجزالِها وثنّى بالنَّدبِ إلى أمثالِها وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كلمةٌ جعل لإخلاصَ تأويلَها وضمَّن القلوبَ موْصولَها وأنار في الفكر معقولها المُمتنِعُ من الأبصار رؤيتُهُ ومن الألْسُنِ صِفَتُهُ ومن الأَوهام كيفيَّتُهُ وابتدعَ الأشياءَ لا من شئٍ كان قبلها وأنشأها بلا احتِذاءِ أمثِلةٍ امتثلَها كوَنها بقدرتِهِ وذرأَها بمشيَّتِهِ من غيرِ حاجةٍ منه إلى تكوينها ولا فائِدةٍ له في تصويرِها إلا تثْبيتاً لحكمته وتنبيهاً على طاعته وإظهاراً لقدرته وتعبُّداً لبَريَّتِه وإعزازاً لدعوته ثم جعل الثواب على طاعته ووضع العقاب على معصيته ذيادةً لعباده عن نقمته وحياشةً منه إلى جنته
وأشهد أن أبي محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله اختاره وانتجَبَهُ قبل أن أرسله وسمّاه قبل أنِ ابْتعثه إذِ الخلائقُ بالغيبِ مكنونةٌ وبسِترِ الأهاويل مصونةٌُ وبنهاية العدم مقرونة علماً من الله تعالى بمآيلِ الامور وإحاطةً بحوادِثِ الدهور ومعرفةً بمواقع المقدور ابتعثه الله تعالى إتماماً لأمره وعزيمةً على إمضاءِ حكمه وإنفاذاً لمقاديرِ حتمِهِ
فرأى الاُمَمَ فِرَقاً في أدْيانِها عُكَّفاً على نيرانِها عابِدةً لأِوثانِها منكِرةً لله مع عِرفانِها فأنارَ الله بمحمدٍ صلى الله عليه وآله ظُلَمَها وكَشَفَ عن القلوبِ بُهَمَها وجلّى عن الأبصارِ غُمَمَها وقام في الناسِ بالهداية وأنقذهم من الغوايةِ وبصَّرهُم من العَمايَةِ وهداهم إلى الدين القويم ودعاهم إلى الطريق المستقيم
ثم قبضه الله إليه قبضَ رأفةٍ واختيارٍ ورغبةٍ وإيثارٍ بمحمدٍ صلى الله عليه وآله عن تعب هذه الدار في راحةٍ قد حُفَّ بالملائِكة الأبرار ورضوان الربِّ الغفار ومجاورةِ الملك الجبار صلى الله على اَبي نبيِّه وأمينهِ على الوحي وصفيِّه وخيَرَته من الخلق ورضيِّه والسلام عليه ورحمة الله وبركاته
ثم التفتت إلى أهل المجلس وقالت
أنتم عبادَ الله نُصْبُ أمره ونهيه وحملةُ دينه ووحيه واُمناءُ الله على أنفُسِكم وبُلَغاؤُه إلى الاُمَمِ وزعمتُم حقٌّ لكم لله فيكم عهدٌ قدَّمه إليكم وبقيَّةٌ استخلفَها عليكم كتابُ الله الناطقُ والقرآنُ الصادقُ والنورُ الساطِعُ والضياءُ اللامع بيِّنةٌ بصائِره منكشِفةٌ سرائرُه متجلِّيةٌ ظواهره مُغْتبِطة ٌبه تُنال حُججُ الله المنورة وعزائمُه المُفَسَّرة ومحارمه المُحذَّرة وبيِّناته الجلية وبراهينه الكافية وفضائله المندوبة ورُخَصُه الموهوبة وشرايعُه المكتوبة
فجعل الله االايمان تطهيراً لكم من الشرك والصلاة تنزيهاً لكم عن الكِبْر والزكاة تزكية للنفس ونماءً في الرزق والصيام تثبيتاً للإخلاص والحج تشْييداً للدين والعدل تنسيقا للقلوب وطاعتنا نظاماً للملَّة وإمامتنا أماناً من الفُرقة والجهاد عِزاً للإسلام والصبرَ معونةً على استيجاب الأجر والأمر بالمعروف مصلحةً للعامة وبِر الوالدين وقايةً من السَّخط وصِلةَ الأرحام منْماةً للعدد والقِصاصَ حِصناً للدماء والوفاءَ بالنذر تعريضاً للمغفرة وتوفية المكاييل والموازين تغييراً للبخس والنهيَ عن شرب الخمر تنزيها عن الِّرجس واجتناب القذّف حجاباً عن اللعنة وترك السرقة إيجاباً للعفة وحرم الله الشرك إخلاصا ً له بالربوبية فاتقوا الله حق تُقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه فإنه إنما يخشى الله من عباده العلماء ثم قالت أيها الناس اعلموا أني فاطمة وأبي محمد صلى الله عليه وآله أقول عوْداً وبدْءاً ولا أقول ما أقول غلطاً ولا أفعل ما أفعل شططاً لقد جاءكم رسول ٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنِتُّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم فإن تعزُوه وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم وأخا ابنِ عمي دون رجالكم ولَنِعم المَعْزِيُّ إليه صلى اله عليه وآله فبلَّغ الرسالة صادِعا بالنِّذارة مائلاً عن مدْرجَة المشركين ضارباً ثَبَجَهُم آخِذاً بأكظامِهِم داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة يكسِر الأصنام وينْكُت الهام حتى انهزم الجمع وولوا الدبر حتى تفرَّى الليل عن صبحه وأسفر الحق عن محضه ونطق زعيم الدين وخرست شقاشِق الشياطين وطاح و شيظُ النفاق وانحلَّت عقد الكفر والشِّقاق وفُهْتُم بكلمة الإخلاص في نفر من البيض الخِماص وكنتم على شَفا حفرةٍ من النار مُذْقة َالشارب ونُهْزة الطامع وقُبْسة العجلان وموْطِئَ الأقدام تشربون الطَّرقَ وتقتاتون الورق أذلَّةً خاسئين تخافون أن يتخَطَّفكم الناس من حولِكم فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمدٍ صلى الله عليه وآله بعد اللّتَيّا والتي وبعد أن مُنِيَ بِبُهَمِ الرجال وذُؤْبان العرب ومَرَدَةِ أهلِ الكتاب كلما أَوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله أو نَجَمَ قرْنٌ للشيطان وفَغَرَت فاغِرةٌ من المشركين قذف أخاه ُ في لهَواتِها فلا ينكَفئُ حتى يطأَ صِماخَها بأخْمَصِهِ ويُخْمِدَ لهبها بسيفه مكدوداً في ذات الله مجتهداً في أمر الله قريباً من رسول الله سيد أولياء الله مشْمِّراً ناصحاً مجداً كادحاً وأنتم في رفاهية من العيش وادِعُون آمِنون تتربَّصون بِنى الدوائر وتتوكَّفون الأخبار وتَنكُصون عند النِّزال وتَفِرون عند القتال فلمَّا اختار الله لنبِيِّه دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ظهر فيكم حسيكة النفاق وسَمَلَ جِلباب الدين ونطق كاظم الغاوين ونبع خامل الأقلِّين وهَدَرَ فَنيقُ المبطلين فخَطَرفي عَرَصاتِكم وأطْلع الشيطان رأسَه من مغرِزِهِ هاتفاً بكم فألفاكم لدعوته مستجيبين وللغِرَّة فيه ملاحظين ثم استنهضكُم فوجد كم خِفافاً وأحمشكم فألفاكم غِضاباً فوسمتم غير اِبلِكُم وأوردتُم غيرَ شِربِكم هذا والعهدُ قريبٌ والكَلْمُ رحِيبٌ والجرح لمّا يندمِل والرسولُ لمّا يُقبر ابتِداراً زعمتم خوف الفتنة ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطةٌ بالكافرين
فهيهات منكم وكيف بكم وأنّى تُؤْفكون وكتاب الله بين أظهُركم اُموره ظاهرةٌ وأحكامُه زاهرةٌ وأعلامه باهرة وزواجره لائحة وأوامره واضحة قد خلّفتموه وراء ظهوركم أرَغبةً عنه تريدون أم بغيره تحكمون بئس للظالمين بدلاً
ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ثم أَخذتُم تُورون وَقْدَتها وتهَيِّجون جمرتها وتستجيبون لهتاف الشيطان الغويِّ وإطفاء أنوار الدين الجليِّ وإهماد سُننِ النبي الصفي تُسرُّون حَسْواً في ارتِغاءٍ وتمشون لأهلِهِ وولَدِهِ في الخمَرِ والضَّراء ونصبر منكم على مثل حَزِّ المُدى ووخْز السِّنان في الحشا وأنتم تزعُمون ألاّ إرث لنا أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون أفلا تعلمون بلى تجلّى لكم كالشمس الضاحية أنِّي ابنته أيها المسلمون أاُغب على إرْثيَهْ يا ابن أبي قحافة إفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرثَ أبي لقد جئْت شيئاً فرياً أفَعَلى عمدٍ تركتم كتاب الله ونبذتُمُوه وراء ظهوركُم إذ يقول وورث سليمان داود وقال فيما اقتصَّ من خبر يحي بن زكريا عليهما السلام إذ قال ربِّ هب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب وقال واُولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله وقال يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظِّ الاُنثيين وقال إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين وزعمتم ألا حِظوة لي ولا إرث من أبي لا رحِم بيننا
أفخصَّكُمُ الله بآيةً أخرج منها أبي أم هل تقولون أهل ملَّتين لا يتوارثان ولستُ أنا وأبي من أهل ملةٍ واحدةٍ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي فدونَكَها مخطومةً مرْحولةً تلقاك يوم حشرك فنعم الحَكَم الله والزَّعيم محمد والموعد القيامة وعند الساعة ما تخسِرون ولا ينفَعُكُم إذ تندمون ولكل نبأٍ مستقرٌّ وسوف تعلمون من يأتيه عذابٌ يُخزيه ويحِل عليه عذابٌ مقيم ثم رمت بطَرْفِها نحو الأنصار فقالت يا معاشر الفِتْية وأعضاد الملَّة وأنصار الإسلام ما هذه الغميزة في حقّي والسِّنة عن ظُلامتي أما كان رسول الله صلى الله عليه وآله أبي يقول المرء يُحفظ في وُلْده سرعان ما أحْدثْتم وعجلان ذا إهالةً ولكم طاقةٌ بما اُحاول وقوَّةٌ على ما أطلب واُزاول
أتقولون مات محمد صلى الله عليه وآله فخَطْبٌ جليل اسْتَوسع وَهْيُهُ واستنهر فتقه وانفتق رتْقُهُ وأظلمت الأرض لِغيْبتِه وكُسِفت النجوم لمصيبته وأكدت الآمال وخشعت الجبال واُضيع الحريم اُزيلت الحرمة عند مماتِهِ فتِلك والله النازِلة الكبرى والمصيبة العظمى لا مثلها نازلةٌ ولا بائقةٌ عاجلةٌ أعلن بها كتاب الله جل ثناؤُهُ في أفنيتكم في مُمْساكُم ومُصْبَحِكم هِتافاً وصراخاً وتلاوة وإلحاناًً ولَقَبْلهُ ما حلَّ بأنبياء الله ورسلِهِ حكمٌ فصْلٌ حتمٌ وما محمدٌ إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين أيهاً بني قَيْلة أاُهضَمُ تراث أبيهْ وأنتم بمرْأى منِّي ومسْمعٍ ومبتدأٍ ومجمعٍ تلْبَسُكُك الدعوة وتشْمُلُكُك الخَبْرَة وأنتم ذوو العدد والعدة والأداة والقوة وعندكم السلاح والجُنة توافيكم الدعوة فلا تجيبون وتأتيكم الصرخة فلا تُغيثون وأنتم موْصفون بالكفاح ومعروف بالخير والصلاح والنخبة التي انتحبت والخيَرة التي اختيرت قاتلتم العرب وتحمَّلتم الكد والتعب ناطحتم الاُمم وكافحتم إليهم فلا نبرح أو تبرحون نأمركم فتأتمرون حتى دارت بنا رحى الإسلام ودرَّ حلَب الأيام وخضعت نُعَرة الشرك وسكنت غوْرة الإفك وخمدت نيران الكفر وهدأت دعوة الهرج واستوسق نظام الدين فأنى جُرتم بعد البيان وأسررتم بعد الإعلان ونكصتم بعد اإقدام وأشركتم بعد الإيمان ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم وهمُّوا بإخراج الرسول وهم بدأوكم أول مرةٍ أتخشوْهم فالله أحق أن تخشوْه إن كنتم مؤمنين ألا قد أرى أن أخلدتم إلى الخفض وأبعدتم من هو أحق بالبسط والقبض وخلوْتُم بالدعة ونجوتم من الضيق بالسَّعة فمججتم ما وعيتم ودسعتم الذي تسوَّغتم فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فإن الله لغني حميد ألا وقد قلت ما قلت على معرفة منِّي بالخَذْلة التي خامرتكم والغدرة التي استعَرَتها قلوبكم ولكنها فيْضة النفس ونفثة الغيظ وخوَر القنا وبثَّة الصدور وتقْدِمة الحجة فدونكُمُوها فاحتقِبوها دِبِرة الظَّهر ونَقِبة الخُفِّ باقية العار موسومةً بغضب الله وشنار الأبد موصولةً بنار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة فبعين الله ما تفعلون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون وأنا ابنة نذيرٍ لكم بين يدي عذابٍ شديد فاعملوا إنّا عاملون وانتظروا إنا منتظرون
فأجابها أبوبكر عبد الله بن عثمان فقال يا ابنة رسول الله لقد كان أبوك بالمؤمنين عطوفا كريماً رؤوفاً رحيماً وعلى الكافرين عذاباً أليماً وعقاباً عظيماً فإن عزَونا ه وجدناه أباك دون النساء وأخاً لبعلك دون الأخلاء آثرَه على كل حميم وساعده في كل أمرٍ جسيم لا يحبكم إلا سعيد ولا يبغضكم إلا كل شقيٍّ فأنتم عترة رسول الله صلى الله عليه وآله الطيبون والخِيَرَة المنتجبون على الخير أدلتنا وإلى الجنة مسالِكنا وأنت يا خيرة النساء وابنة خير الأنبياء صادقةٌ في قولك سابقةٌ في وفور عقلك غير مردودةٍ عن حقك ولا مصدودةٍ عن صدقك ووالله ما عدَوْتُ رسول الله صلى الله عليه وآله يقول نحن معاشر الأنبياء لا نورِّث ذهباً ولا فضة ولا داراً ولا عقاراً وإنما نُوَرث الكتب والحكمة والعلم والنبوة وما كان لنا من طُعمةٍ فلوليِّ الأمر بعدنا أن يحكم فيه بحكمه
وقد جعلنا ما حاولتِهِ في الكُراع والسلاح يقابل به المسلمون ويجاهدون الكفار ويجالدون المردة ثم الفُجّار وذلك بإجماع من المسلمين لم أتفرَّد به وحدي ولم أستبدَّ بما كان الرأي فيه عندي وهذه حالي ومالي هي لك وبين يديك لا نزوي عنك ولا ندَّخر دونك وأنت سيدة أمة أبيك والشجرة الطيبة لبنيك لا يُدفع ما لك من فضلك ولا يُوضع من فرعك وأصلك حكمك نافذ فيما ملَكَتْ يداي فهل ترين أن أُخالفَ في ذلك أباك صلى الله عليه وآله
فقالت عليها السلام سبحان الله ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله عن كتاب الله صادفاً ولا لأحكامه مخالفاً بل كان يتَّبع أثره ويقفو سُورَه أفتجمعون إلى الغدر اعتلالاً عليه بالزُّور وهذا بعد وفاته شبيهٌ بما بُغيَ له من الغوائل في حياتهِ هذا كتاب الله حكماً عدلاً وناطقاً فصلاً بقول يرثني ويرث من آل يعقوب
وورث سليمان داود فبيَّن عز وجل فيما وزَّع عليه من الأقساط وشرَّع من الفرايض والميراث وأباح من حظ الذكران والإناث ما أزاح علَّة المبطلين وأزال التَّظنّي والشبهات في الغابرين كلا بل سوَّلت لكم أنفسكم أمراً فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون
فقال أبو بكر صدق الله ورسوله وصدقت ابنته أنت معدن الحكمة وموطن الهدى والرحمة وركن الدين وعين الحجة لا اُبعِد صوابَكِ ولا اُنكر خطابَك هؤلاء المسلمون بيني وبينك قلَّدوني ما تقلَّدت وباتِّفاق منهم أخذت ما أخذت ما أخذت غير مكابر ولا مستبدٍ ولا مستأثر وهم بذلك شهود
فالتفتت فاطمة عليها السلام وقالت معاشر الناس المسرعة إلى قيل الباطل والمُغضِبة على الفعل القبيح الخاسر أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالُها كلاّ بل ران على قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم فأخذ بسمعكم وأبصاركم ولبئس ما تأوَّلتم وساء ما به أشرتم وشرَّ ما منه اعتضتم لتجدن والله محمِله ثقيلاً وغِبَّه وبيلاً إذا كُشف لكم الغطاء وبان ما وراءه الضراء وبدالكم من ربكم مالم تكونوا تحتسبون وخسِر هنالك المبطلون ثم عطفت على قبر النبي صلى الله عليه وآله وقالت
قـــــد كان بعــــــــدك أنباءٌ وهنْبَثةٌ لو كنـــت شاهدها لم تكبُرِ الخـَطْب
إنا فقدناك فـــــــقد الأرض وابلــها واختلَّ قومُك فاشــــهدهُم وقد نكِبوا
وكلُّ أهلٍ له قُربى ومــــــــــــَنزِلةٌ عند الإله على الأدنيْنَ مُقــــــــتَرِب
أبْدَت رجالٌ لنا نجوى صدورهــم لمّا مضـــــيْت وحالت دونك التُّرب
تجهَّمتنا رجالٌ واستُـــــــــخف بنا لمّا فُقدت وكُل الأرض مُغــــتصب
وكنت بدراً ونوراً يُستــــــضاء به عــــليك تُنزل من ذي العزة الكُتُبُ
وكان جبريل بالآيات يونــــــــسنا فقد فُـــــــقدت فكل الخير محــتجب
فلت قبلك كان المـــــــوت صادَفنا لما مضيْت وحالت دونك الكـــــتُبُ
إنا رُزِنا بما لم يُرْزَ ذو شـــــــجَنٍ من البرِيَّة لا عُــــــــــجمٌ ولا عربُ
ثم انكفأت عليها السلام وأمير المؤمنين على السلام يتوقع رجوعها إليه ويتطلّع طلوعها عليه فلما استقرت بها الدار قالت لأمير المؤمنين عليه السلام يا ابن أبي طالب اشتملت شِملة الجنين وقعدت حُجرة الظنين نقضت قادمة الأجْدل فخانك ريش الأعزل هذا ابن أبي قحافة يبتزَّني نُحَيْلة أبي وبُلْغة ابني لقد أجهر في خصامي والفَيْتُه ألدَّ في كلامي حتى حبستني قيْلة نصرها والمهاجرة وصلها وغضَّت الجماعة دوني طرفها فلا دافع ولا مانع خرجتُ كاظمةً وعدت راغمةً أضْرعتَ خدك يوم أضَعتَ حدَّك افترست الذئاب ما كففت قائلاً ولا غنيت باطلاً ولا خيار لي ليتني مت قبل هنيَّتي ودون زلَّتي عذيري الله منك عادياً ومنك حامياً ويلاي في كل شارقٍ مات العمد ووهتِ العضُد شكواي إلى أبي وعداوي إلى ربي اللهم أنت أشدُّ قوةٌ وحولاً وأحدُّ بأساً وتنكيلاً
فقال أمير المؤمنين عليه السلام لا ويل عليك الويل لشانئك نهنهي عن وجْدِك يا ابنة الصفوة وبقية النبوة فما ونيْتُ عن ديني ولا أخطأت مقدوري فإن كنتِ تريدين البُلْغة فرزقك مضمون وكفيلُك مأمون وما أَعدَّ لك أفضل مما قُطع فاحتسبي الله فقالت حسبيَ الله وأمسكت
منقول من شبكة الصفوة
http://alsafwa.150m.com/qzhr.htm
_______________________________________
خادمكم / мσнммєɒ z
|
|
|
|
|