اللهم صلي على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر العظيم المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك .
اللهم صلي على مُحمد وآل مُحمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين والآخرين
خرجت روزماري سيغينز إلى الحياة وهي تعاني من حالة نادرة، حيث ولدت بدون الجزء السفلي من العمود الفقري ومنطقة الحوض؛ كما أن أسفل جسدها تعرض للبتر عندما كانت طفلة صغيرة لكي تظل على قيد الحياة - وبالتالي أصبح لديها نصف جسد فقط.
وصارت تمشي على يديها اللتين حلتا محل رجليها، مستخدمة لوح تزلج يجره زوجها ديفيد وهو ممسك بيدها.
...
وفي حين أن طول زوجها ديفيد يبلغ خمسة أقدام وعشر بوصات، فإن طولها هي لم يتجاوز القدمين وست بوصات. وبرغم هذا كله، فقد أصرت روزماري على إثبات خطأ تقديرات الأطباء من خلال إصرارها على الإنجاب - ذلك أنها عندما قررت هي وزوجها ديفيد أن يكون لديهما أطفال، أكد لهما نصف الأطباء أن ذلك يعد ضرباً من المحال؛ إذ لم يسبق إطلاقاً لمريضة مصابة بمثل حالتها أن أنجبت. أما تقديرات النصف الآخر من الأطباء، فقد أشارت إلى أن روزماري ستدفع حياتها ثمناً لمغامرتها إن هي أقدمت على الولادة.
ولعل من حسن الطالع أن كل تأكيدات الأطباء وتقديراتهم كانت خائبة ولم تكن صائبة. فقد أنجبت روزماري ابنها لوك الذي يبلغ عمره حالياً سبع سنوات؛ وهو أطول منها بنحو 18 بوصة.
بيد أنها عندما حملت مرة أخرى، كانت توقعات الأطباء أسوأ بكثير من ذي قبل.
فقد أفادوا بأنه عندما يقترب موعد الولادة، قد يتهتك الرحم في مكان الولادة القيصرية الأولى؛ وسوف لن يكون هنالك أي وقت يكفي لإنقاذ الجنين.. أو الأم.
أفاقت روزماري سيغينز وكان الألم يعتصرها كما أنها كانت مصابة بالدوار والغثيان عندما تنامى إلى أسماعها صوت الممرضة وهي تقول لها: «إن مولودتك الجديدة جميلة وحلوة وهي الآن مع زوجك». وبعد ذلك التفتت الممرضة نحوها وقالت لها مستدركة: «وبالمناسبة، لقد اضطررنا لاستئصال الزائدة الدودية والمرارة».
وماهي إلا دقائق معدودات حتى كحلت روزماري ناظريها برؤية وليدتها شيلبي لأول مرة وكان وجهها الدقيق الرقيق مخفياً خلف قناع بلاستيكي يستخدم للتنفس.