عضو جديد
|
رقم العضوية : 78144
|
الإنتساب : May 2013
|
المشاركات : 2
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
صفات المنافقين وصفات المؤمنين بحث تفسيري للسيد الصرخي الحسني ج1
بتاريخ : 16-08-2013 الساعة : 10:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا :صفات المنافقين
قال الله تعالى في سورة التوبة
{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ{67} وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ{68} كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ أُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الُّدنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ{69} أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وِأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ{70}
سورة التوبة من الايات التي تحدثت كثيراً عن المنافقين ,ووصفت المنافقين ,وركزت على المنافقين وبينت حقيقة المنافقين ,ومصير المنافقين ,وما ينتهي اليه النفاق ,وما هو خطر النفاق ,وأهل النفاق على المجتمع الاسلامي والمجتمع الانساني .
وهذه الصفات التي ذُكرت في هذه الاية ,صفات يشترك فيها المنافقون ببعض الصفات ,ويوجد صفات عامة مشتركة عند المنافقين ,ومن الاشتراك هو الذكورة والأنوثة ,أي عند المنافقين والمنافقات.
وهذه الصفات هي خمس صفات ذُكرت في الاية الشريفة:
الصفة الاولى:الآمرون بالمنكر.
الصفة الثانية :الناهون عن المعروف
الصفة الثالثة :البخلاء الذين لا ينفقون في سبيل الله
الصفة الرابعة :الناسون لله
الصفة الخامسة:الفاسقون
الصفة الاولى:هي الامر بالمنكر
وهذه من التنبؤات والعلامات التي تنبأ بها نبي الرحمة (صلى الله عليه واله وسلم) بأنَّ المجتمع الاسلامي سينحرف تدريجيا من الجانب الفكري والعقائدي .
والانحراف الاول هو السكوت عن المعروف والسكوت عن المنكر , وعدم الامر بالمعروف ,وعدم النهي عن المنكر ,والقعود عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
بعد هذا الانحراف الاشد ,سيصلون الى مرحلة الامر بالمنكر والنهي عن المعروف ,وهذا من صفات المنافقين التي تُذكر هنا ,وفي مرحلة انحطاط وظلامية أكثر ذكرها النبي ,أنهم يرون المعروف منكرا والمنكر معروفا ,وهي أسوأ حالات الانحراف الفكري العقائدي ,فأشارت الاية أنهم يأمرون بالمنكر فيدعو الناس الى فعل المنكرات فيستأنس ان ينحرف معه باق الناس تطبيقا لما نسمع (حشر مع الناس عيد)فيريد ان يجعل جميع الناس في حالة ضلالة وانحراف حتى لا يرى أي شخص امامم يكون محكا له ومقياسا له ومذكرا له في الاخرة في جانب التقوى ,في جانب النورانية والإيمان.
الصفة الثانية :الناهون عن المعروف
هي مكملة للأولى ,ينهى عن المعروف ويأمر بالمنكر حتى يكون الجانب الظلامي والضلالي والانحراف والقسوة القلبية والفكرية والانطباق التام في سوء الخلق في المجتمع متحققا في هاتين المفردتين (الامر و النهي) في جانب الانحطاط هو امر بمنكر ونهي بمعروف ,وفي جانب الصلاح والإصلاح والهداية والإيمان فهو أمر بمعروف ونهي عن منكر.
الصفة الثالثة :تُشير الى صفة البخل عند المنافقين
,وهذه الصفات الاخلاقية والتجليات والتحلي بالأخلاق والتخلي والظلامية الاخلاقية, لها مقاييس وضوابط يُرجع اليها ,وهذه الضوابط هي التي تُحدد هذه من سوء الخلق وهذه من مكارم الاخلاق ,وهذه من الافراط ,وهذه من التفريط.
فمادام الكلام في بذل الاموال يمكن ان نفسر او ان نحلل ,فنجد ان ما موجود في الخارج لا يلتزم دينيا ويصرفون اكثر من غيرهم .وهذا ليس مقياس البخل مقابل الكرم .
ما هو المقياس ؟
صرف المال يكون في محله,وإذا كان الصرف لله ,وفي سبيل الله ,فهو من مكارم الاخلاق والإيمان وهو رفعةٌ وعلوٌ وسموٌ,وإذا كان صرف الاموال في جانب المنكرات ,وفي جانب الرياء والسمعة والجاه ,فهذا يكون في جانب الشر والانحراف, وسوء الخلق,فليس كل ما يُعطى ويُبذل يكون مُقرِّبا لله.لذا توجد عطاءات وجهود والعطاء ليس في المال.
فكل ما يصرف ,كل ما يبذل يوجد فيه جانب كرم وكرامة واخلاق, وفيه جانب اخر جانب الشر والمنكر والظلامية والبعد عن الله سبحانه وتعالى.
الصفة الرابعة :هم الناسون لله(سبحانه وتعالى):
كلُّ الاعمال التي تصدر من هؤلاء ,كلُّ ما يحصل من مواقف,كل حركة تحصل من المنافقين هي ليست لله ,هي ليست لغاية محمودة ,ليست لغاية رسالية , هي ليست للجنة ,هي ليست لمرضاة الله.وإنما قلنا حتى لو ألتزم الانسان بكل التعاليم بكل الواجبات لكنه لم يلتزم بالجانب الاخلاقي ,جانب استحضار الاخرة والعمل من أجل الاخرة ,فهذه الاعمال لا تفيد, تكون من اجل طلب السمعة والجاه والوجاهة والربح المادي والمكاسب والمنافع الدنيوية .
الصفة الخامسة:الفاسقون
يصف هؤلاء بأنهم فاسقون ,يقصد أنهم عملوا وبذلوا وجاهدوا ,ولم تكن هذه الاعمال خالصة في سبيل الله ,ولم تكن مقترنة بالإخلاص فتكون الاعمال باطلة. وعادة النسيان لا نجده في جانب الكلام بل نجد أنَّ الشخص يذكر الله كثيرا يذكر الاخرة كثيرا لكن ذكره عبارة عن ذكر قولي لفظي لساني .
أمَّا من الجانب العملي السلوكي نجده قد نسيء الله عمليا سلوكيا تطبيقيا ,فعل المنكرات عمل من اجل السمعة والرياء فهذا يدل على أنّ الانسان قد ابتعد وأنكر الاخرة سلوكيا وتطبيقيا وعمليا .
هذا بالنسبة الى المنافقين وصفات المنافقين .نرجع نقرا هذه الاية قال تعالى({الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ{67} هذه الصفات الخمسة التي ذُكرت في هذه الاية بيناها قبل قليل ,فما هو مصير هؤلاء المنافقين ؟ يُذكر أن مصير هؤلاء الى الجحيم الى النار كما تُبين الايات اللاحقة, في قوله تعالىوَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ{68} حيث قرن سبحانه وتعالى منزلة المنافقين بمنزلة الكفار في نار جهنم.
بعد هذه الاية نَذكر ونتذكر ونُذكِّر من في قلبه ضعف الايمان بالرجوع دائما الى القران, ونقرا ونطلع ونعرف ما حصل في التاريخ .فاين الامم التي ملكت والتي حكمت والتي اغتصبت اموال وحقوق الاخرين ؟اين وصل هؤلاء ؟ما النهاية التي وصل اليها هؤلاء ؟
هذا منهج قراني وسيرة قرآنية نعتبر ونتعظ مما سبق ونحن نعيش وعشنا الاحداث التي مرت علينا في العراق من النظام السابق وسطوة وقسوة النظام السابق والى من اتى بديلا عن ذلك النظام ,ونتيقن ايضا بأنه كما ذهبت تلك الدول وكما سقطت تلك العروش بالتأكيد هذه الدول وهذه العروش في هذه الايام بانه من تطبيقات دولة ومصاديق السفياني وسلطان السفياني ,فهذه ما اسرع ما تستبدل السنين والأشهر والأسابيع بل حتى الايام ,نجد بأنَّ هذه الدول (ان شاء الله) كما وجدنا مرت علينا ايام فصار التغيير والتبدليل عاجلا .علينا ان لا ننظر الى هؤلاء ولا نهتم لهؤلاء ولا نحسد هؤلاء على ما هم فيه.
ثانيا :صفات المؤمنين
وبعد هذا تنتقل الايات القرآنية الى ذكر المؤمنين ويذكر هنا الصفات المشتركة للمؤمنين والتي تقابل تلك الصفات التي كانت للمنافقين وتقرا هذه الاية المباركة وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{71}
تعلمون أنَّ هناك صلاة صحيحة غير مقبولة ,ويوجد صلاة صحيحة مقبولة ,والصلاة الصحيحة غير المقبولة تمنع العقاب والعذاب فقط بخصوص الصلاة ,أي لا يعاقب كتارك الصلاة ,فهذه الصلاة الصحيحة غير المقبولة لا تأخذ بك الى ان تعبر الصراط وتنتقل الى ساحة المحشر والى الجنة والى رضوان الله سبحانه وتعالى ,هذه لا تكفي ,فقط انك لا تعاقب كتارك الصلاة .
امَّا الصلاة الصحيحة المقبولة فهي الهدف والوسيلة لتحقيق الغاية الكبرى ,وهي مرضاة الله وعبودية الله, وهي التي تعبر بك على الصراط من ساحة المحشر الى الجنة ,الى رضوان الله ,هذه الصلاة التي يتحقق فيها عنوان القبول هي الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر,وإذا كانت الصلاة ناهية عن الفحشاء والمنكر فهذا يستلزم او يستبطن انه استحضر الاخرة ,فالنهي عن الفحشاء والمنكر لا يتحقق إلا اذا كان متذكرا للآخرة في عذابها وفي عقابها وفي حسابها في محشرها بنارها وجنتها في رضوان الله (سبحانه وتعالى) وصدَّق بالآخرة وعمل من أجل الاخرة ووصل الى الدرجات التي تُؤدي به الى ان يحصل على هذه الصلاة المقبولة او يطبق هذه الصلاة المقبولة ,فيعبر على الصراط من ساحة المحشر ساحة الحساب الى الجانب الاخر, وهو جانب الجنة ,جانب رضوان الله والانبياء والمرسلين والملائكة .
وفي آية المنافقين قال تعالى الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ{67}.
وقال تعالى وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{71}
يوجد علاقة, وعلاقة المنافق بالمنافق ليست كعلاقة المؤمن بالمؤمن .ومن هنا عندما يتصدى بعض الاعزاء في الصلاة الواجبة في الجُمع وغيرِ الجمع ,وعندما يتحدثون عن معنى الاخوّة يعتقدون ويأملون ويتيقنون ان جانب الاخوة فيما بيننا هو الاخوة الايمانية وليست علاقة اهل النفاق وعلاقة المنافقين.ومن هنا دائما يحصل التذكير للأخوًة وإبراء الذمة حتى تنتقل من جادة النفاق ومن سوء خلق النفاق الى جادة الايمان والى جادة المؤمنين والصلاح والخير.
قال تعالى وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{71} .
الصفة الاولى : يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ و ينهون عن المنكر والصفة الثانية ويقيمون الصلاة هذه الصفة الرابعة كانت هناك(صفة المنافقين) بمعنى نسيان الله وهنا يتذكرون الله ,بأي شيء ؟ما علامات التذكر ؟هي الصلاة واي صلاة هي الصلاة الصحيحة المقبولة .
وبعد هذا يبين النقطة الثالثة وهي البذل في سبيل الله سبحانه وتعالى فقال تعالىويؤتون الزكاة) فهذا الاتيان وإعطاء الزكاة هذا كما قلنا مع المقارنة بالإخلاص فهو يحقق عندنا جانب الكرم والبذل الشرعي الاخلاقي المنقذ للإنسان مقابل البخل وسوء الخلق في جانب البخل .
والصفة الاخيرة هي إطاعة الله ورسوله وهذه الصفة تقابل عنوان الفسق وهو الخروج عن طاعة الله ,وبعد هذا تذكر الايات مصير المؤمنين وكيف يكونون في الجنان منعمين ,قال تعالىاولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم),كما وعد المنافقين {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } .
لا زلنا نريد أن نتذكر ونتعظ ولا ننظر الى ما يملك الاخرون من سطوة ومن جاه ومن أموال وان شاء الله جميعا نتعلم من القران قال تعالى:{وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (75) إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ{76} وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ{77} } .
كلام طويل ومحاججة طويلة واضحة كما بينت الايات الشريفة,فأين جواب قارون من هذه الاستفهامات ومن هذه المحاججة الطويلة التي اصدرها ابناء قومه له والاحتجاج عليه (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ{77} } . قال هذا جواب مختصر(قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي ) {78}
وانتهى الامر هو ايضا العلم من نعم الله على الانسان , لكن هذا في الجانب اللفظي والمراد انه يحتج على المقابل ويلزمه الحجة من جانب السمعة والوجاهة والانا والعجب امام من كان حاضرا في تلك المحاججة قال(قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً),لاحظ اين رجع القوم على ماذا احتجوا على قارون ,لم يتحدثوا مع قارون عن كسب الاموال رجعوا الى القوم الظالمين والى الفاسدين وهذا الكلام يستبطن انهم يقولون لقارون انك ظالم انك فاسد انك مرتكب للمحرمات انك مرائي انك تبحث عن السمعة انك سيء الخلق والأخلاق وهنا وضعوه في خانة المنافقين والظالمين والكافرين ,فسياق الكلام عندما يقول انا حصلت على هذا بعلمي المفروض يكون الجواب ابطال هذه الحجة ,هذا ليس بعلمك كما قلنا حتى العلم حتى العمل حتى الجهد هو من نعم الله ,فعليك ان تزكي هذه النعمة التي وصلت اليك ,لكن القوم لم يلتفتوا لهذه القضية قضية الاخرة وكما يريد هو مؤمن ويسير في طريق المؤمنين هو خارج الفسق والفاسقين فهم تجاوزه وأهملوا ما قاله ورجعوا الى المحاججة الاولى الى ما قالوا واعتقدوا والى ما بينوه في مظاهر قارون أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ{78} فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ{79}
كما تمنينا المنصب والرئاسة والعضوية والوكالة والعمامة والحقوق والنسبة والسيارة والبيت والمعمل والسفر والرواتب مجهولة المالك التي ما انزل الله بها من سلطان ,التي اثرت علينا حتى صرنا لا نامر ولا ننهى ,بأننا صرنا نحب الظالم ؛لان الظالم لو ازيل ,لو اطيح به ستذهب تلك المكافآت والرواتب المجموعة لعشرات السنين والسفر السنوي .
كلها مجهولة المالك ,كلها لها حقوق للفقراء وللارامل واليتامى والمساكين ,كيف ليس لنا علاقة بكل هذه الامور ,المهم يكفي خزيا وعارا انك صرت تحب الظالم و بقاء الظالم ,لأنك صرت صاحب مكتسبات ومنافع دنيوية بسبب وجود هذا الظالم , وسيحشرك الله مع هذا الظالم (من أحب قوم حشره الله معه)
المهم من يريد ان يتعظ ويتعلم ويتوب الى الله سبحانه وتعالى على هذه السنين.
من منا مال الى هذه الجهة السياسية وتلك الجهة السياسية ؛لان المنافع والمصالح والمكاسب الدنيوية التي حصل عليها مرتبطة بوجود هذا الحزب , بوجود هذا الشخص,بوجود هذه الجهة السياسية ولو ذهبت و اوزيلت ستزال منه هذه المنافع وستقطع منه ,فكم منا جلس بينه وبين نفسه وتمنى ان لا يزال هذا الظالم ,نسال الله نستغر ونتوب الى الله توبة نصوحة .
فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ{79} ,.. وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ{82}
هذه اشارة لطيفة في هذه الاية (لولا ان من الله علينا لخسف بنا)هذه اشارة الى انهم سبق وان رفعوا الدعاء لبقاء الظالم حتى يحصلوا على هذه المكاسب ,والله لم يستجيب لهم هذه الدعوة ,فعدم استجابة الدعوة هي من نعم الله وهم يقولون بان عدم استجابة الدعاء من نعم الله عليهم ,ولولا هذه النعمة لولا ان الله لم يستجيب لتلك الدعوة بأن يحصلوا كما حصل قارون لكانوا من الهالكين لكانوا مع قارون وهنا شكروا الله وحمدوه على هذه النعمة لعدم استجابة الدعاء .
فليس دائما تتحقق النعمة والمنفعة في استجابة الدعاء ,فربما مصلحة الانسان وخيره تتعلق في عدم استجابة الدعاء .
الان نريد ان ندخل في معنى اعمق للمنافق ولو من الناحية التطبيقية وللمؤمنين ايضا من الناحية التطبيقة فما هو المؤمن
دائما نسمع كل من يقول اولي علي او احسب من الشيعة او الشيعة فيعتبر نفسه من المؤمنين, كما يشير القران والروايات الى مواصفات من يتصف بالولاء والايمان ,من يتصف بعنوان التشيع الحقيقي فهنا اشير الى بعض الروايات التي تشير الى هذا المعنى :
نريد ان نقول من هو المؤمن ومن هو الشيعي ,هل هو كل من والى علي؟هل كل من يتلفظ بانه والى علي .
قبل قليل تحدثنا عن وجود انكار للجنة وللنار ,انكار للاخرة وللثواب والعقاب ,انكار لله ,لان هذه من افعال الله ومن صفات الله ومن مخلوقات الله فايضا هذا انكار لله باي صفة من الصفات التي تتعلق بهذه المعاني التي ننكرها فنفس الاسلوب في التطبيق ايضا من يوالي علي ويتحدث عن التشيع لعلي
ايضا نراه يخالف وينافق بين القول والكلام من جهة وبين الفعل والتطبيق من جهة اخرى ,فنراه قاتلا لعلي ,معاديا لعلي ومنكرا وعاصيا لمنهج علي بفعله واسلوبه ومواقفه بانحرافه ويشير الى هذه المعاني والى معنى التشيع الامام الباقر (عليه السلام)وهذا قياس الاولوية ارجو دائما ان يكون حاضرا في اذهاننا .
نحن دائما الاصل الاول هو التوحيد فما دون يذوب في التوحيد هذه النبوة حتى الرسالة الامامة الامام يذوب في التوحيد ,لا كلام في النبوة والامام قبل الكلام في التوحيد,لا كلام في الامامة قبل الكلام في النبوة.
من يعتقد بأفضلية النبي (صلى الله عليه واله)فإذا حب النبي لا ينقذ الانسان من النار فالأولى حب علي لا ينقذ ,حب الحسين لا ينقذ ,حب الزهراء لا ينقذ .
فهذه القياسات ارجو ان تكون حاضرة عندنا
عن الامام الباقر عليه السلام يقول (أيكفي من انتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت ؟ فو الله : ما شيعتنا إلا من اتقى الله و أطاعه . و ما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع و التخشع , و كثرة ذكر الله و الصوم و الصلاة و التعهد للجيران من الفقراء و أهل المسكنة و الغارمين و الأيتام و صدق الحديث و تلاوة القرآن و كف الألسن عن الناس إلا من خير)
فاين التشيع ما معنى التشيع هل تقول التشيع ان تكون من أعداء علي عندما لا تكون مطبقا لعلي او تكون من اولياء علي عندما تكون مطبقا لعلي فلا يمكن ان نجمع بمعنى التشيع هو عنوان الشيعي الحقيقي التشيع الحقيقي لا يمكن ان يجمع بين نقيضين بين حب علي وبغض علي بين طاعة علي وبين معصيته ولا تنال ولايتنا الا بالعمل والورع
بحث القاه المرجع الديني السيد الصرخي الحسني في صلاة العيد
|