بسمه تعالى
حاول البخاري أن يقلب الحقائق و يصور الإمام الحسن المجتبى صلوات ربي سلامه عليه بأنه هو
من أراد الحرب و اقتتال المسلمين فجاء بكتائب كالجبال لا تولي حتى تقتل أقرانها لحرب معاوية
ثم صور معاوية على أنه المحافظ على دماء المسلمين و الجانح للسلم ...
صحيح البخاري - كِتَاب الصُّلْحِ - بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ وَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا
2557 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ اسْتَقْبَلَ وَاللَّهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مُعَاوِيَةَ بِكَتَائِبَ أَمْثَالِ الْجِبَالِ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِنِّي لَأَرَى كَتَائِبَ لَا تُوَلِّي حَتَّى تَقْتُلَ أَقْرَانَهَا فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ وَكَانَ وَاللَّهِ خَيْرَ الرَّجُلَيْنِ أَيْ عَمْرُو إِنْ قَتَلَ هَؤُلَاءِ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ هَؤُلَاءِ مَنْ لِي بِأُمُورِ النَّاسِ مَنْ لِي بِنِسَائِهِمْ مَنْ لِي بِضَيْعَتِهِمْ فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ فَقَالَ اذْهَبَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَاعْرِضَا عَلَيْهِ وَقُولَا لَهُ وَاطْلُبَا إِلَيْهِ فَأَتَيَاهُ فَدَخَلَا عَلَيْهِ فَتَكَلَّمَا وَقَالَا لَهُ فَطَلَبَا إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُمَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِنَّا بَنُو - ص 963 - عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَدْ أَصَبْنَا مِنْ هَذَا الْمَالِ وَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَدْ عَاثَتْ فِي دِمَائِهَا قَالَا فَإِنَّهُ يَعْرِضُ عَلَيْكَ كَذَا وَكَذَا وَيَطْلُبُ إِلَيْكَ وَيَسْأَلُكَ قَالَ فَمَنْ لِي بِهَذَا قَالَا نَحْنُ لَكَ بِهِ فَمَا سَأَلَهُمَا شَيْئًا إِلَّا قَالَا نَحْنُ لَكَ بِهِ فَصَالَحَهُ فَقَالَ الْحَسَنُ وَلَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ يَقُولُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً وَعَلَيْهِ أُخْرَى وَيَقُولُ إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِنَّمَا ثَبَتَ لَنَا سَمَاعُ الْحَسَنِ مِنْ أَبِي بَكْرَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ . انتهى
____________________________
و روى الحاكم في مستدركه أن بعد أن قدمت الكتائب و جنح معاوية للسلم ابتدر بارسال رجلين لكتابة الصلح و حدث ذلك بشروط و وثائق ...
المستدرك - الحاكم - بتعليق الذهبي في التلخيص - الجزء 3 - الصفحة 191
4808 - حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق و علي بن حمشاد قالا : ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا أبو موسى قال : سمعت الحسن يقول : استقبل الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال فقال عمرو بن العاص و الله لأرى كتائب لا تولى أو تقتل أقرانها فقال معاوية و كان خير الرجلين أرأيت إن قتل هؤلاء من لي بدمائهم من لي بأمورهم من لي بنسائهم قال : فبعث معاوية عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس
قال سفيان : و كانت له صحبة فصالح الحسن معاوية و سلم الأمر له و بايعه بالخلافة على شروط و وثائق و حمل معاوية إلى الحسن مالا عظيما يقال خمس مائة ألف ألف درهم و ذلك في جمادى الأولى سنة إحدى و أربعين و إنما كان ولي قبل أن يسلم الأمر لمعاوية سبعة أشهر و أحد عشر يوما
تعليق الذهبي قي التلخيص : سكت عنه الذهبي في التلخيص
_________________
و بالطبع معاوية حنث بوعوده و غدر بالإمام عليه السلام و لم يوفي عهده .. لكن هذا ليس محور حديثنا الآن ..
و قد شرح بين حجر العسقلاني أن الكتائب كانت :
فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب الفتن - قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي إن ابني هذا لسيد
قوله ( لما سار الحسن بن علي إلى معاوية بالكتائب ) في رواية عبد الله بن محمد عن سفيان في كتاب الصلح : استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال " والكتائب بمثناة وآخره موحدة جمع كتيبة بوزن عظيمة وهي طائفة من الجيش تجتمع وهي فعيلة بمعنى مفعولة لأن أمير الجيش إذا رتبهم وجعل كل طائفة على حدة كتبهم في ديوانه كذلك ، ذكر ذلك ابن التين عن الداودي ، ومنه قيل : مكتب بني فلان ، قال وقوله " أمثال الجبال " أي لا يرى لها طرف لكثرتها كما لا يرى من قابل الجبل طرفه ، ويحتمل أن يريد شدة البأس . وأشار الحسن البصري بهذه القصة إلى ما اتفق بعد قتل علي رضي الله عنه ، وكان علي لما انقضى أمر التحكيم ورجع إلى الكوفة تجهز لقتال أهل الشام مرة بعد أخرى فشغله أمر الخوارج بالنهروان كما تقدم وذلك في سنة ثمان وثلاثين ، ثم تجهز في سنة تسع وثلاثين فلم يتهيأ ذلك لافتراق آراء أهل العراق عليه ، ثم وقع الجد منه في ذلك في سنة أربعين فأخرج إسحاق من طريق عبد العزيز بن سياه بكسر المهملة وتخفيف الياء آخر الحروف قال : لما خرج الخوارج قام علي فقال : أتسيرون إلى الشام أو ترجعون إلى هؤلاء الذين خلفوكم في دياركم ؟ قالوا : بل نرجع إليهم ، فذكر قصة الخوارج قال فرجع علي إلى الكوفة ، فلما قتل واستخلف الحسن وصالح معاوية كتب إلى قيس بن سعد بذلك ، فرجع عن قتال معاوية . وأخرج الطبري بسند صحيح عن يونس بن يزيد عن الزهري قال : جعل علي على مقدمة أهل العراق قيس بن سعد بن عبادة وكانوا أربعين ألفا بايعوه على الموت ، فقتل علي فبايعوا الحسن بن علي بالخلافة ، وكان لا يحب القتال ، ولكن كان يريد أن يشترط على - ص 68 - معاوية لنفسه ، فعرف أن قيس بن سعد لا يطاوعه على الصلح فنزعه وأمر عبد الله بن عباس فاشترط لنفسه كما اشترط الحسن .
وأخرج الطبري والطبراني من طريق إسماعيل بن راشد قال : بعث الحسن قيس بن سعد على مقدمته في اثني عشر ألفا - يعني من الأربعين - فسار قيس إلى جهة الشام . وكان معاوية لما بلغه قتل علي خرج في عساكر من الشام ، وخرج الحسن بن علي حتى نزل المدائن ، فوصل معاوية إلى مسكن وقال ابن بطال : ذكر أهل العلم بالأخبار أن عليا لما قتل سار معاوية يريد العراق وسار الحسن يريد الشام فالتقيا بمنزل من أرض الكوفة ، فنظر الحسن إلى كثرة من معه فنادى : يا معاوية إني اخترت ما عند الله ، فإن يكن هذا الأمر لك فلا ينبغي لي أن أنازعك فيه وإن يكن لي فقد تركته لك فكبر أصحاب معاوية . وقال المغيرة عند ذلك : أشهد أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن ابني هذا سيد " ، الحديث وقال في آخره : فجزاك الله عن المسلمين خيرا ، انتهى وفي صحة هذا نظر من أوجه : الأول أن المحفوظ أن معاوية هو الذي بدأ بطلب الصلح كما في حديث الباب الثاني أن الحسن ومعاوية لم يتلاقيا بالعسكرين حتى يمكن أن يتخاطبا وإنما تراسلا ، فيحمل قوله : فنادى يا معاوية " على المراسلة ، ويجمع بأن الحسن راسل معاوية بذلك سرا فراسله معاوية جهرا . )) انتهى المراد
________________________
و نقول ..
1 - قال البخاري ( ضمنياً ) أن من بدأ بالصلح و حرص على دماء المسلمين هو معاوية
و أن اللإمام الحسن عليه السلام أتى بكتائب يقاتل المسلمين و لم يحرص على دمائهم ( أيضاً ضمنياً ) و بهذا صور لنا البخاري المظلوم ظالم و الظالم مظلوم ..
بينما الحقيقة أن من كان يريد اراقة الدماء هو معاوية ...
2 - وصف البخاري الفئتين و الفريقين بالفئتين العظيمتين بينما نسي أو تناسى أنه هو من ذكر في كتابه البخاري أن الفئة الباغية تقتل عمار و من قتل عمار هو معاوية بحربه مع الإمام علي عليه السلام
صحيح البخاري - كِتَاب الصَّلَاةِ - أَبْوَابُ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ - بَاب التَّعَاوُنِ فِي بِنَاءِ الْمَسْجِدِ
بَاب التَّعَاوُنِ فِي بِنَاءِ الْمَسْجِدِ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ - ص 172 - وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ
436 حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُخْتَارٍ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ وَلِابْنِهِ عَلِيٍّ انْطَلِقَا إِلَى أَبِي سَعِيدٍ فَاسْمَعَا مِنْ حَدِيثِهِ فَانْطَلَقْنَا فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ يُصْلِحُهُ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَاحْتَبَى ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا حَتَّى أَتَى ذِكْرُ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً وَعَمَّارٌ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْهُ وَيَقُولُ وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ قَالَ يَقُولُ عَمَّارٌ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ . انتهى
فكيف انقلبت الفئة الباغية إلى فئة عظيمة ؟؟؟
و هل الفئة الباغية تصبح غير باغية بعد مقتل عمار ..؟؟!!
أم أن هناك نص من رسول الله أخرجها من صفة البغاة بعد أن تقتل عمار ..
رسول الله أطلق عليها الفئة الباغية التي تدعو إلى النار و لم يقول أن هذا سيتغير فكيف يا سبحان الله جعلها البخاري فئة عظيمة ..؟؟!!!
عندنا طرفان متنازعان لابد أن يكون طرف على حق و طرف على باطل فلا يقتتل ( بالكتائب التي كالجبال )
طرفين على حق
لابد أن يكون حق و باطل
فكيف أصبح معاوية الفئة الباغية حق و عظيم ..؟؟
3 - جعلوا الإمام عليه السلام مرتشي و العياذ بالله يبيع دين جده بالمال فالعسقلاني شرح قول معاوية اعرضا عليه أي اعرضا عليه المال ..
فتح الباري شرح صحيح البخاري - كِتَاب الْفِتَنِ - قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي إن ابني هذا لسيد
( فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : اذْهَبَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَاعْرِضَا عَلَيْهِ ) أَيْ مَا شَاءَ مِنَ الْمَالِ ( وَقُولَا لَهُ ) أَيْ فِي حَقْنِ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ بِالصُّلْحِ ( وَاطْلُبَا إِلَيْهِ ) أَيِ اطْلُبَا مِنْهُ خَلْعَهُ نَفْسَهُ مِنَ الْخِلَافَةِ وَتَسْلِيمَ الْأَمْرِ لِمُعَاوِيَةَ وَابْذُلَا لَهُ فِي مُقَابَلَةِ ذَلِكَ مَا شَاءَ ( قَالَ فَقَالَ لَهُمَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ : إِنَّا بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَدْ أَصَبْنَا مِنْ هَذَا الْمَالِ ، وَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَدْ عَاثَتْ فِي دِمَائِهَا ، قَالَا فَإِنَّهُ يَعْرِضُ عَلَيْكَ كَذَا وَكَذَا وَيَطْلُبُ إِلَيْكَ وَيَسْأَلُكَ ، قَالَ فَمَنْ لِي بِهَذَا ؟ قَالَا : نَحْنُ لَكَ بِهِ فَمَا سَأَلَهُمَا شَيْئًا إِلَّا قَالَا نَحْنُ لَكَ بِهِ ، فَصَالَحَهُ ) .
قَالَ ابْنُ بَطَّالٍ : هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ هُوَ الرَّاغِبَ فِي الصُّلْحِ وَأَنَّهُ عَرَضَ عَلَى الْحَسَنِ الْمَالَ وَرَغَّبَهُ فِيهِ وَحَثَّهُ عَلَى رَفْعِ السَّيْفِ وَذَكَّرَهُ مَا وَعَدَهُ بِهِ جَدُّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سِيَادَتِهِ فِي الْإِصْلَاحِ بِهِ ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ : إِنَّا بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَصَبْنَا مِنْ هَذَا الْمَالِ ، أَيْ إِنَّا جُبِلْنَا عَلَى الْكَرَمِ وَالتَّوْسِعَةِ عَلَى أَتْبَاعِنَا مِنَ الْأَهْلِ وَالْمَوَالِي وَكُنَّا نَتَمَكَّنُ مِنْ ذَلِكَ بِالْخِلَافَةِ حَتَّى صَارَ ذَلِكَ لَنَا - ص 70 - عَادَةً وَقَوْلُهُ إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ أَيِ الْعَسْكَرَيْنِ الشَّامِيَّ وَالْعِرَاقِيَّ " قَدْ عَاثَتْ " بِالْمُثَلَّثَةِ - أَيْ قَتَلَ بَعْضُهَا بَعْضًا فَلَا يَكُفُّونَ عَنْ ذَلِكَ إِلَّا بِالصَّفْحِ عَمَّا مَضَى مِنْهُمْ وَالتَّأَلُّفِ بِالْمَالِ . وَأَرَادَ الْحَسَنُ بِذَلِكَ كُلِّهِ تَسْكِينَ الْفِتْنَةِ وَتَفْرِقَةَ الْمَالِ عَلَى مَنْ لَا يُرْضِيهِ إِلَّا الْمَالُ ، فَوَافَقَاهُ عَلَى مَا شَرَطَ مِنْ جَمِيعِ ذَلِكَ وَالْتَزَمَا لَهُ مِنَ الْمَالِ فِي كُلِّ عَامٍ وَالثِّيَابِ وَالْأَقْوَاتِ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِكُلِّ مَنْ ذُكِرَ . وَقَوْلُهُ : مَنْ لِي بِهَذَا " أَيْ : مَنْ يَضْمَنُ لِيَ الْوَفَاءَ مِنْ مُعَاوِيَةَ ؟ فَقَالَا : نَحْنُ نَضْمَنُ لِأَنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ فَوَّضَ لَهُمَا ذَلِكَ ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ : أَصَبْنَا مِنْ هَذَا الْمَالِ " أَيْ فَرَّقْنَا مِنْهُ فِي حَيَاةِ عَلِيٍّ وَبَعْدَهُ مَا رَأَيْنَا فِي ذَلِكَ صَلَاحًا فَنَبَّهَ عَلَى ذَلِكَ خَشْيَةَ أَنْ يَرْجِعَ عَلَيْهِ بِمَا تَصَرَّفَ فِيهِ . وَفِي رِوَايَةِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَاشِدٍ عِنْدَ الطَّبَرِيِّ : فَبَعَثَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَمُرَةَ بْنِ حَبِيبٍ . كَذَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَكَذَا وَقَعَ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ ، وَالَّذِي فِي الصَّحِيحِ أَصَحُّ ، وَلَعَلَّ عَبْدَ اللَّهِ كَانَ مَعَ أَخِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ فَقَدِمَا عَلَى الْحَسَنِ بِالْمَدَائِنِ فَأَعْطَيَاهُ مَا أَرَادَ وَصَالَحَاهُ عَلَى أَنْ يَأْخُذَ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْكُوفَةِ خَمْسَةَ آلَافِ أَلْفٍ فِي أَشْيَاءَ اشْتَرَطَهَا . وَمِنْ طَرِيقِ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ نَحْوُهُ وَزَادَ وَكَانَ الْحَسَنُ صَالَحَ مُعَاوِيَةَ عَلَى أَنْ يَجْعَلَ لَهُ مَا فِي بَيْتِ مَالِ الْكُوفَةِ ، وَأَنْ يَكُونَ لَهُ خَرَاجُ دَارِ أَبْجِرْدَ .
وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ فِي " كِتَابِ الْخَوَارِجِ " بِسَنَدٍ قَوِيٍّ إِلَى أَبِي بَصْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ إِنِّي اشْتَرَطْتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ لِنَفْسِيَ الْخِلَافَةَ بَعْدَهُ . )) انتهى المراد
________________________
أنظر أيها المسلم كيف جعلوا من امام سبط رسول الله يشتري بدين جده ثمناً رخيصا بحجة تفرقة المال على من لا يرضى إلا بالمال و هل الدين و الحق يباع بالمال ..؟؟
ثم بهذا القول فضيحة لهم و سنقلبها عليهم
إذ ما هذا الجيش الذي يشترى بالمال و يسكت بالمال فقط
بل هذا دليل ادانة لهم حيث أثبتوا على أنفسهم أن من كات مع اللإمام الحسن من كتائب قتالية غدرت به من أجل مال أرسله معاوية لهم و اشترى به دينهم فانقلبوا على الامام الحسن و غدروا به و اضطر للصلح .. و لم تكون هذه الكتائب تعتقد فعلاً أنه امام منصب من الله تعالى
أي لم يكون جيش عقدي بل كان مرتزقة ..
هكذا يفضح الله أعدائه و يجعلهم يخربون بيوتهم بأيديهم و أيدي المؤمنين ,,,
4 - ما اعتمد عليه القوم من هذا الحديث ( إن ابني هذا سيد يصلح الله على يديه فئتين عظيمتين ) دلالة واضحة بأن المسالم و الحاقن الدماء و المصلح هو الامام الحسن و ليس معاوية فكيف قلبوه ليصبح معاوبة هو الراغب بالصلح و بادر اليه ..؟؟!!
5 - و هنا نأتي لقلب الطاولة عليهم ..
لطالما اختبئ المخالفين وراء هذا الصلح و لطالما قالوا إذا كان معاوية لعائن الله عليه على باطل لماذا صالحه الحسن عليه السلام و لماذا خرج الحسين عليه السلام على يزيد لعائن الله عليه و لم يخرج الحسن عليه السلام على معاوية ..
ففي هذا الرواية التي يستدلون بها على فضل معاوية مقتلهم ...
الرواية تقول أن الامام الحسن عليه السلام أتى بكتائب كالجبال ليدافع عن حقه بالخلافة أي أنه لم يرضى بمعاوية لكن هذه الكتائب غدرت به بعد أن أرشها معاوية بالمال و المناصب و غيره
فتفرقوا عن الإمام و لو كان يجد بهم ناصراً لما صال معاوية ..
فهذه بضاعتكم ردت اليكم
رواية باطلة موضوعة لا يمكن أن تصمد أمام الحقائق التاريخية الثابتة لكننا من خلال هذه الرواية الباطلة نفسها ردينا على كل من طــــال ترديده لماذا الإمام الحسن صالح معاوية ..
فهل من يصالح يأتي بكتائب كالجبال ...؟؟
(( بعض الاستدلات مستفادة من الشيخ الجليل علي الكوراني حفظه الرحمن ))
كربلائية حسينية