ان شاء الله نعطيكم تفسير هذه السوره المباركه من كتاب الله تعالى
وهنا قصة حياة وموت أخرى تناسب القصة السابقة ((أَلَمْ تَرَ))، أي ألم تعلم -كما تقدم- ((إِلَى الْمَلإِ))، أي الجماعة ((مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى)) النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ((إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ)) هو إشموئيل وبالعربية إسماعيل ((ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا))، أي سلطاناً ((نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ)) تحت لوائه حيث أذلّهم الجبابرة وأخرجتهم من بلادهم وقتلتهم وسبيت ذراريهم ونسائهم، وكان النبي في ذلك الزمان ينظّم أمور الدين والملك ينظّم أمور الجيش والسلطة ((قَالَ)) النبي ((هَلْ عَسَيْتُمْ))، أي لعلكم ((إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ)) أراد بذلك أخذ العهد عليهم في المقاتلة إن عيّن لهم ملك عليهم ((قَالُواْ))، أي قال الملأ في جواب النبي ((وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ))، أي ليس بإمكاننا أن نترك القتال ((وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا)) أخرجَنا الأعداء من بلادنا ((وَأَبْنَآئِنَا))، أي أخرجنا من أبنائنا حيث قُتل بعضهم وسُبي البعض، فسأل النبي الله عن ذلك، فاستجاب الله دعائه وعيّن لهم ملكاً وكتب عليهم القتال ((فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ)) أدبروا وكرهوا القتال ((إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)) الذين فرّوا من الجهاد بعد طلب منهم وإلحاح.
((وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ)) إشموئيل ((إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ)) وعيّن عليكم ((طَالُوتَ مَلِكًا)) وكان من أبناء "إبن يامين" أخي يوسف (عليه السلام) ولم يكن من سبط النبوة ولا من سبط المملكة، فإنّ النبوة كانت في أولاد "لاوي" إبن يعقوب (عليه السلام)، والمملكة كانت في أولاد "يهوذا" إبن يعقوب (عليه السلام) ((قَالُوَاْ أَنَّى))، أي كيف ((يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا)) ويُجعل سلطاناً وملكاً لنا ((وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ)) لأنّا من أسباط النبوة والمملكة ((وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ)) فهو فقير لا مال له ولا الملك يحتاج الى المال ليدير شؤون السلطة ((قَالَ)) النبي في جوابهم ((إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ)) والله لا يصطفي إلا من هو الأصلح بحال عباده ((وَزَادَهُ بَسْطَةً))، أي سعة وزيادة ((فِي الْعِلْمِ)) والمملكة تحتاج الى علم الملك ليتمكن به من إدارتها ((وَالْجِسْمِ)) فهو رجل سمين يهابه الناس، شجاع يخافه الأعداء وهذه الأمور هي مقومات المُلك لا المال، فإنّ العلم والشجاعة والهيبة تأتي بالمال وليس العكس ((وَ)) ليس كونه من "إبن يامين" نقصاً فكما جعل الله المُلك في بيت "يهوذا" سابقاً يجعله في "طالوت" حالاً فإن ((اللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء)) وليس إحتكاراً على أحد ((وَاللّهُ وَاسِعٌ)) قدرة وعطاءاً فيهب المُلك لمن يشاء ((عَلِيمٌ)) بمصالح العباد فلا يجعل شيئاً إلا إذا كان صالحاً.
من خلال هده الايات يتبين لنا
1- أن تنصيب طالوت وجعله ملكا على بني إسرائيلكان بخطاب نبوي واضح وصريح وموجز يؤكد حقيقتين :أ - أنطالوت ملكب- أن الله تعالى هو الذي نصّبهفكان الخطاب النبويبليغ وبسيط بجملة قصيرةإن الله قد بعث لكم طالوت مالكاوهذه جملة بسيطة وبليغة للحد الذي لا يستطيع أحد أن يضع لها تفسيرين أواحتمالين ، وبالتالي فإن جدال بني إسرائيل الذي وقع بعد هذه الجملة لم يكن أبدا حولمعناها أو مراد النبي بها ، لا ، بل كان على اختيار طالوت بالذات ليكون ملكا عليهممع افتقاده لمؤهلات الملك بنظرهم وتوفرها في غيره .
2- كان رد نبي بنيإسرائيل على إعتراضهم بتأكيد حقيقة أن طالوت مُختار من قبل الله تعالى وليس من قبلالنبي فقال لهمإن الله اصطفاه عليكم- و - الله يؤتي مُلكه من يشاء
3.ان الله تعالى لما اراد تنصيب طالوت ملكا قال ان الله قد بعث لكم طالوت ملكا وهي عبارة ققصيرة دالة لا لبس فيها ولا تحتاج الى تاويل هدا يجرنا الى طرح الاسئلة التالية.
لو كانت الامامة منصب الهي فاين هو النص القراني الدل على دلك ؟
هل هناك اية تؤكد ان الامام علي رضي الله عنه هو الدي اختاره الله تعالى ليكون الخليفة بعد الرسول؟
لو كان هناك نص فلمادا تخلى الامام علي رضي الله عنه عنها؟
تحياتي لكم اخي ابو عمر و شكرا لحوارك الهادف و ارجوا ان يستمر هكذا
والان وقد بينا لكم تفسير ما اتيت ه من كلام الله و عرن قصدكم من خلال طرحكم الاسئله المفيده ان شاء الله للجميع
نجيب على سؤالك
لو كانت الامامة منصب الهي فاين هو النص القراني الدل على دلك ؟
هل هناك اية تؤكد ان الامام علي رضي الله عنه هو الدي اختاره الله تعالى ليكون الخليفة بعد الرسول؟
الجواب
جميعنا نتفق ان القرآن الكرم و سنة رسول الله تعالى هما ما نستدل بهما فقط وان شاء الله نعطيكم ذكر ولاية الامام علي عليه السلام بالقرآن و الاحاديث
إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)( سورة المائدة: الآية55.).
اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عتره اهل بيتي او سنتي
هذا حديث متفق عليه عند كل الطوائف
قُمَّت شجيرات الغدير ، وتجمَّع الحشد الهائل من حجَّاج بيت الله الحرام ، وإذا بالصمت يخطف الوجوه ، فماذا عسى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يبلغ في حرِّ الرمضاء وساعة الظهيرة ؟
وإذا بجبرئيل الأمين يكفي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأمر بما فيه إكمال الدين وإتمام النعمة على المسلمين ، بقوله تعالى : ( يَا أيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إلَيْكَ مِن رَبِّكَ وَإن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاس ) (2) .
ثمَّ فرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولاية عليٍّ عليه السلام على الشاهد والغائب؛ فقال : « من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ، اللَّهمَّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، واخذل من خذله ، وانصر من نصره » ، وبعد فرض الولاية نزل قوله تعالى : ( الْيَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِِسْلأمَ دِيناً ) (3) .
فكبَّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحمدالله على إكمال الدين ورضا الربِّ برسالته وولاية عليٍّ عليه السلام من بعده ، فأصبح عليُّ بن أبي طالب عليه السلام مولى كلِّ مؤمن ومؤمنة بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
وهذا كله يخبرنا به القرآن و السنه
قال تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) [سورة المائدة: الآية 55].
نزلت هذه عندما تصدق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بخاتمه وهو راكع والروايات متواترة حول هذه الحادثة في كتب الإمامية.
أما روايات أهل السنة فتكاد تجمع على هذا الأمر.
نزول الآية في كتب السنة:
أجمع العلماء على نزول الآية بشأن تصدق علي (عليه السلام) بخاتمه وهو راكع وممن ذكر هذا الإجماع:
1 - القاضي الإيجي في كتابه المواقف في علم الكلام: ص 45.
2 - الشريف الجرجاني في شرح المواقف: ج 8 ص 360.
3 - القوشجي في شرح التجريد: ص 368.
في تفسير ابن أبي حاتم بسنده عن سلمة بن كهيل قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع فنزلت الآية:
(إنما وليكم الله ورسوله...) [تفسير ابن أبي حاتم: ج 4 ص 1162].
وفي تفسير الرازي: (روي عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: صليت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلاة الظهر، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهم أشهد إني سألتك في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) فما أعطاني أحد شيئاً، وعلي كان راكعاً، فأومأ إليه بخنصره اليمنى، وكان فيها خاتم فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم بمرأى النبي (صلى الله عليه وآله)... حتى نزل جبريل فقال: يا محمد اقرأ: (إنما وليكم الله ورسوله...) [تفسير الرازي: ج 12 ص 26].
وفي تفسير الدر المنثور للسيوطي قال: أخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) للسائل من أعطاك هذا الخاتم؟ قال: ذاك الراكع، فأنزل الله: (إنما وليكم الله ورسوله...) [الدر المنثور: ج2 ص 293].
وقال الزمخشري في تفسيره: (وفي كتاب غرائب القرآن ورغائب الفرقان لنظام الدين الحسن بن محمد النيسابوري - من السنة - ما نصه بالحرف: (الآية نازلة في علي باتفاق أكثر المفسرين) [تفسير الكاشف: ج 3 ص 82].
وقال الآلوسي في تفسيره: (وغالب الأخبار بيّن على أنها نزلت في علي كرم الله تعالى وجهه) [روح المعاني: ج 6 ص 167].
هذه بعض أقوال المفسرين حول نزول الآية في علي وصحح ابن كثير بعض أسانيد هذه الحادثة في تفسيره.
وممن ذكر نزولها في علي من المفسرين:
- ابن كثير في تفسيره: ج 2 ص 64.
- تفسير الطبري: ج 6 ص 186.
- تفسير القرطبي: ج 6 ص 208.
- تفسير السمعاني: ج 2 ص 47.
- أسباب النزول للواحدي: ص 113.
- تفسير الشوكاني: ج 2 ص 53.
- تفسير ابن الجوزي زاد المسير: ج 2 ص 283.
- تفسير النسفي: ج 1 ص 289.
هؤلاء وغيرهم من المفسرين.
ومن غير المفسرين الذين ذكروا نزولها في علي:
- الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج 1 ص 177.
- الطبراني في معجمه الأوسط.
- ابن عساكر في تاريخ دمشق: ج 2 ص 409.
- المتقي الهندي في كنز العمال: ج 15 ج 146.
- البلاذري في أنساب الأشراف: ج 2 ص 150.
- ابن حجر العسقلاني في الكاف الشاف: ص 56.
تبين مما سبق اتفاق أغلب العلماء على نزول الآية في شأن علي، وهنا يمكن معرفة قيمة قول ابن تيمية (وقد وضع بعض الكذابين حديثاً مفترى أنّ هذه الآية نزلت في علي لما تصدق بخاتمه في الصلاة، وهذا كذب بإجماع أهل العلم بالنقل وكذبه بين!!). [منهاج السنة: ج 2 ص 30].
دلالة الآية
بدأت الآية بـ (إنما) وهي أداة حصرٍ في اللغة وقد حصرت الولاية لله وللرسول وللذين آمنوا التي فسرت في علي (عليه السلام).
هناك ولاية بين المؤمنين في قوله تعالى: (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) وفسّرت أولياء هنا بالأنصار.
فهنا ولاية تعني النصرة وفي الآية التي نحن بصددها حُصرت الولاية بثلاثة: الله ورسوله وعلي فهي إذن غير النصرة.
ولاية لله ولرسوله ولعلي
ولاية الرسول وضّحها الله عز وجل في قرآنه قال تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) فله (صلى الله عليه وآله) صلاحية التصرف وطاعته أولى من طاعة أنفسهم.
هذه الولاية الثابتة للرسول (صلى الله عليه وآله) أثبتها الله لعلي في الآية السابقة، كما بيّنها بوضوح في حادثة غدير خم حين قال: (ألستُ أولى بكم من أنفسكم) (فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه) أي فمن كنت أولى به من نفسه فعلي كذلك.
وحديث (من كنت مولاه) متفق عليه وصححه الألباني في السلسلة.
هذه أهم الأبحاث في الآية وبها يثبت ولاية علي على سائر المسلمين.
والحمدلله على نعمة الولاية
جميعنا نعلم ان الغنا غنى النفس و الدين هذا اولا و جميعنا نتفق ان الامام علي عليه السلام غني بالدين و النفس و غيرها من الامور ... الخ
اما اذا كنت تقصد بالمال فالمال بالنسبة للامام علي لا يعير له اهميه ابدا وهو غني عن المال اي انه ليس فقيرا لدرجة انه لم يمتلك خاتم
فارجوا ان تقيس قياس اخر وننتظر اي سؤال و نحن بخدمتكم اخي[/quote]
اخي الكريم العراقي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معدرة عن الغياب وارجو ان تكون بخير فرغم اختلافنا الا انني اقدر فيك اخلاقك وارجو ان يكون كل من في المنتدى على خلق بعيدا عن السب والشتم وليتدكروا دائما انهم يحاورون اناسا مخالفين لهم ارجو دلك .
اما فيما يخص سؤالي فارجو ان تجيبني بنعم اولا اما غنى النفس وغنى الدين فهده امور لا تجب فيها الزكاة وكل المسلمين شيعة وسنة متفقين ان الامام علي غني النفس والدين وهو ابن عم رسولنا وبطل خيبر وزوج ابنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وارضاها وانجب منها سيدا شباب الجنه الحسن والحسين رضوان الله عليهما
.ومن المعلوم ان الامام علي لما اراد الزواج من بنت رسول الله ص لم يجد مالا يدفع به مهر السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها حتى انه باع درعه. وحتى لا اطيل الفقر والغنى الدي اقصده هو فقر اوغنى المال