هكذا بعثنا لقناة "الميادين" تعليقا على الإساءة للحوزة العلمية
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وآله المعصومين وأصحابه البررة .
((( كفانا داعشية في طرح المواضيح الثقافية )))
فإنه قد هالني ما سمعته على إذاعتكم الكريمة ، التي كنا نأمل فيها الموضوعية المفقودة في الإذاعات الأخرى ، وكم كنا نرجو - وما زلنا - أن يكون برنامج "أ ل م " مذيبا لذلك الجليد الذي أنشأه دعاة الفكر الإلغائي الداعشي .
إن قامة علمية بحجم "الشهيد الصدر" رضوان الله عليه كنا نأمل أن تدرس في إطار سلسلة التضحيات التي قام بها علماء الإسلام ، وثمرة لذلك النتاج التراكمي الثقافي الذي بنته سواعد العلماء ، لا أن يطيح حجر د . خنجر حمية فيطعن بخنجره أعمدة العلم في النجف الأشرف ، وينال من مقامهم الرفيع ، فكان أبعد شيء عن الحمية والذود عن الحق والحقيقة .
وتعليقنا على الحلقة :
/ أولا // ::
أن السيد الشهيد انحدر بفلسفته من تلك الشموس الشامخة من أمثال "الحكيم السبزواري" و"الملا صدرا" وغيرهما ، الذي يجهل مقدمكم الكريم : يحيى أبو زكريا عنهم الكثير ، وخاصة "الملا صدرا" رضوان الله عليه ، فإن الحكمة المتعالية ليست اجترارا - وهذه العبارة لا تليق بأمثال هؤلاء العظماء - بل هي أمور تجديدية اخترعها ، وبناها ، أو أعاد بلورتها ، "الملا صدرا" سماها بالحكمة المتعالية على عكس ما حاول مقدمكم تصويره .
*** ** ***
/ وثانيا // ::
حاول مقدمكم تصوير أن السيد الشهيد كان محارَبا فكريا من علماء النجف الأشرف ، وهذا خطأ فادح ، لا ينبغي أن يروق لكم ، فلقد كان يدرِّس في حياة "السيد الخوئي" رضوان الله عليه السيد السيستاني حفظه الله وغيره وهم من تلمذة "السيد الخوئي" وغيره ولم تقم عليهم الدنيا .
ورغم أن السيد محمد الغروي رد عليكم بأن مراجع النجف الأشرف كان يحبونه ويعظمونه لم يرعو مقدمكم و د . حمية عن تجنيهما على الحوزة المباركة ، وظلا ينسبان إليها التعصب والتشدد .
ورغم أن السيد قال لكم : بأن المشكلة سياسية ظللتم تجترون ما كتب أعداء الحوزة عنها ، متخذين "السيد الشهيد" ممرا لكم ، ولو كان موجودا لردعكم عن تعاميكم عن حقيقة الحوزة المنفتحة .
و"السيد الشهيد" هو نفسه تبرأ من حزب الدعوة ، وهو ما حاول د . خنجر تجاهله ، قائلا : إنه اعتزل العمل السياسي لأنه أراد أن يرفع الذرائع ، إن هذا ليضحك الثكلى !
*** ** ***
/ وثالثا // ::
وهي الطامة الكبرى ، أن يفرغ د . خنجر المعقد نفسيا نتيجة عدم قدرته مواكبة مراحل العلم ، وانكفائه لعجزه هضم المطالب العلمية ، ناكرا فضل أساتذته عليه ، وكذلك مقدمكم الذي كنا نعرفه عصبيا وإن كان قد حاول كبت ذلك ، أفرغا حقدهما الدفين فقال المقدم ما مضمونه : الصفوف الأمامية من علمائنا الأشاوس كانوا يحبون الجاه ، وهم أساتذة "السيد الشهيد" فنال منه ضمنا ، وقال د. خنجر ما مضمونه : إن الجو العام في النجف الأشرف هو حب الدنيا والرئاسة والجاه والمنصب .
ليت شعري ! أمثل "السيد الخوئي" رضوان الله عليه الذي كان على "ترحته" وبيته المتواضع و"المجدد الخراساني" و"الشيرازي" رضوان الله عليهم ، وكذلك غيرهم إلى الآن ، هم دعاة مناصب ؟! وخنجر وغيره هم يعرفون الزهد وينظِّرون له ، لا ، فإن فاقد الشيء لا يعطيه ، و"تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى" ؟!
*** ** ***
أرى هذه الحلقة هي امتداد لحلقات ذلك المذيع في قناة الجزيرة في الاتجاه المعاكس "فيصل القاسم " الذي تهجم على الحوزة العلمية ووصفهم بالعمائم السوداء التي تأكل أموال الناس وتهبط العزائم بزعمه الباطل ، مفرغا حقده الطائفي الداعشي عليهم ، وما زال بُوقه إلى الآن ينعق ، ثم أتى هذا المقدِّم - والدكتور المغمور - حتى ينال من هذا الطود الشامخ ، وهما وجهان لعملة واحدة .
كنا نأمل من المدير للقناة الأستاذ " غسان بن جدو" أن يراجع ما جاء في الحلقة بعد إعادتها ، إلا أنه لم نسمع له صوتا ؟؟؟؟ !!!! .
والحمد لله رب العالمين