أم جنى ،، الفاضلة الكريمة
حياك الله و وفقك إلى الخير دوما و أبداً ..
أسباب إنهيار الجيش في الموصل و بعض مناطق النزاع في عراق أسبابه متعددة أحاول إختصار بعضها بالنقاط التالية :
1. عدم وجود عقيدة عسكرية حقيقية لدى الجندي و هذا ناجم من فراغ ثقافي كبير تعاني منه المؤسسة العسكرية التي تهمل الجانب المعنوي من التعبئة العسكرية .
2. القيادات الصدامية من ضباط الجيش السابق الذين يصر الساسة العراقيين على التلويح بإكذوبة خبرتهم القتالية علماً أن خبرتهم كانت في العدوان على دول الجوار و سحق الشعب الأعزل و تدمير القرى و المدن الآمنة ثم الهزيمة المنكرة و المخزية على يد مجندات الولايات المتحدة الأميركية ،،
و قد فات سياسيينا بما فيهم رئيس الوزراء أن خبرة كبار ضباط الجيش العراقي السابق حتى و إن وجدت إنما هي خبرة حرب جيش مقابل جيش أما خبرتهم بحرب العصابات فلا وجود لها إطلاقاً ..
كما تعلمين جنابك الكريم أن حزب الله في حرب تموز قد حقق إنجازاً تأريخياً على الكيان الصهيوني الذي يعد من أقوى التكنولوجيات العسكرية في العالم و من أكثر الجيوش اقتداراً و تنظيماً على وجه الأرض في حرب استمرت ثلاثة و ثلاثين يوماً ، و ليس بخاف أن حزب الله في لغة العسكر يعد مليشيا شبه عسكرية ..
لذا فإن انهزام الجيش قبالة قوة عصابات مدربة على حرب المدن كان من المتوقعات لدى بعض المراقبين العسكريين .
3. قلة التدريب في معسكرات التدريب العراقية ،، حيث أن مناهج التدريب هي مناهج بدائية لا تتعدى المسير و التحية العسكرية و العقوبات و بعض اللياقة البدنية ،، و الأكثر إيلاماً أن أغلب دورات التدريب يغيب فيها منهج الرماية حيث تتخرج الكثير من الدورات بدون أن تمارس الرماية بالشكل الكافي ،، ناهيك عن قلة التخصصات في استخدام الأسلحة المتنوعة .
4. غياب الجانب الإستخباري العسكري في الجيش العراقي الذي من الممكن ان توفره الطائرات بدون طيار و كاميرات الرصد بعيدة المدى و صور الأقمار الصناعية و تكنولوجيا التنصت على الإتصالات و اعتراض الرسائل و الإشارات الراديوية و تحليل الشيفرات العسكرية . الأمر الذي يفوت على الجيش العراقي فرصة الضربة الاستباقية .
5. عدم ضمان التواصل بين القطعات العراقية بسبب غياب الخطط العسكرية الرئيسية حيث يقع انفصال و انعزال كامل بين بعض الوحدات العسكرية عن محيطها الساند بسبب قلة التخطيط العسكري الأمر الذي يؤدي إلى نفاذ المؤن و العتاد و سهولة تطويقها بقوات العدو.
6. غياب المتابعة الحقيقية لعمل الوحدات العسكرية و تحديد نقاط الضعف و القوة فيها و إصلاح مواضع الخلل في أداء الجنود و آلياتهم .
7. عدم الشروع في بناء قيادات عسكرية شابة خلال الفترة من سقوط نظام صدام المجرم إلى يومنا هذا عن طريق إرسال البعثات العسكرية إلى الدول المتقدمة عسكرياً لرفد المؤسسة العسكرية بضباط شباب أصحاب خبرة قتالية و قيادية رصينة ،، تعتمد التكنولوجيا الحديثة في إدارة الأزمات العسكرية .
هذا بعض ما أتصوره من أسباب لإنكسار الجيش العراقي في الموصل و بعض المناطق ،، و التي إذا لم يتم تداركها فلا ضمانة في أن يلاقي المتطوعون ما لقيه الجيش النظامي ..
على الحكومة أن تدرك أن السر في قوة التشكيلات العسكرية الشيعية مثل كتائب حزب الله و عصائب أهل الحق هو الوازع العقائدي ،، و التدريب العالي على حرب المدن ، بالرغم من هفوات كبيرة في السلوك و التعاطي مع الواقع ، و على ذلك وجب أن تعيد القيادة العسكرية النظر في مناهج التدريب و التثقيف العسكري .
تحياتي لكم