فللأسف أنّ هناك ثقافة أمويّة ( وليست ثقافة
علوية هاشمية )..
حاولت أن تثبت كثيراً من قطاعات الأمّة على
الانحراف باتهام العراقيين بأنّ هؤلاء
يستحقون العذاب والمرارة لأنهم أهل الشقاق والنفاق..
إن هذه الثقافة إنما هي من رواسب الثقافة
الأموية؟
وعليه فلماذا خصّوا بها أهل العراق ولم يخصوا بها أهل الشام؟!
لأن أهل العراق ومن بداية تأسيس العراق وقبل أن
يأتي الإمام أمير المؤمنين إلى الكوفة ..
وأسّس خلافته كانوا قد بنوا أساسهم على أساس
علوي هاشمي..
ولذلك كانت النهضة الأولى التي أسقطت الانحراف
الذي سبق خلافة أمير
المؤمنين عليه السلام ..
وقبل أن ترجع زمام الإمامة إلى الإمام ابتدأت من العراق..
وهكذا فالتصحيح بدأ من الكوفة..
وحرب الانحراف بدأ من الكوفة..
والحرب ضد الانحراف بدأ من الكوفة..
لأن الكوفة كانت علويّة من بداياتها..
وكبرت علويّة..
وبقيت الكوفة وبقي العراق علوياً وبتعبير آخر (محمّدياً)..
وبتعبير آخر إن الإسلام الصحيح كان في العراق..
ولذلك كان على عاتق هذا الشعب بناء جيش الإمام المنتظر عليه السلام ..
وعلى عاتق هذا الشعب قيادة البشريّة في التغيير الذي يحدث عند ظهور المهدي..
ولذلك سوف يبتلي الله هذا الشعب بهذه الابتلاءات..
ويشدّد التمحيص ويشدّد الابتلاء..
لأنّه جاء في روايات الابتلاء وروايات الفتن:
كلّما اشتد الابتلاء وكلما كثرت المحن ..
زكى هذا الإنسان وهذا المجتمع وهذا الشعب..
وكان أكثر أهميّة لقيادة البشرية..
كما أن الحديد كلما سلّطت عليه النار كلما تخلّص من الشوائب..
وكلما كان أنقى وأكثر تحمّلاً للصعوبات..
والمصاعب التي مرَّ بهذا الشعب كانت مقصودة لأنّ هذا الشعب هو قائد العالم..
وقائد التغيير للدنيا في عصر الظهور..