|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 81994
|
الإنتساب : Apr 2015
|
المشاركات : 1,288
|
بمعدل : 0.37 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
الخصائص الذهنية والسلوكية
بتاريخ : 23-08-2015 الساعة : 08:42 PM
تتولد لدى الفتياتخلال سني المراهقة حالة من الوعي والتوثب الذهني ، يسعين على أثرها الى إكتشافوإكتساب ما هو جديد في عالم الفكر ، وتخطر في بالهن أسئلة يبحثن لها عن أجوبة ، منقبيل : من أنا ؟ ما قيمتي ؟ ماذا أريد ؟ و ما هي القدرات التي أمتلكها ؟ وكيف يمكنتحقيقها ؟
وبحسب تعبير أحد العلماء ، فإنهن يحاولن تقييمشخصياتهن ، ويشعرن أنهن بحاجة الى أجوبة حول طبيعة ومعنى الوجود الإنساني . وبطبيعةالحال ، فإن تقييماتهن حول أنفسهن قد تكون مخالفة للواقع بمعنى أن يعدن أنفسهن أصغرمما هن عليه حينا أو أكبر في غالب الأحيان.
نظرتهن الىالحياة
تتغير في هذهالمرحلة من العمر نظرة الفتياة الى الحياة ، حيث يبدو لهن أن هناك أشياء جديدةجميلة وممتعة في الحياة تستحق السعي من أجل بلوغها.ومن هنا ، وبحسب تعبير سوزانبرونه ، يعتبرن حاضرهن شيئا تافها ، ويتطلعن بفارغ الصبر الى المستقبل ... إنهنيعشن حالة من القلق والإضطراب ويتطلعن الى الحب والغرام والى التعبير عن حالاته.
وفي الجانب الفكري تميل الفتيات في بدايات سن المراهقةالى الأخذ بالقضايا التجريبية أكثر من ميلهن الى المسائل النظرية المجردة . وبشكلعام ، فإنهن يركزن في ملاحظاتهن على الجوانب المادية التي تحيط بهن . كما ويسعين فيهذا المجال الى إعادة النظر في أفكارهن وسلوكهن ، وقد يؤدي ذلك الى ان
يرفضن جميع ما كن قد تعلمنه وربين عليه فيمرحلة الطفولة.
إن حياة الفتيات ، خلال سني المراهقة ،تتغير وتتنوع بإستمرار . ففي الوقت الذي يلتزمن فيه بمجموعة من التصوراتوالإعتقادات ويجعلنها منهاجا لهن في الحياة ، قد يبادرن في ذات الوقت الى القيامبأفعال وتصرفات تتنافى وإعتقاداتهن. إن حياتهن تبدو حالمة وخيالية وسطحية في الوهلةالأولى ، لكنها عميقة وحقيقية وجديرة بالبحث والمناقشة في واقع الحال.
أجل ، فإن السائد في عالم الفتيات المراهقات ، من سلوك وتصرفاتوأفكار ، قد لا يكون مورد رضى وتأييد أولياء الأمور لكنه على أية حال هو ما يردنهويهتمن به في حياتهن.
تغيراتالسلوك
إن التفاعلاتالنفسية خلال فترة المراهقة تنعكس في آثارها على سلوك الشخصية في الخارج ، فتبدوعليها تغييرات في المزاج وفي التصرف مع الآخرين ، وقد تبلغ هذه التغييرات من الشدةأحيانا درجة يضيق بها أولياء الأمور ذرعا.
الا أنه لابدمن الإعتراف بأن الإناث يختلفن في هذا المجال عن الذكور ، حيث إنهن أكثر تأدباووقارا في سلوكهن من الذكور.
ولأن المراهق أو المراهقةيعاني في هذه الأثناء من حالة الإكتئاب والتبدل في المزاج ، لذا فإن المحيطين به منالأصدقاء والزملاء يتصورون أنه شخص حاد الطباع ويحمل روحا عدائية تجاه الآخرين ،وفي الوقت ذاته يذهب والديه الى الإعتقاد بأنه شخص خجول وميال الى الإنزواءوالوحدة.
ففي هذه الفترة تتبدل طبائع المراهق أوالمراهقة ، وتتغير معها معايير الحب والكراهية لديه . فمن كان يحبه ويرغب فيمعاشرته الى ما قبل هذه الحالة ، قد
يزهد به الآن ولا يطيق وجوده بالقرب منه ،ومن كان ينفر منه ويضيق به ذرعا قبل ذلك ، قد ينجذب اليه ويهتم بمصاحبته الآن . كلذلك دون أن يعني أن لديه مبررات معقولة ومنطقية لمواقفه الجديدة وإن كان هو يتصورأن لديه مثل هذه المبررات.
الإعتدادبالنفس
إن مرحلة المراهقةهي فترة حب الذات ، وتبلغ هذه الحالة من الشدة لدى البعض درجة يعجز عن التخلص منها . وهي إيجابية في أحد جوانبها لكونها تساهم في تنمية حس الإعتداد بالنفس والإعتمادعلى الذات ، وتعد عاملا من عوامل صيانة الفرد من الإنحراف . وفي الوقت ذاته فإنحالات التمرد على أولياء الأمور والتصرفات المنافية للأعراف الإجتماعية ، التينلاحظ نماذج منها لدى بعض الفتيات ، ترجع في أسبابها الى نفس العامل ، أي حب الذات . وعلى أثر ذلك نجد إن إستدلالاته بشأن آرائه ووجهات نظره تأتي على شكل أوامر... ويعتز بها إعتزاز العالم بأول كشوفاته.
ومن جهة أخرى ،يلاحظ إن الإناث أسرع نموا من الذكور في الجوانب العاطفية . ويتحدثن أحيانا فيمابينهن عن الذكور بشيء من الإثارة ، لكنهن يحرصن على أن يكون الحديث همسا لا يسمعهالآخرون . وبشكل عام فإن هذه الحالات تدلل على السعي الى إثبات الشخصية والى إبرازميول الأنوثة أو الذكورة.
القلقالفكري
تعيش الفتاة ، خلالفترة المراهقة حالة من القلق والإضطراب الفكري التي تنعكس آثارها على مواقفهاوسلوكها . فإنها تقرر اليوم شيئا وتعتقد به ويتغير
موقفها منه غدا فترفضه وتدبر عنه ، وتارةتتصرف كالأطفال ، وأخرى تحاكي الكبار ، وحينا تقلد الذكور في تصرفاتها ، وفي حينآخر تحاول الظهور بمظهر المرأة الناضجة . وبحسب تعبير رانك : أنها تعيش حالة منالتيه والحيرة . لا تعرف ما يجب أن تكون ، رجلا أم إمرأة ، صغيرا أم كبيرا ، إنالنمو العاطفي يعرضها الى نوع من الإهتزاز النفسي الذي قد يؤدي في بعض الحالات حتىالى أن تقوم حياتها على أساس من الشك . أو أنه ، ما يقول كوتشكوف : قد نوصي الأبناءاحيانا بأن يكونوا على النحو الكذائي لكنهم لا يطيعون ، وحجتهم أنهم عاجزون عن ضبطسلوكهم.
إن حالة القلق والإضطراب ، لدى أفراد هذه الفئةتشمل جميع جوانب حياتهم ، ولا يعرفون ما يجب أن يفعلونه ، أو يواصلون تحصيلهمالدراسي ، مثلا ، أم ينقطعون عنه ، يقبلون مشاريع الزواج أم يرفضون؟ يطيعون أوامروتوجيهات الوالدين أم يتمردون عليها ؟ وهكذا تمتد هذه الحالة لتشمل حتى مجالاتالعبادة والجرم ، والإنحراف و ...
حالةعابرة
إن ما مر ذكره عنالوضع النفسي لأعضاء هذه الفئة هو حالة عابرة وزائلة ويندر أن تستمر لفترة زمنيةطويلة . وتنتهي في الغالب في بحر سنة أو سنتين، وأقصى ما يمكن أن تستمر هي أنهاتنتهي مع نهاية فترة المراهقة.
حالةالإضطراب
يعاني المراهق أوالمراهقة من نوع من الإضطراب النفسي . وبحسب رأي أحد الأطباء النفسانيين ، فإنهمضطرب وغير مستقر على حال معين ، ويسعى دائما بهذا الإتجاه وذاك ، لعله يجد سبيلايوصله الى ساحل النجاة وسط أمواج
الإضطراب التي تحيط من كل جانب . القولبأن حياة الإنسان فيها مد وجزر ، ينطبق بشكل كامل على المراهق أو المراهقة ، حيثيمر خلال هذه الفترة بحالات مد وجزر مختلفة من الناحية النفسية فتارة يكون هادئاوأخرى ثائرا ، وفي وقت نجده مبسوطا وفي آخر غاضبا متوترا . وهكذا .
إن هذه الحالة تشمل جميع الجوانب النفسية للشخصية ، وهي سريعةالتبدل بطبيعتها . فخلال لحظة واحدة يمكن أن تنقشع غيوم الهم والغم من أفق مزاجهاليحل محلها الفرح والإنبساط ، أو بحسب تعبير سوزان برونه ، فإنها سرعان ما تتمطىوترتخي أعصابها وتبتسم كنجمة مضيئة.
السلوكالديني
إن فترة ما قبلالمراهقة ، في حياة الفتاة أو الفتى ، هي فترة الإنجذاب الى الدين والعبادةوالتفاعل النفسي مع طقوسه . وقد يطلب في خضم حماسه المعنوي الى والديه أن يساعداهمن أجل بلوغ مراتب الكمال الديني.
ومن جهة النظر العلمية، فإن الإثارات المتأتية من التفاعل مع الوسط البيئي ، تولد في الشخص نوعا منالحماس والشعور المعنوي ... فيتجه الى الزهد والتقوى ، أو يميل في بعض الأحيان الىالتشكيك بالعقائد والتعاليم الدينية أو رفضها . وبطبيعة الحال يمكن للمربي الواعيأن يزيل مثل هذه الشكوك ويبدلها باليقين من خلال الإرشاد والتسديد.
فمع ما نجده في الشخص في هذه السن من ميل ورغبة شديدة في الدينالا أنه لا يطيق الأعمال والطقوس الدينية . فعندما يصلي ، مثلا ، يسرع في صلاتهوكأن هناك من يلاحقه ، أو خطرا يهدد حياته ، وفي الوقت ذاته يتجه الى العبادة بشكلجاد في بعض الحالات ، خصوصا عندما يلاقي تشجيعا وإشادة من الآخرين في هذا المجال.
خلاصةالآراء
لقد أورد هاروكس فيكتابه علم نفس المراهق ، الذي صدر عام 1969 ، خلاصة لآراء العلماء حول المراهق ،نشير الى طائفة منها بحسب الترجمة الفارسية للكتاب .
يقول هاروكس بشأن المراهق :
المراهق في تغير من الناحيةالعضوية ، وغير ناضج من الناحية العاطفية ، وذو تجربة محدودة ، وتابع للوسط البيئيثقافيا ، يريد كل شيء ، لكنه لا يعرف ما يريد ، يتصور أنه يعلم كل شيء ، لكنه لايعلم شيء ، يحسب أنه يملك كل شيء وهو لا يملك شيئا في الواقع . فلا هو يستفيد منإمتيازات الأطفال ، ولا هو يستثمر مزايا الكبار ، يعيش في حلم وخيال بينما هويتعامل مع الواقع ، إنه ثمل واع ونائم صاح .
إنه بحاجةالى توجيه من الخارج كي يهتدي ، والى جليس ورفيق كي يخرجه من وحدته . ولاشك في أنلأفكار وآراء الأصدقاء أثر بالغ على المراهق ، لكن المشكلة هي أنه يقضي أكثر أوقاتهلوحده ويميل الى الإستغراق في أفكاره بعيدا عن الآخرين.
|
|
|
|
|