|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 81994
|
الإنتساب : Apr 2015
|
المشاركات : 1,288
|
بمعدل : 0.37 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
الإختلالات السلوكية
بتاريخ : 23-08-2015 الساعة : 08:52 PM
لقد وصف عالم النفسالشهير هاوفيلد مرحلة المراهقة في حياة الفتيات بمرحلة التحليق ، ويعني بذلك أنأكثر أعضاء هذه الفئة يحلقن في عالم الخيال والمشاعر الى آفاق عالية جدا يتعرضن علىأثره لمخاطر السقوط.
أن أسباب وبواعث هذه الحالة كثيرة ،ومنها : أن المراهقة قابلة من الناحية النفسية للتعرض الى الإنفعال والإثارةوالتقلب في المزاج ... إن حركة بسيطة أو صدمة نفسية خفيفة ، من شأنها أن تثيرهابشدة وتخرجها عن صوابها . كما وتعتبر هذه المرحلة ، بحسب رأي موريس دبس ،فترةالإختلال والفوضى ، في جانب النمو ، يرافقها إعتلالات عديدة ، منها الخمول والكسل ،وتغير الأخلاق والسلوك بإيقاع متسارع(1).
التناقض فيالسلوك
يصرح الكثير منأولياء الأمور والمربين أن أفراد هذه الفئة أشخاص غامضون وغير مفهومين في سلوكهموتصرفاتهم كما ويحمل المراهقون نفس التصور تجاه الكبار ، ويدعو أن الآخرين لايدركون حاجاتهم ومتطلباتهم . ويعود السبب في ذلك في جانب منه الى ما يبدر منالمراهقين من أفعال وتصرفات متناقضة أحيانا.
فتارة يبدونفرحين ونشطين وموزونين في تصرفاتهم الى درجة تسر
(1) البلوغ ، موريس دبس ، ص 9 .
أولياء الأمور وتدفعهم الى الإشادة برجاحةعقولهم ، وفي أخرى يتحولون الى أشخاص شرورين ولجوجين ، وتسوء اخلاقهم الى درجة يضيقبهم أولياء الأمور ذرعا ، حتى لقد يتمنى بعض أولياء الأمور ، ممن لا طاقة لهملتحملهم ، ان يموتوا ليتخلص منهم الى الأبد.
الجنوحالأخلاقي
يتميز أعضاء هذهالفئة خلال مرحلة المراهقة ، وخصوصا الفتيات ، بميل شديد الى حياة الإنطواءوالإنغلاق على النفس ، والإبتعاد عن المحيط الإجتماعي العام ، ويصارعون أثناء ذلكبعض الأفكار والميول الشخصية في خلواتهم ، ويؤدي ذلك بالتدريج الى تطرفهم فيالتعامل مع ما يحيط بهم من قضايا وأمور.
ففي الجانبالفكري ، قد تنهار في اذهانهم الكثير من القيم والأعراف المقدسة ولا يعودوا يكترثونبها في حياتهم ، فيندفعون الى تجاوزها وخرقها في أعمالهم وتصرفاتهم دون أدنى حسابلها ، الى درجة تثير اعصاب أولياء الأمور وتضعهم في موقف الحيرة والحرج في كيفيةالتعامل معهم.
كما ويتصف أفراد فئة المراهقين في جانبالسلوك الأخلاقي ، بالتناقض والإزدواجية . ففي سعيهم نحو الإستقلال بحياتهم يلاحظأنهم يندفعون بإتجاه التحلل في القضايا الجنسية تارة ، ويظهرون الميل الى الورعوالتقوى تارة أخرى . غير أن ميولهم في كلا الإتجاهين قلقة وغير ثابتة.
الدوافعالعدائية
تجد الفتاة نفسها ،خلال فترة المراهقة ، في بعض الحالات ، وكأنها إفتقدت ما تتصف به من رقة وهدوء وصبر، حيث تصبح قلقة وحادة المزاج وتثور لأتفه الأسباب ، الى درجة تندفع الى إستخدامالعنف تجاه الأخوة
والأخوات وتجاه الآخرين.
ومن أعراض هذه الحالة الهستيريا التي تبرز أثناء الأزمات ، علىشكل الهياج العصبي والصراخ والغضب الشديد ومحاولة الحاق الأذى بالنفس أو بالآخرين . ولا يخفى ما لهذه الحالة من خطورة على الشخص وعلى المحيطين به.
المعارضةوالعصيان
إن فتاتكم المراهقةلا تعد اليوم تلك الفتاة المطيعة المسلمة بأوامركم ونواهيكم بالأمس ، بل أنها الآنتشعر أن لها شخصيتها وكيانها المستقل ، وهي ليست مستعدة للرضوخ للقيود والشروطكالسابق ، وحتى أنها تميل في بعض الحالات الى معارضة وجهات نظركم وإرشاداتكموالتمرد عليها.
تتميز الفتاة المراهقة بصفة خاصة فيالتعامل مع عملية التوجيه والإرشاد ، فعندما تكون مسرورة وهادئة البال ، تستقبلمطيعة برحابة صدر ، لكنها عندما تكون غاضبة ومنزعجة من شيء ما ، فإن مزاجها يتغيروتنزع نحو التمرد والعصيان . الا أن الغالب على سلوك المراهقة هو التمرد والمشاكسة.
إن الفتاة المراهقة تفسر في بعض الحالات آراء وتوجيهاتالآخرين بإعتبارها نوعا من الإعتداء على شخصيتها ولذا ترفضها ولا تأخذ بها ، وإذاشعرت أن ما يطلب اليها فيه صيغة أمرية تتمرد عليه وتعصيه بشدة.
من المشاكل التي تواجهنا في التعامل مع اعضاء هذه الشريحة هوسذاجتهم في التعامل مع الأشياء ، أي إن قراراتهم ومواقفهم من القضايا غالبا ما تكونلحظوية وغير محسوبة النتائج.
إن كل شيء لدى الفتيات فيهذه المرحلة ساذج وآني ، اخلاقهن ، كلامهن ، زينتهن ، غنجهن ودلالهن ، فرض أنفسهنعلى أنهن أثيرات ومحبوبات لدى الآخرين و ...
الأسباب
كما ذكرنا فيما مر ،فإن الوضع الظاهري لها يدل على أن الفتاة تعاني من إعتلالات نفسية ناشئة عنالتغييرات العضوية التي تحصل خلال فترة المراهقة ، ومنها تزايد نشاط الغدد الداخليةوإفرازاتها الهرمونية في الدم ، الأمر الذي يترك آثاره على الجوانب السلوكية.
وبعبارة أخرى تحصل خلال فترة المراهقة تغييرات عضويةكثيرة ومتسارعة لدى الفتاة يختل على أثرها تعادل الإفراز الهرموني من الغددالداخلية أي يتغير على اثرها المزاج والسلوك بحسب العبير الشائع.
|
|
|
|
|