الجزء الاول حقيقة الوهابيه مذكرات مستر همفر مهم جدااااً
بتاريخ : 28-11-2007 الساعة : 08:44 PM
مذكرات مستر همفر موفد المخابرات البريطانية إلى الحجاز لتخريب الإسلام
- الجاسوس البريطاني عبد الله همفر الذي جندته وزارة المستعمرات لتحطيم الإسلام من الداخل عن طريق الوهابية !!
- الوهابية تحرض على الفتنة والمذابح بين السنة والشيعة !!
- ادعى الإسلام وانضم إلى محمد بن عبد الوهاب وساهم في الفتاوى المضللة والأحاديث الموضوعة والفتنة بين المسلمين !!
- اعتبروا جميع المسلمين غير الوهابيين كفرة وغزوا القبائل بالجيش وقتلوا الرجال واستحيوا النساء !
- هدموا بيوت النبي في المدينة ومكة وحولوها إلى مواقف سيارات !!
-------------------------------
هذا كتاب خطير جداً ، يجب أن يقرأه كل مسلم مثقف حريص على دين الإسلام ، وعلى حمايته من أعدائه المتربصين به ، وذلك عملاً بالمثل القائل : من فم الأعداء نستطيع أن نعرف نقاط الضعف فينا وأن نتقي السهام التي تصوّب إلينا .. ومن لا يقرأ ولا يتعظ فحتماً يكرر أخطاءه ويقع في نفس الفخ مرة بعد أخرى ، وهذا ما يحدث للمسلمين اليوم ، فنحن لا نقرأ ، وإذا قرأنا لا نتعظ وإذا اتعظنا لا نتحرك .
وأبدأ الكلام بفقرة من كتاب " مذكرات المستر همفر " الجاسوس البريطاني الذي أوفدته وزارة المستعمرات البريطانية إلى العالم الإسلامي .
وهذا الكتاب منشور على الانترنت ومترجم إلى جميع اللغات الحية ومنها العربية ويقول في المقدمة بالحرف الواحد : " أوفدتني وزارة المستعمرات ومعي تسعة معاونين آخرون سنة 1710 إلى كل من مصر والعراق وطهران والحجاز والأستانة بعد أن تلقينا تدريباً واسعاً في سبل المخابرات والجاسوسية ، وتشمل دراسة لغات تلك البلاد ودين الإسلام وحفظ الكثير من القرآن والحديث النبوي .
لقد تأكد للساسة البريطانيين أن العائق الوحيد للاستعمار البريطاني في هذه المنطقة الحيوية في طريق الهند هو دين الإسلام ، وأن السبيل الوحيد لإخضاع تلك الشعوب والتغلب عليها هو تمزيق الإسلام من الداخل وبث الفتن بين المذاهب المختلفة وأهم من هذا هو تحريف المبادئ والقيم التي قام عليها هذا الدين " .
وقد أخذ مستر همفر وزملاؤه والجواسيس التسعة يتنقلون من بلد إلى بلد في ظل الخلافة العثمانية ، ولكي يسهل عليهم التدخل والتحريف في دين الإسلام أعلنوا إسلامهم ، وقد سمى نفسه " محمد عبد الله همفر " .
ومن الغريب أن أحد هؤلاء الجواسيس التسعة بعد دراسته للإسلام قد أسلم بالفعل وتفرغ لدراسة الإسلام في مصر بالأزهر والعبادة فهددوه بالقتل إذا أفشى سرهم ولم يذكر همفر اسمه أو مصيره بعد ذلك !! .
وكان همفر يبحث عن زعيم عربي مسلم ليحقق أهدافه عن طريقه ، وتكون أهم صفاته الغرور ، والاستهتار بالناس والقيم والانفراد بالسلطة ، وقد وجد ضالته في الزعيم النجدي الناشئ محمد بن عبد الوهاب مؤسس المذهب المسمى باسمه " الوهابية " ، فتقرب منه حتى تآخيا في الدين ، وكان أول امتحان للصداقة أن أغراه بالجنس ؛ بإمرأة إنجليزية جميلة وطلب منه أن يصدر فتوى أن زواج المتعة لم يحرم في الإسلام وأن الذي حرمه عمر بن الخطاب وهو لا حق له في التحريم بعد الرسول ، فأصدر الفتوى دون تردد ، وفي الحال اختارت له وزارة المستعمرات إمرأة من المجندات لخدمة الإمبراطورية ، واشترط أن يكون الزواج سراً لا يعلم به أحد وقد سماها (صفية) وقد استمتع بها أسبوعاً حسب عقد الزواج ، ولكن لأنها خبيرة بالجنس ومدربة فقد أعجب بها واحتفظ بها حتى بعد زواجه بأربع بدويات. وكانت مكلفة من همفر ووزارة المستعمرات بالسيطرة عليه وتوجيهه ونقل كل أخباره وأفكاره والإيحاء له بما يريدون .
وقد بدأت الفتنة بأن أعلن أن جميع المسلمين أصبحوا كفاراً ومرتدين عن الإسلام وأن عليه قتالهم كما يُجاهَد المشركون ، وأخذ يغير بجيشه على القبائل المحيطة به في نجد والحجاز . ويقتل الرجال ويستحي النساء ويغتنم الأموال ، وكانت حجته في ذلك كما يقول مؤرخو الوهابية أنهم قد فشا فيهم الشرك وكثر الاعتقاد في الأشجار والأحجار والقبور والبناء عليها والتبرك بها والنذر لها والاستعانة بالجن والذبح لهم لشفاء المرضى والنفع والضر .
وربما كان في هذا بعض الحقائق عن انحرافات وأخطاء بسبب الجهل ولكن علاجها لا يكون بالتكفير والحرابة بل بالهداية والإرشاد كما فعل رسول الإسلام ، وقد حرف بن عبد الوهاب مفهوم الجهاد في سبيل الله ونشر الهداية والإصلاح بين المسلمين إلى اعتبار أن المسلمين قد كفروا ويستحقون القتل ، واعتبر مذهبه ديناً جديداً ، وإذا أراد أي مسلم أن يدخل في ملته والمذهب الوهابي فإنه يشترط عليه "أن يشهد على نفسه أنه كان كافراً ويجب عليه أن يشهد بالشهادتين من جديد ، ويشهد على والديه إنهما ماتا كافرين ثم يشهد على فلان وفلان ويحدد له جماعة من أكابر علماء الدين السابقين أنهم كانوا كفاراً " , " فإن شهدوا قبلهم وإلا أمر بقتلهم " ، وكان يكفّر كل من لا يتبعه وإن كان من العلماء الأتقياء ويسميهم كبار المشركين وأئمة الكفر .
وحتى لا يكون لأحد عليه حجة أو دليل فقد قام بإحراق كتب السلف الصالحين وعلماء الفقه والشريعة في الحجاز وفي نجد وذلك حتى لا يبقى هناك فكر أو علم غير الوهابية .
وفي عصرنا الحاضر ونحن في القرن 21 يمنع الوهابيون أي كتاب أو أي عالم مسلم أو مفكر إسلامي حتى لو كان شيخ الأزهر من التدريس أو الوعظ والإرشاد في أرض الحجاز سواء في المدينة أو مكة ولا يسمحون لأي مسلم مهما أوتي من العلم إلا لو كان وهابياً ، ليس هذا فقط بل يُشترط أن يكون نجدياً ، وهذا ما جعل كثيراً من الدول الإسلامية تطالب بتدويل أو أسلمة الحكم في الحجاز أي جعله تابعاً لجميع الدول المسلمة لا للدولة الوهابية وحدها !! .
وقبل عصر الوهابية لم يعرف المسلمون هذا النوع من العنصرية والانغلاق ، بل كانت أرض الحجاز دائماً قبلة للعلماء المسلمين من كل صوب وكل جامعة في العالم الإسلامي بل لكل مذهب وطائفة ليدلوا برأيهم وعلمهم في قضايا العالم الإسلامي ومنهم الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي وعلماء الشيعة ، ومنهم رواة الحديث كالبخاري ومسلم ، وفي الأزهر كان مذهب الشيعة والسنة يدرسان في وقت واحد دون أي تمييز بينهما ودون أي تفضيل أو تجريح وكانت مصر في العهد الفاطمي ثم تحولت إلى سنة بهدوء وبدون معارك .. أما عند الوهابيين فآخر فتوى لابن باز هي أن الشيعة كفار وخوارج يجب قتالهم وهو ما يحدث اليوم في العراق وباكستان .
وكان محمد بن عبد الوهاب يزدري السلف والأئمة السابقين أمثال ابن حنبل وأبي حنيفة والشافعي ويذكر همفر عنه في مذكراته قوله : " إنني أكثر من أبي حنيفة علماً وأكثر فقهاً ، وأن نصف كتاب البخاري باطل وموضوع " ، ثم يعلق همفر : " عندما التمست فيه هذا الغرور الجاهل وجدت فيه ضالتي لتمزيق الإسلام وزرع الفتن بين المسلمين فبدأت أنفخ فيه باستمرار وأؤكد له أنه أكثر موهبة وذكاء من علي وعمر وأن الرسول لو كان في عصرنا لاختاره خليفة له دونهما " .
ومن التمثيليات العجيبة التي يرويها (همفر) أن بن عبد الوهاب : دخل على همفر في مجلسه وحوله حشد من أتباعه وحزبه وهو يبكي ، فاستغربوا جميعاً لذلك وقال له بن عبد الوهاب : ما يبكيك يا عبد الله ؟ ، فقال لهم : رأيت رؤيا أن رسول الله كان جالساً في مجلسكم هذا وأن الشيخ بن عبد الوهاب قد دخل عليه فقام له إكباراً واحتراماً ورحب به ترحيباً لم نره على أحد !! وقال للجميع : هذا هو خليفتي على المسلمين جميعاً وعليكم جميعاً بطاعته ، ولو كان في عهدي لأوصيت له بالخلافة بدلاً من أبى بكر وعمر ، فقد آتاه الله الحكمة والعدل ! ، وهنا أخذ عبد الوهاب يصيح : الله أكبر الله أكبر ، هذه رؤيا صادقة أراكها الله يا عبد الله جزاء على إسلامك ! .
وأخذوا جميعاً يسألونه عن شكل الرسول كما رآه في منامه وكان يحفظ بهذه الصفات كما قرأها في الكتب فصدقوه وأخذوا يقبلونه ، وإمعانا في التضليل والتمثيل أخذ همفر يصيح فيهم قائلاً : " نأمل جميعاً في تجديد الإسلام على يدي بن عبد الوهاب فهو المنقذ الوحيد في انتشال الإسلام من هذه السقطة " .
بهذا النفخ المستمر أخذ يغير في الكثير من تعاليم الإسلام وفى الفتاوى والمفاهيم ، بل سمح لأتباعه بأن يفسروا القرآن كما يشاءون وهم جميعاً لم يتجاوزوا في تعليمهم مرحلة الكُتاب .
وأخطر ما فعله الوهابيون لتمزيق الإسلام هو بث الفتنة والوقيعة بين طوائف المسلمين وخاصة بين الشيعة والسنة وهو ما نرى آثاره اليوم من مذابح مستمرة في مساجد العراق وباكستان وأفغانستان ، وقد بلغ الأمر إلى تمويل عمليات القتل والتفجيرات بأموال الزكاة والبترول . وأيضاً تمويل الجماعات الإرهابية والمتطرفة بالمال لقتل السياح المسالمين .. ومساعدتهم على جمع السلاح وعلى مظاهر التطرف المضللة .. مثل لبس النقاب والحجاب والجلباب .
ولكن الأخطر من هذا كله هو تشويه الإسلام من الداخل بالتفسير الجاهل والمضلل للقرآن . ثم هناك كارثة الأحاديث الموضوعة والضعيفة التي يحيونها ويستشهدون بها في كل مناسبة . وعندما صعد أول رائد فضاء ودار حول الأرض وصورها أنها كرة ثم صعد آخر إلى القمر أعلن الوهابيون وعلى رأسهم ابن باز أن الأمريكان والروس يكذبون وأن القرآن فيه نص أن الأرض منبسطة وليست كرة وأن الإنسان لا يمكنه الهبوط على القمر .
فهم يفسرون القرآن على قدر علمهم وهواهم مما يسيء إلى الإسلام ويصوره للناس أنه دين الجهل والتخلف .
وفي كتابي " مفاهيم خاطئة تؤخر المسلمين " ذكرت بالتفصيل نصوص الفكر الوهابي المعاصر كما طبقه ابن باز خليفة ابن عبد الوهاب حتى يظل المسلمون متخلفين وتظل تعاليم المستر همفر ووزارة المستعمرات البريطانية هي السائدة في العالم الإسلامي .
فمن فتاويهم الجاهلة أن الإسلام ضد الديمقراطية ويؤيد حكم الفرد وأن البنوك حرام وأموالها ربا ، وأن السياحة حرام ودم السائح حلال ، وأن الحضارة الغربية حرام ، وجميع إنجازاتها والاختراعات الحديثة حرام ، فالتلفزيون والسينما حرام ، والتمثيل والمسرح حرام . وجميع الفنون الجميلة كالموسيقى والغناء والرسم والتصوير والتماثيل حرام وللأسف الشديد منذ ظهور البترول في البلاد أصبحت الصدقات والزكاة -وهي أموال بالبلايين- تؤول إلى الوهابيين بأمل أن يوجهوها إلى المشروعات الخيرية في العالم الإسلامي كبناء المدارس والجامعات ودور الإيواء وإنقاذ فقراء المسلمين في أنحاء العالم ، ولكنهم بدلاً من ذلك حولوها إلى الدعاية للوهابية فطبعوا فتاويهم وأفكارهم المتخلفة في كتيبات صغيرة وفي شرائط صوتية توزع بالمجان في أنحاء العالم وعلى الجاليات الإسلامية في أوروبا وأمريكا ، وهي كلها أفكار من السذاجة والبدائية بحيث تجعل الأوروبيين يسخرون من دين الإسلام وحتى من رسول الإسلام ، وما الرسوم الساخرة التي ظهرت في الجرائد الأوروبية إلا نتيجة لهذا الفكر الوهابي .
وبدلاً من البناء والتعمير والصناعة ومساعدة الدول المسلمة المستعمرة والمطحونة : أصبحوا يتبنون الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تدين بمبادئهم وفي مقدمتها الجماعات الإرهابية التي انتشرت في كل دولة إسلامية ولا عمل لهما إلا قتل السياح وقتل الأبرياء وأهل الذمة .. والله المنجي .
المراجع :
1 – الوهابية ومذكرات مستر همفر (الترجمة العربية) ، المؤلف : سامي قاسم أمين - الناشر : مدبولي .
2 – مفاهيم خاطئة تؤخر المسلمين : الدكتور أحمد شوقي الفنجري - مكتبة مدبولي .
3 – فتنة الوهابية : تصدرها مشيخة الطريقة العازمية ، القاهرة ، مسلسل من 20 جزءاً .
هذا الجزء الثاني من مذكرات مستر همفر(الأب الروحي للوهابيه ومؤسس مذهبهم)
كان الشاب الطموح ( محمد ) يقلد نفسه في فهم القرآن والسنة ، ويضرب بآراء المشايخ . ليس مشايخ زمانه والمذاهب الأربعة فحسب ، بل بآراء أبي بكر وعمر أيضا بعرض الحائط . إذا هو فهم من الكتاب على خلاف ما فهموه الآخرين ، وكان يقول أن الرسول قال أني مخلف فيكم الكتاب والسنة ، ولم يقل أني مخلف فيكم الكتاب والسنة والصحابة والمذاهب ، ولذا فالواجب الكتاب والسنة مهما كانت أراء المذاهب والصحابة والمشايخ مخالفة لذلك . وقد جرى يوما حوار بين ( محمد عبدالوهاب ) وبين أحد علماء فارس اسمه الشيخ ( جواد القمي ) الذي كان ضيفا عند ( عبد الرضا ) على مائدة الطعام التي ضيفنا عليها عبد الرضا في داره ، وكان يحضر بعض أصدقاء صاحب البيت ، فجرى بين محمد والشيخ جواد القمي حوار عنيف لم أحفظه كله ، وإنما حفظت مقتطفات منه
قال له القمي : إذا كنت أنت متحررا ومجتهدا كما تدعي فلماذا لا تتبع عليا كالشيعة ؟
قال محمد : لأن عليا مثل عمر وغيره ليس قوله حجة ، وإنما الحجة الكتاب والسنة فقط
قال القمي : ألم يقل الرسول ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) إذا ففرق بين علي وباقي الصحابة
قال محمد : إذا كان قول علي حجة فلماذا لم يقل الرسول ( كتاب الله وعلي بن أبي طالب ) ؟
قال القمي : بل قال حيث قال ( كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) ، وعلي سيد العترة
أنكر محمد عبدالوهاب أن يكون الرسول قال ذلك ، لكن الشيخ القمي جاء بأدلة مقنعة حتى سكت محمد ولم يجد جوابا . لكن محمد أعترض عليه وقال : إذا قال الرسول كتاب الله وعترتي فأين سنة الرسول ؟
قال القمي : سنة الرسول هى شرح لكتاب الله ، فلما قال الرسول كتاب الله وعترتي أراد كتاب الله بشرحه الذي هو السنة
قال محمد : أليس كلام العترة شرحا لكتاب الله ؟ فما الحاجة إليهم ؟
قال القمي : لما مات الرسول إحتاج الأمة إلى شرح القرآن شرحا يطابق حاجيات الزمن ، ولذا فالرسول أرجع الأمة إلى الكتاب كأصل وإلى العترة كشرح له فيما يتجدد من حاجات الزمن
لقد أعجبت أنا بهذا البحث أيما أعجاب ، ورأيت إنما محمدا الشاب أمام القمي كالعصفور في يد الصياد لا يتمكن تحركا
ووجدت في ( محمد عبدالوهاب ) ضالتي المنشودة ، فإن تحرره وطموحه من مشايخ عصره ، ورأيه المستقل الذي لا يهتم حتى بالخلفاء الأربعة أمام ما يفهمه هو من القرآن و السنة ، كان أكبر نقاط الضعف التي كنت اتمكن أن أتسلل منها إلى نفسه ، وأين هذا الشاب المغرور من ذاك الشيخ التركي الذي درست عنده في تركيا ؟ فإنه كان مثال السلف كالجبل لا يحركه شيء . إنه كان إذا أراد أن يأتي باسم أبي حنيفة ( كان الشيخ حنفي المذهب ) قام وتوضأ ثم ذكر اسم أبي حنيفة ، وإذا أراد أن يأخذ كتاب البخاري – و هو كتاب عظيم عند أهل السنة يقدسونه أيما تقديس – قام وتوضأ ثم أخذ الكتاب . أما الشيخ محمد عبد الوهاب فكان يزدري بأبي حنيفة أيما إزدراء . وكان يقول عن نفسه أني أكثر فهما من أبي حنيفة ، وكان يقول أن نصف كتاب البخاري باطل
لقد عقدت بيني وبين محمد أقوى الصلات والروابط ، وكنت أنفخ فيه باستمرار وأبين له أنه أكثر موهبة من (علي وعمر ) وأن الرسول لو كان حاضرا لأختارك خليفة له دونهما . وكنت أقول له دائما آمل في تجديد الإسلام على يديك فإنك المنقذ الوحيد الذي يرجى به أنتشال الإسلام من هذه المسقطة
قررت مع محمد أن نناقش تفسير القرآن على ضوء أفكارنا الخاصة لا على ضوء فهم الصحابة والمذاهب والمشايخ ، وكنا نقرأ القرآن ونتكلم عن نقاط منها . كنت أقصد منها ايقاع محمد في الفخ ، وكان هو يسترسل في قبول أفكاري ليظهر نفسه بمظهر المتحرر ، وليجلب ثقتي أكثر فأكثر . قلت له ذات مرة : الجهاد ليس واجبا ، قال : كيف وقد قال الله ( جاهد الكفار ) ؟ قلت له يقول ( جاهد الكفار والمنافقين ) ، فإذا كان الجهاد واجبا فلماذا لم يجاهد الرسول المنافقين ؟ قال محمد : جاهدهم الرسول بلسانه . قلت : إذا فجهاد الكفار أيضا واجبا باللسان . قال : لكن الرسول حارب الكفار . قلت : حرب الرسول كان دفاعا عن النفس حيث أن الكفار أرادوا قتل الرسول فدفعهم . فهز محمد رأسه علامة الرضا
وقلت له ذات مرة أن متعة النساء جائزة
قال : كلا
قلت : فالله يقول فما استمتعتم به منهن فأتوهن أجورهن
قال : عمر حرم المتعة قائلا : متعتان كانتا على عهد رسول الله و أنا أحرمهما وأعاقب عليهما
قلت : أنت تقول أنا أعلم من عمر فلماذا تتبع عمر ؟ ثم إذا قال عمر أنه حرمها وأن الرسول حللها فلماذا تترك رأي القرآن ورأي الرسول وتأخذ برأي عمر ؟ فسكت ، ولما وجدت سكوته دليل الإقتناع ، وقد أثرت فيه الغريزة الجنسية ( ولم تكن له إذ ذاك زوجة ) ، قلت له : ألا نتحرر أنا وأنت ونتخذ (متعة ) نستمتع بها ؟ فهز رأسه علامة الرضا ، وقد اغتنمت أنا هذا الرضا أكبر اغتنام ، وقررت موعدا لآتي بامرأة ليتمتع بها ، من أجل أن أكسر خوفه من مخالفة الناس . لكنه اشترط على أن يكون الأمر سرا بيني وبينه وأن لا أخبر المرأة باسمه . فذهبت فورا إلى بعض النساء المسيحيات اللاتي كن مجندات من قبل وزارة المستعمرات لافساد الشباب المسلم ، ونقلت لها كامل القصة ، وجعلت لها أسم ( صفية) وفي يوم الموعد ذهبت بالشيخ محمد إلى دارها ، وكانت الدار خالية إلا منها ، فقرأنا أنا والشيخ صيغة العقد مدة أسبوع ، وأمهرها الشيخ نقدا ذهبا ، فأخذت أنا من الخارج وصفية من الداخل نتراوح على توجيه الشيخ محمد عبد الوهاب . وبعدما أخذت صفية من الشيخ كل مأخذ ، وتذوق محمد حلاوة مخالفة أوامر الشريعة تحت غطاء الاجتهاد والاستقلال في الرأي والحرية ، في اليوم الثالث من المتعة أجريت مع محمد حوارا طويلا عن (عدم تحريم الخمر ) ، واستدليت بآيات القرآنية وأحاديث زيفتها وقلت له لقد صح أن معاوية ويزيد وخلفاء بني أمية وخلفاء بني العباس كانوا يتعاطون الخمر فهل من الممكن أن يكون كل أولئك على ضلال وأنت على صواب ؟ أنهم لا شك كانوا أفهم لكتاب الله وسنة الرسول مما يدل على أنهم لم يفهموا التحريم وإنما فهموا الكراهة والإعافة ، وفي الاسفار المقدسة لليهود والنصارى إباحة الخمر ، فهل يعقل أن يكون الخمر حراما في دين وحلالا في دين ؟ والأديان كلها من إله واحد ؟ ثم أن الرواة رووا أن عمر شرب الخمر حتى نزلت الاية ( فهل أنتم منتهون ) ولو كانت الخمرة حراما لعاقبه الرسول . فعدم عقاب الرسول دليل الحلية
أخذ يسمعني محمد بكل قلبه ، ثم تنهد وقال : بل تثبت في بعض الاخبار أن عمر يكثر الخمر في الماء و يشربها ، ويقول أن سكرها حرام ، لا إن لم تكن تسكر . ثم أردف محمد قائلا : وكان عمر صحيح الفهم في ذلك لأن القرآن يقول ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة ) ، فإذا لم تسكر الخمر لم تفعل هذه الأمور التي ذكرت في الآية وعليه فلا نهى عن الخمر ، إذا لم تكن مسكرة
أخبرت ( صفية ) بما جرى ، وأكدت عليها أن تسقي محمد في هذه المرة الخمرة مغلفة ففعلت وأخبرتني أن الشيخ شرب حتى الثمالة وعربد وجامعها عدة مرات في تلك الليلة ، وقد رأيت أنا آثار الضعف والنحول عليه غداة تلك الليلة . وهكذا استوليت أنا وصفية على الشيخ محمد إستيلاءا كاملا . ويا لها من روعة تلك الكلمة الذهبية ، قالها لى وزير المستعمرات حين ودعته ( انا إسترجعنا إسبانيا من الكفار ( يقصد المسلمين ) بالخمر والبغاء ، فلنحاول أن نسترجع سائر بلادنا بهاتين القوتين العظيمتين
ذات مرة تكلمت مع الشيخ محمد عن الصوم وقلت له : إن القرآن يقول ( وأن تصوموا خير لكم ) ولم يقل أنه واجب عليكم ، فالصوم بنظر الإسلام مندوب وليس واجب ، لكنه قاوم الفكرة وقال لي : يا محمد تريد أن تخرجني من ديني ؟ قلت له : يا وهاب أن الدين هو صفاء القلب و سلامة الروح و عدم الاعتداء على الآخرين ، ألم يقل النبي ( الدين الحب ) ؟ وألم يقل الله في القرآن الحكيم ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) ؟ فإذا حصل للإنسان اليقين بالله واليوم الآخر ، وكان طيب القلب نظيف العمل كان من أفضل الناس . لكنه هز رأسه علامة النفي وعدم الارتياح . ومرة اخرى قلت له : الصلاة ليست واجبة . قال : وكيف ؟ قلت : لأن في القرآن يقول الله ( وأقم الصلاة لذكري ) فالمقصود من الصلاة ذكر الله تعالى ، فلك أن تذكر الله تعالى عوضا عن الصلاة . قال محمد : نعم سمعت أن بعض العلماء كانوا يذكرون الله تعالى في أوقات الصلاة عوضا عن الصلاة . ففرحت لكلامه أيما فرح ، وأخذت أنفخ بهذا الرأى حتى ظننت أني استوليت على لبه ، وبعد ذلك وجدته لا يهتم لأمر الصلاة ، فأحيانا يصلي وأحيانا لا يصلي خصوصا في الصباح ، فإنه كان يترك الصلاة غالبا ، حيث كنت أسهر معه إلى بعد منتصف الليل غالبا فكان منهوك القوى عند الصباح فلا يقوم للصلاة . وهكذا أخذت أسحب رداء الإيمان من عاتق الشيخ شيئا فشيئا . وأردت ذات مرة أن أناقش حول الرسول لكنه صمد في وجهى صمودا كبيرا ، و قال لى : إن تكلمت بعد ذلك حول هذا الموضوع قطعت علاقتى بك . وخشيت أن ينهار كل ما بنيته ، من أجل ذلك أحجمت عن الكلام ، لكن أخذت في إذكاء روحه في أن يكون لنفسه طريقا ثالثا غير السنة والشيعة ، وكان يستجيب لهذا الأيحاء كل استجابة ، لأنه يملئ غروره وتحرره . وبفضل ( صفية ) التي دامت علاقتها معه بعد الأسبوع أيضا في متعات متعددة تمكنا بالأخذ بقيادة الشيخ محمد كاملا . وذات مرة قلت للشيخ : هل صحيح أن النبي آخى بين الصحابة ؟ قال : نعم . قلت : هل أحكام الإسلام وقتية أم دائمة ؟ قال محمد : بل دائمة لأن الرسول يقول ( حلال محمد حلال إلى يوم القيامة و حرام محمد حرام إلى يوم القيامة ) . قلت : إذا فالنواخي أنا وأنت . ومنذ ذلك الحين كنت أتبعه في كل سفر وحضر ، وكنت أهتم لأن تأتي الشجرة التي غرستها ثمارها التي صرفت لأجلها أثمن أوقات شبابي . وكنت أكتب بالنتائج إلى وزارة المستعمرات كل شهر مرة . كما كانت عادتى منذ أن خرجت من لندن و كان الجواب يأتي بالتشجيع الكافي ، فكنت أنا ومحمد نسير بالطريق الذي رسمناه بخطي سريعة ، ولم أكن أفارقه لا في السفر ولا في الحضر ، وكانت مهمتى أن أنمي فيه روح الاستقلال والحرية ، وحالة التشكيك ، وكنت أبشره دائما بمستقبل باهر و أمدح فيه روحه الوقادة ونفسه النفاذه . ولفقت له ذات مرة (حلما ) فقلت له أني رأيت البارحة في المنام رسول الله – وصفته بما كنت سمعته من خطباء المنابر – جالسا على كرسى وحوله جماعة من العلماء لم أعرف أحدا منهم وإذا بي أراك قد دخلت ووجهك يشرق نورا فلما وصلت إلى الرسول قام الرسول إجلالا وقبّل بين عينيك وقال لك : يا محمد أنت سمييّ ووارث علمي والقائم مقامي في إدارة شؤون الدين والدنيا ( فقلت أنت ) يا رسول الله إني أخاف أن أظهر علمي على الناس ؟ قال رسول الله لك : لا تخف إنك أنت الأعلى . فلما سمع محمد مني هذا المنام كاد أن يطير فرحا ، وسألني مكررا هل أنت صادق في رؤياك ؟ وكلما سأل أجبته بالإيجاب حتى أطمئن ، وأظن أنه صمم من ذلك اليوم على إظهار أمره
في هذه الأيام جائتني الأوامر من لندن أنه عليّ أن أتوجه إلى ( كربلاء) و( النجف ) مهوى قلوب الشيعة ومركز علمهم وروحانيتهم ، ولهذين البلدين قصة طويلة . أما قصة ( النجف ) فإنها تبتدأ من يوم دفن فيها (علي ) رابع الخلفاء عند أهل السنة ، أول الخلفاء عند الشيعة . إن مدينة تبعد عن النجف فرسخ - أي مسيرة ساعة بالرجل – تسمى ( الكوفة ) كانت مقر خلافة علي ، فلما قُتل علي دفنه ولداه ( الحسن والحسين ) خارج الكوفة في هذا المكان الذي يسمى الآن ( بالنجف ) ثم أخذت النجف تزدهر بينما أخذت الكوفة بالخراب ، واجتمع عدد من علماء الشيعة وصارت فيها بيوت وأسواق ومدارس . وهى الآن مركز علماء الشيعة والخليفة في الاستانة يحميهم ويحترم جانبهم لعدة أمور
أولا - إن حكومة الشيعة في فارس تساندهم وإذا مس الخليفة كرامتهم توترت العلاقات بين الحكومتين ، وأحيانا تصل إلى حد الحرب
ثانيا - إن عشائر كثيرة حول النجف تساند العلماء وهى مسلحة ، وسلاحهم وإن كان ليس على المستوى الرفيع ، ولا تنظيم لهم إلا التنظيم العشائرى ، لكن يعني منازلة الخلافة ، فتتدخل مع تلك العشائر في معارك دامية ، وحيث لا ضرورة قصوى تلجىء الحكومة إلى كبح جماح العلماء تذرهم و شأنهم
ثالثا - إن أولئك العلماء مراجع لكل المسلمين الشيعة في العالم من ( هند ) و(أفريقيا ) وغيرها ، فإذا مست الحكومة كرامتهم هاجت الشيعة في كل مكان . ( وأما قصة كربلاء ) فإنها تبتدأ منذ قُتل فيها سبط رسول الله ( الحسين ابن علي وابن فاطمة بنت الرسول ) ، فقد دعا أهل العراق الحسين ليأتيهم من ( المدينة - الحجاز ) ليتخذوه خليفة ، لكنه لما وصل هو وأهل بيته إلى أرض كربلاء التي تبتعد عن الكوفة قرابة اثنى عشر فرسخا ، قلّب أهل العراق عليه الأمر ، وخرجوا لقتاله بأمر من يزيد بن معاوية _ الخليفة الأموي القاطن في الشام - فقاتل الحسين ابن علي مع أهل بيته الجيش الأموي الكثيف العدد قتال الأبطال حتى قُتل هو وأهل بيته ، وقد أبدى الجيش الأموي في هذه المعركة كل نذالة وسفالة ، ومنذ ذلك الحين أتخذ أهل الشيعة هذا المكان مركزا روحيا يأتونه من كل مكان ، ويزدحمون فيه إزدحاما ليس عندنا في الروحانية المسيحية له مثيل
هذه المدينة - كربلاء - أيضا مدينة شيعية وفيها علماء الشيعة و مدارسهم ، وهى والنجف تسند إحداهما الأخرى ، ولما وصلتني الأوامر للذهاب إلى هاتين المدينتين قطعت الطريق من البصرة إلى بغداد مركز الوالي المنصوب من قبل الخليفة في الاستانة ، ومن هناك ذهبت إلى ( الحله ) وهى مدينة تقع على شط الفرات ، والفرات ودجلة نهران كبيران يخترقان العراق من تركيا و يصبان في البحر ، ويعود الفضل في زراعة العراق ورفاهها إلى هذين النهرين . وقد اقترحت أنا على وزارة المستعمرات بعد عودتي إلى لندن أن تخطط لوضع اليد على مصب هذين النهرين لنتمكن من إخضاع العراق في حالة الطوارىء ، فإنه لو انقطع الماء عن العراق ، لابد وأن يخضع أهلها لمطالب الوزارة . ومن الحله ذهبت إلى النجف في زى تاجر من تجار ( أذربيجان ) ، والتقيت برجال الدين و أخذت أراودهم وأحضر مجالسهم وأعجبت بهم أيما أعجاب لصفاء روحهم ، وغزارة علمهم و شدة تقواهم . لكني وجدتهم قد مر عليهم الزمن و لا يفكرون في تجديد أمرهم
فقد كانوا على شدة عدائهم للسلطة في تركيا ( لا لأنهم شيعة و هى سنية ) بل لضغط السلطة على حرياتهم ضغطا كبيرا لا يفكرون في منازلتها وفي التخلص منها
كما أنهم كانوا قد حصروا أنفسهم في علوم الدين مثل قساوستنا في عصر الجمود ، وقد تركوا علوم الدنيا إلا بمقدار قليل
كذلك وجدتهم لا يفكرون في ما يجرى حولهم في العالم
وقد قلت في نفسي مساكين هؤلاء ، فإنهم في سبات عميق حيث الدنيا في يقظة ، وسياتي يوم يجرفهم السيل ، وقد حاولت مرار استنهاضهم لمحاربة الخلافة فلم أجد فيهم أذنا صاغية . كان بعضهم يسخر مني وكأني أقول له أهدم الكون ، فقد كانوا ينظرون إلى الخلافة كأنها مارد لا يمكن أن يقصر إلا إذا ظهر ( ولي الأمر ). وولي الأمر عندهم هو إمامهم الثاني عشر من ذرية الرسول ، غاب عن الابصار عام255 ) هجرى ، أي بعد ظهور رسولهم ( 255 ) سنة ، وهو حي إلى اليوم ، ثم يظهر لعالم ليملىء عدلا بعد أن مليء جورا . وإني أتعجب كيف يعتقد أناس أفاضل بهذه العقيدة الخرافية . إنها مثل عقيدة الخرافيين من المسيحيين بأنه سيعود المسيح من عليائه ليملىء الدنيا عدلا
قلت لأحدهم : أليس الواجب أن تغيروا الظلم كما غير رسول الإسلام ؟
قال : الرسول كان يسنده الله ولذا تمكن
قلت : في القرآن الحكيم ( إن تنصروا الله ينصركم ) فأنتم أيضا يسندكم الله إن قمتم بالسيف في وجه طغيان الخليفة
قال : أنت تاجر وهذه المواضيع علمية يقصر فهمك عن ملاحقتها
أما مرقد الامام أمير المؤمنين كما يسمونه فهو مرقد جميل مزخرف بأنواع الزخرفة الجميلة ، وله حرم جميل و عليه قبة ذهبية كبيرة ، ومنارتان ضخمتان ذهبيتان ، وأهل الشيعة يدخلونه كل يوم زرافات زرافات ويقيمون الصلاة بهيئة إجتماعية ، ويقبلون ضريحه الذي أُلحد فيه ، وينحني كل واحد إلى عتبته يُقبلها ثم يسلم على الامام ، ويستأذن في الدخول فيدخل . ويحيط بالحرم صحن كبير فيه غرف كثيرة هى ماوى رجال الدين والزوار . وفي كربلاء حرمان على طراز حرم علي ، الأول حرم الحسين ، والثاني حرم العباس ، وهو أخ للحسين قُتل معه في كربلاء . وتفعل الشيعة في كربلاء مثل ما تفعل في النجف ، وكربلاء أحسن مناخا من النجف حيث يحيط بالبلد طوق كبير وكثيف من البساتين وفيها أنهار جارية
في سفرتي إلى العراق وجدت ما يثلج الصدر ، فقد كانت الأوضاع العامة والخاصة تنذر بنهاية الحكم . فالوالي من قبل الاستانة رجل مستبد جاهل يحكم بما يشاء ، وكأن الناس عبيد وإماء له ، والشعب بصورة عامة غير راض عنه . أما أهل الشيعة فإن الحكومة تضغط على حرياتهم ولا تعير لهم أهمية ، وأما أهل السنة فإنهم يأنفون أن يحكمهم رجل تركي وفيهم الأشراف والسادة من آل الرسول الذين يرون بأنهم أحق بالحكم من الوالي التركي . والبلاد خراب يعيش الناس فيها في قذارة ووساخة وخرائب . والطرق غير مأمونة ، فعصابات اللصوص يترصدون القوافل فينقضوا عليهم إذا لم تكن معهم مفرزة من الشرطة ، ولذا فإن القوافل لا تتحرك إلا بعد أن تصحبهم الحكومة بالشرطة المدججين بالسلاح . والمخاصمات بين العشائر قائمة على قدم وساق ، فلا يمر يوم إلا وعشيرة تنقض على عشيرة أخرى ، ويكون بينهما القتل والسلب . والجهل والأمية متفشية بصورة مدهشة ، تذكرني بأيام استيلاء الكنيسة على بلادنا ، فباستثناء طبقة رجال الدين في النجف و كربلاء وقلة مرتبطة بهم ، لا تجد قاريء ولا كاتب واحد في كل ألف إنسان . و الاقتصاد منهار ، فعيش الناس في فاقة شديدة وفقر مدقع . والنظام غير مستتب ، فالفوضى هى التي تسود كل شيء وتنظر الحكومة والناس كل إلى الآخر بنظرة الريبة والشك ، لذا لا تعاون بينهما . ورجال الدين غارقون في الأمور الدينية ، عازفين عن الحياة الدنيا . والصحاري لا زراعة فيها ، ويمر النهران ( دجلة والفرات ) عبر أراضيهم وكأنهما ضيف عليهم حتى يصبان في البحر ، وإلى غير ذلك من الأوضاع المتردية الفاسدة التي تنتظر الإنقاذ
بقيت في كربلاء والنجف مدة أربعة أشهر وقد مرضت في النجف مرضا حادا حتى يأست من نفسى ، ودام معي المرض مدة ثلاثة أسابيع ، وراجعت طبيبا كان هناك ، ووصف لي بعض الأدوية ، فلما شربتها أحسست بتحسن صحتى ، وكان الفصل صيفا شديد الحر ، فكنت أعتكفت أيام مرضى في مكان تحت الأرض يسمى ( السرداب ) ، وكان صاحب البيت الذي استأجرت منه غرفة يباشر في هذه المدة مهمة صنع الطعام والدواء لي لقاء أجر بسيط . وكان يعتبر مدة خدمتى أفضل قربة إلى الله تعالى ، حيث أنه يخدم زائرا لأمير المؤمنين . وكان أكلي فقط في الأيام الأولى ماء طير يسمونه ( الدجاجة ) ، ثم سمح لي الطبيب بأكل لحمة أيضا . وفي الأسبوع الثالث أباح لي أن آكل الأرز بالدجاج . بعد أن تعافيت من المرض ذهبت إلى بغداد ، وهناك كتبت تقريرا مفصلا عن مشاهداتى في النجف و كربلاء و الحله و بغداد والطريق في تقرير مسهب إستوعب مائة صفحة ، وسلمت التقرير إلى ممثل الوزارة في بغداد ، وبقيت بانتظار أوامر الوزارة هل أبقى في العراق أم أعود إلى لندن
وقد كنت شديد الشوق للعودة إلى لندن ، لأن الغربة طالت والحنين للبلد والأهل قد إشتد ، خصوصا وقد كنت متشوقا كثيرا إلى لقاء ولدي ( رسبوئين ) الذي فتح العين على الفور في غيابي ، ولذا فإني قد طلبت من الوزارة مع التقرير الذي بعثته إليها أن يسمحوا لي بالعودة ولو لأجل محدود ، لأروي لهم انطباعاتي شفويا ، ولكي آخذ قسما من الراحة والاستجمام ، فقد طال سفري إلى العراق مدة ثلاث سنوات
قال لي ممثل الوزارة في بغداد أن لا أتردد عليه ، وأن أستأجر غرفة في إحدى الخانات المطلة على نهر دجلة لكيلا تثار حولي شبهة ، وقال أنه ( أي الممثل ) سوف يخبرني بالجواب حينما يأتي البريد من لندن . وكنت في أيام إقامتي في بغداد رأيت البون الشاسع بين عاصمة الخلافة وبين بغداد ، وكيف أن الأتراك يتعمدون إذلال أهالي العراق لأنهم عرب لا يؤمن مكرهم
كنت أيام مغادرتى البصرة إلى كربلاء والنجف قلقا أشد القلق على مصير ( الشيخ محمد عبد الوهاب ) ، حيث كنت لا آمن الانحراف عن الطريقة التي رسمتها له ، فأنه كان شديد التلون ، عصبي المزاج ، فكنت أخشى أن تنهار كل آمالي التي بنيتها عليه . أنه حين أردت أن أفارقه كان يروم الذهاب إلى الاستانة للتطلع عليها لكني منعته عن ذلك أشد المنع وقلت له أخاف أن تقول هناك شيئا ما يوجب أن يكفروك ومصيرك حينذاك القتل . قلت له هكذا ولكن كان في نفسي شيء آخر ، وهو أن يلتقي ببعض العلماء هناك ، فيقوّموا معوّجه ويرجعونه إلى طريق أهل السنة فتنهار كل آمالي . ولما كان الشيخ محمد لا يريد الإقامة في البصرة ، أشرت عليه أن يذهب إلى( أصفهان و شيراز) ، فإن هاتين المدينتين جميلتين ، وأهاليها من أهل الشيعة ، ومن المستبعد أن تؤثر الشيعة في الشيخ ، وقد كنت بذلك أمنت أنحرافه . وعند مفارقتى للشيخ قلت له : هل أنت تؤمن بالتقية ؟ قال نعم ، فقد أتقى أحد أصحاب الرسول ( وأظنه قال أنه مقداد ) حين أضطهده المشركون ، وقتلوا أباه وأمه فأظهر الشرك وأقره على ذلك رسول الله . قلت له : إذن إتق من الشيعة ولا تظهر لهم إنك من أهل السنة لئلا تقع عليك كارثة ، وتمتع ببلادهم ، وتعرف على عاداتهم وتقاليدهم ، فإنه ينفعك أشد النفع في مستقبل حياتك
وقد زودت الشيخ حين أردت مفارقته بكمية من المال بعنوان ( الزكاة ) وهي ضريبة إسلامية تؤخذ لصرفها في مصالح المسلمين ، كما وقد اشتريت له ( دابة ) للركوب بعنوان الهدية وفارقته . ومنذ مفارقتى له لم أعلم مصيره ، وكنت قلقا لذلك أشد القلق ، وقد اتفقنا أن نرجع كلانا إلى البصرة ، وإذا رجع أحدنا ولم يجد صاحبه ، يدع مكتوبا عند عبدالرضا يخبر فيه صديقه عن حاله
بعد مدة من مكوثي في ( بغداد ) أتتني الأوامر بضرورة التوجه إلى ( لندن ) فورا فتوجهت إليها ، وهناك اجتمع بي السكرتير وبعض أعضاء الوزارة وأخبرتهم بمشاهداتي وما عملته في سفرتي الطويلة . ففرحوا بمعلوماتي عن العراق أشد الفرح وأبدوا إرتياحهم لها . وكان قد سبق إليهم تقريري عن الرحلة ، وظهر لي فيما بعد أن صفية قرينة ( الشيخ محمد عبدالوهاب ) في البصرة أيضا كانت قد كتبت إليهم مما يطابق تقاريري . كما تبين أيضا أن الوزارة كانت تراقبني في كل سفرة ، وأن المراقبين كتبوا عني تقارير مرضية ، ومصدقة لما كتبت في تقريري ، وِلما قلت عند مقابلة السكرتير
وضع لي السكرتير موعدا للاجتماع بنفس الوزير ، ولما زرته رحب بي ترحيبا حارا يختلف عن ترحيبه السابق عندما عدتُ من الاستانة إلى لندن ، وظهر لي أنني شغلت من قلبه مكانا لائقا . وقد أبدى الوزير إرتياحه الكبير من السيطرة على محمد ، وقال : أنه ضالة الوزارة ، وأكد علي مكررا بأن أعاهده بكل أنواع المعاهدة ، وقال أنك لو لم تحصل في كل اتعابك إلا على الشيخ ، كان ذلك جديرا بكل تلكم الاتعاب . وحيث مجموع أيام سعادتى لم يترك عندى من السعادة ما تركته عندى أيام الشفاء من المرارة
راجعت الوزارة لأخذ الأوامر بشأن المستقبل ، وكان باستقبالي السكرتير بطلعته الوسيمة ، وثغره الباسم ، وطوله الفارع ، وصافحني مصافحة حارة لمست منها كل معاني الأخوة . وقال لي : لقد أمرني الوزير شخصيا كما خولتني اللجنة الخاصة بشؤون المستعمرات أن أطلعك على سرين هامين جدا ، وذلك لكي تستفيد منهما في المستقبل ، ولا يطلع على هذين السرين إلا قلائل من الذين يعتمد عليهم . ثم أخذ بيدي وأدخلني إحدى غرف الوزارة ، ورأيت فيها عجبا ، فهناك مائدة مستديرة حولها عشرة رجال ( أحدهم ) في زى السلطان العثماني وهو يتكلم التركية والانجليزية ، ( والثاني ) في زي شيخ الإسلام في الاستانة ، ( والثالث ) في زي الملك الفارسي ، ( والرابع ) في زى عالم البلاط الشيعي ، ( والخامس ) في زي عالم التقليد لأهل الشيعة في النجف . وهؤلاء يتكلمون باللغتين الفارسية والإنكليزية . وعند كل واحد من هؤلاء الخمسة كاتب من الكتاب يكتب مايقول ، كما أنه هو بنفسه الطريق إلى أحد الخمسة حيث يزوده بالمعلومات التي تجمعها العملاء حول هؤلاء الخمسة من الاستانة و فارس و النجف
قال السكرتير : إن هؤلاء الخمسة يمثلون أولئك الأصليين ، صنعناهم على أمثلتهم لنرى كيف يفكر أولئك الخمسة ، فإننا نزود هؤلاء الخمسة بالمعلومات التي تصلنا من الاستانة وطهران والنجف ، وهؤلاء يجعلون من أنفسهم بمنزلة أولئك الخمسة الأصليين ، ثم يجيبوننا عن كل ما نسألهم . وقد لاحظنا أن نتائج تفكير هؤلاء الخمسة تطابق سبعين في المئة تفكير أولئك الأصليين . وقال السكرتير: إن شئت جرّب الأمر فإنك قابلت عالم النجف
قلت حسنا حيث كنت قد سألت بعض المسائل عن مرجع التقليد في النجف . تقدمت إلى البدل وقلت له : مولانا هل يجوز لنا نحن الشيعة أن نحارب الحكومة لأنها حكومة سنية شديدة التعصب ؟
تروى البدل قليلا وقال : لا يجوز لنا محاربتهم لأنهم سنة فإن المسلمين أخوة ، ولكن يجوز لنا محاربتهم لأنهم يضطهدون الأمة ، وذلك من باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، حتى يرفعوا أيديهم عن إضطهادنا ، وحينذاك نتركهم وشأنهم
قلت : مولانا ما رأيكم في نجاسة اليهودي والنصراني ؟ فهل هم أنجاس أم لا ؟
قال البدل : نعم أنهم أنجاس يجب الاجتناب عنهم
قلت : ولم ؟
قال : هذا من باب المقابلة بالمثل فأنهم يروننا كفارا ، وأنهم يكذبون نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم ، وكذلك نحن نقابلهم بالمثل
قلت له : مولانا أليست النظافة من الإيمان ؟ فلماذا رأيت قذارة الصحن الشريف والشوارع والأزقة ؟ حتى أني رأيت القذارة في المدارس العلمية أيضا
قال : النظافة لا شك أنها من الإيمان ، ولكن ماذا نصنع بقلة المياه وعدم اهتمام الحكومة بالنظافة ؟
كانت المفاجأة في أجوبة البدل أنها كلها كانت مطابقة لأجوبة العالم المرجع في النجف بدون زيادة او نقيصة ، لكن كانت إضافة جملة ( وعدم إهتمام الحكومة بالنظافة ) في الجواب الثالث زيادة من البدل ، حيث لم يذكرها الأصيل ، وقد دهشتُ أيما دهشة لهذه البديلة المطابقة للأصل ، فقد أجابني المرجع في النجف حيث سألته عن هذه الأسئلة بنفس هذه الاجوبة ، وكان البدل يتكلم باللغة الفارسية كما كان المرجع في النجف يتكلم باللغة الفارسية أيضا
قال لي السكرتير : ولو كنت واجهت الأربعة الأصليين الآخرين وتكلمت معهم ، لكان لك أن تتكلم مع هؤلاء الإبدال لترى كيف أن هؤلاء الأبدال مثل أولئك الأصليين . قلت : إني أعرف كيفية تفكير شيخ الإسلام ، لأن استاذي ( الشيخ أحمد أفندم ) نقل لي جملة وافية عنه . قال لى السكرتير : تفضل وتكلم مع البدل عنه . فتقدمت من البدل وقلت له : أفندم هل تجب طاعة الخليفة ؟
قال : نعم يا ولدي مثل وجوب طاعة الله ورسوله
قلت : أفندم بأي دليل ؟
قال : ألم تسمع قول الله تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم
قلت : أفندم إذا كان الخليفة أولي الأمر فكيف يأمرنا الله بطاعة ( يزيد ) ؟ الذي أباح المدينة المنورة لجيشه ، وقتل الحسين سبط رسول الله ، وكيف يأمرنا الله بطاعة ( الوليد ) الذي كان يشرب الخمر ؟
قال البدل : يا ولدي أن ( يزيد ) كان أمير المؤمنين من قبل الله تعالى وقد أخطأ في قتله الحسين وتاب ، وأما أباحته للمدينة المنورة فقد كانت صحيحة لأنهم طغوا وبغوا وخلعوا الطاعة ، وأما الوليد فكان يشرب الممزوجة بالماء والتي لا توجب له السكر وذلك جائز بالإسلام
لقد كنت سألت هذه الاسئلة من شيخي ( أحمد أفندم ) وكان جوابه بنفس الأجوبة باختلاف يسير . قلت للسكرتير بعد هذه المقابلة : وما فائدة هذه التمثيلية ؟
قال : انا نعرف كيف يفكر السلاطين وعلماء المسلمين سنة وشيعة ، ونضع الحلول المناسبة لمعاكستهم في القضايا السياسية والدينية ، (مثلا ) إذا عرفت أن عدوك يأتي من طرف المشرق كنت وضعت جنودك في ذلك الطرف لصده ، وأما إذا لم تكن تعرف من أين يأتي العدو فقد تبعثر جنودك في كل إتجاه ، وكذلك إذا عرفت وجه استدلال المسلم على مذهبه ودينه ، تمكنت أن تضع الأجوبة الجاهزة لرده فتكون تلك الأجوبة كافية لخلخلة عقيدة المسلمين . ثم ناولني السكرتير كتابا ضخما من ألف صفحة فيه نتائج المناقشات والخطط التي جرت بين هؤلاء الخمسة الأصليين والخمسة الأبدال في الشؤون العسكرية والمالية والثقافية والمدنيية ، وحملت الكتاب معي إلى الدار و قرأته من أوله إلى آخره في ثلاثة أسابيع مدة أجازتى وأمرني بإرجاع الكتاب بعد المطالعة ، وعند قراءتي للكتاب دهشتُ لما حواه من الرد ودقة المناقشات وكأنها واقعية فكانت مطابقة الأجوبة – حسب معلوماتي – أكثر من سبعين بالمائة وإن كان السكرتير سبق وأن قال لي أن الأجوبة الصائبة من التمثيلية زهاء سبعين بالمائة . وقد ازددت وثوقا بمقدرة حكومتي وعلمت يقينا أن الإمبراطورية العثمانية مشرفة على الزوال في أقل من قرن حسب ما قدره الكتاب
قال السكرتير لي : وهناك غرف أخرى فيها نظير هذه التمثيلية بالنسبة لسائر البلاد التي هى مستعمرة بأيدينا ، أو ما تقصد الحكومة إستعمارها فيما بعد . قلت للسكرتير : من أين تحصلون على هؤلاء الأبدال بهذه الدقة والمقدرة ؟
قال : إن عملاءنا في كافة البلاد يزودوننا بكافة المعلومات بصورة مستمرة وهؤلاء الأبدال أخصائيون في هذه الناحية ، ومن الطبيعى أنك إذا حصلت على معلومات كافية خاصة كما يعلمها ( فلان ) يكون نوع تفكيرك وإستنتاجاتك مثل تفكيره وإستنتاجاته ، إذ تكون حينذاك نسخة طبق الأصل منه ، وهذا هو السر الأول الذي أمرني الوزير إيقافك عليه . وأما السر الثاني فسوف أطلعك عليه بعد شهر حيث أتممت هذا الكتاب . ويقصد الكتاب ذا الألف صفحة الذي تقدمت الإشارة إليه
لقد طالعت الكتاب بدقة وإمعان من الجلد إلى الجلد ، وظهرت لي آفاق جديدة من المعرفة بأوضاع المحمديين كما ظهرت لي كيفية تفكيرهم ، وأنهم كيف متأخرون وأن نقاط الضعف فيهم ماهي ، كما ظهرت لي نقاط القوة في المسلمين وأنه كيف يلزم العمل لهدمها و تبديلها بنقاط الضعف
فمن نقاط الضعف فيهم : الاختلاف بين السنة والشيعة ، والاختلاف بين الحكام والشعوب ، والاختلاف بين حكومتي ( الأتراك والفرس ) والاختلاف بين العشائر ، والاختلاف بين العلماء والحكومة
ومن نقاط الضعف فيهم : الجهل والأمية التي تكاد تستوعب كل المسلمين إلا نادرا
ومن نقاط الضعف فيهم : خمول الروح وذبول المعرفة وفقدان الوعي
ومن نقاط الضعف فيهم : ترك الدنيا كليا والتعلق بالآخرة والعمل لها وحدها
ومن نقاط الضعف فيهم : دكتاتورية الحكام والاستبداد الشامل
ومن نقاط الضعف فيهم : عدم أمن الطرق و إنقطاع المواصلات إلا بقدر قليل
ومن نقاط الضعف فيهم : تدهور الصحة العامة حتى أن الطاعون والوباء يجتاحان البلاد بصورة مستمرة تقريبا يجرفان عشرات الألوف في كل وجبة
ومن نقاط الضعف فيهم : خراب البلاد وانسداد الأنهر وقلة المزارع
ومن نقاط الضعف فيهم : الفوضى في كل شؤون الإدارة فلا نظام ولا مقاييس ولا موازين ولا قوانين ، فأنهم وإن كانوا كثيري الاعتزاز بالقرآن إلا أن العمل بقوانينه يكاد يكون معدوما
ومن نقاط الضعف فيهم : تدهور الاقتصاد تدهورا مشينا فالفقر في كل مكان.
ومن نقاط الضعف فيهم : عدم وجود جيوش نظامية بمعنى الكلمة وعدم وجود السلاح الكافي ، ورداءة الموجود منه
ومن نقاط الضعف فيهم : إحتقار المرأة وهضم حقها
ومن نقاط الضعف فيهم : الوساخة والقذارة في الأسواق والشوارع والأجسام وفي كل مكان