|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 81994
|
الإنتساب : Apr 2015
|
المشاركات : 1,288
|
بمعدل : 0.36 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
الردّ على ما قاله السويدي في كتابه مؤتمر النجف عن آية المباهلة
بتاريخ : 12-05-2019 الساعة : 11:26 PM
السؤال: الردّ على ما قاله السويدي في كتابه مؤتمر النجف عن آية المباهلة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمّد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
أمّا بعد، خلال تصفّحي للنت وجدت موقعاً يردّ على مذهب آل البيت(سلام الله عليهم)، وشدتني مناظرة هناك بين عالم سُنّي وعلماء كثر من الشيعة في كتاب (مؤتمر النجف)، لذا أطلب منكم أن تجيبوا عنها وتقولوا رأيكم فيها، ومدى صحّتها أو صحّة ما استدلّ به هذا العالم السُنّي.
الجواب:
لا يسعنا لضيق الوقت الاجابة عن كلّ ما ورد في كتاب (مؤتمر النجف) وبحثه بحثاً تاريخياً وسياسياً، ولعلنا نوفّق مستقبلاً للردّ عليه بكتاب خاص.
لكنّنا اخترنا الردّ على مطلب من المطالب العلمية التي ذكرت في الكتاب وهو عن آية المباهلة.
وكان اشكال السويدي على تلك الآية متمثلاً:
أوّلاً: انها من المناقب لا الفضائل.
ثانياً: سبب الاخراج كونهم من عشيرته لا الأفضلية.
ثالثاً: ان المحبة لهم من الجبلة والطبيعة للإنسان وليست هي المحبة الاختيارية.
رابعاً: ان (انفسنا) لا تدلّ على الافضلية.
خامساً: لو دلت الآية على الخلافة لدلت على خلافة الحسن والحسين وفاطمة.
وللاجابة على ذلك نقول:
1ــ الذي فهمناه من تفريقك بين المنقبة والفضيلة هو كون الأولى خصوصية في الشخص لا توجد في غيره, ولكن لا تعد هذه الخصوصية فضيلة.
فنقول: كيف فهم غيرك كونها فضيلة كما قال ذلك الفضل بن روزبهان وابن تيمية؟ هذا أوّلاً.
وثانياً: لو لم تكن هناك فوائد من اخراجهم فلا معنى لأخراجهم وان طلب التأمين منهم دليل على احتياجه لهم ومشاركتهم له في هذا الأمر العظيم.
وثالثاً: لو سلمنا انها خصوصية بمعنى ان عليّ(عليه السلام) كان من اقاربه وان عادة المباهلة اخراج الاقارب، نقول مع ذلك: هناك افضلية له هي كونه أفضل أقاربه لأنّ اخراجه مع الحسن والحسين وفاطمة دون غيرهم دليل على أفضلية هؤلاء على أقاربه، وكفى بها فضيلة.
2ــ لو كان الدافع للاخراج هو القرابة فلم لم يخرج رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) من هو أقرب من ابن عمه بالنسب وهو عمه العباس. ويجيب ابن تيمية عن هذا بقوله: انه لم يكن العباس في تلك المرتبة لان يحضر مثل هذه قضية فلذا يستدلّ ابن تيمية بقوله فلذا يكون لعليّ في هذه القضية نوع فضيلة.
3ــ يكفي لإثبات المحبة لعليّ(عليه السلام) قوله تعالى: ((سَيَجْعَل لَهم الرَّحْمَن ودّاً)) (مريم:96), حيث انها نزلت في عليّ(عليه السلام). فعن ابن الحنفية في قوله تعالى ذاك قال: لا يبقى مؤمن الا وفي قلبه ود لعليّ وأهل بيته. أخرجه الحافظ السلفي. (انظر ذخائر العقبى ص89، مجمع الزوائد ج9 ص125 المعجم الكبير ج12 ص96). ولا يسعك رد محبة النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لعليّ(عليه السلام) إلاّ ان تقول انه ليس من المؤمنين وكيف لا يكون عليّاً(عليه السلام) محبوباً عنده وهو أحبّ الخلق إلى الله تعالى حيث قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (اللّهمّ ادخل عليّ أحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير فدخل علي). (انظر مجمع الزوائد ج9 ص126). ويكفي لأفضلية عليّ(عليه السلام) انه أحبّ من أبي بكر إلى رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) باعتراف عائشة (انظر مجمع الزوائد ج9 ص127)، ولما اعطى رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) الراية يوم خيبر قال قبلها: (لأعطين الراية غدا رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله)... وهذا صريح في محبته له.
4ــ الآية تدلّ على أنّ عليّ(عليه السلام) نفس رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقد إحتج عليّ(عليه السلام) على أصحاب الشورى انه هل فيكم من جعله رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) نفسه؟ فقالوا اللّهمّ َّ لا. (انظر تاريخ دمشق ج3 ص9). فعليّ(عليه السلام) نفس رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقد سماه رسول الله كذلك في حديث الحوض (انظر المستدرك: 2/ 131)، ولا معنى لأنّ يكون هو ورسول الله المراد بأنفسنا لان لا معنى لدعوة الرسول لنفسه فلا بدّ ان يكون المدعو بأنفسنا غيره، ولا يمكن حمل معنى كون علي نفس رسول الله على المعنى الحقّيقي فلا بدّ إذن من حمله على أقرب المجازات وهو كونه مساوياً لرسول الله في جميع الخصوصيات إلاّ النبوّة ومن خصوصياته أنّه أفضل المخلوقات فعليّ(عليه السلام) كذلك والعقل يحكم بقبح تقدّم المفضول على الفاضل فلا بدّ إذن أن يكون مقدماً على غيره في التصدي للخلافة.
ولو قيل: ان الدعوة كان لنفس رسول الله على نحو المجاز. قلنا: أن هذا المجاز مع مجاز استعمال الاثنين وارادة منه الحجج يجعل كثرة في المجازات وتقليل المجاز أولى من تكثيره.
5ــ لم تثبت الخلافة أو الإمامة من كلّ آية المباهلة بل من قوله تعالى: (وانفسنا) هذا اولاً.
وثانياً: لا مانع من ثبوت الإمامة للبقية وهذا ما نقوله فعلا, فنقول بإمامة الحسين بعد الحسن والحسن بعد علي, أما عدم ثبوت الإمامة لفاطمة فلدليل خاص بها ويبقى لها مقام سام كونها فضلت بهذه الآية.
وثالثاً: نحن لا نقول بأنّ كلّ من ثبتت له فضيلة يكون إماماً، بل نقول لا بدّ من ان يكون الإمام هو الأفضل فإذا ثبتت الفضيلة لهؤلاء الأربعة فلا بدّ أن يكون الإمام افضلهم.
|
|
|
|
|