العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي

المنتدى العقائدي المنتدى مخصص للحوارات العقائدية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

خادم الشيعة
عضو برونزي
رقم العضوية : 21699
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 1,114
بمعدل : 0.19 يوميا

خادم الشيعة غير متصل

 عرض البوم صور خادم الشيعة

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى العقائدي
Icon1 عصمة الأنبياء والمرسلين
قديم بتاريخ : 29-12-2024 الساعة : 03:12 PM


هذه مقالة حول عصمة الأنبياءعليها السلام.

لمفهوم العصمة وعصمة أئمة الشيعة طالع العصمة و عصمة الأئمة.

عصمة الأنبياء، بمعنى أنّ الله تعالى عصم أو منع أنبياءه من الخطأ والمعصية، والعصمة بمعنى: صيانة النفس من الذنب ومن أي قبيح، وصونهم عن الخطأ في تلقّي الوحي وتحمله وأدائه. وهي من الثوابت التي تشترك فيها جميع الشرائع السماوية. وبالطبع تختلف الآراء حول ماهية العصمة ومراتبها.

اتفق علماء المسلمين على أن الأنبياء جميعهم معصومون عن الشرك والكفر، ولا يرتكبون الخطأ والمعصية في تلقّي الوحي وتحمّله وأدائه، واختلفوا في عصمتهم عن الخطايا في شؤونهم اليومية.

لم يتم التصريح بعصمة الأنبياء في القرآن الكريم، لكنّ المفسرين بحثوا موضوع العصمة في بعض الآيات القرآنية كآية 36 من سورة البقرة والتي تقصّ لنا كيفية خروج آدم وحواء من الجنة. فالمتكلّمون المسلمون أقاموا أدلّة عقلية في إثبات عصمة الأنبياء. واستندوا على ذلك بآيات قرآنية منها الآية 7 من سورة الحشر.

والمنكرون لعصمة الأنبياء استندوا على جملة من الآيات التي تنفي عصمة الجميع أو البعض منهم. وفي جوابهم قالوا إنّ الآيات التي استندتم إليها من المتشابهات ويجب عرضها على الآيات المحكمات لأنها بحاجة إلى التأويل والتفسير.

والآيات التي لا تتوافق مع العصمة، تُحمل على أنها من باب ترك الأولى وهذا يختلف عن المعنى المتعارف للخطأ والخطيئة.

المفهوم
المقالة الرئيسة: العصمة
عصمة الأنبياء أي العفّة وصيانة النفس من الذنب ومن أي قبيح، [١] وصونهم عن الخطأ في تلقّي الوحي وتحمله وأدائه.[٢]

وقالوا بأنّ العصمة هي ميزة باطنية لدى الأنبياء تجعلهم يميّزون الصحيح عن غير الصحيح.[٣] وقد عبّر عن مفهوم العصمة للأنبياء في الثقافة الإسلامية بتعابير مختلفة منها التنزيه،[ملاحظة ١]التوفيق والصدق والأمانة.[٤]

الأهمية والمكانة
إنّ عصمة الأنبياء في تلقّي الوحي تُعتبر من الثوابت التي يشترك فيها جميع الشرائع السماوية؛[٥] إلاّ أنّ هناك اختلاف في الرأي حول ماهية العصمة؟ وما مراتبها عند علماء الدين في الشرائع المختلفة؟ بل هناك اختلاف في الآراء عند متكلمي المسلمين أيضاً.[٦]

يعتقد البعض أنّ في بداية ظهور الإسلام أخذ مفهوم عصمة الأنبياء بالانتشار. فمن باب المثال روي أنّ الخليفة الأول نعت النبي الأكرم (ص) وهو في معرض إجلاله له (ص)، بالمعصوم.[٧] وكذلك روي عن الإمام علي عليه السلام عندما كان يتحدث عن مراتب الأنبياء عند الله، استخدم في حديثه مفردة العصمة.[٨]

بالرغم من ذلك يعتقد بعض المفكرين أنّ استخدام مصطلح العصمة شأنه شأن سائر المصطلحات الكلامية التي أخذت بالرّواج بعد نشوء علم الكلام وبالتزامن مع إمامة الإمام الصادق عليه السلام.[٩]

لم يرد موضوع عصمة الأنبياء في القرآن الكريم صراحة؛[١٠] ولكنّ المفسّرین تطرّقوا إلى موضوع العصمة بمناسبة بعض آيات القرآن، كآية 36 من سورة البقرة،[١١] وآية 23 من سورة الأعراف وآية 121 من سورة طه، فيما لها علاقة بقصة آدم وحواء ولقائهما بإبليس، وآية 33 من سورة آل عمران التي تُنبأ عن اصطفاء بعض الأنبياء لدى الباري عزّ وجل، وكذلك الآيات 3 وحتى 5 من سورة النجم التي تتحدث عن تلقي النبي (ص) للوحي كما هو، دون نقصان وزيادة، وأنّ كلامه لا يصدر بدافع الهوى ولا عن ميوله الشخصية.[١٢]

منشأ العصمة
المقالة الرئيسة: العصمة
هناك آراء متباينة حول منشأ العصمة، فمنها: ما ذهب إليه الشيخ المفيد والسيد المرتضى في أنّ منشأ العصمة لدى الأنبياء والرسل هو اللطف الإلهي بحقهم.[١٣]

وقد جارى السيد المرتضى رأي الشيخ الطوسي وابن ميثم البحراني في منشأ العصمة عند الأنبياء بأنّها تنبعث من ملكة باطنية، أي ميزة يختص بها الأنبياء لاجتناب المعاصي مع التمكن منها، حيث لا ترتفع قدرة العمل بالمعصية، وبالرغم من القدرة على المعصية فإنّهم لا يرتكبون المعاصي أبداً. [١٤]

وذهب العلامة الطباطبائي إلى أنّ نشأة العصمة لدى الأنبياء هو علمهم الرّاسخ في وجوب الطاعة والبُعد عن المعصية الذي لا يزول عنهم أبداً، وهو ما لم يكن قابلاً للتحصيل هذا أولاً، وثانياً لا يقع صريع الشهوات. [١٥]

وذهب الملّا صدرا إلى أنّ العصمة لدى الأنبياء موهبة إلاهية، يختص بها الله بعض عباده المخلَصين في مواجهة القوى الشيطانية لا سيما الوهمية، بما عصم الله عباده المخلصين الذين أيّدهم بالعقل القويم والهداية إلى الصراط المستقيم. [١٦]

امتداد العصمة
يمكن تصوّر عصمة الأنبياء في مراحل ومراتب، منها: العصمة من الشرك والكفر، الصّون من الزلل والخطأ في تلقّي الوحي وإبلاغه، والصّون من ارتكاب الذنوب الكبيرة والصغيرة وكذلك ارتكاب الأخطاء في القضايا العادية الشخصية.

اتّفق علماء المسلمين في خصوص المرتبة الأولى والثانية. وهم على قناعة بأنّ الأنبياء جميعهم، لا يعتريهم الشرك والكفر أبداً، كان ذلك قبل نبوتهم أو بعدها. [١٧]

كما اتّفق المتكلّمون الشيعة والسنة على أنّ الأنبياء مصونون من التقول والافتراء في تلقّيهم الوحي، ووَعْيه، وإبلاغه إلى الناس، [١٨] ولا يصدر عنهم شيئاً من ذلك بسهو أو خطأ. [١٩] وكان القاضي عبد الجبار زعيم المعتزلة من معاصري القرن الخامس الهجري، يرى جواز الكذب سهواً في تبليغ الرسالة الإلهية. [٢٠]

واتّفق آراء المتكلمون الشيعة بخصوص المرتبة الثالثة؛ [٢١] ويذهبون إلى أنّ الأنبياء ينئون على أنفسهم باقتراف الكبائر والصغائر من الذنوب. [٢٢] وأما إذا كان من الذنوب الصغيرة حيث لا يستخف بها فاعله فجائز وقوعه منهم وذلك قبل النبوة وعلى غير تعمّد وممتنع منهم بعدها. [٢٣]

أما المرتبة الرابعة، فقد أقرّ معظم علماء الشيعة بعصمة الأنبياء عن الخطأ في الأحداث العادية، واعتقدوا بأن الأنبياء مصونون عن الخطأ في القول والفعل في أمورهم الفردية والاجتماعية الشخصية؛ [٢٤] لكن اختلف البعض منهم كالشيخ الكليني والشيخ الصدوق وشيخه ابن الوليد مع هذا الرأي.

واستند الشيخ الصدوق برواية ذي الشمالين، [٢٥] وبناء عليها ذهب إلى جواز سهو النبي (ص)، واعتبر أنّ من ادّعى عصمة الأنبياء عن السّهو والإسهاء، فهو من الغلاة والمفوضة. [٢٦]

وكذا العلامة الطباطبائي كان يعتقد بأن الأمور التي هي خارجة عما ترتبط بالوحي أو فيما لها علاقة بهداية الناس، لا تنطوي تحت مظلة العصمة. ويردف قائلاً أنّ باستثناء النبي الأكرم (ص) الذي فضّله الله على سائر الأنبياء والمرسلين، فهناك آيات في القرآن تدلّ على أن الأنبياء قد وقعوا في السهو والنسيان في شؤونهم الحياتية، فمنها:

نسيان النبي آدم عليه السلام لعهده، وطلب النبي نوح عليه السلام من الله لنجاة ابنه العاصي من الغرق، وترك النبي يونس عليه السلام قومه غاضباً عليهم، وعتاب موسى عليه السلام أخيه هارون عليه السلام بعد اتّخاذ بني اسرائيل العجل ءالهة لهم. [٢٧]

هل تتعارض العصمة مع اختيار الأنبياء؟
ذهب جماعة من العلماء أنه لا يمكن الجمع بين العصمة والاختيار. وعلى هذا الأساس أنكر البعض منهم عصمة الأنبياء والبعض الآخر استنتج جبريّتها لهم. [٢٨]

واستدل البعض القائل بنظرية الجبر بأنّ الذنوب والأخطاء ملازمة لجنس البشر، وكلما سعى للاجتناب عنها، وقع فيها لا محالة. إذن عندما يصل إنسان إلى مرتبة العصمة، فهو خاضع لعوامل خارجة عن إرادته. وهذه الطائفة أقامت دلائل من القرآن لجبرية عصمة الأنبياء. [٢٩]

من جملة الآيات التي استشهد بها، الآية 46 من سورة ص عبارة "أخلصناهم" (جعلناهم خالصين)، والتي استخدمت في خصوص الأنبياء. وكذلك آية التطهير، التي تدلّ على تطهير الله عزّ وجل لبعض أفراد الناس من الدنس والذنوب. [٣٠]

في مقابل هذا الرأي، يعتقد العلامة الطباطبائي أنّ الله وهب للأنبياء علم يدركون به بواطن الذنوب. فإدراكهم لقبح الذنوب، جعلهم يبتعدون عنها لا لإنّهم مُجْبَرون على الترك. فشبّه العلامة علم الأنبياء لبواطن الذنوب، بعلم الأنسان بوجود السمّ المدسوس في الطعام، فيجتنب أكله ولا يصل إليه. [٣١]

وأورد الشيخ جعفر السبحاني أنّ مقام العصمة هبة من الله تعالى إلى المعصومعليه السلام وتؤكّد بعض الآيات في هذا الجانب على أنّها موهبة إلاهية؛ لكنّ مقدمات الحصول على مرتبة العصمة، تتحقق بمحاربة الرغبات النفسية وكبح جماحها. وبناء على هذا يمكن الجمع بين مقام العصمة واختيار المعصوم عليه السلام. [٣٢]

دلائل العصمة
يمكن تقسيم دلائل عصمة الأنبياء إلى قسمين؛ قسم عقلي وآخر نقلي:

الدليل العقلي
إنّ أهم دليل عقلي قائم على ضرورة العصمة للأنبياء والرّسل هو عدم زعزعة ثقة الناس بهم. [٣٣] وبناء على هذا الدليل الذي أطلقوا عليه بـ "دليل الثقة"، [٣٤] إذا تضارب عمل الأنبياء مع ما يقولونه للناس، فلن يرضى الناس لزعامتهم. [٣٥]

وأمّا الدليل العقلي الآخر، هو نقض الغرض من رسالة الأنبياء. فبما أنّ طاعة الأنبياء واجبة على الناس، فإذا ارتكبوا ذنباً أو خطأً، فهلّا يبقى وجوب الطاعة على حاله أو لا؟ فإذا تَأسّى الناس بهم فذلك نقضاً للغرض؛ لأن الهدف من بعث الأنبياء هو هداية الناس إلى الصراط القويم، وإذا ما لم يتم اتباعهم فإنّ عدم متابعة الناس لهم يستلزم التقليل والاستخفاف من شأن الرسالة الإلهية. [٣٦]

الدليل النقلي
هناك العديد من الآيات القرآنيّة وكذا الروايات دالة على عصمة الأنبياء عليهم السلام.

وبناءً على قول المفسّرين، إنّ جملة من الآيات دلّت على عصمة الأنبياء. وذكر العلامة الطباطبائي عدداً منها كالآيات 64، و69، و165 من سورة النساء، والآية 90 من سورة الأنعام والآية 17 من سورة الكهف. [٣٧]

وورد في الآية 17 من سورة الكهف: "مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ". فعلى رأي العلامة الطباطبائي، أنّ الآية تشير إلى نفي كل ضلالة عن الذين تم هدايتهم، وبما أنّ اقتراف أيّ خطأ وذنب هو نوع من أنواع الضلالة، فيدلّ ذلك على أنّ الأنبياء لا يرتكبون خطأ ولايقترفون ذنباً. [٣٨]

وأكّدت جملة من الروايات على عصمة الأنبياء. [٣٩] منها رواية الإمام الباقرعليه السلام التي ورد فيها: " .. إنّ الأنبياء لا يذنبون لأنّهم معصومون مطهرون، لا يذنبون ولا يزيغون ولا يرتكبون ذنبا، صغيراً ولا كبيراً." [٤٠]

إشكالات والجواب عنها
استند المخالفون على بعض الآيات والروايات، لنفي العصمة عن الأنبياء والرّسل.

اليأس وإساءة الظن بالوعد الإلهي
منكروا عصمة الأنبياء، استشهدوا بالآية "حَتَّیٰ إِذَا اسْتَیأَسَ الرُّ‌سُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ کُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُ‌نَا فَنُجِّی مَن نَّشَاءُ...؛" التي دلّت على نصر الأنبياء من الله تعالى بعد اليأس وفقدان الأمل. [٤١]

واستدلّوا على إنكار العصمة بعد اليأس والارتياب الذي قد ينتاب الأنبياء بالوعد الإلهي كما ورد في الآية؛ وذلك لجملة "وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ کُذِبُوا" فالأنبياء ظنّوا على أن الله وعدهم كذباً بالنصر. [٤٢]

في الرّد على هذه الشبهة، يقول العلامة الطباطبائي أنّ الضمير في "وظنّوا" يعود للناس وليس على الأنبياء.

ففي هذه الحالة معنى الآية تكون كالآتي: "إنّ دعوات الرّسل لم تلقَ الاستجابة من الناس، ثم أنذروا الناس بعذاب الله فلم ينتهوا، حتى إذا استيئس الرّسل من إيمان أولئك الناس، وظنّ الناس أن الرّسل قد كُذِبوا أي أخبروا بالعذاب كذبا، جاء نصرنا ..." [٤٣][ملاحظة ٢] أرجع الشيخ السبحاني جميع الضمائر في الآية إلى الرّسل، ورأى أنّ الذي ظنّ بأنّ الله قد كذّب عليه ليس هم الرّسل؛ بل كان الظرف السائد المسيطر على الأنبياء والرّسل بشكل، حيث إنّ الطرف الآخر وهم الناس كان لهم هذا الاعتقاد عن الأنبياء. [٤٤]

الإلقاءات الشيطانية على الأنبياء والرّسل
إنّ ظاهر الآية "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ...؛ تدلّ على أن جميع الأنبياء والرّسل كلما كان يتلون على الناس شيئا مما أنزله الله عليهم كان الشيطان يلقي (الشبهات) عليهم. فكان الله يمحو ما ألقى الشيطان على رُسله ..." [٤٥]

وهذه الآية أيضاً مما استدل بها المنكرون لعصمة الرّسل والأنبياء، وعدم الوثوق بهم؛ [٤٦]

وطبقاً لما ورد في الآية أنّ الشيطان له مداخلات في فكر ولسان الرّسل وما يتمنونه؛ ولكنّ الله كان يمحو ويزيل ما يلقي الشيطان. [٤٧]

وأسطورة الغرانيق تعتبر إحدى مؤيدات هذه النظرية. [٤٨]

وهذا النوع من التفسير هو مناقض لكثير من النصوص القرآنية [٤٩] التي تؤكّد على أن الشيطان ليس له طريق في إرادة وقرار عباد الله وبالطبع إنّ أوضح مصاديق عباد الله هم الرّسل والأنبياء. [٥٠]

والبعض فسّر مداخلات الشيطان بوسوسة الناس وتمرّدهم ومخالفتهم لحاملي الرسالة الإلهية، الذي بدوره يمنع المرسلين من تحقق ما يتمنوه ويحبطون ما يخططون من أجله (وهو انتشار الشريعة الإلهية وهداية الناس). [٥١]

وعرّفوا محو الآثار الشيطانية من مداخلاته بالنصرة الإلهية. [٥٢]

جميع البشر مخطئون حتى المرسلين
قيل إنّ في الآية، "وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ ...؛ إذا أراد الله أن يؤاخذ الناس على كل ظلم صدر عنهم، لما أبقى على وجه الأرض ما يمشي عليها. [٥٣]

نسب الظلم إلى جميع البشر والمراد هنا من الظلم، المعصية؛ فإذن الآية دالة على أنّ جميع البشر ومن ضمنهم الأنبياء والرّسل هم مخطئون. [٥٤]

الفخر الرزاي ردّ على هذا الكلام، وقال مستنداً على آيات منها الآية 32 من سورة فاطر، ليس كل البشر ظالمين؛ بل المقصود من كلمة "الناس" هنا الظالمون الذين يستحقون العذاب أو المشركون الذين تم التحدّث عنهم سابقاً في الآيات المتقدمة. [٥٥]

ويرى العلامة الطباطبائي، إنّ المراد من الظلم في الآية أعم من المعصية، ويراد منه الترك الأولى والذي يمكن أن يصدر عن الرّسل والأنبياء. [٥٦]

الآيات التي لا تتلائم مع عصمة بعض الأنبياء
إنّ ظاهر عددٍ من آيات القرآن لا يتلائم مع عصمة البعض من الأنبياء، كالنبي آدم عليه السلام،[٥٧] ونوح عليه السلام،[٥٨] وإبراهيم عليه السلام، [٥٩] وموسى عليه السلام، [٦٠] ويوسف عليه السلام، [٦١] ويونس عليه السلام، [٦٢] والنبي محمد (ص)، [٦٣] [٦٤]

وقد أشار الشيخ السبحاني للآيات سالفة الذكر باعتبارها أنها أهم الشبهات والذرائع التي تشبّث بها منكروا عصمة الأنبياء. [٦٥] وكذلك استند أحمد أمين المصري على الآيات المتقدمة، [٦٦] واعتبر أنّ عصمة الرّسل والأنبياء عن الذنوب الكبيرة والصغيرة قبل نبوتهم وبعدها، هو نوع من أنواع الغلو ومخالف صريح للنصّ القرآني. [٦٧]

الردود العامة
مفسروا القرآن الكريم أخضعوا جميع الآيات القرآنية التي تنفي العصمة للبحث والمناقشة، وردّوا على الشبهات الواردة بشأنها؛ [٦٨] وقد وردت أجوبة كلية في هذا المجال:

الآيات الواردة في عصمة الأنبياء هي من محكمات القرآن والآيات النافية من المتشابهات، وينبغي إرجاعها إلى محكمات الآيات لتخضع للتفسير وبيان المعنى.[٦٩]
إذا وجد دليل بخلاف مقتضى الأدلة القطعية القائمة، فإمّا أن نَدَعه ونُهمِله، وإمّا أن يخضع للتأويل؛ وعلى هذا فإنّ الآيات التي لا تتضارب في الظاهر مع عصمة الأنبياء، يلزم تأويلها.[٧٠]
إذا أخذنا بنظر الاعتبار جواز ترك الأولى للأنبياء، فيمكن أن نحمل جميع الآيات التي لا تتوافق مع عصمة الأنبياء والرّسل، على أنها ترك الأولى؛ لكن إذا لم نقل بجواز ترك الأولى لهم عليه السلام، فنقول أنّ تلك القضايا قد كمنت في نفسها مصلحة، لا ندركها نحن، كقصة النبي موسى عليه السلام والنبي خضر عليه السلام.[٧١]
وأشارت بعض الروايات إلى الآيات التي تُوهِم بنفي العصمة وردّت عليها؛ [٧٢] منها رواية عن الإمام الرضا عليه السلام عندما كان في مجلس المأمون، وقد حضره علماء دين من شتى الفرق والمذاهب، فسأل شخص اسمه علي بن جهم الإمام عليه السلام، هل أنّكم تعتقدون بعصمة الأنبياء؟ أجاب الإمام عليه السلام: نعم. ثم سأل ابن جهم عن تفسير الآيات 121 من سورة طه، و87 من سورة الأنبياء، والآية 24 من سورة يوسف. في وقتها نهى الإمام الرضا عليه السلام أن يُوصف الأنبياء بصفات شنيعة تقل من مكانتهم وأن يُفسّر القرآن بالرأي، وبدأ بتفسير كل من الآيات التي سأل عنها ابن جهم.[٧٣]

الدراسات
لقد ورد في أكثر الكتب الكلامية النقاش والبحث حول عصمة الأنبياء، [٧٤] إضافة إلى أنّ كتباً تألّفت في هذا المجال، منها:

كتاب تنزيه الأنبياء، تأليف السيد المرتضى (355-436 هـ)، الفقيه والمتكلّم الذي عاش في القرن الرابع والخامس، وناقش فيه عصمة الأنبياء والأئمةعليه السلام كما ردّ في كتابه على الشبهات والآيات والروايات التي لا تتوافق في الظاهر مع عصمة الأنبياء.[٧٥]وترجم الكتاب إلى اللغة الفارسية أيضاً.
كتاب عصمة الأنبياء، من مؤلفات فخر الدين الرازي (متوفى 606 هـ)، الفقيه والمتكلم والمفسّر السنّي. كان الرازي في صدد الدفاع عن قداسة الأنبياء والرّسل وردّ الشبهات والتهم الموجهة لهم،[٧٦] وبعد أن ذكر فيه جميع النظريات في عصمة الأنبياء وعرض جميع أدّلة العصمة،[٧٧] ناقش شبهات المخالفين وجعلها في بوتقة النقد والتحليل.[٧٨] ثم طرح الشبهات الواردة على الأنبياء، كـ آدم ونوح وإبراهيم وموسى وداود وسليمان والنبي محمد (ص) بجميع فصولها تحت المراجعة النقدية.[٧٩]
كتاب تنزيه الأنبياء عن ما نسب إليهم حثالة الأغبياء، كتبه علي بن أحمد المعروف بابن خمير (المتوفى 640 هـ) من علماء القرن السادس والسابع الهجري. كما أنّ المؤلف حرّر هذا الكتاب في الرّد على الشبهات الواردة في عصمة الأنبياء،[٨٠] وناقش الشبهات الواردة حول بعض الأنبياء عليه السلام، كـ آدم وداود وسليمان وموسى ويونس والنبي محمد (ص)، وجعلها تحت النقد والتحليل.[٨١]
ومن المؤلفات التي تميّزت في هذا المجال كالتالي: كتاب "عصمة الأنبياء في القرآن الكريم" للشيخ جعفر سبحاني، وكتاب "عصمة الأنبياء والرّسل" للسيد مرتضى العسكري، وكتاب "عصمة الأنبياء في القرآن؛ مدخل إلى النبوة العامة" للسيد كمال الحيدري، وكتاب "عصمة الأنبياء عليهم السلام" لزين العابدين عبد علي طاهر الكعبي، وكتاب "عصمة الأنبياء بين اليهود والمسيحية والإسلام" لكاتبه محمود ماضي، وكتاب "مراجعات في عصمة الأنبياء من منظور قرآني" لعبد السلام زين العابدين.

توقيع : خادم الشيعة
ليس كل من يطلب العدل فهو عادل

متى يأتي العدل كله على ظلم كله
من مواضيع : خادم الشيعة 0 المعرفة
0 الادارة
0 المصاهرة
0 المأساة
0 استفتاءات حول التقليد

الصورة الرمزية صدى المهدي
صدى المهدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 82198
الإنتساب : Aug 2015
المشاركات : 1,262
بمعدل : 0.36 يوميا

صدى المهدي غير متصل

 عرض البوم صور صدى المهدي

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : خادم الشيعة المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 29-12-2024 الساعة : 07:45 PM


احسنتم ويبارك الله بكم
شكرا لكم كثيرا
مأجورين



من مواضيع : صدى المهدي 0 الإستفتاءات … أسئلة بشأن الحضانة
0 حقوق المرأة عند الإمام زين العابدين
0 كربلاء: ميلاد الوجع وميلاد الرسالة
0 ما هي صفات اليماني العامة والخاصة؟
0 في ذكرى مولده: الامام زين العابدين يؤسس لصدقة السرّ

خادم الشيعة
عضو برونزي
رقم العضوية : 21699
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 1,114
بمعدل : 0.19 يوميا

خادم الشيعة غير متصل

 عرض البوم صور خادم الشيعة

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : خادم الشيعة المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 29-12-2024 الساعة : 10:43 PM


شكرا صدى المهدي على المشاركة تحياتي

توقيع : خادم الشيعة
ليس كل من يطلب العدل فهو عادل

متى يأتي العدل كله على ظلم كله
من مواضيع : خادم الشيعة 0 المعرفة
0 الادارة
0 المصاهرة
0 المأساة
0 استفتاءات حول التقليد
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 02:46 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية