المحقق السني د. الزعبي يفند الادعاء القائل بفضل يزيد استنادآ إلى كونه أميرآ على جيش غزا القسطنطينية
بتاريخ : يوم أمس الساعة : 12:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الشيخ السني د. المحقق محمد الزعبي (عضو المجلس المركزي لتجمع العلماء المسلمين وخطيب مسجد الخلفاء الراشدين بطرابلس)، يدحض بالأدلة شبهة متكررة تحاول نسبة الفضل ليزيد -لعنه الله- بادعاء أنه مغفور له ؛لأنه ترأس الجيش الذي غزا القسطنطينية!.
أورد الشيخ المحقق الزعبي في بحثه ما يلي:"
فضائل يزيد الزائفة (القسم الأول)
حاول بعض الشذاذ أن ينسبوا إلى يزيد فضيلة مما نسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من ثناء على أول جيش يغزو القسطنطينة، وكان فيه يزيد، وإذا سلمنا جدلاً بصحة الحديث، وتجاوزنا كل شبهات الوضع فيه، فإن يزيد لم يخرج مع ذلك الجيش، بل بقي بدير مران مع امرأته أم كلثوم كما يروي ابن عساكر في تاريخ دمشق، ولم يكتفِ بذلك، بل إنه لما علم أن الطاعون أصاب الجيش أظهر الشماتة والفرح أنه لم يكن فيهم، ومما قاله:
أَهْوِنْ عليك بما تلقى جموعُهُمُ
بالفرقدونةِ من وَعْكٍ ومن مومِ
إذا اتكأْتُ على الأنماطِ مرتفعاً
بدير مرّانَ عندي أمُّ كلثومِ
قال المحدث الفقيه الإمام العيني في كتابه عمدة القاري شرح صحيح البخاري عن إسناد حديث "أول جيش يغزو القسطنطينية": «وفيه أن الإسناد كله شاميون وفيه أن عمير بن الأسود ليس له في البخاري إلا هذا الحديث»
_ وقال أيضاً: «وقيل سير معاوية جيشا كثيفا مع سفيان بن عوف إلى القسطنطينية فأوغلوا في بلاد الروم وكان في ذلك الجيش ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأبو أيوب الأنصاري وتوفي أبو أيوب في مدة الحصار قلت الأظهر أن هؤلاء السادات من الصحابة كانوا مع سفيان هذا ولم يكونوا مع يزيد بن معاوية لأنه لم يكن أهلا أن يكون هؤلاء السادات في خدمته».
ثم قال: «قلت أي منقبة كانت ليزيد وحاله مشهور فإن قلت: قال في حق هذا الجيش "مغفور لهم" قلت: لا يلزم من دخوله في ذلك العموم أن لا يخرج بدليل خاص إذ لا يختلف أهل العلم أن قوله "مغفور لهم" مشروط بأن يكونوا من أهل المغفرة حتى لو ارتد واحد ممن غزاها بعد ذلك لم يدخل في ذلك العموم، فدل على أن المراد مغفور لمن وجد شرط المغفرة فيه منهم»
_ وغزوة القسطنطينية الأولى لم يكن يزيد فيها:
في النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة:
وأما غزوة القسطنطينية التي وعدنا بذكرها فإنها كانت في سنة تسع وأربعين وكان مسلمة هذا حرض معاوية عليها فأرسل إليها معاوية جيشًا كثيفًا وأمر عليهم سفيان بن عوف وأمر ابنه يزيد بالغزاة معهم فتثاقل يزيد واعتذر فأمسك عنه أبوه. فأصاب الناس في غزاتهم. [فقال شعراً]:
ما إن أبالي بما لاقت جموعهم
بالغذقذونة من حمى ومن موم
إذا اتكأت على الأنماط مرتفقًا
بدير مران عندي أم كلثوم
(وأم كلثوم امرأته)
وذكره أيضاً ابن خلدون في تاريخه والحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق وابن الأثير في الكامل في التاريخ
وكذلك الزرقاني في شرحه على موطأ الإمام مالك ينقل عن ابن المنير وابن التين ويوافقهما بأن يزيد لا يدخل في الحديث "مغفور لهم"
----------------------
فضائل يزيد الزائفة (القسم الثاني)
قال المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير: (وأول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر) ملك الروم يعني القسطنطينية أو المراد مدينته التي كان بها يوم قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وهي حمص، وكانت دار مملكته إذ ذاك (مغفور لهم) لا يلزم منه كون يزيد بن معاوية مغفوراً له لكونه منهم، إذ الغفران مشروط بكون الإنسان من أهل المغفرة؛ ويزيد ليس كذلك لخروجه بدليل خاص، ويلزم من الجمود على العموم أن من ارتد ممن غزاها مغفور له، وقد أطلق جمع محققون حل لعن يزيد به.
قال العلامة القسطلاني في كتابه إرشاد الساري إلى شرح صحيح البخاري: «واستدلّ به المهلب على ثبوت خلافة يزيد وأنه من أهل الجنة لدخوله في عموم قوله مغفور لهم.
وأجيب: بأن هذا جارٍ على طريق الحمية لبني أمية ولا يلزم من دخوله في ذلك العموم أن لا يخرج بدليل خاص إذ لا خلاف أن قوله عليه الصلاة والسلام "مغفور لهم" مشروط بكونه من أهل المغفرة حتى لو ارتد واحد ممن غزاها بعد ذلك لم يدخل في ذلك العموم اتفاقًا قاله ابن المنير، وقد أطلق بعضهم فيما نقله المولى سعد الدين اللعن على يزيد لما أنه كفر حين أمر بقتل الحسين، واتفقوا على جواز اللعن على من قتله أو أمر به أو أجازه ورضي به، والحق أن رضا يزيد بقتل الحسين واستبشاره بذلك وإهانته أهل بيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مما تواتر معناه.
قال المحدث الفقيه سراج الدين بن الملقن الشافعي في شرحه على صحيح مسلم: «وقال ابن التين: قيل: فيه فضل يزيد؛ لأنه أول من غزاها، ولعل يزيد لم يحضر مع الجيش، وأراد الشارع من يغزو بنفسه أو أراد الجماعة فغلب، وإن كان فيهم واحد أو قليل غير مغفور لهم»
قال زين الدين زكريا بن محمد الأنصاري في كتابه منحة الباري بشرح صحيح البخاري: «منهم يزيد بن معاوية واستدل بذلك على ثبوت خلافته وأنه من أهل الجنة؛ لدخوله في عموم قوله (مغفور لهم) وأجيب: بأنه لا يلزم من دخوله فيه أن لا يخرج بدليل خاص، إذ لا خلاف أن قوله: مغفور لهم مشروط بكونه من أهل المغفرة، ويزيد ليس كذلك، حتى أطلق بعضهم جواز لعنه لأمره بقتل الحسين ورضاه به»" انتهى النقل
دمتم برعاية الله
كتبته الدكتورة : وهج الإيمان
التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان ; يوم أمس الساعة 12:17 PM.