الإسرائليين يصدقون السيد حسن نصر الله أكثر من قادتهم
بتاريخ : 13-01-2008 الساعة : 08:57 AM
سارع اهالي الجنود الصهاينة القتلى في حرب لبنان ووسائل الإعلام والمراقبون الاسرائيليون الى تأكيد صحة كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول حيـازة المقاومـة
لأشلاء جنود إسرائيليين بسبب ما سموه المصداقية التي يتمتع بها السيد نصرالله فيما اكتفت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بعدم نفي الأمر.
فقد احدث ما كشفه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلامه الاخير عن حيازة المقاومة لأشلاء جنود إسرائيليين قتلوا في حرب تموز بلبلة كبيرة في صفوف قادة العدو وبين أهالي الجنود القتلى .
المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لم تنف ما أعلنه السيد نصرالله عن وجود هذه اشلاء بحسب صحيفة هارتس التي أضافت ان اسرائيل لا تستبعد إمكانية ان يكون السيد نصرالله صادقاً في كلامه نظراً لحجم حرب تموز ومقتل عدد كبير من الجنود نتيجة إصابات قاسية بالعبوات الناسفة والصواريخ المضادة للدبابات، فانه من الممكن ان يكون بحوزة الحزب هذه الأشلاء فيما أكدت بعض عائلات الجنود الإسرائيليين القتلى أنها دفنت جثث أبناءها غير كتملة.
ويقول في هذا الاطار امنون ابرموفيتش المحلل السياسي في تلفزيون العدو : "هذه محاولة لممارسة الضغط على الداخل الإسرائيلي وربما يأمل نصرالله تكرار المفاوضات كما حصل على أشلاء جثث جنود الكومندوس البحري في أنصارية".
ممثل الجناح الأكثر تطرفاً في الليكود موشيه فيغلن قال ان السيد نصر الله أكثر صدقاً من الزعماء الإسرائيليين وأنا لا أخشى من القول أن الجمهور الإسرائيلي عموماً أدرك خلال حرب تموز انه إذا كان هناك زعيم يمكن تصديقه في هذا الصراع فهو زعيم العدو نصرالله لا قادتنا .
ويقول الصحافي الصهيوني موتي كرشنباوم: "قد يفهم من كلامي انني متطرف لكن لا بد من التأكيد اننا شاهدنا حسن نصرالله صاحب الشخصية التي تعبر عن انسان متوازن بشكل غير عادي وعميق بفهمه وكبير في عقله وبإحاطته بالأمور والتطورات فهو إنسان منطقي وعقلاني ويمكن القول ايضاً انه ربما كان صادقاً".
هذا وعاد الجدل الإسرائيلي حول جدوى تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية الموسعة للسيد نصرالله حيث اعتبر البعض انه يسخر هذه الوسائل من حيث لا تدري لشن حرب نفسية أثبتت نجاعتها على الإسرائيليين.
وفي هذا الاطار يقول رون شيلفر، مؤلف كتاب الحرب النفسية: "لسنا عملاء لحزب الله لكننا نرقص وفقاً لنغمة نصرالله الذي يخدم خطابه هدفاً كبيراً وهو تجريد وكشف أعصاب دولة إسرائيل، وإضافة القشة التي تقسم ظهر البعير. فكل أجهزة استخباراتنا ووحداتنا ومكتب رئيس الحكومة يجلسون جميعاً ويدرسون خطاب نصرالله، حيث يتم إلغاء العطل وتتكون أطنان من العمل بسبب لقاء طويل أجراه نصرالله في المساء".
وسائل الاعلام الاسرائيلية سخرت من اتهامها بالعمالة لحزب الله من خلال نقلها لخطابات نصرالله وسألت هل لو لم ننقل كلام نصرالله لم يكن ليصل الى المكانة التي وصل إليها .
وفي الاطار عينه كتبت صحيفة الاخبار اللبنانية اليوم وتحت عنوان: "إسرائيل تصدق بعد تردد السيد نصر الله عن اشلاء جنودها" المقال ادناه:
بدا واضحاً أمس الجمعة أن "إسرائيل" تخشى من سطوة الصدقية التي تُقرّ بها للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فانتقلت، بعد تنكّر أولي لتصريحاته بشأن حيازة المقاومة لأشلاء جنود إسرائيليين، إلى «عدم استبعاد» صحّة ما قاله.
هل أخفت القيادة الإسرائيلية عن أهالي بعض الجنود الذين عادوا قتلى من عدوان تموز حقيقة كون جثثهم غير مكتملة، فدفنتها من دون إطلاعهم على وضعها؟ يمكن، في ضوء الأداء الإعلامي والرسمي الإسرائيلي الذي أعقب تصريحات السيد حسن نصر الله في هذا الشأن، الاطمئنان إلى صحة هذا الاستنتاج.
تصريحات أثارت ضجة إعلامية لافتة داخل الكيان العبري عكست مفاجأة الكثير من الأوساط فيها بما كشف عنه الإعلان. وكانت الصحف الإسرائيلية سباقة إلى التعبير عن واقع الحال الإسرائيلية حيال هذا الأمر، فصدرت صبيحة المقابلة التلفزيونية لنصر الله، بعنوان رئيس يقتبس كلامه، على حيازة الحزب لأشلاء الجنود، تلتها خلال النهار تصريحات مربكة لبعض المسؤولين الإسرائيليين ينفون فيها صحة ما قاله ويدعون إلى تجاهله.
بيد أن هذا الموقف شبه الرسمي تبدّل بين ليلة وضحاها، متخذاً من طريقة التسريب الصحافي المعروفة وسيلة لانقلابٍ احتوائي يبدو أنه سيكون تدريجيا تماشياً مع حساسية الموضوع لدى الإسرائيليين. فقد ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن الجهات الرسمية في "إسرائيل" «تتعامل بحذر مع تصريحات نصر الله، ولا تستبعد احتمال أن يكون ما قاله حقيقة».
وعلّلت الصحيفة هذا الاحتمال بـ«حجم القتال خلال حرب لبنان الثانية وحقيقة أن عدداً كبيراً من الجنود قتلوا جراء إصابات ناجمة عن انفجار عبوات ناسفة وقذائف مضادة للمدرعات، (ولذلك) فإن من الجائز أن يكون الحزب يحتجز فعلًا أشلاء جثث، على الرغم من أن الأمر لم يكن معروفاً لإسرائيل حتى اليوم». وأضافت «هآرتس»، من دون ذكر مصدر معلوماتها، أن "إسرائيل| لا تنوي إجراء مفاوضات خاصة مع حزب الله لاستعادة أشلاء الجثث.
ونقلت الصحيفة عن أرييلا غولدمان، والدة أحد الجنود القتلى في مواجهات عيتا الشعب، قولها تعقيباً على الموضوع «بالنسبة لي، عاد ابني كاملًا إلى القبر، إلا أن هذا لم يحدث لعدد كبير من العائلات الأخرى (التي قتل أبناؤها في الحرب) وشعور هذه العائلات مروع، وأنا أعرف أن الجيش الإسرائيلي بذل كل جهد ممكن لجمع أشلاء الجثث، وبعض العائلات عانت كثيراً بسبب عدم إحضار كل الجثث كاملة للقبر».
وفي ردّه على سؤال عن احتمال صحة ما قاله نصر الله، قال القائد في حزب الليكود، موشيه فايغلين، خلال مقابلة تلفزيونية، «بالتأكيد نعم. إنه صادق أكثر من زعاماتنا، وأنا لا أخشى من القول إن الجمهور (الإسرائيلي) بعمومه أدرك خلال الحرب أنه إذا كان هناك زعيم يمكن تصديقه في هذا الصراع فهو نصر الله زعيم العدو، لا قادتنا». أما الإعلامي الإسرائيلي البارز موطي كيرشنباوم، فقد علق خلال برنامجه الحواري اليومي على كلام نصر الله قائلاً «قد يفهم من كلامي أنني متطرف، لكن لا بد من التأكد من أننا شاهدنا حسن نصر الله صاحب الشخصية التي تنمّ عن إنسان متوازن بشكل غير عادي، إنسان عميق بفهمه وكبير بعقله وبإحاطته بالأمور والتطورات، إنسان منطقي وعقلاني نعم، ومن الطبيعي أننا لا نعرف كل الأمور، وعليه يمكن القول أيضاً إنه ربما كان على حق». وفي السياق، قال شمعون بيريز، خلال جولة في بلدة المجيدل القريبة من الناصرة، إن «الاتصالات لتحرير الجنديين المخطوفين (في لبنان) مستمرة ومتواصلة». وأضاف «يبدو أن الاتصالات عالقة بنظره (نصر الله) لأننا لا نوافق على ما يطلب».