ذكر أبو عبيد في كتاب الأموال أن أبا بكر قال قبيل وفاته: إني لا آسى على شيء من الدنيا إلاّ على ثلاث فعلتهن وددت أني تركتهن، وثلاث تركتهن وددت أني فعلتهن، وثلاث وددت أني سألت عنهن رسول الله:
____________
1- أنساب الاشراف 1: 141، العقد الفريد 3: 64.
2- صحيح البخاري 5: 45 باب مناقب الأنصار. منقبة سعد بن عبادة.
3- المصدر السابق 6: 151 باب حديث الافك.
وددت أني لم أكن كذا وكذا لخلة ذكرها لا أُريد ذكرها!(1).
ولكن المؤرخين ذكروا ذلك الشيء الذي فعله أبو بكر ثم ندم على فعله، حيث قال الطبري: قال أبو بكر(رضي الله عنه): أجل، إني لا آسى على شيء من الدنيا إلاّ على ثلاث فعلتهن وددت أني تركتهن، وثلاث تركتهن وددت أني فعلتهن، وثلاث وددت أني سألت عنهن رسول الله (صلى الله عليه وآله). فأما الثلاث اللاتي وددت أني تركتهن، فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء، وإن كانوا قد غلّقوه على الحرب...الخ(2)
وذكره أيضاً مجموعة من المؤرخين والحفّاظ(3).
وخلاصة الحادثة كما يرويها المؤرخون والمحدّثون، أن عمر بن الخطاب أتى منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين، فقال: والله لاُحرقن عليكم أو لتخرجن الى البيعة! فخرج عليه الزبير مصلتاً بالسيف، فعثر فسقط السيف من يده، فوثبوا عليه فأخذوه(4).
وأخرج ابن أبي الحديد أيضاً عن الجوهري بسنده، قال: قال أبو بكر: يا عمر، أين خالد بن الوليد؟ قال: هو هذا، فقال: انطلقا إليهما -يعني علياً والزبير- فأْتياني بهما، فانطلقا، فدخل عمر ووقف خالد على الباب من خارج، فقال عمر للزبير: ما هذا السيف؟ قال: أعددته لاُبايع علياً. قال: وكان في البيت ناس كثير، منهم المقداد بن الأسود وجمهور الهاشميين، فاخترط عمر السيف
____________
1- كتاب الأموال: 131.
2- تاريخ الطبري 3: 430 ذكر استخلافه عمر(رض) حوادث سنة 13 هـ.
3- تاريخ اليعقوبي 2: 115، الإمامة والسياسة 1: 36 وفيه: وليتني تركت بيت علي وإن كان اعلن علي الحرب، العقد الفريد 3: 69 استخلاف أبي بكر لعمر، شرح نهج البلاغة 2: 46 عن الكامل للمبرد، تاريخ الإسلام للذهبي: عهد الخلفاء الراشدين، صفحة 117 ترجمة أبو بكر الصدّيق، الكامل للمبرد 1: 5، المعجم للطبراني 1: 62 رقم 43، لسان الميزان 1: 388، كنز العمال 3: 135، منتخب كنز العمال 2: 171.
4- تاريخ الطبري 3: 202 حوادث سنة 11 هـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد عن الجوهري 6: 48.
فضرب به صخرة في البيت فكسره، ثم أخذ بيد الزبير، فأقامه ثم دفعه فأخرجه وقال: يا خالد، دونك هذا، فأمسكه خالد -وكان خارج البيت مع خالد جمع كثير من الناس، أرسلهم أبو بكر ردءاً لهما- ثم دخل عمر فقال لعلي: قم فبايع. فتلكأ واحتبس، فأخذ بيده وقال: قم. فأبى أن يقوم. فحمله ودفعه كما دفع الزبير، ثم أمسكهما خالد، وساقهما عمر ومن معه سوقاً عنيفاً، واجتمع الناس ينظرون، وامتلأت شوارع المدينة بالرجال، ورأت فاطمة ما صنع عمر، فصرخت وولولت، واجتمع معها نساء كثير من الهاشميات وغيرهن، فخرجت الى باب حجرتها ونادت: يا أبا بكر، ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله! والله لا اُكلم عمر حتّى ألقى الله.
قال: فلما بايع علي والزبير، وهدأت الفورة، مشى إليها أبو بكر بعد ذلك، فشفع لعمر، وطلب إليها فرضيت عنه(1).
وفي رواية ابن قتيبة، أن عمر جاء فناداهم وهم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لاُحرقنها على من فيها! فقيل له: يا أبا حفص، إن فيها فاطمة! فقال: وإن(2).
وأخرج ابن أبي شيبة عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله، كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله، فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب، خرج حتى دخل على فاطمة فقال: يا بنت رسول الله، والله ما أحد أحب إلينا من أبيك، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك، وأيم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر لأحرق الدار عليك.
____________
1- شرح نهج البلاغة 6: 48، وقد ثبت فيما سبق أن علياً لم يبايع طيلة مدة حياة فاطمة!
2- الإمامة والسياسة 1: 30.
لنجرد انفسنا من المذهبية ونقرأ انا وأنت ونتعامل مع القضية على انها قضية أنسانية
يا أحباب ابا بكر وعمرsmilies/01011.gif
هذا ما رواه خياركم وما تحدثت عنه كتبكم أوليست التي يريد الخليفة حرق دارها سيدة نساء العالمين اوليست روح النبي التي بين جنبيه أوليست بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله أوليست من آذاها فقدآذى رسول الله صلى الله عليه وآله أوليست بابها باب رسول الله وحجابها حجاب رسول الله صلى الله عليه وآله أوليست بنت نبينا صلوات ربي عليه فهل يوجد منكم رجل رشيد ليفهمني أن الخلفاء وكا زعمتم انهم راشدون هل هذا الفعل فعل راشد فعل عاقل .
يؤسفنى أن أخبرك ان هذه الروايات التي ذكرتها عن الصديق (رضي الله عنه) لا تصح بحال عنه و لا تثبت من جهة السند..
فأما الرواية الأولى فكما ذكرت انت رواها الطبري فى تاريخه (2/353) فقال :حدثنا يونس بن عبدالأعلى قال حدثنا يحيى بن عبدالله بن بكير قال حدثنا الليث بن سعد قال حدثنا علوان عن صالح بن كيسان عن عمر بن عبدالرحمن بن عوف عن أبيه أنه دخل على أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه في مرضه الذي توفي فيه فاصابه مهتما فقال له عبدالرحمن أصبحت والحمد لله بارئا فقال أبو بكر رضي الله عنه أتراه قال نعم قال إني وليت أمركم خيركم في نفسي فكلكم ورم أنفه من ذلك يريد أن يكون الأمر له دونه ورأيتم الدنيا قد أقبلت ولما تقبل وهي مقبلة حتى تتخذوا ستور الحرير ونضائد الديباج وتألموا الاضطجاع على الصوف الأذري كما يألم أحدكم أن ينام على حسك والله لأن يقدم أحدكم فتضرب عنقه في غير حد خير له من أن يخوض في غمرة الدنيا وأنتم أول ضال بالناس غدا فتصدونهم عن الطريق يمينا وشمالا يا هادي الطريق إنما هو الفجر أو البجر فقلت له خفض عليك رحمك الله فإن هذا يهيضك في أمرك إنما الناس في أمرك بين رجلين إما رجل رأى ما رأيت فهو معك وإما رجل خالفك فهو مشير عليك وصاحبك كما تحب ولا نعلمك أردت إلا خيرا ولم تزل صالحا مصلحا وأنك لا تأسى على شيء من الدنيا قال أبو بكر رضي الله عنه أجل إني لا آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني تركتهن وثلاث تركتهن وددت أني فعلتهن وثلاث وددت أني سألت عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما الثلاث اللاتي وددت أني تركتهن فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء وإن كانوا قد غلقوه على الحرب ووددت أني لم أكن حرقت الفجاءة السلمي وأني كنت قتلته سريحا أو خليته نجيحا ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين يريد عمر وأبا عبيدة فكان أحدهما أميرا وكنت وزيرا.الى آخر الحديث..
فلعلك لاحظت ان شيخ الليث بن سعد فى هذا الأسناد رجل يدعى "علوان" ، وهو علوان بن داود البجلي مولى جرير بن عبد الله .. قال عنه البخاري : علوان بن داود ويقال بن صالح منكر الحديث. ( لسان الميزان: 4/188)
وفى اللسان أيضاً "وقال أبو سعيد بن يونس :علوان منكر الحديث ، وقال العقيلي: له حديث لا يتابع عليه ولا يعرف الا به "
قلت : هو هذا الحديث بلا شك ، فقد رواه العقيلى فى الضعفاء ( 3/ 419) من طريق يحيى بن أيوب العلاف، حدثنا سعيد بن كثير بن عفير، قال حدثنا علوان بن داود ،عن حميد بن عبد الرحمن بن حميد، عن عبد الرحمن بن عوف ،عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن عن أبيه قال: دخلت على أبي بكر أعوده في مرضه الذي توفي فيه ... الحديث
ثم قال - أى العقيلى - : ولا يعرف علوان إلا بهذا مع اضطراب الإسناد ولا يتابع عليه وأخبرنا يحيى بن عثمان أنه سمع سعيد بن عفير يقول كان علوان بن داود زاقوليا من الزواقيل .
smilies/Taj32.gif
و أما الرواية الثانية التي ذكرتها عن الفاروق (رضي الله عنه) فقد رواها الطبري أيضاً (2/ 233) قال:حدثنا ابن حميد ،قال حدثنا جرير، عن مغيرة ،عن زياد بن كليب قال: أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير مصلتا السيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه .
فكما تري ان الذى روى هذه الحادثة زياد بن كليب ، وزياد هذا من الطبقة السادسة وهم الذين عاصروا صغار التابعين ، أي انه لم يرى حتى من رأى عمر بن الخطاب فضلا عن أن يدركه هو .. فالرواية اذا فيها أنقطاع ، بل اعضال ، فهى مردودة على كل حال.:o
أما سائر الروايات التى ذكرتها فلا أعلم لها مصدراً غير الذى ذكرته - أو بالأحرى نقلته - وهو شرح نهج البلاغة لأبن أبى الحديد ، وليس بموثوق عندنا و لا معتمد .. والله أعلم .
وأما الرواية التى ذكرتها عن ابن ابي شيبة ، فواضح انك حرفت فيها وبدلت بعض الكلمات ببعضها .. وهذا التدليس ليس بمستغرب فيكم على كل حال.
وهاك النص الصحيح للرواية كما أوردها ابن ابي شيبة فى مصنفه (7 / 432) :
حدثنا حدثنا محمد بن بشر نا عبيد الله بن عمر حدثنا زيد بن أسلم عن أبيه أسلم أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك وأيم الله ما ذاك بمانعي ان اجتمع هؤلاء النفر عندك إن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت قال فلما خرج عمر جاؤوها فقالت تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت وأيم الله ليمضين لما حلف عليه فانصرفوا راشدين فروا رأيكم ولا ترجعوا إلي فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر .
smilies/BoomSmilie_a
1- أنساب الاشراف 1: 141، العقد الفريد 3: 64.
2- صحيح البخاري 5: 45 باب مناقب الأنصار. منقبة سعد بن عبادة.
3- المصدر السابق 6: 151 باب حديث الافك
- كتاب الأموال: 131.
2- تاريخ الطبري 3: 430 ذكر استخلافه عمر(رض) حوادث سنة 13 هـ.
3- تاريخ اليعقوبي 2: 115، الإمامة والسياسة 1: 36 وفيه: وليتني تركت بيت علي وإن كان اعلن علي الحرب، العقد الفريد 3: 69 استخلاف أبي بكر لعمر، شرح نهج البلاغة 2: 46 عن الكامل للمبرد، تاريخ الإسلام للذهبي: عهد الخلفاء الراشدين، صفحة 117 ترجمة أبو بكر الصدّيق، الكامل للمبرد 1: 5، المعجم للطبراني 1: 62 رقم 43، لسان الميزان 1: 388، كنز العمال 3: 135، منتخب كنز العمال 2: 171.
4- تاريخ الطبري 3: 202 حوادث سنة 11 هـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد عن الجوهري 6: 48.
- شرح نهج البلاغة 6: 48، وقد ثبت فيما سبق أن علياً لم يبايع طيلة مدة حياة فاطمة!
2- الإمامة والسياسة 1: 30.
يشهد الله علي اني نقلتها كما هي ووجدها كما هي لم ازد حرف ولم انقص كلمة واذا كان عندك غير الذي معي ليكن ما يكون فلدي روايات ادهى منها وامر بالنسبة لك وأخاف ان آتيك بها لتكذبها.
سؤالي هل انت من الذين يقولون ان الخلفاء لم يتجرؤا على الزهراء اجبني بنعم اولا؟
اذا على بركة الله نبدأ نقاشنا انا وانت وسآتيك بدلائل وروايات من كتبكم قد تنصدم لمجرد قرآئتها تؤكد ان الزهراء صلوات ربي عليها تعرضت لهجوم من قبل الصحابة فما هو ردك حينها يالبيب؟؟؟.