ابن أبي شيبة: حدثنا أبو أسامة قال حدثنا إسماعيل عن قيس (1) قال: لما بلغت عائشة بعض مياه بني عامر ليلا نبحت الكلاب عليها، فقالت: أي ماء هذا؟
قالوا: ماء الحوأب.
فوقفت فقالت: ما أظنني إلا راجعة.
فقال لها طلحة والزبير: مهلا رحمك الله، بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم.
قالت: ما أظنني إلا راجعة، إني سمعت رسول الله (ص) قال لنا ذات يوم: (كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب).
المصنف ج 8 ص 708
قال ابن حجر: وأخرج هذا أحمد وأبو يعلى والبزار، وصححه ابن حبان والحاكم، وسنده على شرط الصحيح.
فتح الباري ج 13 ص 45
ابن أبي شيبة: حدثنا أبو أسامة قال حدثنا إسماعيل عن قيس قال: قالت عائشة لما حضرتها الوفاة: ادفنوني مع أزواج النبي عليه السلام فإني كنت أحدثت بعده حدثا.
المصنف ج 8 ص 708
هامش:
.................................
(1) قال الذهبي:
5059 ( ع ) قيس بن أبي حازم: ثقة جبل، كاد أن يكون صحابيا، وثقه ابن معين والناس، وقال علي بن عبد الله عن يحيى بن سعيد: منكر الحديث ثم سمى له أحاديث استغربها.
فما صنع شيئا بل هي ثابتة، منها حديث كلاب الحوأب.
وقال يعقوب بن شيبة: متقن تكلم فيه أصحابنا ومنهم من جعل الحديث عنه من أصح الأسانيد.
وقال ابن أبي خالد كان ثبتا وقد كبر حتى جاز المائة وخرف.
المغني في الضعفاء
.................................
قال الألباني في سلسلته الصحيحة: وجملة القول أن الحديث صحيح الإسناد، ولا إشكال في متنه خلافا لظن الأستاذ الأفغاني، فإن غاية ما فيه أن عائشة رضي الله عنها لما علمت بالحوأب كان عليها أن ترجع، والحديث يدل أنها لم ترجع! وهذا مما لا يليق أن ينسب لأم المؤمنين.
وجوابنا على ذلك: أنه ليس كل ما يقع من الكمل يكون لائقا بهم، إذ لا عصمة إلا لله وحده، والسني لا ينبغي له أن يغالي فيمن يحترمه حتى يرفعه إلى مصاف الأئمة الشيعة المعصومين!
ولا نشك أن خروج أم المؤمنين كان خطأ من أصله ولذلك همت الرجوع حين علمت بتحقق نبؤة النبي صلى الله عليه وسلم عند الحوأب، ولكن الزبير رضي الله عنه أقنعها بترك الرجوع بقوله "عسى الله أن يصلح بك بين الناس" ولا نشك أنه كان مخطئا في ذلك أيضا.
والعقل يقطع بأنه لا مناص من القول بتخطئة إحدى الطائفتين المتقاتلتين اللتين وقع فيهما مئات القتلى ولا شك أن عائشة رضي الله عنها المخطئة لأسباب كثيرة وأدلة واضحة، ومنها ندمها على خروجها، وذلك هو اللائق بفضلها وكمالها، وذلك مما يدل على أن خطأها من الخطأ المغفور بل المأجور. قال الإمام الزيلعي في "نصب الراية" ( 4 / 69 - 70 ) : "وقد أظهرت عائشة الندم، كما أخرجه ابن عبد البر في "كتاب الإستيعاب" عن ابن أبي عتيق وهو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال: قالت عائشة لابن عمر: يا أبا عبد الرحمن ما منعك أن تنهاني عن مسيري؟ قال: رأيت رجلا غلب عليك - يعني ابن الزبير - فقالت: أما والله لو نهيتني ما خرجت انتهى".
ولهذا الأثر طريق أخرى فقال الذهبي في "سير النبلاء" ( 78 - 79 ) : "وروى إسماعيل بن علية عن أبي سفيان بن العلاء المازني عن ابن أبي عتيق قال: قالت عائشة: إذا مر ابن عمر فأرنيه، فلما مر بها قيل لها: هذا ابن عمر، فقالت: يا أبا عبد الرحمن ما منعك أن تنهاني عن مسيري؟ قال: رأيت رجلا قد غلب عليك، يعني ابن الزبير".
وقال أيضا: "إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: قالت عائشة وكانت تحدث نفسها أن تدفن في بيتها، فقالت: إني أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا، ادفنوني مع أزواجه، فدفنت بالبقيع رضي الله عنها. قلت: تعني بالحدث مسيرها يوم الجمل، فإنها ندمت ندامة كلية، وتابت من ذلك. على أنها ما فعلت ذلك إلا متأولة قاصدة للخير، كما اجتهد طلحة بن عبد الله والزبير بن العوام وجماعة من الكبار رضي الله عن الجميع".
وأخرج البخاري في صحيحه عن أبي وائل قال: ولما بعث علي عمارا والحسن إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمار فقال: إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة، ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها". يعني عائشة، وكانت خطبته قبل وقعة الجمل ليكفهم عن الخروج معها رضي الله عنها.
انتهى كلام الألباني
* * * * *
فالألباني يعترف بأنها كانت مخطئة بخروجها على الإمام عليه السلام، وأنها كانت تعلم بأنها مخطئة، وقد حذرها النبي صلى الله عليه وآله ولكنها خالفت النبي صلى الله عليه وآله وأطاعت الزبير!!!
وقد حذر الألباني "السني" من الغلو فيمن يحترمه! ولكنه وقع في الغلو من حيث يدري أو لا يدري! فقد رأينا الألباني كيف يستخلص إلى أن عائشة مأجورة بمعصيتها لله ورسوله!!!
والنتيجة التي كان ينبغي أن يصل إليها – لو لا غلوه – هي أنها استحقت العذاب المضاعف، فقد قال الله تعالى: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ).
قال ابن الجوزي: قوله تعالى (من يأت منكن بفاحشة مبينة) أي بمعصية ظاهرة، قال ابن عباس: يعني النشوز وسوء الخلق (يضاعف لها العذاب ضعفين) أي يجعل عذاب جرمها في الآخرة كعذاب جرمين كما أنها تؤتى أجرها على الطاعة مرتين، وإنما ضوعف عقابهن لأنهن يشاهدن من الزواجر الرادعة ما لا يشاهد غيرهن فإذا لم يمتنعن استحققن تضعيف العذاب ولأن في معصيتهن أذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وجرمُ من آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر من جرم غيره
ثم أفتوا بكفر وضلال من خالفهم وشملت فتواهم أمهم عائشة !
قال النووي في شرح مسلم:2 جزء 3/15:
باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة لربهم..إن مذهب أهل السنة أن رؤية الله ممكنة . . وزعمت طائفة من أهل البدع المعتزلة والخوارج وبعض المرجئة أن الله تعالى لا يراه أحد من خلقه ، وأن رؤيته مستحيلة عقلاً .
قال الشاطبي في الاعتصام:1/231:
ومنها ردهم أهل البدع للاحاديث التي غير موافقه لاغراضهم ومذاهبهم . .كالمنكر لعذاب القبر والصراط المستقيم والميزان ، ورؤية الله في الآخرة ، وكذلك حديث الذباب وقتله ، وأن في أحد جناحيه داء والآخر دواء !
وقال الذهبي في سيره:14/396:
أخبرنا إسماعيل بن إسماعيل في كتابه: أخبرنا أحمد بن تميم اللبلي ببعلبك، أخبرنا أبو روح بهراة ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليجي، أخبرنا أحمد بن محمد الخفاف ، حدثنا أبو العباس السراج إملاء قال: من لم يقر بأن الله تعالى يعجب ويضحك وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول من يسألني فأعطيه ، فهو زنديق كافر ، يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ، ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين .
قلت: لا يكفر إلا إن علم أن الرسول(ص)قاله ، فإن جحد بعد ذلك فهذا معاند ، نسأل الله الهدى ، وإن اعترف أن هذا حق ولكن قال أخوض في معانيه فقد أحسن ، وإن آمن وأول ذلك كله أو تأول بعضه ، فهو طريقة معروفة .
وقال الذهبي في سيره:7/381:
قال حفص بن عبدالله: سمعت إبراهيم بن طهمان يقول: والله الذي لا إله إلا هو لقد رأى محمد ربه .
وقال أبوحاتم: شيخان بخراسان مرجئان: أبوحمزة السكري وإبراهيم بن طهمان وهما ثقتان. وقال أبو زرعة: كنت عند أحمد بن حنبل فذكر إبراهيم بن طهمان وكان متكئاً من علة فجلس وقال: لا ينبغي أن يذكر الصالحون فيتكأ. وقال أحمد: كان مرجئاً شديداً على الجهمية .
وقال الدميري في حياة الحيوان:2/72:
واختلف في جواز الرؤية فأكثر المبتدعة على إنكار جوازها في الدنيا والآخرة وأكثر أهل السنة والسلف على جوازها فيهما ووقوعها في الآخرة .
وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ:2/435:
وقال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: جمعني وهذا المبتدع ابن أبي صالح مجلس الأمير عبدالله بن طاهر فسألني الأمير عن أخبار النزول فسردتها ، فقال ابن أبي صالح: كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء ! فقلت: آمنت برب يفعل ما يشاء .
هذه حكاية صحيحة رواها البيهقي في الأسماء والصفات. قال البخاري: مات ليلة نصف شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين وله سبع وسبعون سنة .
وقال السبحاني في بحوث في الملل والنحل:2/373:
. . . وقفنا على فتوى لعبد العزيز بن عبد الله بن باز مؤرخة 8/3/1407 مرقمة 1717/2 جواباً على سؤال عبدالله عبدالرحمن في جواز الإقتداء والإئتمام بمن لا يعتقد بمسألة الرؤية يوم القيامة فأفتى: من ينكر رؤية الله سبحانه وتعالى في الآخرة لا يصلى خلفه وهو كافر عند أهل السنة والجماعة. واستدل لذلك بما ذكره ابن القيم في كتابه ( حادي الأرواح ) ذكر الطبري وغيره أنه
قيل لمالك: إن قوماً يزعمون أن الله لا يرى يوم القيامة فقال مالك رحمه الله : السيف السيف .
وقال أبو حاتم الرازي: قال أبو صالح كاتب الليث: أملى عليَّ عبدالعزيز بن سلمة الماجشون رسالة عما جحدت الجهمية فقال: لم يزل يملي لهم الشيطان حتى جحدوا قول الله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إلى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ .
. . . عن أحمد بن حنبل وقيل له في رجل يحدث بحديث عن رجل عن أبي العواطف إن الله لا يرى في الآخرة فقال: لعن الله من يحدث بهذا الحديث اليوم ثم قال: أخزى الله هذا .
وقال أبو بكر المروزي: من زعم أن الله لا يرى في الآخرة فقد كفر. وقال: من لم يؤمن بالرؤية فهو جهمي والجهمي كافر .
وقال إبراهيم بن زياد الصائغ: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الرؤية من كذب بها فهو زنديق ، وقال: من زعم أن الله لا يرى فقد كفر بالله وكذب بالقرآن ورد على الله أمره ، يستتاب فإن تاب وإلا قتل . . إلخ ) انتهى .
ويشمل حكم الشيخ ابن باز هذا أم المؤمنين عائشة لأنها كذبت من زعم أن النبي صلى الله عليه وآله رأى الله تعالى واستدلت على نفي إمكانية رؤية الله تعالى مطلقاً في الدنيا والآخرة بقوله تعالى: لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ.
ولا طريق أمام ابن باز إلا أّن يقول بكفر عائشة ، أو يكذب روايات البخاري ومسلم عنها !!
وقد كان الألباني أرحم من أستاذه ابن باز فقد رفع حكم التكفير عن أمه عائشة وعن عدة فئات من المسلمين فقال في فتاويه/123:
علماء السلف كفروا الجهمية وأعلنوا كفرهم. وأفتوا بقتل رأسهم لكنهم لا يكفرون الأباضية الذين ينكرون رؤية الله في الآخرة كذلك المعتزلة . . لكنهم يكتفون بتضليلهم دون كفرهم . . وقال في/292 قال ابن تيمية : . . . كان أبو حنيفة والشافعي وغيرهما يقبلون شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية ويصححون الصلاة خلفهم . . أئمة الدين لا يكفرون ولا يفسقون ولا يؤثمون أحداً من المجتهدين المخطئين لا في مسائل علمية ولا عملية . . . كتنازع الصحابة هل رأى محمد ربه .
.. وأهل السنة لا يبتدعون قولاً ولا يكفرون من اجتهد فأخطأ ، كما لم تكفر الصحابة الخوارج مع تكفيرهم لعثمان وعلي ومن والاهما .
وفي مقابل حملة التكفير هذه ، فإن الذين نفوا رؤية الله تعالى بالعين لم يكفروا أصحاب الرؤية بل أفتوا بأنهم: لا يفهمون ما يقولون !
قال الشاطبي في الاعتصام:1/236: حكى أبو بكر بن العربي عن بعض من لقي بالمشرق من المنكرين للرؤية أنه قيل له: هل يكفر من يقول بإثبات الرؤية ؟ فقال لا ، لأنه قال بما لا يعقل..قال ابن العربي: فهذه منزلتنا عندهم !
شيخ علي الكوراني
التعديل الأخير تم بواسطة حيدر القرشي ; 11-12-2008 الساعة 05:39 PM.
ابن أبي شيبة: حدثنا أبو أسامة قال حدثنا إسماعيل عن قيس قال: قالت عائشة لما حضرتها الوفاة: ادفنوني مع أزواج النبي عليه السلام فإني كنت أحدثت بعده حدثا.
المصنف ج 8 ص 708
ثم كلام الالباني واضح ان خروجها من بدايته كان خطا
سبحان الله كلفها هذا الخطا سبعين الف من دماء المسلمين
يا له من خطا صغير
نعم دماء المسلمين لا قيمة لها ما دام عائشة هي القائدة
ثم الم يقل الله لعائشة ونساء النبي قرن في بيوتكن
فباي اذن شرعي تخرج لتظهر امام الرجال وتتكلم؟؟
هل هي من ارحام عثمان المقتول بيد الصحابة؟؟
هل كلفها رسول الله بذلك؟؟
الا تستحي عائشة من رسول الله!
لماذا تخرج امام الرجال؟
الم يكن الاجدر بها البقاء في البيت حفاظا على كرامة الرسول
الصحابة ضربوا رايها عرض الجدار وقاتلوها وضربوا على جملها الملعون سهام وعقروا جملها المشؤم
قال ابن خزيمة في كتاب التوحيد/225هذه لفظة أحسب عائشة تكلمت بها في وقت غضب ، ولو كانت لفظة أحسن منها يكون فيها درك لبغيتها كان أجمل بها ، ليس يحسن في اللفظ أن يقول قائل أو قائلة: قد أعظم ابن عباس الفرية وأبو ذر وأنس بن مالك وجماعات من الناس الفرية على ربهم ! ولكن قد يتكلم المرء عند الغضب باللفظة التي يكون غيرها أحسن وأجمل منها . أكثر ما في هذا أن عائشة رضي الله عنها وأبا ذر وابن عباس وأنس بن مالك قد اختلفوا هل رأى النبي(ص)ربه فقالت عائشة: لم ير النبي(ص)ربه وقال أبو ذر وابن عباس قد رأى النبي ربه(؟!) فتفهموا يا ذوي الحجا هذه النكتة تعلموا أن ابن عباس وأباذر وأنس بن مالك ومن وافقهم لم يعظموا الفرية على الله ، لا ولا خالفوا حرفاً من كتاب الله في هذه المسألة...
هذا كلام ابن خزيمة أستاذ أصحاب الصحاح وإمام الأئمة ، وقد أطال الكلام وعمل المستحيل ليثبت خطأ عائشة في نفي رؤية النبي صلى الله عليه وآله لربه بعينه ! وبلغ من حملته على عائشة أن محقق كتابه الشيخ محمد خليل هراس المدرس بكلية أصول الدين بالأزهر لم يتحمل منه ذلك ، وكتب في رده تعليقات نذكر منها ما يلي:
- إن عذر عائشة أنها كانت تستعظم ذلك وتستنكره ولهذا قالت لمسروق (لقد قفَّ شعري مما قلت) !
وليس من حق المؤلف أن يعلم أمه الأدب فهي أدرى بما تقول منه