لا اعرف كم تدفع لكم اليهود والنصارى حتى تريدون النيل من الاسلام ورسوله الاعظم
(التوبة) بمعنى الرجوع، فإذا نسبت إلى الله تتعدى بكلمة "على" قال سبحانه: (لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِىّ وَالمُهَاجِرِينَ وَ الا ََنْصَارِ الّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ) ، أي رجع عليهم بالرحمة.
وإذا نسبت إلى العبد تتعدى بكلمة "إلى" قال سبحانه: (فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) وقال سبحانه: (أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
فإذا كانت التوبة بمعنى الرجوع، فعندما تعدت بـ "على" يكون معنى قوله: (فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) انّ الله رجع عليه بالرحمة، فالتوبة في هذه الجملة توبة من الله على العبد لا من العبد إلى الله، ومعنى الاَوّل هو رجوعه سبحانه على العبد باللطف والمرحمة
ومثله قوله سبحانه: (ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى) فالتوبة هنا من الله على عبده، ومعنى الآية أنّه سبحانه اصطفى آدم لاَجل تلقّيه الكلمات وسوَاله بها، فعندئذ رجع الله عليه بالرحمة وهداه سبحانه وأخرجه من الغواية التي غشيته، والظلمة التي اكتنفته، لاَجل عدم الاِصغاء إلى نصحه سبحانه وتقديم نصح غيره عليه.
نعم إنّ لفظة (فَتَابَ عَلَيْهِ) في سورتى البقرة وطه، دالة على أنَّ آدم "تاب إلى ربه"، ولاَجل توبته إلى الله ورجوعه إليه بالندامة، تاب الله عليه ورجع عليه بالرحمة والهداية، ولكن لا دلالة لكل رجوع وإنابة إلى الله، على وقوع الذنب وصدوره منه، خصوصاً بالنظر إلى ما قدّمناه في التفسير الثاني لمخالفة آدم، وقلنا إنَّ من الممكن أن يكون نفس العمل جائزاً ومباحاً ولكن يعد صدوره من بعض الشخصيات محظوراً وأمراً غير صحيح، فإنابة تلك الشخصيات إلى الله في تلك المجالات لا تعد دليلاً على صدور الذنب، بل تعد دليلاً على سعة علمها بالعظمة الاِلهية، ولاَجل ذلك يقال: "حسنات الاَبرار سيئات المقربين" وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "إنّه ليران على قلبى وإنّى استغفر الله كل يوم سبعين مرّة". وليس هذا الاستغفار دليلاً على صدور الذنب، بل هو دليل على سعة علمه وعمق إدراكه لعظمة الله.
وتدلّ الآيات على أنّ موسى (عليه السلام) ورد المدينة عندما كان أهلها غافلين عنه، إمّا لاَنّه ورد نصف النهار والناس قائلون، أو ورد في أوائل الليل، وإمّا لغير ذلك، فوجد فيها رجلين كان أحدهما إسرائيلياً والآخر قبطياً يقتتلان، فاستنصره الذي من شيعته على الآخر، فنصره، فضربه بجمع كفه في صدره فقتله، وبعدما فرغ من أمره ندم ووصف عمله بما يلي:
1. (هذا من عمل الشيطان) .
2. (رب إنّي ظلمت نفسي) .
3. (فاغفر لي فغفر له) .
4. (فعلتها إذاً وأنا من الضّالّين) .
وهذه الجمل الاَربع تعرب عن كون القتل أمراً غير مشروع، ولاَجل ذلك وصفه تارة بأنّه من عمل الشيطان، وأُخرى بأنّه كان ظالماً لنفسه، واعترف عند فرعون بأنّه فعل ما فعل وكان عند ذاك من الضالّين ثالثاً، وطلب المغفرة رابعاً.
أقول: قبل توضيح هذه النقاط الاَربع نلفت نظر القارىَ الكريم إلى بعض ما كانت الفراعنة عليه من الاَعمال الاِجرامية، ويكفي في ذلك قوله سبحانه: (إِنَّ فِرْعَونَ عَلا فِي الا ََرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ ويَسْتَحْىِ نِساءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدينَ) ، ولم يكن فرعون قائماً بهذه الاَعمال إلاّ بعمالة القبطيين الذين كانوا أعضاده وأنصاره، وفي ظل هذه المناصرة ملكت الفراعنة بني إسرائيل رجالاً ونساءً، فاستعبدوهم كما يعرب عن ذلك قوله سبحانه: (وتِلْكَ نِعمَةٌ تَمُنُّها عَلَىَّ أنْ عَبَّدتَّ بنِى إسْرائيل) ولمّا قال فرعون لموسى: (ألَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً) واستعلى عليه بأنّه ربّاه وليداً منذ أن ولد إلى أن كبر... أجابه موسى بأنّه هل تمن على بهذا وقد عبدت بني إسرائيل؟
وعلى ذلك فقتل واحد من أنصار الطغمة الاَثيمة التي ذبحت مئات بل الآف الاَطفال من بني إسرائيل واستحيوا نساءهم، لا يعد في محكمة العقل والوجدان عملاً قبيحاً غير صحيح، أضف إلى ذلك أنّ القبطي المقتول كان بصدد قتل الاِسرائيلي لو لم يناصره موسى كما يحكي عنه قوله: (يقتتلان) ، ولو قتله القبطي لم يكن لفعله أىّ رد فعل، لاَنّه كان منتمياً للنظام السائد الذي لم يزل يستأصل بني إسرائيل ويريق دماءهم طوال سنين، فكان قتله في نظره من قبيل قتل الاِنسان الشريف أحد عبيده لاَجل تخلّفه عن أمره.
إذا وقفت على ذلك، فلنرجع إلى توضيح الجمل التي توهم المستدل بها
دلالتها على عدم العصمة فنقول:
1. انّ قوله: (هذا من عمل الشيطان) يحتمل وجهين:
الاَوّل: أن يكون لفظ "هذا" إشارة إلى المناقشة التي دارت بين القبطى والاِسرائيلي وانتهت إلى قتل الاَوّل، وعلى هذا الوجه ليست فيه أيّة دلالة على شيء ممّا يتوخاه المستدل... وقد رواه ابن الجهم عن الاِمام الرضا (عليه السلام) عندما سأله المأمون عن قوله: (هذا من عمل الشيطان) فقال: الاقتتال الذي كان وقع بين الرجلين لا ما فعله موسى من قتله.(1) الثاني: انّ لفظ "هذا" إشارة إلى قتله القبطى، وإنّما وصفه بأنّه من عمل الشيطان، لوجهين:
ألف: انّ العمل كان عملاً خطأً محضاً ساقه إلى عاقبة وخيمة، فاضطر إلى ترك الدار والوطن بعد ما انتشر سره ووقف بلاط فرعون على أنّ موسى قتل أحد أنصار الفراعنة، وأتمروا عليه ليقتلوه، ولولا أنّ موَمن آل فرعون أوقفه على حقيقة الحال، لاَخذته الجلاوزة وقضوا على حياته، كما قال سبحانه: (وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فاخْرُجْ إِنّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ) ، فلم تكن لهذا العمل أيّة فائدة فردية أو اجتماعية سوى إلجائه إلى ترك الديار وإلقاء الرحل في دار الغربة "مدين"، والاشتغال برعي الغنم أجيراً لشعيب (عليه السلام).
فكما أنّ المعاصي تنسب إلى الشيطان، قال سبحانه: (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ وَ الاََنْصابُ وَ الاََزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُلَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ)(1) فكذلك الاَعمال الخاطئة الناجمة من سوء التدبير وضلال السعي، السائقة للاِنسان إلى العواقب المرة، تنسب إليه أيضاً.
فالمعاصي والاَعمال الخاطئة كلاهما تصح نسبتهما إلى الشيطان بملاك أنّه عدو مضل للاِنسان، والعدو لا يرضى بصلاحه وفلاحه بل يدفعه إلى ما فيه ضرره في الآجل والعاجل، ولاَجل ذلك قال بعدما قضى عليه: (هذا من عمل الشيطان انّه عدو مضل مبين) .
ب. انّ قتل القبطي كان عملاً ناجماً عن العجلة في محاولة تدمير العدو، ولو أنّه كان يصبر على مضض الحياة قليلاً لنبذ القبطي مع جميع زملائه في اليم من دون أن توجد عاقبة وخيمة، كما قال سبحانه: (فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمينَ)
2. وبذلك يعلم مفاد الجملة الثانية التي هي من إحدى مستمسكات المستدل أعني قوله: (ربِّ إنّي ظلمت نفسي) ، فإنّ الكلام ليس مساوقاً للمعصية ومخالفة المولى، بل هو كما صرح به أئمة اللغة وقدمنا نصوصهم عند البحث عن عصمة آدم عبارة عن وضع الشيء في غير موضعه، وقد عرفت أنّ عمل موسى كان عملاً واقعاً في غير موقعه، وخاطئاً من جهتين: من جهة أنّه ساقه إلى عاقبة مرة، حيث اضطر إلى ترك الاَهل والدار والديار، ومن جهة أُخرى أنّه كان عملاً ناشئاً من الاستعجال في إهلاك العدو بلا موجب، ولاَجل تينك الجهتين كان عملاً واقعاً في غير محله، فصح أن يوصف العمل بالظلم، والعامل بالظالم، والذي يعرب عن ذلك إنّه جعله ظلماً لنفسه لا للمولى، ولو كان معصية لكان ظلماً لمولاه وتعدياً على حقوقه، كما هو الحال في الشرك فإنّه ظلم
للمولى وتعدّ عليه، قال سبحانه: (لا تُشْرِكْ بِاللهِ إنَّ الْشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)
3. وأمّا الجملة الثالثة، أعني قوله: (فاغفر لي فغفر له إنّه هو الغفور الرحيم) ، فليس طلب المغفرة دليلاً على صدور المعصية، لاَنّه بمعنى الستر، والمراد منه إلغاء تبعة فعله وإنجاوَه من الغم وتخليصه من شر فرعون وملائه، وقد عبر عنه سبحانه: (وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً)، وقد نجّاه سبحانه بإخبار رجل من آل فرعون عن الموَامرة عليه، فخرج من مصر خائفاً يترقّب إلى أن وصل أرض مدين، فنزل دار شعيب، وقص عليه القصص، وقال له شعيب: (لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ القَوْمِ الظالِمِين) .(3) وبذلك غفر وستر عمله ونجاه سبحانه من أعين الفراعنة، ومكّن له الورود إلى ماء مدين والنزول في دار أحد أنبيائه:.
أضف إلى ذلك: أنّ قتل القبطي وإن لم يكن معصية ولكن كان المترقب من موسى تركه وعدم اقترافه، فصدور مثله من موسى يناسب طلب المغفرة، فإنّ حسنات الاَبرار سيئات المقربين، إذ ربّ عمل مباح لا يوَاخذ به الاِنسان العادي ولكنّه يوَاخذ به الاِنسان العارف، فضلاً عن شخصية إلهية سوف تبعث لمناضلة طاغية العصر، فكان المناسب لساحتها هو الصبر والاستقامة في حوادث الحياة، حلوها ومرّها، والفصل بين المتخاصمين بكلام ليّـن، وقد أمر به عند ما بعث إلى فرعون فأمره سبحانه أن يقول له قولاً ليناً ، وقد أوضحنا مفاد هذه الكلمة عند البحث عن آدم وحواء إذ: (قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرينَ)
4. وأمّا قوله سبحانه: (فعلتها إذاً وأنا من الضالين) ، فالمراد من الضلال هو الغفلة عمّا يترتب على العمل من العاقبة الوخيمة، ونسيانها، وليس ذلك أمراً غريباً، فقد استعمل في هذين المعنيين في الذكر الحكيم، قال سبحانه: (مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الا َُخْرَى) ، فالمراد نسيان أحد الشاهدين وغفلته عما شهد به، وقال سبحانه: (ءَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الاََرْضِ ءَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) أي إذا غبنا فيها.
قال في لسان العرب: الضلال: النسيان وفي التنزيل: (مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الاَُخْرَى) أي يغيب عن حفظها، ومنه قوله تعالى: (فعلتها إذاً وأنا من الضالين) وضللت الشيء: أنسيته. وأصل الضلال: الغيبوبة يقال ضل الماء في اللبن إذا غاب، ومنه قوله تعالى: (ءَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الاََرْضِ ءَإِنَّا لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ)
وعلى الجملة: إنّ كليم الله يعترف بتلك الجملة عندما اعترض عليه فرعون بقوله: (وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين) ويعتذر عنها بقوله: (فعلتها إذاً وأنا من الضالين) ، والمناسب لمقام الاعتذار هو تفسير الضلال بالغفلة عمّا يترتب على العمل من النتائج ونسيانها.وحاصله: أنّه قد استولت علىّ الغفلة حين الاقتراف، وغاب عنى ما يترتب عليه من رد فعل ومر العاقبة، ففعلت ما فعلت.
ومن اللحن الواضح تفسير الضلالة بضد الهداية، كيف وانّ الله سبحانه يصفه قبل أن يقترف القتل بقوله: (آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) ، كما أنّ نفس موسى بعد ما طلب المغفرة واستشعر إجابة دعائه قال: (رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَىَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ) ، أفيصح بعد هذا تفسير الضلالة بالغواية ضد الهداية؟! كلا و لا.
هذا كلّه حول المستمسك الاَوّل، أعني: قتل القبطي،
اقتباس :
وفي قصة نوح عليه السلام قال تعالى رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ فقال له: إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ
وكل هذا الحراب الى رسول الله نوح على رسولنا واله وعلى انبياء الله افضل الصلاه والسلام لان الله شبهه امكم عائشه بزوجه نوح ؟!!
فما دخل العصمه هنا ؟!! طلب الرحمه الى ابنه والله قال له ان ابنه كافر ؟!! والظاهر انك لا تعرف ماهي العصمه اساسا بهائم واضل منها والله
اقتباس :
قال تعالى: (وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه...)
لماذا تبتر الايه يا سلفي ؟!!!!
{وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (87) سورة الأنبياء
سوف اكسب بك وبعلمائك ثواب واعلمكم تفسير هذه الايه
فقد زعم المخطّئة أنّ معناه أنّه خرج مغاضباً لربّه من حيث إنّه لم ينزل بقومه العذاب.
ولكنّه تفسير بالرأي، بل افتراء على الاَنبياء، وسوء ظن بهم، ولا يغاضب ربَّه إلاّ من كان معادياً له وجاهلاً بحكمه في أفعاله، ومثل هذا لا يليق بالموَمن فضلاً عن الاَنبياء.
وإنّما كان غضبه على قومه لمقامهم على تكذيبه وإصرارهم على الكفر ويأسه من توبتهم، فخرج من بينهم
هكذا فسّـره الاِمام الرضا (عليه السلام) عندما سأله المأمون عن مفاد الآية وقال: "ذلك يونس بن متى ذهب مغاضباً لقومه".وأمّا الثاني: أعنى: (فظن أن لن نقدر عليه) فالفعل، أعنى: (نقدر)، من القدر بمعنى الضيق لا من القدرة، قال سبحانه: (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ)، وقال سبحانه: (إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَآءُ وَيَقْدِرُ)(3) ، فمعنى الآية أنّه ظن أن لا يضيق عليه الاَمر لترك الصبر والمصابرة مع قومه، لا بمعنى أنّه خطر هذا الظن بباله، بل كان ذهابه وترك قومه يمثل حالة من ظن أن لن نقدر عليه في خروجه من قومه من غير انتظار لاَمر الله، فكانت مفارقته قومه ممثلة لحال من يظن بمولاه ذلك.
وأمّا تفسيره بانّه ظن أنّه سبحانه لا يقدر عليه، فهو تفسير بما لا تصح نسبته إلى الجهلة من الناس فضلاً عن الاَولياء والاَنبياء.
وبما أنّ مفارقته قومه بلا إذن منه سبحانه ـ كان يمثل حال من يظن أن لا يضيّق مولاه عليه ـ ابتلاه الله بالحوت فالتقمه.
فوقف على أنّه ترك ما هو الاَولى فعلاً، فندم على عمله (فنادى في الظلمات أن لا إله إلاّ أنت) .
ونقل الزمخشري في كشّافه: عن ابن عباس أنّه دخل على معاوية فقال: لقد ضربتني أمواج القرآن البارحة، فغرقت فيها، فلم أجد لنفسي خلاصاً إلاّ بك، قال: وما هي يا معاوية؟ فقرأ هذه الآية وقال: أو يظن نبى الله أن لا يقدر عليه؟
قال: هذا من القدر لا من القدرة. ثم أضاف صاحب الكشاف: يصح أن يفسر بالقدرة على معنى "أن لن نعمل فيه قدرتنا"، وأن يكون من باب التمثيل، بمعنى فكانت حاله ممثلة بحال من ظنّ أن لن نقدر عليه في مراغمته قومه من غير انتظار لاَمر الله، ويجوز أن يسبق ذلك إلى وهمه بوسوسة الشيطان ثم يردعه ويردّه بالبرهان، كما يفعل الموَمن المحقق بنزعات الشيطان وما يوسوس إليه في كل وقت.
ولا يخفى أنّ ما نقله عن ابن عباس هو المعتمد، بشهادة استعماله في القرآن بمعنى الضيق، وهو المناسب لمفاد الآية، وأمّا الوجهان الآخران فلا يصح الركون إليهما، خصوصاً الوجه الاَخير، لاَنّ الاَنبياء أجل شأناً من أن تحوم حول قلوبهم الهواجس الشيطانية حتى يعودوا إلى معالجتها بالبرهان، فليس له سلطان على المخلصين من عباده، وقد اعترف بذلك الشيطان وقال كما يحكيه سبحانه: (إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)
يا اخي النجف لا ترد علي هدا المبدع الدي بريد ان يطعن في اسلام وفي الانبياء
وانا الاجابتك كافية جدا وافية ولا تستغرب مني انا متلك غيرورعلي الاسلام
يارك الله فيك في هدا الوقف
لولا وجود الوهابية لتوحدت كلمة المسلمين باختلاف معتقداتهم ومذاهبهم
وهذا شيء ملموس وواقع
من قال لك دالك تعلم الغيب ربما نزل وحي من السماء اتق الله حسينا الله ونعم والوكيل
الوحدة التي تقول عنها سوف تتك عندما تزول العنصرية والسب الصحايى رسوال لله صلي الله وعليه وسلم وامنا عائشة رضي الله عنا
اتق الله