أخرجه الاِمام الشريف محمّـد بن علي الحسني في كتاب مَن روى عن زيد بن علي الشهيد من التابعين عن الحسن بن زيد، عن زيد بن الحسن السبط، عن زيد بن عليّ الشهيد، عن عليّ بن الحسين، عن عبيـد الله بن أبي رافع
عن عليّ عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا دار الحكمة وعليّ بابها
دفع الارتياب عن حديث الباب: 57
أخرجه أبو بكر بن مردويه في المناقب من حديث الحسن بن محمّـد، عن جرير، عن محمّـد ابن قيس، عن الشعبيّ
عن عليّ عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا دار الحكمة وعليّ بابها
اللآلىَ المصنوعة 1|329
قال المناوي في فيض القدير:3/60: (2704 -
(أنا دار الحكمة) وفي رواية أنا مدينة الحكمة (وعلي بابها) أي علي بن أبي طالب هو الباب الذي يُدخل منه إلى الحكمة ، فناهيك بهذه المرتبة ما أسناها وهذه المنقبة ما أعلاها ، ومن زعم أن المراد بقوله وعلي بابها أنه مرتفع من العلو وهو الإرتفاع، فقد تمحل لغرضه الفاسد بما لايجزيه ولا يسمنه ولا يغنيه !
المشكلة لا تكمن في الكم الهائل من الفضائل الثابتة للأمير عليه السلام ولكنها تكمن في كيفية النظر إلى تلك الفضائل.
الفئات التي كانت تحيط بالنبي صلى الله عليه وآله والذين أطلق عليهم فيما بعد لقب الصحابة
كانوا ينظرون إلى تلك الفضائل على أساس أنها دعايات يسوقها النبي ص ليرفع من مكانة علي عليه السلام
حتى يمهد له بتولي الخلافة من بعده على مبدأ الوراثة الهاشمية
لا على كونها جاءت عن حقيقة أنّ علياً خليق لها بإذن الله وبأمره.
وأظن أن المنافقين الذين يحدقون بالنبي كانوا يتهامسون فيما بينهم
بأن محمداً جاء لتثبيت الحكم في بني هاشم فلذا يجب عليه أن يختلق
لعلي من الفضائل بحيث تجعله المتصدي للحكم الهاشمي
إذا ما مات النبي أو قتل.
هذه هي العقلية التي كان يتعامل بها من لم يؤمن بالله طرفة عين
ولا بكتابه وبنبيه فلذا جاء في المشهور الثابت أن عمر بن الخطاب
قال لعلي عليه السلام حين ابتزه حقه من الخلافة : يا علي إن الله أرادك ( للخلافة) ولكنّ قريش
أبت عليك ذلك وأختارت فأصابت ووفّقت[خبر مستفيض بعدة ألفاظ].
وأظن أن عمر لو كان يؤمن بالله فعلاً لانصاع إلى إرادته تعالى لا إلى أرادة قريش.
فالنواصب يقولون : دعوا علياً أن يكون باباً لدار الحكمة وإن عنده كل شيء ولكننا لا ننسى ثارات بدر وغير بدر
ولن نسمح لبني هاشم بأن تنال الخلافة
وهل ننسى قول عمر: لا تجتمع النبوة والخلافة لبني هاشم مخافة أن تجفخ وتفخر؟.
تلك القولة التي كشفت أبعاد مؤامرة السقيفة وما بعدها من مؤامرات...
والحديث يطول.