لقد ادعى البعض أن الغرض من اجتماع ابو بكر وعمر في ثقيفة بني ساعدة بعد وفاة النبي مباشرة دون دفن النبي وتشييعه إنما كان هذا من دافع خوف ابو بكر وعمر من الفتنة :
أقول دعونا نذهب لتاريخ الطبري لنرى إن كانا الشيخين حقاً يخافا الفتنة أم إنها حجة ٌ للسطو على الخلافة والاستيلاء عليها فقد روى الطبري عن زياد ابن كليب قال : أتى عمر ابن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن الى البيعة فخرج الزبير مصلتاً بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه واخذوه ... قال : وتخلف علي والزبير واخترط الزبير سيفه وقال لا اغمده حتى يبايع علي فبلغ ذلك ابا بكر وعمر فقال عمر: خذوا سيف الزبير فاضربوا به الحجر ... (1)
بالله عليكم يا اصحاب ألالباب هل يريد إطفاء الفتنة من يقول
(( لأحرقن عليكم )) أليس هذا كلام الداعي والامر بالفتنة ؟؟. ثم يعود ابا بكر قائلاً لعمر أبن الخطاب عن علي لما لم يبايع
: (إتيني به بأعنف العنف
) فجِيىء بعلي
(ع
) بالقوة الى ابي بكر فقِيل له بايع فقال لهم
: أنا أولى منكم بهذا الأمر ، وأنتم أولى بالبيعة لي ، لا أبايع ، فقال له عمر إنك لست متروكاً حتى تبايع
(2). ومن ثم يعود ابو بكر قائلاً لعمر عندما أتى مرة اخرى لبيت علي لأخذه بالقوة قال ابو بكر
وإن أبو فقاتلهم
) (2أ
). عجباً وأي خليفةِِِِ ِ خائف من فتنة على الامة ويقول لصاحبه قاتلهم! الله اكبر وما هذا الخوف الشديد ومن يقاتل- هنا العجب- آل بيت الرسول وقرابته! الذين قال الله بكتابه الكريم عنهم : (قل لا أسائلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) هنا سؤال برسم القارىء اللبيب .
هل رعا الصحابة مودة قرابة الرسول ؟ وهل الهدف القضاء على الفتنة حقاً؟؟
ثم لما بويع أبو بكر بالسقيفة خرج فقال له علي عليه السلام : أفسدت علينا أمورنا ولم تستشر ولم ترع حقاً ، فقال أبو بكر : بلى ولكني خشيت الفتنة ... (3) . يدل كلام الامام علي عليه السلام أن ابو بكرأفسد أمرً ما على علي فماذا افسد ابو بكر ؟ وبحسب الكلام أن ابو بكر لم يستشرعلي بأمر الخلافة بل طلب منه المبايعة فجأةً ، مع أن علي أكثر الصحابة قرابةً لرسول الله وأفضل صحابي بإعتراف ابن حنبل والنسائي والنيسابوري بقولهم : لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان مما جاء في علي رض الله عنه (4) .
ثم سؤال آخر يفرض نفسه هنا أنه بعد اعتراض علي لم يرد ابو بكر ليقول انني بويعت بإجماع المسلمين كما أدّعى البعض بل قال له(( بلى)) معترف لعلي بأنه أفسد عليه أمره ، فماالذي في نفس ابو بكر ؟؟
موقف عمر
:
عندما جيِىء بعلي امام ابو بكر قال له عمر: إنك لست متروكاً حتى تبايع ،فقال علي: وإن لم أبايع فمه؟ قال عمر: والله الذي لا إله إلا هو لنضربن عنقك ؟ (5). بالله عليكم هل هذا كلام من يريد قمع الفتنة او من يخاف من وقوعها بين المسلمين ! يريد أخانا عمر ضرب عنق علي إذ لم يبايع ونحن بغنى عن التعريف من هوعلي
.
هل هذه طريقة إبعاد الفتنة عن الامة برأي الشيخين !؟؟.
أو نذكر حادثة سعد ابن عبادة رئيس الخزرج وكان من أهم اصحاب النبي ومن أصحاب التقى والايمان فهو لم يبايع لا عمر ولا بو بكر فخرج الى الشام وقتل هناك حيث رماه محمد بن مسلمة بسهم فقتله زمن عمر بأمر من عمر (6) وقدأدعوا أن الجن قتله وهو قائم يبول وضربوه بالسهام حسب زعمهم .
ما الذي أخرج سعداً ؟ ما الذي دفعه لعدم المبايعة كحال اكثر الاصحاب مثل الزبير وطلحة وعلي وبنو هاشم كلهم وغيرهم ؟ ألم يُقال أن المبايعة أجمعت عليها الامة اين سعداً منها وقبيلته الخزرجية؟ ثم ما سبب قتله ؟.
أنا لاأريد بأحتجاجي هذا سوى إيضاح بعض النقاط لأخواننا أنه إذا كان هدف الشيخين إطفاء الفتنة في إجتماعهم وإعلا نهم لأبي بكر خليفة الرسول والرسول لمّا يُدفن بعد هل حقاً هدفهم تدارك الفتنة
! سؤال اصبح سهلاً الجواب عليه بعد تقديم قليل من الوثائق التاريخية و مما فعلوه للإستيلاء على الامارة بحجة وئد الفتنة
1-
تاريخ الطبري ج 3 ص 202
2- أنساب الاشراف للبلاذري 1/587.
2أ- تاريخ ابن شحنة ص 113 بهامش الكامل 11 وشرح النهج لابن ابي حديد 1/134.
3 - مروج الذهب للمسعودي ج 2 ص 307 . والامامة والسياسة 1/12-14.
4- المستدرك على الصحيحين :3/107، الصواعق المحرقة،ص148. عن الصواعق المحرقة ص 148، نور الابصار ص 142.
5- ذكره الطبري 2/48 ،و صحيح البخاري كتاب المغازي 3/38 ، وابن ابي حديد 1/122، والمسعودي في مروج الذهب 2/414 والامامة والسياسة ص 13،14.
6- أنساب الاشراف 1/589. ومروج الذهب للمسعودي ج 2ص 307.