قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة اليوم أن الدستور العراقي قد تمت مخالفته في كثير من الحالات وخصوصا في فقرات تنظيم صلاحيات الحكومة المركزية والحكومات المحلية في المحافظات . حيث أشار الى سيطرة الحكومة المركزية على القرار والميزانية والادارة العامة مما أضعف الكثير من المحافظات العراقية وجعلها عاجزة عن تحقيق التطور والنهوض .
كما ركز الشيخ جلال الدين الصغير على محافظة بغداد التي جردت سلطتها المحلية من صلاحياتها الدستورية مما جعلها شبه مجمدة وغير فاعلة على الساحة البغدادية مطالبا في الوقت نفسه المحافظات بالتحرك لضمان تطبيق الدستور العراقي الذي كتبه العراقيون بدماءهم وتضحياتهم الكبيرة .
كما أكد في معرض خطبته على ضرورة توزيع الموازنة السنوية بشكل عادل بين المحافظات مشيرا الى وجود نزاع بين من يريد ان يضع الموازنة وفق الاستحقاقات ومن يقف حائلا دون ذلك . حيث نقل صورة عن حالة الفقر المدقع التي يعيشها عدد كبير من الناس في البصرة وفي منطقة الأهوار , ونقل شكوى السكان هناك من عدم وجود المدارس وان وجدت فانها لا تصلح ان تكون مأوى للحيوانات ناهيك عن كونها مقرا لطلب العلم والمعرفة مؤكدا ان هذا التردي هو جزء من نتائج تقليص دور السلطات المحلية وعدم العدالة في وضع الموازنة السنوية محملا في الوقت ذاته وزير التربية المسؤولية لعدم المتابعة والأشراف المباشر على قطاع التعليم في العراق.
وقد كشف الشيخ الصغير عن تدخلات غير قانونية للأجهزة الأمنية في بعض المحافظات في الدعاية الأنتخابية من خلال مشاركة تلك الأجهزة بتوزيع الملصقات والصور اضافة الى قيامها بتمزيق الملصقات التابعة لقوائم معينة . وفي ذات الأطار كشف النقاب عن قرار اتخذته وزارة الداخلية بأقامة دورة لضباط الشرطة والأجهزة الأمنية العاملين في المحافظات الجنوبية في بغداد وبموعد يسبق موعد الأنتخابات بخمسة عشر يوما مما يعني استبدالهم بضباط آخرين تنسبهم الورزارة بما يناسب التوجهات السياسية للوزير وطالب في الوقت نفسه السيد رئيس الوزراء بالتدخل في هذا الأمر .