|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 7307
|
الإنتساب : Jul 2007
|
المشاركات : 13
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
الشّيخ محمّد علي المحفوظ.. القوّة العاقلة لتاريخ المظلوميّة
بتاريخ : 24-01-2009 الساعة : 06:56 PM
[align=center]الشّيخ محمّد علي المحفوظ..
القوّة العاقلة لتاريخ المظلوميّة المتحرّك[/align]
[align=center][/align]
بخلاف الإرث ''الجهادي'' الذي تعلّق بالذاكرة؛ فإنّ سماحة العلامة الشّيخ محمّد علي المحفوظ (مواليد 1957م) أمعن البحث عن المناطق التي تضمن له المحافظة على المعادلة الأصعب، في الظروف الأصعب، للجماعة الأصعب في تاريخ الجماعات المتدافعة: الحركة الدؤوبة، غير القاطعة، فوق حبال الصّراعات.
استطاع المحفوظ أن يكون منسجماً إبّان الصّعود الثوري، وقدّم الخطاب الذي يُلبي احتياجات المرحلة الملتهبة. استند المحفوظ على قاموس يتوافق مع الانتماء ''الجبهوي''، وبنكهةٍ تطفح بالنوازع التحرّريّة و''التحريريّة''، ولكن ذلك لم يتكوّن خارج إطار المعاضدة العلمائيّة.
سيكون من المفارق جدّاً أنّ ''طلائع الرساليين'' في البحرين حرصت، مبكّراً، على تأمين انتساب خطابها السّياسي والمدني للأصالة الدّينيّة، وتسنيده بالارتباط الوثيق، وغير الموارب، بالمرجعيّة الدّينيّة، في الوقت الذي تساهل الأمرُ، وتأخّرت المكاشفة فيه وحوله، عند تيار الجماعة الغالبة، عددياً، في المجتمع البحريني اليوم، وهي الجماعة التي لازالت تتغالب فيما بينها، وإلى حدّ التصارع والتصادم، على خلفية الشّرعيّة والضمانات الفقهيّة للعمل في الشأن العام.
حافظ المحفوظ - وبقدر المستطاع، وعلى حجم الاجتهاد المتاح - على المعابر الرابطة بالتأصيل الدّيني، فكانت جبهوته الثوريّة، ومثلها نشاطاته في صورها الحديثة والأحدث، مأمونة المسار بجنب مرجعيّةٍ لا يتردّد في الكشف عنها، والافتخار بها، وبرغم المحاذير الرّسميّة والاجتماعيّة.
وعلى خلاف قلّة من ''الرساليين''، فقد وقعَ كثيرٌ منهم في المنزلق الذي عادةً ما يُستدرج إليها ''المظلومون'' في حال خروجهم عن الطور الطبيعي.
لقد تحوّلت نقاط التميّز إلى محاور للتمييز، ووُجهَ الإلغاء بتراكم ثقافيّ مليء بالذاتيّة، وأضحت المرجعيّة ''غير المعترف بها'' كتلة شخصانيّة بعد أن كانت فئويّة مخصوصة بالمتحازبين.
إنها ذاتها الأدواء التي تعتري الجماعة الغالبة، ولكنها تسري هاهنا إلى البقيّة تحت تأثير قانون ''المجاورة'' تارة، وقانون تبعيّة المغلوب للغالب تارة أخرى.
من جهته، كان المحفوظ علامة استثناء، ولو محدودة. تمسّكَ المحفوظ بخصوصيّة الرساليين لجهة الانتماء المرجعي، وتوثيق الصّلة بالقاموس الدّيني، ولكنه جاهدَ لكي يُخلّص ممارسته من الإصابة بالعدوى إيّاها.
امتنع عن الترويج للنسخ الزائفة من المظلوميّة، وقطعَ علاقاته - بشكل أو بآخر - بأية صيغةٍ تفوح منها رائحة الاصطفاف والمزيد من الانغلاق على الذات.
عبرَ بـ ''جبهة التحرير'' إلى ''عمل إسلامي'' رعايةً، أو اضطراراً، لحكم التواجد داخل المكان، بعدا أن كان منفيّاً خارجه. هي شيء من الواقعيّة، ولكن البرجماتيّة أيضاً.
لا يصدر عن المحفوظ خطابٌ دينيّ مبتكر، ولكنه خطيب دينيّ يعرف جيداً محاور التأثير بالجمهور. يمكن أن يصفه البعض بأنه حكيم ''الشيرازيين'' في البحرين، ولكن آخرين يردّدون أنه يجيد لعبة ''تعدّد الأدوار'' ووحدة الهدف.
يُشدّد المحفوظ على العدل والحريّة، وهي أدبيات لم تتغيّر من سيرته الجبهويّة الأولى. مثله كبقية الإسلاميين الحركيين، لا يتردّد المحفوظ في التأكيد على المسألة الدّينيّة ورفض القيم والثقافات الغربيّة والمستوردة، ولكنه - وانسجاماً مع تربيته الأولى - يُفضّل دائماً ألا يقع في المصادرة، فيقول رأيه، ويدعمه بما لديه من براهين، ثم يترك للآخرين حقّ الاختلاف، في القول والفعل.
المصدر
http://www.alwaqt.com/art.php?aid=148211
|
|
|
|
|