|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 22479
|
الإنتساب : Sep 2008
|
المشاركات : 1,407
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
التقية ليست شأنا شيعيا منحرف
بتاريخ : 16-03-2009 الساعة : 04:52 PM
التقية ليست شأنا شيعيا منحرف
بسمه تعالى
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا ان هدانا , والصلاة والسلام على اشرف خلقه محمد وعلى اهل بيته المنتجبين الاخيار .
التقية اصل قرآني وقد استعملها في عهد رسول الله (ص واله) من ابتلي بها من الصحابة , للحفاظ على نفسه فلم ينكر عليه رسول الله (ص واله) بل ايده .
وان المفسرين من علماء السنة من مختلف المذاهب اتفقوا في تفاسيرهم على ما ذهبت اليه الشيعة من اباحتها وجوازها عند تعرض المسلم لضرر على نفسه او عرضه او ماله .
لكن نرى بعض المتطرفين على المذاهب الاسلامية تقذف الاباطيل وتكثر الاقاويل على الشيعة بسبب ممارستهم للتقية واصفين اياهم باهل الباطل والزور واتباع الشيطان وما شابه ذلك من كلمات لا يليق بها المقال ولا يسع كثرتها المكان وانت ايها القارئ الكريم مطلع على اقاويلهم المسمومة المذمومة , وادعوك الى ما سنحققه بخصوص مسألة التقية واجماع المذاهب الاسلامية على جوازها واباحتها فالى ذلك ادعوك فتامل .
مفهوم التقية عند علماء السنة
قال ابن الاثير : النهاية في غريب الاثر 1: 520
(التقية والتقاة بمعنى يريد انهم يتقون بعضهم بعضا ويظهرون الصلح والاتفاق وباطنهم بخلاف ذلك)
قال الالوسي : روح المعاني في تفسير الاية :28 :
( وفي الاية – يقصد رقم 28 من سورة ال عمران- دليل على مشروعية التقية , وعرفوها بمحافظة النفس او العرض او المال من شر الاعداء , والعدو قسمان :
الاول : من كانت عداوته مبنية على اختلاف الدين كالكافر والمسلم .
الثاني : من كانت عداوته مبنية على اغراض دنيوية كالمال ) .
وقال الزمخشري : تفسير الكشاف في تفسير قوله تعالى : { إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ُ}آل عمران/28. قال : ( رخص لهم في موالاتهم اذا خافوهم والمراد بتلك المالاة : مخالفة ومعاشرة ظاهرة , والقلب مطمئن بالعداوة والبغضاء وانتظار زوال المانع )
النتيجة مما تقدم :
نقول : عندما يداهم الانسان خطر وقع تحت وطأة اكراه او اضطرار او تعذيب لا يطاق يهدد حياته او ماله او حياة الاخرين , فترى ذلك الانسان يلوذ بتفكير وطريقة للتخلص والنجاة , هذا التفكير والطريقة هو المسمى ( التقية) وهي حالة طبيعية فطرية يلمسها كل واحد في حياته ويستعين بها ليصون بها نفسه وعرضه وماله كما استعملها الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضوان الله عليه .. هذا بخصوص ما استفدناه وما سوف نستفيده من اقوال علماء السنة الذين يتمتعون بمكانة مرموقة لدى متبعيهم .
التقية – مواقف وشواهد
1- سبب نزول قوله تعالى : {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}(النحل/106).
قال الطبرسي في تفسيره مجمع البيان : 6:203
( في جماعة اكرهوا , وهم عمار وياسر ابوه وسمية وصهيب وبلال وخباب , عذبوا وقتل ابو عمار وامه , واعطاهم عمار بلسانه ما ارادوا منه , ثم اخبر سبحانه بذلك رسول الله (ص واله) فقال قوم : كفر عمار , فقال (ص واله ) : كلا , ان عمارا مليء ايمانا من قرنه الى قدمه , واختلط الايمان بلحمه ودمه , وجاء عمار الى رسول الله (ص واله) وهو يبكي , فقال (ص واله) : ما وراءك ؟ فقال : شر يا رسول الله , ما تركت حتى نلت منك , وذكرت الهتهم بخير , فجعل رسول الله (ص واله) يمسح عينيه , ويقول : ان عادوا لك فعد لهم بما قلت , فنزلت الاية ) .
2-ذكر الرازي : التفسير الكبير 8: 13-15 : ( ان مسيلمة الكذاب قبض على رجلين من اصحاب النبي (ص واله) فقال لاحدهما : اتشهد ان محمدا رسول الله ؟ قال : نعم , نعم , نعم , فقال : اتشهد اني رسول الله ؟ قال : نعم – لان مسليمة الكذاب يزعم انه رسول بني حنفية ومحمد (ص واله ) رسول بني قريش – فتركه ودعا الاخر , فقال : اتشهد ان محمدا رسول الله ؟ قال : نعم , قال : افتشهد اني رسول الله ؟ فقال : اني اصم , ثلاثا , فقدمه وقتله , فبلغ ذلك رسول الله (ص واله) , فقال (ص واله ) : اما هذا المقتول فمضى على يقينه وصدقه فهنيئا له , واما الاخر فقبل رخصة الله فلا تبعة عليه ) .
ومما تقدم من هذين الموقفين او الشاهدين نحدد ان التقية ليست هي بمعنى التخاذل او الجبن او المصطلح والمعنى الذي يجعله اولئك المتطرفين علكة في افواههم بل انها متاصلة ولها جذور لا تنفصل عن الخط الاسلامي المحمدي .
دليل التقية من القرآن
وأقوال مفسري علماء السنة
قال تعالى : {لاَ يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}(آل عمران/28).
تفسير علماء السنة
1- قال ألنسفي : تفسير النسفي , 1:277 :
{إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} الا ان تخافوا جهتهم امرا يجب اتقاءه أي الا ان يكون للكافر عليك سلطان فتخافه على نفسك ومالك , فحينئذ يجوز لك اظهار الموالاة وابطال المعاداة .
2- قال الالوسي : روح المعاني , 3 : 121 :
( في الاية دليل على مشروعية التقية ) .
3- قال الرازي : مفاتيح الغيب , 8 : 13 :
( التقية جائزة لصون النفس , وهل هي جائزة لصون المال ؟ يحتمل ان يحكم فيها بالجواز لقوله (ص واله) : حرمة مال المسلم كحرمة دمه .. ولقوله (ص واله ) : من قتل دون ماله فهو شهيد .. ) .
4- وقال الطبري : في تفسير الاية : 28 : ال عمران :
( الا ان تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على انفسكم فتظهروا لهم الولاية بالسنتكم وتضمروا لهم العداوة ولا تتابعوهم على ما هم عليه من الكفر ولا تعينوهم على مسلم بفعل ) .
بعض من احكام التقية
عند السنة
ذكر الرازي احكاما للتقية , التفسير الكبير , 8 : 13- 15 , منها :
(( ان التقية انما تكون اذا كان الرجل في قوم كفار ويخاف منهم على نفسه وماله فيداريهم باللسان وذلك بان لا يظهر العداوة باللسان , بل يجوز ان يظهر الكلام الموهم للمحبة والموالاة , ولكن بشرط ان يضمر خلافه وان يعرض في كل ما يقول , فان للتقية تأثيرها في الظاهر لا في احوال القلب ....
ورجّح الرازي ما روي عن الحسن من انه قال : التقية جائزة للمؤمنين الى يوم القيامة , بقوله : وهذا القول اولى ) .
التقية في المذاهب الأربعة
1- المذهب المالكي : (ان الاكراه اذا وقع على فروع الشريعة لا يؤاخذ المكره بشيء الا القتل , كما ذهب علماء علماء المالكية الى جواز التلفظ بكلمة الكفر عند الاكراه تقية للنفس من التلف مع وجود اطمئنان القلب بالايمان) . احكام القران لابن عربي , وراجع تفسير ابن جزي المالكي وراجع البحر المحيط لابي حيان
2- المذهب الحنفي : ( يجوز للمكره النطق بكلمة الكفر وسب النبي (ص واله) وقلبه مطمئن بالايمان ولو اكرهت المرأة على الزنا بقيد او حبس لا حدّ عليها ) . كتاب فتاوى قاضيخان , 8 : 484 .
3- المذهب الشافعي : ( من كفر بالله مكرها وقلبه مطمئن بالايمان انّ حكم الردة لا يلزمه , ان المشرّع عفر له لما يدفع به عن نفسه من الضرر . واستدل اصحاب الشافعي على نفي وقوع طلاق المكره وعتاقه وكل قول حمل عليه بباطل , نظرا لما فيه من حفظ حقه كما امتنع الحكم بنفوذ ردته حفظا على دينه ) . احكام القران للكيا الهراسي الشافعي , 3 : 246 .
4- المذهب الحنبلي : ذكر ابن قدامة في المغني , 8 : 262 :
قال : ( وان من اكره على كلمة الكفر فاتى بها تقية لا يحكم بردته , ثم قال : وبهذا قال مالك وابو حنيفة والشافعي , ثم استدل بالكتاب العزيز والسنة على صحة ما ذهب اليه ) .
اذن التقية مشروعة باجماع المسلمين على اختلاف مذاهبهم وهي منهج اسلامي واع يلجأ اليه من تضطره الضرورة للحفاظ على نفسه وماله وعقيدته وهي حالة تنسجم مع الخط الاسلامي العام وليست شأنا شيعيا منحرف .
والحمد لله رب العالمين
|
|
|
|
|