|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 25638
|
الإنتساب : Nov 2008
|
المشاركات : 397
|
بمعدل : 0.07 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ارض النجف
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 31-03-2009 الساعة : 12:28 PM
3
عندما خرج الشرفاء من أبناء القرية يهتفون بالمطلبة بالحقوق المسلوبة ونددون بالقهر الخليفي ويريدون أن تكون هناك حرية عصماء لا يشوبها خلل ,,, أبت الحكومة إلا أن تقول كلمتها و هي نشر الرعب في البلاد حتى وصلت بهم الخسة إلى قتل وجرح العشرات من أبناء قريتنا الغالية وأسر العشرات ونهب الممتلكات وهتك الأعراض والحرمات هذا كله من أجل إسكات من أرادوا أن يقولوا +(إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت)+ ولكن أبت حكومة
الإرهاب والتسلط إلا أن تقيم الحد على هؤلاء المتمثلين بالحق و السراط المستقيم .
][®][^][®][بداية الرعب][®][^][®][
كنا في الساعة 3:30 صباحاً عندما سمعنا دق الباب وكنت حينها نائماً في غرفتي مع أخي ميثم وحينها فزعت من نومي أنا وأخي وقلنا لقد أتت ساعة إعتقال الوالد الأستاذ عمران حسين؛ وبالفعل خرج الوالد لابساً ثوب العزة وهو أعطى أختي أم عبد الجليل بعض الدنانير وقال لها أبلغي أخاك عندما يستيقض أن أباه يبلغه السلام وأعطيه الدنانير لكي يذهب للسوق المركزي (مكان عمل الوالد السابق) حينها خرج وإذا بالمجرمين قد إحتلوا ما يقارب الربع من البيت أي البوابة الأمامية وقال لهم الوالد : ماذا تريدون ؟؟
قالوا له : نأمركم أن تخلوا البيت وخذوا معكم أغراضكم من أكل وثياب وما شاكل !!!
قالت أمي : وإلى أين نذهب في هذه الساعة المتأخرة من الليل ؟؟!!!!!
قالوا : إذهبوا إلى أي مكان ... مدينة حمد ، المنامة ،إذهبوا إلى الجحيم .
قال أبي: ومتى نأتي إلى البيت ؟؟؟؟
قالوا : حتى إشعارٍ آخر .
قالت أمي : آخر الشهر ؟؟؟ كيف ونحن في أول يومٍ من الشهر ؟؟
قال الأرجاس الذين أشبعوهم وأحشوهم بالكلام البديئ : حتى إشعارٍ آخر وليس آخر الشهر .
عندها بدأنا بتحميل أغراضنا ؛ وخرجنا رأينا بأم عيننا ما قد حصل للقلعة الحصينة الجامع الكبير الذي يؤسف على ما قد حل به من الدمار والخراب هنا كتب تتطاير والتحف الحسينية في الأرض حتى القرآن لم يسلم من بطش الأحقاد الجاهلية . فتذكرت على الفور أعداء الإسلام ك( هولاكو ؛ وجنكيز خان وتيمور لنك ) الذين عاثوا الفساد في البلاد والعباد .
][®][^][®][عيون البراءة تكشف الإرهاب بعين الحقيقة][®][^][®][
تقدمت سيارة الوالد وكنا في سيارة من نوع (البيك أب) للمرحوم الخال جميل عبد الوهاب (ره) ورأينا ما قد رأينا من الإرهابيين بين كل مترين يقف أحد أفراد قوات الشغب بيده سلاح لا أدري لماذا !!!! ربما لقمع العزل وإرهابهم . حتى دخلنا إلى وسط القرية (الديرة) وكنا صغاراً لا نعلم أن هذا اليوم سيكون يوم شؤمِ علينا وعلى هذه القرية الحبيبة .
توجهت الوالدة إلى بيت جدنا (عبد الوهاب الجمري ) وطلبت من الجدة (ره) أن تضيفنا ورحبت رحمها الله بنا وجلسنا نرتب أغراضنا من حاجيات وملابس ومستلزمات أكل. وكانت لأختي أم وائل قد وضعت إبنها وائلاً حديثاً وقد كانت مرهقة جداً ذلك اليوم ؛ وإذا بالوالدة تستفز الوالد وتطلق الولاويل وإذا بالوالد يتحرك من مكانه إلى مسجد أبي ذر الغفاري (الوسطة).
][®][^][®][شحد الأهالي للإستنكار][®][^][®][
ذهب الوالد ومعه الخال عبد الأمير للمسجد وهتفوا بالمكبرات الصوتية بالتكبير والنداءات الإلاهية وقد كان العد في ازدياد من رجال ونساء كنت حينها قد منعت من الذهاب لمكان الحـدث واكتفيت بأن أصعد على بيت جدتي وأرى الحدث عن كثب وإذا بأصوت الرصاص تهز بدني ؛ وكأن الرصاص قد وقع في صدري هرعت أنا وأخي إلى أسفل الدار لتقصي الخبر وإذا بميثم يفتعل ويمثل بأن الرصاص قد خرق جسمه فأخذت أختي أم وائل وفي كفها إبنها الذي لم يتجاوز العشرة أيام تصرخ بهستيريا وتقول : ماذا حدث لك ؟؟؟ خاف أخي من هستيرية أختي وقال لها لم يحدث شيئ إنما أنأمثل عليك . أخذت أختي تبكي ,,, في هذه الأثناء خرج خالي جميل عبد الوهاب (ره) من الغرفة التي كان يقيم فيها صلاته ويريد ضرب أخي ميثم ففر أخي وأخذا يجولان في القرية وقد كانت هذه من الألطاف الإلاهية حيث أنهما فلتا بجلديهما من الأسر . بقيت أنا مذهولا ..... من الذي أصابه هذا الرصاص ؟؟؟؟ وإذا بالصوت قد أتا ،،،،،، أم سيد محمود وأم عبد الجليل قد أتيا من مكان الحادث وجسميهما يشخبان بالدماء السائلات على بدنيهما وهما تصرخان من الألم ويقولان اللهم أشهد اللهم أشهد. رفعت على الفور سماعة الهاتف وهرعت بالإتصال بالعم محمد حسين عمران وأخبرته بما جرى فأتى مسرعاً ونقلهما على الفور إلى المستشفى الدولي .
][®][^][®][أخبار الموت والفزع][®][^][®][
أقبلت الأخبار السيئة تترى علينا من كل حدب وصوب وإذا بأفرادٍ من أبناء قريتنا العزيزة يطلبون منا أن نستضيفهم في بيتنا وقد خبئناهم في المجلس وفي هذه الأثناء أيضاً أتى زوج خالتي منير محمدعلي الغسرة (أبو عبد العزيز) والخال الملا كامل عبد الوهاب الغسرة (أبو عبد الوهاب) لتقصي الأخبار ولكن لسوء طالعهما قد أتى أبناء الزنا والخنا المرتزقة اليهود ,,, أتوا إلى دارنا وشاهدوهم وتوالت الضربات عليهم حدب وصوب وهم يصرخون الله أكبر الموت للمرتزقة النصر للإسلام . في هذه الأثناء صرخت الجدة العزيزة عليهم بأعلى صوتها دعوهم فجعلوا فوهة البندقية على مقدمة رأسها فقالت : الله في الوجود والله ينظر لأفعالم ...
بعد سويعات أتت الوالدة وفي يديها بناتها وهي تقول البنت شفيت والباقي هو زوجها !!!!!! فزع الجميع من هذا الكلام وسألناها عن السبب فقالت إن محمد جعفر زوج أم سيد محمود قد أصيب وإخوانه على سبيل الجهاد ونصرة الحق برصاص أنصار وأعوان اليهود بالرصاص وإنه الآن يرقد في المشفى الدولي ؛ بعدها بدقائق أتانا الإتصال من سلمانية وإذا بــ محمد عبد الجليل السباع (أبو وائل) زوج أختي يقول إن الشهيد السعيد قد نقل إلى السلمانية وإن حالته تستدعي عملية مستعجلة ولربما يلاقي حتفه . قلت للوالدة : دعينا نقرأ دعاء كميل في هذه الساعة قالت لي : إقرأ وسوف نتابع معك وأقبلت النساء من كل مكان وإذا بالهاتف يصيح والكل ينظر إليه وكأن الصوت قد تغير أو كأنه نعيق غراب أو قل كأنه الموت وذهبت له الوالدة وهي لا تريد أن ترفعه وإذا بأبوا وائل يقول : عظم الله لكم الأجر في فقد الشهيد السعيد ..... غلقت أمي الهاتف على الفور وذهبت لتصفع الناس بالخبر السيئ وقالت ((( قومي يزينب للحسن بانأدي حقوق ,,, زيني الخيمة ونشفي دمعج المدفوق ))) وأخذن النساء يتصايحن ويقولون الله أكبر ألله أكبر وإذا بأم محمد خالتي زوجة الحاج عبد الله حبيب قد أقبلت وأشعلت المكان بالبكاء والنحيب .
][®][^][®][خبر وفاة الشهيد السعيد محمد علي عبد الرزاق][®][^][®][
في هذه الساعات أردنا ان نتقصى أخبار الديرة والكل يقول بأن الديرة قد خرجت على بكرة أبيها مطالبين بالإفراج عن الشيخ الجمري والكل حامل روحه على الأكف وقامت الطائرات تقصف القرية من كل مكان والكل لا يخاف من أي شيء حتى النساء أخذن يقدفن قوات الشغب المنتشرة في أزقة القرية . وافق المسؤل على حصار الشيخ الجمري على أن يدفن الشهيد محمد جعفر 18 شخصاً فقط وقد نزلوا لذلك المكان وأراد الوالد أن يدخل على المغتسل ليرى النظرات الأخيرة لزوج ابنته ولكن يقول بأن الذي منعه كأن قلبه كان يتقطع أو أن من يعصر قلبه . دفن الشهيد السعيد محمد جعفر وفي المكان نفسه أتانا خبر الصاعقة عن الشهيد محمد علي عبد الرزاق إذ أنه قد أصيب ومن شدة الوجع استشهد رحمه الله برحمته وأسكنه الفسيح من جنته.
][®][^][®][لم تهدأ العاصفة في ذلك اليوم][®][^][®][
أقيمت الفاتحة على روحيهما الطاهرتين وإذا بقوات الشغب تعلن بأن لا هدوء لأبناء القرية في ذلك اليوم فقتحموا الصرح الحسيني مأتم الغرب وقدفوه بالأسلحة الممنوعة دولياً وأخذت الأطفال والشيوخ تهرع من شدة الذهول لما قد وصلنا إليه في بلد الإسلام والكل يستنكر الحدث وكأننا لا نعيش الإسلام.
إلى هذا اليوم نتذكر هذه الوقائع ونحن نقول أين حقوقنا وأين محاكمة من تسببوا في ذلك اليوم بالرعب والدمار لقريتنا الحبيبة بني جمرة.
|
|
|
|
|