اعتبر «أنصار الإسلام» حلقة ربط بين عناصر «القاعدة»
بتاريخ : 17-04-2009 الساعة : 12:10 PM
يؤكد السياسي الكردي البارز القيادي في «الاتحاد الوطني الكردستاني» ملا بختيار ان عناصر حركة «انصار الاسلام» يمثلون حلقة الوصل بين تنظيمات «القاعدة» في العراق وأفغانستان لكنهم مطاردون في جبال السليمانية ولا يمكن ان يستقروا في مكان واحد.
بختيار قال في حوار مع «الحياة» ان الانشقاقات في صفوف «الاتحاد الوطني الكردستاني» بزعامة جلال طالباني، والذي يشغل عضوية مكتبه السياسي لن يكون مؤثراً في وزن الحزب على رغم ان ترشيح احد قادة الحزب السابقين نوشيروان مصطفى والمنشقين عن الحزب اخيراً سيشكل تحدياً.
وهنا نص الحوار:
> كيف تنظر الى الانشقاقات داخل الاتحاد الوطني؟
- نأسف بالطبع لانشقاق أربعة من قياديي الحزب اخيراً ونحن نحاول اقناعهم بالعودة، وعلى رغم ان الانشقاق سيؤثر نسبياً في الاتحاد، الا ان ذلك التأثير ليس كبيراً وسنتمكن من تجاوزه.
نحن نحاول اقناع المنشقين بالعودة، ومع هذا نحن نظمنا امورنا داخل الحزب للمشاركة في انتخابات اقليم كردستان والانتخابات العراقية.
> لكن، هناك حديث دائم عن الاصلاح السياسي سواء منكم ام من المنشقين. من يحمل راية الاصلاح هنا؟
- ليس لجهة الادعاء انها وحدها لها الحق في رفع راية الاصلاح، نحن نعترف بوجود فساد اداري ومالي ومشاكل تنظيمية، وهذا ليس مثار خلاف مع المنسحبين بل ان الخلاف هو حول طريقة حل هذه المشاكل وآليات الاصلاح.
ودعني اكشف ان المنشقين الاربعة كانوا قدموا مشروعاً اصلاحياً الى السكرتير العام للحزب وبادر بدوره الى تشكيل سبع لجان لدراسة المشروع وإقرار آليات لعمله وكانت اربع من تلك اللجان برئاسة المنسحبين الاربعة، وبعد مضي نحو 40 يوماً قدمت اللجان تقاريرها وكنا سنعقد يوم 14 شباط (فبراير) الماضي اجتماعاً لإقرار التوصيات لكنهم قرروا اعلان استقالتهم قبل يومين من الاجتماع ومن دون مبرر واضح. ومع ذلك، فإن كل التوصيات التي قدمتها اللجان اقرت ويتم العمل فيها الآن، ونحن في صدد إجراء تغييرات واسعة في المؤسسات الصحية والتربوية بعد ان اجرينا تغييرات في مؤسسات سياسية وأمنية في ضوء ورقة الاصلاح.
> ألا تشكل مشاركة منشق آخر عن الحزب هو نوشيروان مصطفى في الانتخابات المقبلة بقائمة مستقلة تحدياً كبيراً لوزنكم السياسي؟
- نحن نأسف اذا كان السيد مصطفى اتخذ مثل هذا القرار على رغم انه لم يتقدم حتى الآن بطلب لتأسيس كيان سياسي يشارك في الانتخابات، كان قراره «مفاجأة» لنا لأنه حين انسحب من الحزب قال انه سيتوجه الى العمل الإعلامي فقط ودعمناه على اساس هذا التأكيد.
ومع هذا نحن مطمئنون لوزننا السياسي وإمكاناتنا في الانتخابات المقبلة داخل اقليم كردستان، وحتى لو كانت هناك قائمة جديدة لن تكون مؤثرة في نتائج الانتخابات وهذا ما اثبته استمرار التحالف الاستراتيجي مع الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني على اساس استمرار تقاسم الوزن السياسي بالتساوي في القائمة المشتركة.
> لننتقل الى العلاقة مع بغداد ونتحدث عن طبيعة الخطاب السياسي الكردي الميال الى التهديد بالانفصال بين الحين والآخر؟
- اقليم كردستان هو جزء من الحالة العراقية، وتلك الحالة محكومة بالدستور والتفاهمات المشتركة، وما دمنا نقول اقليم كردستان فإن الحديث عن الاستقلال غير وارد، وكل ما نسعى اليه هو الايمان بالديموقراطية الحقيقية في العراق، لأن القضية الكردية هي جزء حيوي من القضية الديموقراطية في العراق ولكن بعض السياسيين في بغداد ليسوا ديموقراطيين ولذلك تراهم يتحدثون عن الانفصال الكردي.
> لكن هذا الحديث يبدو متواتراً بطريقة اشد وضوحاً لدى السياسيين في حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»؟
- نحن في النهاية حزبان ولسنا حزباً واحداً، وهناك بالتأكيد خلافات بيننا حول الاساليب والحلول، لكن تلك الاختلافات لا ترقى الى ان تكون خلافات جوهرية، فتحالفنا عميق ومتجذر.
> لديك كتاب باسم «ثورة كردستان ومتغيرات العصر»، كيف تنظر الى قضية إنشاء دولة كردية في نهاية المطاف؟
- اعتقد شخصياً ان الامر مرتبط بالمتغيرات الحاصلة في العالم، فإذا تغيرت خريطة الشرق الاوسط لأي سبب، يمكن ان يكون هناك حظ للشعب الكردي في تأسيس دولة، ما عدا ذلك فإن الواقع الدولي والاقليمي يحكم هذه المسألة.
نحن كسياسيين وأحزاب كردية نرى ان حلمنا بإقامة دولة كردية مشروع لكل شعب وهو ايضاً امل لشعبنا، لكن الامور لا تقاس بالاحلام فقط وهناك معطيات يتعامل معها الاكراد بمسؤولية وواقعية.
> وكركوك؟
- نحن مؤمنون بالحل الدستوري لقضية كركوك، وهذا الحل تم بالفعل عبر المادة الدستورية 140 التي وضعت اسس التعامل مع القضية، وهذا الموقف عادل بالنسبة الينا، لكن كركوك لن تتحول الى ازمة عربية - كردية ولا الى صراع، في النهاية سيدرك الجميع ان اللجوء الى الدستور مدخل اساس لحل القضية.
> حركة «انصار الإسلام» نشأت في جبال السليمانية، كيف تقوّمون وضعها ومدى خطورتها اليوم؟
- خطورة تنظيم «انصار الاسلام» تتمثل في انه يشكل حلقة وصل مهمة بين عناصر «القاعدة» في افغانستان وباكستان والعراق، وهذا التنظيم كان خطط ولا يزال يخطط لعمليات ضد اقليم كردستان، لكننا لاحقناه بقوة وبدعم شعبي كبير وتمكنا من تشتيته وإنهاء وجوده في المناطق التي كان موجوداً فيها.
بحسب المعلومات المؤكدة لدينا ان الناشطين في التنظيم اليوم لا يتجاوزن 250 شخصاً يتحركون في الجبال المحاذية لحدودنا.
> وكيف تتعاملون مع انشقاقات التنظيم التي اختارت العمل السياسي؟
- ما دمنا نطرح انفسنا كمجتمع وسلطة ديموقراطية، فمن واجبنا التعامل مع كل من يختار العمل السياسي، وعلى رغم كوننا حزباً علمانياً نتعامل اليوم عبر آليات ديموقراطية مع ثلاث حركات اسلامية هي: «الحركة الاسلامية» و «الاتحاد الاسلامي» المنشق عن «انصار الاسلام» و «جمعية الاسلاميين» ونحن نساعدهم ونمد لهم يد العون ما دمنا متفقين على ان الارهاب ظاهرة خطيرة وتنبغي مواجهتها.
> ما رأيك بمصطلحي «كادحون» و «فراعنة» المنتشرين في السليمانية؟
- (يضحك) اعتقد انك تشير الى ظاهرة الفساد، وانا قلت ان هناك فساداً ونحن نعمل على محاربته، ليس من حق المسؤول ان يكون تاجراً او مقاولاً او شريكاً في شركة، فنحن حزب تتقدم اهدافه تحقيق آمال الكادحين وخدمتهم، وأعد بأن الاصلاح قادم وكبير وسينهي وجوه الفساد على رغم ان الظاهرة في النهاية ليست كبيرة مقارنة ببقية انحاء العراق.