[تشرين ربيعة]

لاريجاني يربط بين اتهامات القاهرة لحزب الله والانتخابات.. و"الوطن" تعتبرها افلاسًا سياسيًا

الاحد 12 نيسان 2009

استمرت قضية الاتهامات المصرية الى "حزب الله" بالتفاعل، مع دخول طهران ودمشق دائرة الدفاع عن الحزب واتهامهما القاهرة بالتصعيد ضد الحزب في محاولة لاستعادة دورها الإقليمي، في وقت شنّت الصحافة المصرية هجومًا عنيفا على الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله مطالبة بتقديمه الى المحاكمة.

لاريجاني: الرأي العام لم ينس تواطؤ البعض مع إسرائيل

واعتبر رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني أن الضجة الاعلامية المفتعلة ضد "حزب الله" تهدف الى التأثير في الانتخابات التشريعية المقبلة، ورأى "أن الحكومات المتهمة بالتعاون مع اسرائيل في الحرب التي شنتها على غزة نشرت هذه الدعاية في خطوة لإستعادة ماءِ الوجه"، قائلًا "ان تخبطها في هذه الضجة الاعلامية أظهر مدى التزام "حزب الله" بالمسؤولية تجاه الفلسطينيين وحرصه على تقديم العون لهم. ودعا لارجاني "مفتعلي هذه الضجة الى مراجعة مواقفهم لأن الرأي العام ليس ساذجا، ولم ينس تواطؤ هذه الحكومات مع اسرائيل خلال حرب غزة".

"الوطن": الاتهامات المصرية تعكس الافلاس السياسي

صحيفة "الوطن" السورية رأت بدورها ان "التصعيد المصري الأخير على "حزب اللـه" يحمل خلفيات مثيرة للشكوك، خاصة في وقت يعاني فيه الموقف السياسي المصري، عربياً وإقليمياً، حالة ارتباك وغياب للرؤية قد تترك آثاراً سلبية كبيرة على مصر والمنطقة خلال السنوات القادمة". وقالت الصحيفة ان الاتهامات الطائفية التي وجهتها السلطات المصرية الى "حزب الله" "تبدو مجرد وجه آخر للإفلاس الذي تعانيه السياسة المصرية داخليا، وانعكاسا جديداً للارتباك الحاصل في علاقتها بشعبها، وافتقادها للجاذبية السياسية لتكون محور تراصف الشعب المصري".

الصحافة المصرية تطالب بمحاكمة نصر الله

في المقابل وجهت الصحافة المصرية انتقادات عنيفة الى أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله، وطالبت بمحاكمته. واعتبرت صحيفة "الجمهورية" في عنوان على صفحتها الاولى ان نصر الله "مجرم لا يعرف التوبة". وتوجه رئيس التحرير في الصحيفة محمد علي ابراهيم الى نصر الله بالقول: "لا نسمح لك يا شيخ "قرد" ان تسخر من رموزنا القضائية، فأنت قاطع طريق ومجرم عريق قتلت ابناء بلدك، لكننا لن نسمح لك بان تهدد أمن مصر وسلامتها تحت أي مسمى وتحت أي ظرف، واذا اقتربت من سيادتها تحترق". وأضاف: "انت وعصابتك ارهابيون يا شيخ حسن، وقريبا ستعلم التفاصيل عندما يعلن النائب العام تفاصيل التحقيق مع تنظيمك الارهابي".

صحيفة "الأهرام" رأت بدورها "ان ما أعلنه الامين العام لحزب الله حسن نصر الله واعترافه بقيادة محمد يوسف منصور سامي شهاب خليته الارهابية في مصر، يدخله في دائرة الاتهام باعتباره المحرض والمسؤول عن التمويل".

صفير يأمل في انتخابات هادئة وعون يزور بكركي مهنئًا

محليًا، غصّ الصرح البطريركي في بكركي بالمهنئين بعيد الفصح وفي مقدمهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي عقد خلوة مع البطريرك الكاردينال نصر الله بطرس صفير، استمرت نصف ساعة وتناولت المواضيع المطروحة على الساحة. كما زار بكركي النائب ميشال عون، الذي قال بعد اللقاء إن الحديث مع البطريرك كان روحيا وثقافيا وليس سياسيًا.

وفي عظة قداس الفصح، تحدث البطريرك صفير عن الحروب المنتشرة في معظم البلدان في منطقتنا، من العراق الى فلسطين الى غيرهما من البلدان، وسأل: "هل بامكاننا ان ننسى ما جرى عندنا من اغتيالات ذهبت بعدد لا يستهان به من خيرة مواطنينا؟ وهذا ما أورثنا هذا الوضع الذري الذي نعيش فيه". وأضاف صفير: "جاءت الانتخابات المقبلة لتزيد في شرذمة الصفوف، وإذكاء حدة التنافس، فيما الانتخابات تجري عند غيرنا من البلدان الراقية في هدوء وسكينة، ولا تقضي أكثر من أن يلقي كل مواطن بورقته في صندوقة الاقتراع، وهو ذاهب الى عمله، فيختار من يختار، دون اغراء او تهديد أو وعيد". وسأل صفير الله "ان تجري هذه الانتخابات في جو من الهدوء، فيبرهن اللبنانيون على أنهم أصبحوا على قدر كبير من المسؤولية".

بري يدعو الى استكمال المجلس الدستوري

وفي المواقف السياسية، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الجميع الى "التقنين في التصريحات المتوترة المبالغ فيها، والتقنين في وعود ووضع احجار الاساس لمشاريع يتعثر المواطنون بحجارتها بعد الانتخابات"، معتبرًا "ان صناعة المستقبل وبناء المستقبل أمر يعني الجميع، وليس صحيحًا ان طرفا يعنيه يمكنه ان يمثل المستقبل او الامل او التقدم او التغيير لأننا مجتمعون وكذلك في المقاومة ومتحدون بالكاد نحقق أيا من هذه الاهداف". وطالب بري بـ"جعل الانتخابات موعدا للعبور الى وطن آمن ومستقر"، داعيًا الى دخول الانتخابات من باب استكمال المجلس الدستوري بادىء ذي بدء".

الموسوي: اتفاق الدوحة سينظم العلاقات بين اللبنانيين بعد 7 حزيران

الى ذلك برز موقف لمرشح "حزب الله" عن دائرة قضاء صور نواف الموسوي، رفض فيه "ما ردده بعض مسؤولي فريق الموالاة بأن اتفاق الدوحة عابر وموقت، وبأن مفاعيله تنتهي في السابع من حزيران المقبل"، معتبرًا أن "هذا الاتفاق ينص على تثبيت الاستقرار وحماية السلم الاهلي وتحقيق المشاركة ورفض الهيمنة والاحادية، وهو الاتفاق الذي سينظم العلاقات بين اللبنانيين وإيقاع المؤسسات الدستورية قبل 7 حزيران وبعده".

وأضاف الموسوي: "صفحة تنفيذ القرار 1559 يجب أن تطوى في المعركة الانتخابية المقبلة، وسنضع الشاهد على قبر هذا القرار الذي لم يجرّ على لبنان سوى الآلام والويلات، إن محاولة تطبيقه بدأت بمحاولة تكريس الهيمنة الأحادية لفريق لبناني ارتضى أن يكون أداةً لتنفيذ هذا القرار الذي يحمي المصالح الأميركية والإسرائيلية".