سؤال جال في خاطري وأحببت أن أستفيد من علم أخواني الموالين وزملائي السلفيين في هذا المنتدى المبارك:
أين دفنت الحميراء (عائشه)، وهل لها قبر يعرفه المسلمون؟
يقول الشيخ علي الكوراني في كتاب (جواهر التاريخ ج2 ص305):
ولم تفصح مصادر الخلافة كيف توفيت عائشة لكن المؤشرات ورواية الأعمش وغيرها تذكر أن معاوية قتلها بعد قتل أخيها عبد الرحمن.
فقد نقل في (الصراط المستقيم: 3/ 47) تعليق الأعمش على قول معاوية: ((ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا تحجوا ولا لتزكوا أنكم لتفعلون ذلك ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم وعلى رقابكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون! ألا واني كنت منيت الحسن واعطيته اشياء وجميعها تحت قدمي لا أفي بشيء منها له)). قال الأعمش رحمه الله: ((هل رأيتم رجلا أقل حياء منه؟ قتل سبعين ألفا فيهم عمار وخزيمة وحجر وعمرو بن الحمق ومحمد بن أبي بكر والأشتر وأويس وابن صوحان وابن التيهان وعائشة وأبي حسان ثم يقول هذا؟!)) أنتهى.
فهذا تصريح من الأعمش بأن معاوية قتل عائشة!!
وقال الحاكم (3: 76): ((أنها قالت عند موتها: الحمد لله الذي يحيي ويميت أن في هذه لعبرة لي في عبد الرحمن بن أبي بكر! رقد في مقيل له قاله فذهبوا يوقظونه فوجدوه قد مات فدخل نفس عائشة تهمة أن يكون صنع به شر أو عجل عليه فدفن وهو حي فرأت أنه عبرة لها)). (شعب الإيمان: 7/ 256وتاريخ دمشق: 35/ 38).
وهذا يعطي ضوءاً على ظروف سم عبد الرحمن وظروف موت عائشة!
قال البياضي العاملي في (الصراط المستقيم: 3/ 630)، ونحوه في (3/ 45): ((وقال صاحب المصالت: كان معاوية على المنبر يأخذ البيعة ليزيد (في المدينة) فقالت عائشة: هل استدعى الشيوخ لبنيهم البيعة؟ قال لا,قالت فبمن تقتدي؟ فخجل، وهيأ لها حفيرة فوقعت فيها وماتت)) انتهى، ومعنى خجل معاوية أنه أفحم!
على ان معاوية لا يحتاج لأن يحفر لها حفرة ويغطيها لتسقط فيها إلا أن يكون ذلك مساعداً لمجموعته المتخصصة في السم بادارة طبيب يهودي!
كما لا نستبعد نقمة مروان الذي اصطدم بها وبأخيها عبد الرحمن بشدة وهددته بقولها: ((يا مروان افينا تتأول القرآن وإلينا تسوق اللعن والله لأقومنَّ من يوم الجمعة بك مقاماً تود اني لم اقمه))! (الأغاني: 17: 375)، لكن عائشة ماتت قبل ان تقف وتخطب يوم الجمعة، كما مات أبي بن كعب يوم الأربعاء قبل أن يقوم يوم الجمعة ويفضح أهل الصحيفة والعقدة!
وقد استنكر معاوية على ابن عمر بكاءه على عائشة!
ففي (وفيات الأعيان 3/16): ((ولما ماتت بكى عليها ابن عمر فبلغ ذلك معاوية فقال له: اتبكي على أمرأة؟ فقال: إنما يبكي على أم المؤنين بنوها، وأما من ليس لها بابن فلا ...))
إلى أن يقول الكوراني: فالمتفق عليه عند الجميع أن عائشة ماتت وهي مغاضبة لمعاوية وليس لها إمام.
ماتت عائشة بنت أبي بكر سنة 57 أو 58 من الهجرة ، وصلّى عليها أبو هريرة ، ودفنت ليلاً بالبقيع بوصية منها ، ((قيل لها : ندفنك عند رسول الله ؟ قالت : لا ، لأني أحدثت بعده أحداثاً ))!
شي غريب لايدخل العقل وربما يكون بمثابة صدمه قويه للأخوه هذا الخبر!
ذكر المصادر:
في زيارة معاويه للمدينه لأخذ البيعه لابنه يزيد عارضه الكثير من الصحابه لفسق يزيد وجهله وعندما قرر معاويه الأنتقام منهم بالخصوص من قتلة عثمان بن عفان فأمر بقتل عبدالرحمن بن ابي بكر واخته عائشه بنت ابي بكر. وقد قتل الاثنين غيلة.
إذ قتل عبدالرحمن بالسم وقيل بدفنه حيآ, وقد يكون معاويه قد استخدم الوسيلتين معآ أي سمآ ودفنه حيآ.
(1).... البدايه والنهايه ,ابن كثير 8/123, المستدرك الحاكم 3/476
***********
وقتل معاويه عائشه بحفر بئر لها وغطى فتحة ذالك البئر عن الأنظار (1)
....كتاب حبيب السير ,غياث الدين بن همام الدين الحسيني ص425
**********
وكانت عائشه قد ثارت على معاويه لقتله أخيرآ عبدالرحمن وتخاصمت علنآ مع مروان ابن الحكم والي معاويه على المدينه فالحقها معاويه بأخويها عبدالرحمن ومحمد في سنة 58 هجريه
وكانت العداوة بينها وبين بني اميه قد بلغت ذروتها . لكنهم اضعفوها بقتلهم لأبي بكر وابنيه محمد وعبدالرحمن وطلحه.
وقال ابن كثير في البدايه والنهايه بن عائشه وعبدالرحمن بن ابي بكر ماتا في سنة واحدة (1).......................... البدايه 8/96
وماتت عائشه وعمرها 67 سنة
**********
وقال صاحب المصالت : كان (معاويه) على المنبر يأخذ البيعه ليزيد (في المدينه) فقالت عائشه هل استدعى الشيوخ لبنيهم البيعة , أي هل أوصي ابو بكر وعمر لابنائهم.
قال : لا
قالت فبمن تقتدي ؟؟
فخجل (معاويه) وهيأ لها حفرة فوقعت فيها وماتت
فقال عبدالله بن الزبير يعرض بمعاويه
لقد ذهب الحمار بأم عمرو
فلا رجعت ولا رجع الحمار
(1) ..................الصراط المستقيم 3/ باب 12/46
*********
وللتغطيه على اغتيالها اشاع الأمويون بانها أمرت ان تدفن ليلآ فدفنوها ليلآ مثلما دفنو أباها !
(1)...................... تهذيب الكمال 35 /235 , الطبقات الكبرى 8/77
هذا ما توصلت إليه من بحثي على المصادر
رغم أن اهل السنة يقولون بدفنها بالبقيع مع زوجات النبي ص