مهنا الحبيل
حين يزور المليك شرق الوطن الأعز بالوحدة الوطنية وعمقها العربي الإسلامي وحين يتردد على ساحل الخليج وطرفه الأغر فإن الشرق يحييه بأحسائه الكبرى من جبيل البوعينين وحتى سلوى وكل مدن الشرق، يحييه ويعاهده مجددا بعروة الوحدة ووشائجها القوية منذ أن صيغت في نسختها الأولى حيث حركة ديسمبر 1912 في منزل مفتي الأحساء الشيخ عبد اللطيف الملا وقررت الحركة مراسلة الملك عبد العزيز بعد وصول البعثات الانجليزية الطامعة في الإقليم وبناء على حسم مفتي الأحساء السابق رحمه الله الشيخ الملا وشخصيات وطنية خاطبت الأحساء المليك للانضمام للوحدة الكبرى فدخل بها الشرق كله، خاطبته مستندة على تقريرات الشرع ووحدة الهوية القومية متطلعة إلى التقدم الحقوقي في هذا المضمار للشعب كل الشعب، وهي تجدد العهد بالتمسك بالوحدة والولاء لها للقائد الوالد عبد الله بن عبد العزيز ، وحدة على وشيجة العروة الوثقى التي نجعلها مرجعاً بيننا وبين الدولة عدالة العهد الراشد على ما كان عليه رسول الله وخلفاؤه الراشدون نستلهم دعوة الإصلاح والتقدم وندعو إلى هداها .
كل الشرق يعاهد الوحدة من قلب الشرق وضميره وتاريخه الحضاري والعربي المجيد الأحساء وقلاع مدارسها الشرعية ومعاهد علمائها ، تُعاهد من بحرها الذي حوى شهداء الجيش العربي الذي هزم البرتغاليين وصدّ الأجانب عن حياضها في معركة العقير الكُبرى مروراً بكل حواضرها وقراها وباديتها وصولا إلى بقيق موطن بادية الشرق العريقة .
كل الشرق يعاهد من قلعة ارحمة الجلاهمة الدمام حيث تكسرت سفن الأسطول الانجليزي وعجزت هرمز أن تتقدم نحوها ، كل الشرق يعاهد للوحدة من حاضرة الخبر وتأسيسها على يد دواسر البديع إلى عنك بني خالد ومن القطيف وصفوى وسيهات وتعاهد عربية أبية من دارين بن عبد الوهاب الفيحاني النوخذة العربي مضرب من مضارب المثل لكرم الشرق ومروءته. كل الشرق للوحدة يعاهد من باديته المتجذرة مئات السنين بدءًا ببني خالد وأبناء عمومتهم من عقيل عامر حاضرة وبادية ومن علية يام عجمان ومريّة يعاهدون للوحدة حتى معاقل بني هاجر وأبناء زايد وكل بادية أبية ، هذا الشرق عربي يقطر عراقة وانتماء يقطع حلم الأجنبي وراياته الشائنة وحدة على رايات الإسلام وهديه مستلهمة الولاء لأجدادهم أصحاب رسول الله وآله صلى الله عليه وسلم .
سنة وشيعة متآخين متعايشين
وحدة لا تصنع الكراهية ولا التحريض فالوعي الشرقي التقدمي ينبذ الفتنة ويكره التحريض ويساند تآزر المجتمع وحماية بيضته وبث روح التآلف والتعاون والمصالح المشتركة لأبناء الشعب كل الشعب ولذا كانت عهود الوحدة تُوثّق عُرى المجتمع وتبني ولا تهدم ، ولا تُطمع بها الجُهال ولا الخصوم.. منهج أحبه الله ورسوله لأنه خصمٌ للفتنة والفتنة يكرهها الله والانبياء وتحكيماً لأمر الشارع ومنهجه الإنساني العظيم هذا هو نهجٌ من دستور رسول الله صلى الله عليه وسلم .
حلم الشرق بين يدي المليك
ولأن حُبنا صادقٌ للمليك وثيق لعهود الوحدة ليس تزلفاً ولكنه انتماء فنحن على أمل في تحقيق الحلم في تقدم الوطن كل الوطن على منهج الإصلاح الدستوري الإسلامي .
وللشرق حاجات ماسّة تنتظر وعد المليك لأبناء شعبه ولسنا نحصر الاحتياج ولكن نركز على المشاريع المهمة وأولها إنشاء مستشفيين تخصصيين بسعة ألف سرير لكل منهما احدهما في الأحساء والآخر في القطيف ومعالجة الطريق المساند والبديل بين الظهران والاحساء وباقي الطرق وتعميد مصنع التمور بالأحساء لمضاعفة الكمية المشتراة من تمور المنطقة من قبل المصنع لبرنامج الأمم المتحدة أو توزيعها على جمعيات الداخل لكي تساند زراعة النخيل في الأحساء وتُنّمّى .
وينتظر أبناء الشرق من مشاريع الخير للقائد معالجة جذرية لأرصفة الصيد في القطيف لمصلحة ابناء القطيف وتحويل مشروع التطوير إلى دعم صيادي القطيف لكي يكون الإنتاج بيدهم كمواطنين فتنمّى حركة المشروع وتُدعم مالياً للصيد وتجارة الأسماك . ومن المؤمل أن يجد هذا المقترح الذي رفعناه قديما للدولة رعاها الله التنفيذ بأن تُخصص شركة ارامكو دعماً مالياً لمشاريع تنموية للمنطقة وخاصةً معالجة المشاكل البيئية التي تسببت بها بعض الحقول والمصانع ، والجميع من أبناء الشرق يأمل في أن تزيد شركة ارامكو من إنشاء المدارس للبنين والبنات واستمرار صيانتها .
جامعة الملك عبد الله للعلوم والفكر الإنساني
إن الشرق ينتظر هذه اللحظة التي تُعالج فيها قضية المحرومين من التعليم الجامعي وخاصةً في مجالات العلوم وانه للحظة مهمة تتصل بها هذه الفكرة في خطاب التجديد الإسلامي المؤصل شرعا للفكر الإنساني الحديث بتأسيس جامعة في الأحساء ويؤمّن نقل الطلاب من الدمام والقطيف إليها عبر رحلات إضافية للقطار تستوعب الطلاب والطالبات الذين لم يقبلوا ويخصص برنامج لهذا الخطاب الفكري ، ويرتاح الشرق كله من أزمة عدم قبول أبنائه ، مع تشكيل هيئة خاصة لفرص التوظيف لأبناء الشرق فتعالج البطالة ، وصحيفة إضافية تتيح المجال لأبناء المنطقة للتعبير عن الوحدة والطموح لوطن التقدم المرجو ...انه حلمنا التنموي يقترب من الحقيقة ويتعزز به الاستقرار الاجتماعي الوطني وهل ذلك مستبعد على يد المليك ..كلاّ ..أملٌ لن يضيع بإذن الله ، رعاكم الله أبا متعب لوحدة دولتكم تحت راية العروبة والإسلام.
سنةٌ وشيعة خلفك متحدين
العرض العادي
