[نور المستوحشين]

يختص الله سبحانه وتعالى بعضاً من عباده بملكات معينة وهي ما يطلق عليها الموهبة الفطرية وهذه الموهبة إذا ما اكتشفت في وقت مبكر وتناولتها أيد خبيرة وتعهدتها بالعناية والرعاية فإنها سوف تصقل ويصبح لها شأن كبير


أما إذا لم تلاحظ فإنها سوف تضمحل وتفنى ويصبح صاحبها مثيلاً لغيره من المغمورين ويفقد المجتمع والأمة بكاملها تلك المنحة الإلهية التي قدمت لهم ولم يحسنوا استغلالها ولا شك أننا بحاجة ماسة لهذه المواهب وقد أثبتت البحوث والدراسات العلمية أن هناك نسبة ما من الناس يمثلون المتفوقين والموهوبين حيث يبرز من بينهم العلماء والمفكرون والمصلحون والقادة والمبتكرون والمخترعون والذين اعتمدت الإنسانة منذ أقدم عصورها في تقدمها الحضاري على ما تنتجه أفكارهم وعقولهم من اختراعات وإبداعات وإصلاحات. والموهوب هو التلميذ الذي يوجد لديه استعداد أو قدرة غير عادية أو أداء متميز عن بقية أقرانه في مجال أو أكثر من لمجالات التي يقدرها المجتمع وخاصة في مجالات التفوق العقلي والتفكير الابتكاري والتحصيل الأكاديمي والمهارات والقدرات الخاصة، ويحتاج إلى رعاية تعليمية خاصة لا تستطيع المدرسة تقديمها في منهج الدراسة العادية. ويعد الموهوبون في كل مجتمع الثروة الوطنية التي سيكون لها شأن عظيم بإذن الله تعالى في تقدم وازدهار الأمم ومن هنا تتضح أهمية الاهتمام بهذه الفئة وتقديم الرعاية اللازمة لها لاستثمار طاقاتها وقدراتها بالشكل الأمثل ورعاية الموهوبين مسؤولية الجميع، ولكي نساهم في ذلك لا بد محكات أو معايير الكشف عن الموهوبين. خصائص وسمات الموهوبين من التعرف على دور الأسرة والمدرسة والمجتمع في رعاية الموهوبين. وخلاصة برامج الموهوبين و أننا بحاجة ماسة لهذه المواهب التي سيكون لها شأن عظيم بإذن الله تعالى في تقدم الأمم و تتمتع نور محمد التاروتي ذات 17 عاما في الصف الثاني ثانوي القسم العلمي بمقدرة عالية في الكتابة التي تعد هوايتها المفضلة إلى جانب القراءة والكمبيوتر حيث ورثت حب الكتابة من والدتها الشاعرة نهى فريد ومن جدها الذي يهوى الكتابة وقد كانت والدتها المشجع الأكبر لها للخوض في مسابقة كتابة القصة القصيرة والتي أعلن عنها النادي الأدبي العام الماضي والذي استقبل مشاركات من داخل وخارج المملكة تزيد على مائتي مشاركة.
مشاركة
وتقول التاروتي: إن أمر المشاركة غير وارد في ذهني مطلقا حيث كنت متخوفة من خوض هذه التجربة إلا أن والدتي ألحت علي كثيرا في هذا الأمر وشجعتني للتسجيل والمشاركة حيث أرسلت قصة قصيرة تحت عنوان « أحيان لا تأتي « وكانت المشاركة في آخر خمس دقائق من اليوم الأخير لاستقبال المشاركات وكانت القصة تحكي عن فتاة تسترجع ذكريات حياتها وأيام الطفولة إلى جانب التعرض لعدد من المواقف المؤثرة في حياتها وبعد شهر تقريبا أعلنت النتائج وفزت بالمركز الثاني حيث استقبلت والدتي عددا من الاتصالات المباركة والمهنئة لي على هذا المركز الذي أعلن عنه عبر موقع النادي وتضيف التاروتي: بأننى فرحت كثيرا حينها وآمنت بموهبتي ولكن مع الأسف سرعان ما أحبطت ودخل التشاؤم نفسي حين لم أتلق اتصالا من اللجنة المنظمة أو أحد المسؤولين في النادي يهنئني بالفوز أو يعلمني فقط بموعد تسليم الجائزة والتكريم مما سبب لي صدمة قوية حيث شعرت بعدم التقدير والتشجيع للمواهب الشابة فقد تمنيت أن أقرأ قصتي التي شاركت بها بعد فوزي بالمركز الثاني وتكريمي حتى ولو بشكل رمزي يعطيني دافعا للاستمرار لكن لم أجد شيئا من ذلك وتحلم التاروتي مستقبلا أن تكون كاتبة واعدة يشار لها بالبنان وطبيبة مختصة في أورام السرطان كي تعالج المرضى وتخفف من آلامهم.

م ن ق و ل

تحياااتي نور...