|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.83 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
الشيعة في سورية ولبنان
بتاريخ : 21-06-2009 الساعة : 12:12 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
الشيعة في سورية ولبنان
ظل التشيع سائدا في الشام وحلب وبعلبك وجبل عامل منذ القرن الأول إلى يومنا هذا ، ومن المعروف أن أبا ذر الصحابي الجليل هو الذي بذر بذرته ، أو غرس شجرته ، وذلك عندما نفاه عثمان من المدينة إلى الشام ، وكان يجول في الشام وضواحيه وهو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، من دون أن يخاف قوة أو سطوة ، أو إهانة أو قسوة ، وطبع الحال يقتضي أن يبوح بما انطوت عليه جوانحه من الولاء لعلي وأهل بيته ، يدعو له على القدر المستطاع ، فنمت بذرة التشيع في ظل التستر والتقية ، وأما اليوم فالشيعة مجاهرون ولهم شأن عند الدولة ، ولهم مظاهر في الشام وضواحيه ، ترى اسم علي والحسين مكتوبين تحت قبة المسجد الأموي ، وفي الجانب الشرقي مسجد خاص باسم رأس الحسين ، وفي نفس البلد قباب مشيدة
لأهل البيت ، أمثال زينب بنت علي ( عليهما السلام ) ورقية بنت الحسين ( عليهما السلام ) في الوقت نفسه لا تجد أثرا لمعاوية ( 1 ) ويزيد والحكام الأمويين .
إن في ذلك لعبرة لأولي الألباب .
قويت شوكة التشيع في سورية بعد قيام دولة الحمدانيين في الشام والجزيرة ، وكان لسيف الدولة أياد بيضاء في رفع منارة التشيع ، كيف وأبو فراس صاحب القصيدة الميمية هو ابن عمه الذي يقول :
الحق مهتضم والدين مخترم * وفئ آل رسول الله مقتسم
وأما جبل عامل فقد انتشر فيه التشيع منذ دخل إلى الشام ووجد في تلك البقاع مرتعا خصبا ونفوسا متلهفة ، فتعلق به أهله تعلقا شديدا حتى لقد برز منهم العديد من العلماء الكبار طبقوا البلاد شهرة وصيتا أخص منهم بالذكر :
1 - محمد بن مكي المعروف بالشهيد الأول ( 734 - 786 ه ) وكان إماما في الفقه ، ولكنه صلب بيد الجور ، ثم رجم ، ثم أحرق ، بذنب أنه شيعي موال لأهل البيت ولا يفتي بفتوى أئمة المذاهب الأربعة . وله كتب فقهية أشهرها كتاب اللمعة الدمشقية ، ألفه في السجن خلال أسبوع ولم يكن عنده من الكتب الفقهية سوى المختصر النافع للمحقق الحلي ( 600 - 676 ه ) .
2 - زين الدين بن علي الجبعي ( 911 - 966 ه ) المعروف بالشهيد الثاني صاحب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ، والمسالك في شرح الشرائع الذي يتضمن مجموع الكتب الفقهية مع ذكر المستند والدليل .
وقد امتدت إليه أيدي الظلم كسلفه الشهيد الأول ، حيث اعتقل بأمر الخليفة العثماني ثم قتله معتقلوه قرب
شاطئ البحر وحز رأسه من جسده وأرسل إلى السلطان .
وتاالله إنها لجرائم بشعة تقشعر منها الأبدان ، ويندى لها جبين البشرية خجلا ، فما معنى هذه القسوة المتناهية في قتل الشيعة وعلمائها ، وإذا كان هذا مصير الشيعة من قبل الحكومات المتعاقبة والظالمة ، فهل يلومهم أحد على اتخاذهم التقية حجابا لحقن دمائهم وحفظ أعراضهم ؟ ! لا أعتقد أن يلومهم عليها عاقل ، لأن الملام من دفعهم إليها لا هم .
أقول : ورغم هذا الإسراف في مطاردة الشيعة وقتلهم ، فقد ظهر في جبل عامل بعد هذين العالمين الجليلين ، علماء فضلاء وفقهاء عظام ، ولم يزل منار التشيع مرتفعا ولواؤه خفاقا بهم ، ولقد تحملوا عبر القرون وخصوصا في عهد السلطة العثمانية المصاعب الجسام والتي ذكرها التاريخ في صفحات سوداء لا تنسى ، ولا سيما في عهد أحمد باشا الجزار ، ممثل الدولة العثمانية في بلاد الشام من ( 1195 - 1198 ه ) .
ولقد ألف الشيخ الحر العاملي كتابا أسماه أمل الآمل في علماء جبل عامل طبع في جزأين ، واستدرك عليه السيد الجليل حسن الصدر . وأما بالنسبة إلى بعلبك فهي من المدن الشيعية العريقة ، والتي ظهر بها التشيع منذ دخل بلاد الشام وراج في ظل الدولة الحمدانية ، ووجد في نفوس أهلها خير موطن ، فاحتضنوه وتمسكوا به .
|
|
|
|
|