هناك ثلاث كتل بشرية هي عبارة عن تجمعات سكانية للمسلمين الشيعة في الوطن العربي وهي على التوالي عددياً في العراق ثم شرق السعودية فلبنان.
في العراق أبرزت الفضائيات الوليدة بعد زوال الدكتاتورية وانطلاق الإعلام الحر إلى الفضاء المفتوح لون وثقافة وهوية وحجم أهلنا في العراق، و في لبنان لعب الإعلام الفضائي في إبراز هوية الكتلة البشرية الثالثة وحجمها وثقافتها.
والكتلتان مازالتا في طور التعريف بهويتهما العربية الأصيلة وثقافتهما المحلية ومازالتا في بداية المشوار.
لم يك من أحدٍ يعرف حجم شيعة العراق وثقافتهم إلا حين أظهروا ذلك للعالم، فإعلام الأنبار وتكريت الذي كان سائداً في العراق أُظهر وكأنه - زوراً وبهتاناً - هو هوية العراق .
أهلنا في لبنان (أبناء عاملة) أظهروا بإظهارهم هويتهم الوطنية لوناً جديداً براقاً للبنان وقالوا للدنيا هذا جزء لا يتجزأ من هوية لبنان الوطنية ليُلغوا ما كان سائداً عبر عقود من أن لبنان هو ما يرتضيه إعلام الكتائب والقوات وإذا زاد فإعلام طرابلس.
لقد أظهرت الكتلتان الرديفتان رقمهما الحقيقي على خارطة الدنيا من خلال إشهارهما الإعلامي ، وبقيت الكتلة الثانية –عددياً – بعيدة كل البعد عن الأضواء لا أحد يعرف عنها شيئاً، اللهم إلا بعض التسريبات الخجولة ببعض المناحات على قنوات للأخوة المغتربين الإيرانيين في البلاد العربية وبالتحديد في الكويت وكربلاء، و مالكي تلك الفضائيات خطباء منبر حسيني تنقل مجالسهم ومحاضراتهم الى الفضاء، وهي أقرب للقنوات التبشيرية .
قناة القطيف والاحساء الفضائية المنشودة تتناول الدين والتربية من خلال برامج حوارية مشوقة ومن خلال فلاشات ومقاطع دينية في المناسبات فقط ليس الا، فهي قناة عامة لا علاقة لها بالتبشير الديني والمذهبي.
وهي قناة منتجة لمسلسلات ومسرحيات وأغانٍ خليجية تحاكي ثقافة المنطقة ، وأنا أكتب هذه السطور تراءى لي الفنان صالح المؤمن على إحدى القنوات وهو يقدم أُغنية خليجية في مهرجان الدوخلة يتراقص أمامه عصافير وفراشات يرتدون الزي المحلي لبلادنا ، وبلهجتنا المحلية، وعلى مسرح " تاروت التاريخ".
القناة تجارية هدفها الربح
إنني أدعو السادة رجال الأعمال الكرام في بلادنا للنهوض بقناة تهتم بشأننا المحلي وتعكس ثقافتها بتفاصيلها وتعرفها للعالم.
تلك القناة هي قريبة لمزيج من قناة الفضائية الكويتية في الدراما الخليجية وقناة الجزيرة في البرامج الحوارية الفكرية والاجتماعية والاقتصادية.
لقد نجح أُخوتنا في الكويت بوضع الدراما الخليجية وباللهجة الكويتية على خارطة العالم العربي علماً أن تعداد الناطقين بها في حدود ثلاث مئة وخمسين ألفاً بينما الناطقون بلهجة القطيف والاحساء قرابة العشرة ملايين اذا أضفنا أهلنا في الجمهورية الاسلامية الايرانية في الاحواز والمحمرة وبالاضافة لدولة البحرين.
الكوادر الوطنية الفنية جاهزة
بعد أن قدمتُ لكم شيء من المقاربة مع فضائية الكويت كان مقصودي بيان الجدوى الاقتصادية من مثل هكذا قناة ينطق بلهجتها عشرة ملايين من البشر و80% من مفرداتها مستخدمة في اليمن وعمان ذات الثلاثين مليوناً تقريباً، مع ملاحظة الناطقين باللهجة الخليجية من أهلنا في جنوب العراق ،فضلاً على أن الشعب العربي سيألف لهجتنا كما ألف اللهجة الكويتية من قبل.
الخطوة الأولى أيها السادة رجال الأعمال هي تدارس الخطوات العملية وأظنها تبدأ بجمع الفنانين والفنانات في القطيف والاحساء والبحرين بكافة أطيافهم وتوجهاتهم فالقناة ليست دينية ولكنها تراعي العادات والتقاليد المحلية والثقافة السائدة في إقليمنا.
كل ما تحتاجونه من كوادر موجودون وليس عليكم سوى الاتصال بهم وجمعهم وتدارس الخطوات العملية معهم وباذن الله ستكون باكورة عمل مشرق يعكس وجه المنطقة بإذن الله.
المعوقات
أهم معوق سيقفز في ذهن الجميع هو المعوق الحكومي فهل ستسمح وزارة الاعلام بالعمل باسم هكذا قناة، وهذه الوزارة مارست عبر عقود الإقصاء للهجة أهل القطيف والاحساء عبر وسائلها الإعلامية وترفض تغطية فعالياتهم الدينية بل حتى أفراحهم في مهرجاناتهم السنوية للأعراس الجماعية؟.
في البدء أوجه نداء للسادة في وزارة الإعلام أن السماح للعمل بالإعداد لهكذا برامج من داخل الوطن سيضع دوائر حول مساحة القناة بعكس لو أن القناة تم إعداد برامجها خارج البلاد كبيروت مثلاً فستكون هناك المساحة أكبر (أقصد مساحة التفلت من الرقيب)
فنداء من مواطن للسادة وزارة الإعلام بجعل البرامج تنطلق من بلادنا وتكون تحت أعيننا جميعاً، ولنعلم جميعاً أن الدنيا قد تغيرت وما يمكن كبحه اليوم قد يستعصي كبح أضعافه غداً .
السادة رجال الأعمال
في حال لم تتم الموافقة ولو بالإغضاء عن إعداد البرامج من داخل البلاد فلا مناص من إعدادها في الخارج كدولة الكويت مثلاً وأخذ الترخيص لشركة إنتاج تعمل على الأراضي الكويتية فكلما كنا في الخليج كان ذلك أسهل علينا بكثير.
.....أخيراً أقول القناة ليست سياسية فليس فيها نشرة أخبار ولا برامج حوارية سياسية لأن ذلك يتطلب تبني مواقف لسنا بوارد حتى التفكير فيها ، فمقترحي هو إبراز ثقافتنا وهويتنا الوطنية ليس إلا.
في الختام أقول حينما أقول "قناة القطيف والاحساء" لا أقصد مطلقاً الحاضرة لوحدها بل أقصد تماماً البادية أيضاً من الخفجي شمالاً إلى أبو ظبي جنوباً.