|
عضو ذهبـي
|
رقم العضوية : 15998
|
الإنتساب : Jan 2008
|
المشاركات : 2,894
|
بمعدل : 0.47 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
سمو الروح... وأنتصار ألأنسان
بتاريخ : 15-07-2009 الساعة : 01:29 AM
سمو الروح... وأنتصار ألأنسان
في أحايين متباعدة تمر بنا
لحظات خاصة.. في دفئها.. في حنانها..
في مذاقها.. خاصة في شيء..
في لحظات الفرح الإنساني الصادق..
نحس بخفة في الأطيان التي
تثقل كاهل إنسانيتنا.. ونحس- أيضا
بأن أرواحنا قد صارت كما الطيور..
تضرب بأجنحتها في الفضاء الفسيح،
وهي تزقزق فرحة وقد
غدت جائعه وراحت شبعه..
وعندما تحلق الروح..
يزكو البدن وتسمو مطالبه..
ولا تعيش النفس ولا تشعر بالفرح
الحقيقي العميق، ما لم يهيئها
صاحبها لذلك ويمهد لها الطريق..
من أقصر الطرق لتهيئة النفس البشرية،
والسير بها إلى ساحات الفرح وميادين السرور
أن يوطنها صاحبها في (مدينة الصدق)
المزدانة بأنوار الحب والبر والصلة..
والصدق بدرجاته المتعـددة،
إنما هو مركزٌ لكل الصفات الجميلة
والقيم السامقة الرفيعة..
وعندما ترتكس النفس من سمو الصدق وصفائه،
إلى حضيض (المعصية والغش والكذب والخداع)..
فإنها تكون قد فقدت أهم ما يميز كيانها
ويزكو به عن سائر الهياكل الحية المتحركة..
إننا نهزم الإنسان الذي فينا،
عندما نتخلى عن صفة من أهم
مقومات الإنسان.. بل أهمها على الإطلاق..
وهي الصدق.. ونصبح كبحّار حائر في بحر ثائر..
أو كتائه في صحراء مقفرة..
عندما تنهزم النفس عن صفة الصدق..
فإنها تفقد- تبعا لذلك- بوصلتها الإنسانية
التي توجه مسيرها في بحر الحياة..
يُهزم الإنسان الذي فينا،
عندما نتناقض مع طبائع الأشياء وفِطر الأنفس..
فنحرم الروح غذاءها ونفرض عليها
صيام الدهر بوصال لا ينقطع..
ونهزم إنسانيتنا عندما (نشطّر)
الكيان الإنساني في أودية متباعدة..
ونفكك ارتباطاته، بل نمنع
أجزاءه من التواصل أيضاً..
والتناقض والتشطير.. أكثر ما يضاد الصدق
وكل ما يتعلق به من أفضال ومكارم..
عندما نهزم القيَم التي فينا
بهازم مما ذُكر أو بغيره..
ونُصر على إقصاء إنسانيتنا
من الأدوار التمهيدية في مسابقة الحياة
فإننا نكون قد هزمنا الإنسان
نفسه في أولى المواجهات..
وعندما تنهزم القيم الفاضلة في النفس البشرية..
وتنتصر الصفات المقابلة لها
فإن تغيّرا كبيرا يتحتم على الكيان
البشري أن يعيشه، ريثما تترقي الأخلاق
وأول ذلك الصدق- ويستقيم السلوك..
وتسمو الروح.. وعندها يتحقق الانتصار
للإنسان الذي فينا..
|
|
|
|
|