|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 39170
|
الإنتساب : Jul 2009
|
المشاركات : 40
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
صلاة الليل
بتاريخ : 03-08-2009 الساعة : 02:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
صلاة الليل ومعطياتها الروحية والمادية
إن العبادة لله تعالى ومناجاته وبالخصوص في جوف الليل من أعظم اللذات التي لا تقاس بشيء وفيها طعم لو ذاقه الناس لما تركوا قيام الليل .
إن أولياء الله وأحباؤه الذين نالوا هذه النعم الروحية ببركة صلاة الليل لأنها تخلق عندهم الاستهانة بالدنيا وملذاتها فتكون الدنيا عندهم أحقر وأدنى قيمة من التراب الذي يطئونه بأقدامهم يقول الإمام الصادق عليه السلام : لو يعلم الناس ما في فضل معرفة الله تعالى ما مدوا أعينهم إلى ما متع به الأعداء من زهرة الحياة الدنيا ونعيمها وكانت دنياهم أقل عندهم مما يطئونه بأرجلهم ولنعموا بمعرفة الله تعالى وتلذذوا بها تلذذ من لم يزل في روضات الجنان مع أولياء الله إن معرفة الله أُنس من كل وحشة وصاحب من كل وحدة ونور من كل ظلمة وقوة من كل ضعف وشفاء من كل سقم.
لقد وردت عدة نصوص من الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة تحث على فضل صلاة الليل والقيام في جوف الليل لمناجاة العزيز الجبار وقراءة القرآن قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : صلاة الليل مرضاة الرب , وحب الملائكة , وسنة الأنبياء , ونور المعرفة , وأصل الإيمان , وراحة الأبدان , وكراهية الشيطان , وسلاح على الأعداء , وإجابة للدعاء , وبركة في الرزق , وشفيع بين صاحبها وبين ملك الموت , وسراج في قبره ,وفراش تحت جنبه , وجواب مع منكر ونكير , ومؤنس وزائر في قبره إلى يوم القيامة.
وخصت صلاة الليل بهذا الفضل لأن من أعظم الأوقات التي تجعل الإنسان ينشد إلى طاعة الله تعالى هو جوف الليل بما له من قدسية خاصة تجعل كيان الإنسان ينصهر أمام تلك العظمة فمرة يستغفر ومرة يدعو ومرة يستغيث لأن صفاء الليل وسكوته يجعل من العبد قريب من معبوده ولا يتحقق ذلك الإنشداد الطبيعي إلا في تلك الساعات الهادئة ولأن بصر الإنسان وسمعه في الليل في معزل عن المؤثرات الخارجية السمعية والبصرية لأن اطمئنان النفس وحضور القلب على أتمها في هذا الوقت .
وبالنظر لصفاء القلب وطمأنينة النفس يكون الاستعداد لطاعة الله تعالى والتوجه بالدعاء وتلاوة القرآن نابعاً من القلب وتكون النفس أقرب إلى النشاط والإخلاص في العمل قال تعالى :{إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلاً } .
وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال :ما من عمل يعمله العبد إلا وله ثواب في القرآن إلا صلاة الليل فإن الله لم يبين ثوابها لعظم خطرها عنده فقال : تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون .
إن من الأمور التي تكسر ظهر الشيطان قيام العبد في جوف الليل يناجي ربه متضرعاً إليه بالدعاء والناس نيام وروى ابن أبي جمهور عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال يوماً لأصحابه: إنّ أحدكم إذا نام عقد الشيطان على رأسه ثلاث عقد مكان كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإذا انتبه وذكر الله حُلت منها عقدة , فإذا توضأ حلّت أُخرى , فإذا صلّى حلّت العقدة الثالثة فأصبح نشيطاً طيب النفس , وإلا أصبح خبيث النفس كسلاناً .
ومن الآثار التي تظهر بصلاة الليل هي صباحة وجه المصلي وإشراقه وتطيب ريحه وتذهب عنه الهم وتجلو البصر مضافاً إلى ما تدره من الرزق , هذا في عالم الدنيا فكيف في عالم الآخرة ؟!
وقد ورد عن أبي عبد الله عليه السلام قال : صلاة الليل تحسن الوجه وتحسّن الخلق وتطيب الريح وتدر الرزق وتقضي الدين وتذهب الغم وتجلو البصر .
وروي أنه سُئل الإمام زين العابدين عليه السلام ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجهاً ؟ قال : لأنهم خلوا بربهم فكساهم الله من نوره .
فما أحوج الإنسان أن يتزود في هذه الأيام بالإرادة القوية لينهض في وقت السحر للاستغفار ومناجاة الله سبحانه ليكون من الذين يباهي بهم الله تعالى ملائكته ويستجيب دعاءه ويقضي حاجته لأن كل ما كان العبد قريباً من الله تعالى كان أقرب منزلة وأعظم درجة .
|
|
|
|
|