بسم الله الرحمن الرحيم
تمدد الشيعة السياسي في العالم العربي .. صيحات الحذر ودعوات الاستقطاب
نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
ظل التشيع كمذهب من المذاهب الإسلامية. خلال الأربعة عشر قرنا الماضية, متصالحا مع غيره من المذاهب الإسلامية ومتعايشا مع الدول ذات الاغلبية السنية, التي حكمت معظم العالم الاسلامي , وأكثر الفترات الزمنية مقارنة بالدول الشيعية, التي حكمت, ما مقداره اربعمئة عام فقط , من ألف وأربع مائة عام و30 % من العالم الإسلامي, بخلاف الدول السنية التي كانت مسيطرة ومتعايشة مع التشيع, رغم غلبتها وقوتها وشموليتها , لمنطلقها الإيماني, القائم على التنوع المذهبي والعقدي ،
ونشهد في العصر الحاضر , سجالا جدليا تسبب في قلق ,النخب السياسية والدينية - على حد سواء- , مصدره التمدد الشيعي في المنطقة , وماهية هذا التمدد خاصة انه مدعوم من دولة لها ثقلها .
واختلفت االاراء حول التمدد الشيعي , فهناك من يراه امتدادا طبيعيا لهوية الشعوب في حبها للتشيع , ومن يرى انها محاولة لاستغلال ال البيت , في النفوذ القومي وهو استغلال للديني في الجانب السياسي , و"المجلة" تستضيف مجموعة من الكتاب , أسحاب الرؤى المختلفة , لطرح رؤاهم حول هذه القضية , وكيف يرون الامتداد او التمدد الشيعي في المنطقة , وما يقف وراءه ؟ وهل فعلا يشكل خطرا على المنطقة؟.
يجب ألا نسمح برفع أي لافتة إيرانية في بلادنا
الموسوي: إيران "خطر" حتى على نفسها
الخط المتشدد في إيران, وجد في التراث الشيعي الموشى بزينة أهل البيت مصباحه السحري، لاختطاف عقول الشباب الشيعي والسني, في العالمين العربي والاسلامي ، خصوصا والعالم العربي يعيش ازمة هوية وضياع لخارطة ثقافية متينة .
الجماهير العربية والاسلامية, مهووسة في ظل الهزيمة الحضارية, وتكدس اوجاع ونفايات السياسة, بالرجل البطل ورجل الضرورة .
الهزيمة الحضارية لاي مجتمع, تقوده للبحث عن الموثولوجيا والوهم والخرافة, ولو كانت خرافة عنترة بن شداد، لذلك ايران وهي توزع بكائياتها على فلسطين ولبنان والعراق لمصالحها القومية ، تجد أحضانا لاستقبال هذه الدموع ،وان كان هناك من استيقظ من الكومة الإيرانية في جنوب العراق والدليل ما أسفرت عنه انتخابات المحافظات الاخيرة في العراق. فرهاننا في ايران على خط خاتمي المعتدل .
وايران تسللت للشاب المغربي, ارتكازا على المخدة الفاطمية من حكم الفاطميين لهذه المنطقة , حيث حب اهل البيت ، ولوجود حالة من الفراغ لبعض المغاربة المأخوذين بخطاب وأدبيات إيران ، والسبب ضياع بوصلة المذاهب, وكيفية اختلاط السياسي بالمذهبي, وهذه قد تضيع حتى على مفكرين كبار كالاستاذ ادريس هاني. فحب اهل البيت اضاءة لكل قلب ولكن الخوف من التسييس.
الشاب المغربي خصوصا المسكون بالرهاب من الحداثة, يبحث عن البديل فيجد في أدبيات إيران, المتسللة للجاليات طريقا لهذا الفراغ. ماحدث في لبنان والوهج المشتعل كفيل باختلاط الاوراق واضاعة البوصلة لمجتمعات هي بالاساس قائمة على العاطفة والرومانسية السياسية.
ايران جارة مسلمة ودولة اقليمية مهمة في المنطقة, ولكن غريزة ايران الثورية اصبحت خطرا على ايران نفسها وعلى والمنطقة.
تسلل الثورية الى الحوثيين او الصدريين او غزة ولبنان, يشير الى مخاوف على الحداثة, والدولة المدنية لان الحكومات المؤدلجة لايمكن ان تتلاقى مع التطوروالابداع.
يجب ان نختار بين ولاية الفقيه وولاية الحداثة،بين الفقيه الوتد وبين الديمقراطية الوتد، لايمكن ان نؤمن بالحداثة وفي ذات الوقت نقوم بتغليف صندوق الانتخاب بمسبحة كهنوتية.
ايران تتحرك لمصلحتها القومية وهذا حقها ولكنها برغماتية وهي تحاول الاستفادة من فكر اهل البيت لاستجلاب المشاعر الاسلامية. المشكلة هو في اختلاط السياسي بالديني ولذلك انا ادعو لفصل الدين عن السياسة لان الدين طاهر يجب ان لاندخله في البازار السياسي.
انظر الى اليمن , و الى ازمة المغرب والبحرين مع ايران، وانظر الى تصريح الرئيس اليمني عن ايران، الى تصريحات عراقيين عن تدخل ايران.
فالتوسع الايراني كان في الذاكرة , والان يراد له ان يتوسع جغرافيا, وهذه هي مشكلتنا كبحرينيين مع ايران, عندما نرى شيخا بحجم ناطق نوري, وهو قاب قوسين او ادني يفوز برئاسة ايران في يوم ما في قبال خاتمي يصرح ان البحرين محافظة رقم 14.
إن هناك فرق كبير بين التشيع الديني والسياسي، فالتشيع الديني يعيش في مسجده بعيدا عن السياسة, وهذا مادعى له اهل البيت هو التعاطي بعقل ووطنية وحكمة مع الوطن والدين والمجتمع وعدم الاستماع للسياسة وهي تستغل الدين.
لقد نظر الى ذلك على شريعيتي من التشيع العلوي والتشيع غير العلوي. فالمذاهب لاتتدخل في السياسة حتى يجرجرها الانسان.
رجال السياسة يدخلون الدين الى الحزب ليحولوه الى سندويشات حزبية مغلفة بورق ديني ليبقى لمصالحهم. الدين اذا دخل زنزانة الحزب الضيقة يتحول الى سوبرماركت لهذا نرفض اقحام الدين الجميل المتسامح في دهاليز السياسة.
فما هو دخل الاسلام بالارهاب وقتل الابرياء كماحدث في 11سبتمبر؟
يجب ان نفصل فكر اهل البيت ,عن فكر السياسة الذي تمارسه ايران.
هناك اسقاطات تاريخية , والتاريخ يلوى عنقه لمصالح سياسية.
إن امتداد إيران في المنطقة قومي وليس ديني، فماذا تسمى احتلال الجزر الثلاث الإماراتية؟
وماذا تسمي تكالب شخصيات كبيرة على ان البحرين ايرانية من حسين شريعتي الى داريوش الى ناطق نوري؟
هل هذا امتداد ديني؟ اين هي الوحدة الاسلامية هنا؟ اين هي سيادة الدول والتعاون المشترك؟
يجب ان نحصن انفسنا مع دولنا وشعوبنا ونتعامل مع ايران كدولة مسلمة لها احترامها ووزنها في المنطقة ولكن في نفس الوقت يجب ان لانسمح بتدخلها في شؤؤننا الوطنية او تخلط اوراقنا الدينية بالقومية .
يجب ألا نسمح برفع اي صورة لاي شخصية ايرانية تحت اي ذريعة لان ذلك يعد مساسا لسيادة الدولة وخطوة وثغرة قد يتسلل بها المتشددون لابنائنا.
نحن كشيعة, وما اكثر عقلاءنا مع أوطانهم وسيادة بلدانهم, وتاريخيا وحاضرا ومستقبلا, لذلك نحن العقلاء والوطنيين, يجب ان نحذر الامة والشباب العربي والاسلامي من اي تدخل, او استغلال اي دين من التسلل ,ونحن قادرون على ايجاد الفكر الحداثوي الوطني الخارج, من اطار الزنزانات الايديولوجية ليكون لصالح الوطن والدين التسامحي ولمصالح حكوماتنا .
نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي