اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ظهور الشيعة وانتشارهم
إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي أظهر مصطلح ( الشيعة ) وأصَّلَه وجذَّره في وعي الأمة ووجدانها .
فقال أبو حاتم الرازي : ( إن أول اسم لمذهب ظهر في الإسلام هو الشيعة ، وكان هذا لقب أربعة من الصحابة : أبو ذر ، وعمار ، والمقداد ، وسلمان ) الزينة 3 / 10 .
وقال الخونساري : ( اختص باسم الشيعة أولاً سلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ، ومقداد بن الأسود ، وعمَّار بن ياسر ، في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لملازمتهم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) روضات الجنات / 334 ط بيروت .
وقال جابر بن عبد الله الانصاري : كُنَّا عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فأقبل علي ( عليه السلام ) ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( والذي نفسي بيده ، إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ، فنزل قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيرُ البَرِيَّةِ ) البيِّنة : 7 ( تاريخ ابن عساكر 2 : 442 ط بيروت / ترجمة علي ( عليه السلام )) .
وعلى كل حال ، فكان في زمن النبي ( صلى الله عليه وآله ) جماعة يتشيعون لأمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) أقَرّهم وأيَّدهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ورضي عنهم ووعدهم بالفوز يوم القيامة .
ثم ظهر التشيع لعلي ( عليه السلام ) عند حدوث الاختلاف في أمر الخلافة يوم وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فتشيَّع يومئذ لعلي جميع بني هاشم وبني عبد المطلب ، وانظمَّ إليهم الزبير بن العَوَّام ، وثلاثة عشر من المهاجرين والأنصار ، فأرادوا علياً ( عليه السلام ) للخلافة .
وقيل أن مجموعهم لم يبلغ الأربعين ، حتى أنه روي عنه ( عليه السلام ) أنه قال : لو وجدت أربعين رجلاً لقاتلتهم .
وقيل بل كانوا سبعمائة من أكابر الصحابة ، وهذا إن صحَّ فالمانع له عن الطلب والقتال إما علمه بأنهم لا يثبتون معه على القتال ، أو إتِّقاء الفتنة في زمان عدم استقرار الدين .
ثم ازداد عدد الشيعة في صدر الإسلام شيئاً فشيئاً حتى بلغوا ألفاً أو أكثر ، وبعد نَفي أبي ذر إلى الشام تشيَّع منها جماعة بسببه ، ولما رأى معاوية ذلك أخرجه إلى القرى بعيداً عن مراكز المُدُن وجماهير الناس ، فوقع في جبال بني عاملة فتأثروا فيه وتشيعوا بسببه .
ولما وقعت الفتن في الإسلام وقُتل عثمان ، ووقعت حرب الجمل ، ثم صِفِّين ، ثم النَهرَوَان ، كان أبا ذر أكثر الصحابة مع الإمام علي ( عليه السلام ) ومن أشياعه ، وأفراد منهم مع معاوية ، وقليل اعتزل الفريقين .
ثم جعل الإمام علي ( عليه السلام ) عاصمته ( مَحلُّ خِلافَتِهِ ) الكوفة ، فتشيع كثير من أهل الكوفة والبصرة وما جاورهما ، ثم أخذ الإمام علي ( عليه السلام ) يرسل عُمَّاله وشيعته إلى الأمصار المختلفة ، وذلك لتفقيه الناس بأمور دينهم وتدبير أمورهم .
فكان في مكة ، والمدينة ، والطائف ، واليمن ، ومصر ، كثير من الشيعة ، مضافاً إلى من في العراق وفارس ، بل كان معظم أهل اليمن شيعة لعلي ( عليه السلام ) ، ولا زال لحد الآن الكثير منهم على مذهب زيد الشهيد ، ويُسَمَّوْنَ بـ ( الزيديَّة ) ، كما يوجد عدد كثير من الشيعة الإمامية الإثني عشرية في مصر ، وقسم كبير منهم يُسَمَّوْنَ بـ ( العَلَوِيَّة ) .
ولما قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) استعظم أكثر المسلمين ذلك ، حتى أن بعض الأمويين تَنَبَّهُوا لفضل أهل البيت ( عليهم السلام ) وما أصابهم من الظلم ، إضافة إلى أعمال بني أمية اللاَّدينية ، وفسقهم العلني في زمن يزيد وغيره ، فارتدَّ قسم كبير من الناس عن بني أمية .
وهكذا كثر عدد الشيعة في التابعين وتابعي التابعين كثرة مفرطة ، وما زال عدد الشيعة يزداد حيناً فحيناً إلى أواخر الدولة الأموية ، فظهرت شيعة بني هاشم من العلويين والعباسيين بشكل واضح ونتيجتها وَلَّدَت الدولة العباسية .
وفي زمن الدولة العباسية كثرت شيعة العلويين في الحجاز ، واليمن ، والعراق ، لا سِيَّمَا في الكوفة والبصرة ، وفي مصر وخراسان وسائر بلاد فارس .
ورغم الخوف والاضطهاد لأهل البيت ( عليهم السلام ) وشيعتهم في زمن الدولة الأموية والعباسية ، وحُبُّ السلاطينَ للمال والجاه والسلطة ، اضطرَّ أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) وشيعتهم للتستُّر والاختفاء .
فكتم أهل البيت ( عليهم السلام ) علومهم إلا عن خواص أصحابهم ، لأن الملك عقيم ، والناس على دين ملوكهم ، وحب المال والجاه والرئاسة أمر مجبولة عليه النفوس .
ورغم كل ذلك فقد ازداد عدد الشيعة وظهر أمرهم كلما قَلَّ الضغط والاضطهاد ، وخاصة في أواخر الدولة الأموية ، وبداية الدولة العباسية ، ففي عهد السفَّاح والمنصور اشتهر مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) وانتشرت مدرسته عند الناس ، وخاصة في عصر الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، ولذلك نسب مذهب أهل البيت إليه ( عليهم السلام ) فقيل المذهب الجعفري .
هكذا انتشر التشيع في الأمة حتى سرى إلى الملوك ، فَمَالَ إليه من ملوك بني أمية معاوية الأصغر ( الثاني ) .
ومال إليه وناصَرَهُ عمر بن عبد العزيز ، كما أن المأمون من بني العباس تظاهر بالمشايعة لعلي وولده ( عليهم السلام ) ، وجعل الإمام الرضا ( عليه السلام ) ولي عهده ، وقد اختلفت الأسباب الحقيقية لهذا الأمر ، وكان بعده الإمام الناصر من بني العباس شيعياً ، وكذلك الملك علي بن صلاح الدين الأيوبي ، وكبراء وزراء بني العباس وكتابهم .
ولما خرج الإمام الرضا ( عليه السلام ) إلى خراسان في زمن المأمون تشيَّع كثير من أهلها ، إضافة إلى ما كان فيها من الشيعة .
وعند حدوث الضعف في الدولة العباسية ، وخروج أكثر أمصارها عن أيديهم ظهرت الدولة البُوَيهِيَّة في العراق ، وفارس ، والدولة الحمدانية ، في دمشق وحلب والموصل ، والدولة الفاطمية ، في مصر والشام والحجاز وأفريقيا ، فانتشرت الشيعة في هذه الأماكن وكثرت كثرة مُفرِطَة .
وما زال التشيع ينتشر ويَقِلُّ ، ويظهر ويختفي ، ويوجد ويُعدَم ، في بلاد الإسلام ، حسب تعاقب الدول الغاشمة وتشددها وتساهلها مع الشيعة ، حتى أصبح عدد الشيعة اليوم في أنحاء المعمورة ما يقارب ربع المسلمين أو أكثر من ذلك .
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين
وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
جــزيت خــيرا ًمـــــن رب العالمين
ورزقت بالجنان ببركة محمد وآله الطيبين الطاهرين
فقال أبو حاتم الرازي : ( إن أول اسم لمذهب ظهر في الإسلام هو الشيعة ، وكان هذا لقب أربعة من الصحابة : أبو ذر ، وعمار ، والمقداد ، وسلمان ) الزينة 3 / 10 .
السلام عليكم
احسنتم مولانا نجف الخير على الموضوع
والجملة الموجودة في الاقتباس راح نسفيد منها كثير
خصوصا في الحوارات تحياتي لكم والسلام عليكم