معاوية يموت على غير الملّة ( دفع جميع الإشكالات الواردة )
بتاريخ : 15-12-2009 الساعة : 08:17 PM
اللهم صل على محمد وال محمد
طرحت هذا الموضوع على السلفية ، فقدموا كل ما لديهم من إشكالات ، فبدءنا بنسف شبهاتهم واحداً تلو الآخر ..
لكن لن أنقل الحوار الذي دار بيننا ، فالموضوع لرد الشبهات الواردة على سند الحديث ..
نبدء بحول الله وقوته ,,
روى البلاذري في كتابه أنساب الأشرف ( بسند صحيح ) ج2 ص120 :
(( وحدثني إسحاق وبكر بن الهيثم قالا حدثنا عبد الرزاق بن همام انبأنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص
قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي،
قال: وكنت تركت أبي قد
وضع له وضوء، فكنت كحابس البول مخافة أن يجيء،
قال: فطلع معاوية
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هو هذا )) انتهى..
الاشكالات من جهة السند :
1ـ ( صاحب الكتاب ) البلاذري لم يوثقه أحد .
2ـ عبد الرزاق عمي في آخر عمره واختلط .
3ـ عبد الرزاق شيعي ، وهذا الحديث ينصر به بدعته.
4ـ قال ابن تيمية عن الحديث : كذب موضوع .
5ـ سب عبد الرزاق لمعاوية .
6ـ وصف عبد الرزاق لعمر بأنه أنوك ـ أي : أحمق ـ .
الاشكالات من جهة المتن :
1ـ كيف يصالح الامام الحسن (ع) رجل كافر ؟
أقول ـ علوي الصمود ـ :
هذه الإشكالات يعرف إجابتها من لديه أدنى علم في علم الرجال .
الرد على الاشكالات الواردة من جهة السند :
الشبهة الأول : ( صاحب الكتاب ) البلاذري لم يوثقه أحد :
الرد على الشبهة :
هذه الشبهة وهاية ، فمن لديه اطلاع على كتب الرجال ، لنرى الأدلة التي تدل على وثاقة البلاذري :
الدليل الأول :
الوافي بالوفيات ج3 ص104 بترجمته
وكان أحمد بن يحيى بن جابر عالماً فاضلاً شاعراً راوية نسّابة متقناً، وكان مع ذلك كثير الهجاء بذيء اللسان آخذاً لأعراض الناس. وتناول وهب بن سليمان ابن وهب لما ضرط فمزّقه، ..
الدليل الثاني :
تذكرة الحفاظ ج3 ص893 بترجمة البلاذري الصغير
" فأمّا الكبير فإنّهُ أحمد بن يحيى صاحب التاريخ المشهور من طبقة أبي داود السجستاني ، حافظ ، أخباري ، علامة "
الدليل الثالث :
طبقات الحفاظ ص72
البلاذري الإمام الحافظ البارع أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم الطوسي الواعظ.
قال الحاكم: كان واحد عصره في الحفظ والوعظ لم يغمز عليه في إسناد أو اسم أو حديث وخرج صحيحا على وضع كتاب مسلم.
استشهد بالطابران سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. هذا البلاذري الصغير.
والكبير: أحمد بن يحيى صاحب التاريخ في طبقة أبي داود السجستاني حافظ أخباري علامة.
الدليل الرابع :
لسان الميزان ج1 ص323
أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البلاذري صاحب التصانيف سمع من ... قال بن عساكر بلغني أنه كان أديبا راوية وأنه مدح المأمون وجالس المتوكل وتوفي في أيام المعتمد وشوش في آخر أيامه فشد في المرستان ومات فيه وكان سبب ذلك أنه شرب البلاذر على غير معرفة فحلقه ما لحقه ولهذا قيل له البلاذري قال وكان شاعرا وله أهاج كثيرة وكان ينقل من الفارسي إلى العربي قال ياقوت في معجم الأدباء ذكره الصواف في ندماء المتوكل وكان جده جابر يخدم الخصيب أمير مصر وكان عالما فاضلا نسابة متقنا ومن شعره في الهجو ... من رآه فقد رأى ... عربيا مدلسا ... ... ليس يدري جليسه ... أفسا أم تنفسا ... قال وعاش إلى آخر أيام المعتمد ولا بعد أن يكون عاش إلى أول أيام المعتضد ..
معنى قولهم (( حافظ )) :
معجم ألفاظ الجرح والتعديل ص92
" حافظ : من ألفاظ التعديل ، مرتبته : وهو من المرتبة الأولى من مراتب التعديل عند ابن أبي حاتم وابن الصلاح والذهبي والعراقي ومن المرتبة الرابعة عند الحافظ السخاوي ، حكمها : يحتج بحديث من اتصف بهذا اللفظ ، من أهل هاتين المرتبتين . "
معنى قولهم (( متقن )) :
معجم ألفاظ الجرح والتعديل ص163
" متقن : من ألفاظ التعديل ، مرتبته : وهو من المرتبة الاولى من مراتب التعديل عند ابن الصلاح ، ومن المرتبة الثانية عند الحافظ العراقي ، ومن المرتبة الرابعة عند الحافظ السخاوي ، حكمها : يحتج بحديث من اتصف بهذا اللفظ ، من أهل هذه المراتب . "
وكما لا يخفى بأنّ لو أحد من ابن حجر والذهبي قد حكموا على أحد الاحاديث بالاعتبار ، فجميع رجال السند عدول ، ولا يمكن ان يكون أحد رجال السند كذاب ، وضاع ، .. إلخ
الإصابة ج1 ص234
" وروى البلاذري بإسناد لا بأس به ... "
سير أعلام النبلاء ج2 ص613
" وأخرجه البلاذري في " فتوح البلدان " ص93 من طريق شيبان بن فروخ ... عن ابن سيرين عن ابي هريرة وإسناده صحيح ."
سير اعلام النبلاء ج3 ص344
" واخرج البلاذري 3/34ـ35 من طريق وهب بن بقية ... وهذا سند حسن . "
الشبهة الثانية : عبد الرزاق عمي في آخر عمره واختلط :
الرد على الشبهة :
كيف عرفنا بأنّ اسحاق وبكر بن الهيثم رويا الحديث عنده بعد الاختلاط ؟؟
ولهذا السؤال لا يوجد أي جواب .
لانّ العلائي أشار إلى انّ الذين رووا عنه بعد الاختلاط : أحمد بن محمد بن شبويه ، وإبراهيم بن منصور الرمادي ، ومحمد بن حماد الطهراني ، وإسحاق بن إبراهيم الدبري ...
وأما قبل الاختلاط : أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ، ويحيى بن معين ، وعلي بن المديني ، ووكيع في آخرين.
فكيف لنا أن نكشف مَنْ هم الاخرين الذين رووا عنه قبل الاختلاط ؟؟
وهذا أولاً ..
ثانياً : أنّ مسألة اختلاطه لم يعتد له الألباني !!
صحيح وضعيف سنن أبي داود
[2470] حدثنا أحمد بن شبويه المروزي حدثني عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن صفية قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت فانقلبت فقام معي ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم على رسلكما إنها صفية بنت حيي قالا سبحان الله يا رسول الله قال إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا أو قال شرا.
تحقيق الألباني: صحيح .
حكم عليه بالصحة ، لكن لنرى هل احمد بن شبويه روى عن عبد الرزاق قبل الاختلاط أم بعده ؟
فهذا نرجع إلى كتاب المختلطين ـ العلائي ـ ص75 ـ تحقيق وتعليق : د. رفعت عبد المطلب ، وعلي عبد الباسط .
" وممن سمع منه قبل الاختلاط :
أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ، ويحيى بن معين ، وعلي بن المديني ، ووكيع في آخرين.
وممن سمع منه بعد اختلاطه :
أحمد بن محمد بن شبويه ، وإبراهيم بن منصور الرمادي ، ومحمد بن حماد الطهراني ، وإسحاق بن إبراهيم الدبري ... "
فعلى أيّ أساس صححّ الحديث ؟
إذن : نستنتج من ذالك :
1ـ عدم معرفتنا أن اسحاق روى عن عبد الرزاق قبل الاختلاط أم بعده ؟
الشبهة الثالثة : عبد الرزاق شيعي ، وهذا الحديث ينصر به بدعته:
الرد على الشبهة :
هذه الشبهة من أركك الشبه ، وأوهاها.
فقد أجبنا عليها مراراً وتكراراً ، لكن لا بأس في الإعادة ، وهذه طريقة أخرى لرد هذه الشبهة.
قال الذهبي في ميزان الاعتدال ج1 ص5 بترجمة ابان بن تغلب رضي الله عنه :
" فلقائل أن يقول: كيف ساغ توثيق مبتدع وحد الثقة العدالة والاتقان ؟ فكيف يكون عدلا من هو صاحب بدعة ؟ وجوابه أن البدعة على ضربين: فبدعة صغرى كغلو التشيع، أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرف، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق. فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية، وهذه مفسدة بينة. "
ولم يردّ أحد من الأعلام حديث المتشيعيين ، وراجع الصحاح الستة ، فتجد أنّ نصف أو أكثر الاحاديث رويت عن طريق المتشيعين .
ومن أعلام المتشيعين :
1ـ الاعمش : له في الكتب الستة + مسند احمد = 2333 حديث .
2ـ ابي اسحاق السبيعي : له في الكتب الستة + مسند احمد = 1258 حديث .
3ـ عبد الرزاق : له في الكتب الستة + مسند احمد = 1980 حديث .
فهؤلاء الثلاثة مجموع حديثهم في الكتب الستة + مسند احمد = 5571 حديث .
وهذا هو قصد قول الذهبي ، فلا يمكن رد 5571 حديث فقط لأنّ السبب هي التشيع .
ولا تنسى أنّ كثير من الشيعة لم اذكرهم وكذا القدرية والمرجئة وغيرهم .
ولا تنسى ان مصنف عبد الرزاق فيه 21033 حديث ، وهذا العدد ليس بالعدد السهل ، فهو يتضمن اكثر من الكتب الستة .
الشبهة الخامسة + السادسة : طعن عبد الرزاق بمعاوية وعمر :
الرد على الشبهة :
وهذا لا يُعدّ سبباً للجرح ، فمعتقد الراوي لا يكون سبباً لجرحه .
ففي الجرح والتعديل يعتبر الاساس هو الصدق والكذب ، لا المعتقد .
فلو كان ذالك يردُّ حديث الراوي ، فلماذا لم تردوا حديث :
1ـ الشافعي .
2ـ الحسن البصري .
3ـ جرير بن عبد الحميد .
4ـ الفضل بن دكين .
5ـ الاعمش .
6ـ مسروق بن الاجدع .
7ـ شريك بن عبد الله .
8ـ ابن الجعد .
9ـ عبيد الله بن موسى شيخ البخاري .
10ـ الشوكاني .
11ـ الحاكم .
فهل نرد حديث هؤلاء ؟
ساعطيك مثالاً :
السنة للخلال ج3 ص505 رقم 808 تحقييق عطية الزهراني
(( سمعت محمد بن عبيدالله بن يزيد المنادي يقول كنا بمكة في سنة تسع وكان معنا عبيدالله بن موسى فحدث في الطريق فمر حديث لمعاوية فلعن معاوية ولعن من لا يلعنه قال ابن المنادي فأخبرت أحمد بن حنبل فقال متعدي يا أبا جعفر فأخبرني محمد بن أبي هارون أن حبيش بن سندي حدثهم أن أبا عبدالله ذكر له حديث عبيدالله بن موسى فقال ما أحسب هو بأهل أن يحدث عنه وضع الطعن على أصحاب رسول الله ولقد حدثني منذ أيام رجل من أصحابنا أرجو أن يكون صدوقا أنه كان معه في طريق مكة فحدث بحديث لعن فيه معاوية فقال نعم لعنه الله ولعن من لا يلعنه فهذا أهل يحدث عنه علي الإنكار من أبي عبدالله أي إنه ليس بأهل يحدث عنه
إسناده حسن .))
فلا يخفى بأنّ عبيد الله بن موسى من شيوخ البخاري
الدليل :
صحيح البخاري > الاعتصام بالكتاب والسنة > قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي :
حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل عن قيس عن المغيرة بن شعبة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون
.
فهل نردُّ حديث شيخ البخاري ( عبيد الله بن موسى ) لأنّه لـــــــعــــــــن معاوية ولـــــــعــــــــن من لا يــــــلـــــعـــــنــــــه ؟؟
فإذن : هذه الشبهة واهية جداً .. لا يمكن أن تكون دليلاً ..
وهذا أولاً ..
ثانياً : رواية طعن عبد الرزاق بمعاوية وردت في كتاب
ضعفاء للعقيلي ج3 ص109
قال حدثنا محمد بن إسحاق بن يزيد البصري قال سمعت مخلد الشعيري يقول كنت عند عبد الرزاق فذكر رجل عند معاوية فقال لا تقذر مجلسنا بذكر ولد أبي سفيان
قلت : محمد بن اسحاق البصري = شيخ العقيلي . وهو مجهول الحال .
لم اجد له ترجمة في كتب الرجال .
يتبع ,,
التعديل الأخير تم بواسطة علي الفاروق ; 15-12-2009 الساعة 09:02 PM.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
حياكم الله عزيزي علوي وبارك الله فيك ....
ونسفت الشبهات نسفا فعلا .. واما عبد الرزاق فانه من رواه مسلم وقوله بانه أنوك (أحمق )ثابت وصحيح ويتناقله كتب رجالهم
معاوية يموت على غير الملّة ( دفع جميع الإشكالات الواردة )
العرض العادي
